أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)














المزيد.....

14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 17:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)
ما الذي يجعل تاريخ مرحلة معاصرة قريبة جدا مثل فجر الجمهورية في العراق خبطا من الملابسات والتناقضات؟.. نفس الأمر ينطبق على مرحلة الغزو الأمريكي في (2003) وما أعقبها من تداعيات سياسية. السبب الرئيس هو فيض الأكاذيب والمهاترات الكلامية و(الاعلامية) في محاولة مقصودة لتضليل الحق في الباطل. حالة التناقض المتعسف في التاريخ الاخباري ليس حالة جديدة وفريدة ولا خاصة عراقية وانما لها جذور تعود إلى ما يدعى بفجر الاسلام أو صدره. وإذا كان تاريخ الاسلام قد دوِّن متأخرا بقرون، فلا مبرر يجعل احداث معاصرة غائبة عن الحقيقة السردية.
هذا السؤال يتعلق بالانتلجنسيا العراقية والحركات السياسية الفاعلة يومذاك ومدى موضوعيتها، إلى جانب سلطة النظام الحاكم التي عجزت عن تثبيت تاريخ موثق على طريقة ملوك آشور وأكد.
ولدت حركة يوليو 1958 في ظل خلافات متعددة المستويات، داخليا وخارجيا، عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وفي حين جرى تسميتها ب(الثورة) على نهج الحالة الثورية للخمسينيات والستينيات، فليست في حقيقتها غير ظاهرة عفوية تفتقد أبسط قواعد التنظيم والتفكير والبرمجة. وقد استأثرت بها النزعات الفردية منذ بداياتها، فكان ارتباطها بما دعي تنظيمات (تجمعات) الضباط الوطنيين (الأحرار) في غاية الهشاشة والاستغلال الاعلامي والسياسي، عندما جاء انخراط عبد السلام عارف فيها متأخرا قرابة العقد في (1957) –فيما يعود تأسيسها إلى (1949) بريادة رفعت حاج سري-، ولم يكن عبد الكريم قاسم متحمسا لها وانما دفع إليها دفعا من قبل رفيقه عارف، ولم يكن تسلّط هذا الأخير فيها بغير ترتيبات ودعم عبد السلام عارف، الذي كان له الدور الأساسي والصدامي في تنفيذ مراحل الانقضاض على النظام السابق، ومعلن بيان الثورة الأول. وهكذا ظهرت نزعة الصراع والتنافس العسكري (حسب الرتبة العسكري- كان قاسم عميدا وعارف عقيدا، وبحكم الرتبة كان قاسم على رأس التنظيم العسكري). وهذا يقود لمناقشة العسكري والثوري في العملية السياسية، فكان قاسم عسكريا عمل على تسخير الوضع السياسي لنزعته الفردية، ولعدم تمتعه بالشعبية والاستحقاق السياسي والعسكري فقد عمل على تصفية خصومه المحتملين تحت خيمة ما اشتهر يومها بمحكمة المهداوي العسكرية الخارجة على أي سياق قضائي مؤسساتي. هذه المحكمة وممارساتها المنافية للقانون والانسانية، واجراءات سياسية وعسكرية أخرى قام بها عبد الكريم وحاشيته زادت من هشاشة التحول السياسي وسطحيته، كما فضحت عقده الشخصية وضيق أفقه الاجتماعي والسياسي، وفشل في ايجاد أرضية سياسية لتعامل مدروس يجنب البلاد هاوية المهاترات التي تعاقبت. وفيما تجري المبالغة بمسميات قرارات ثورية اجتماعية غير مدروسة أو ناجزة – منسوخة نسخا عن تجارب عالمثالثية وناصرية سابقة- ، يجري القفز على سبب الغاء مؤسسات البرلمان العراقي التي رافقت العهد الملكي وانتهت معه.
وأدناه عناوين مستويات الصراعات المحيطة بمرحلة يوليو 1958 بسبب انعدام الرؤية السياسية ونقص الحكمة..
1- بين عبد الكريم وعبد السلام
2- بين عبد الكريم وبقية اعضاء تنظيمات الضباط والمجلس العسكري (للثورة) –عبد السلام ورفعت الحاج مثلا-.
3- بين عبد الكريم والضباط الأقدم والأجدر منهم (ناظم الطبقجلي مثلا).
4- بين عبد الكريم والساسة القدماء البارزين (رشيد عالي الكيلاني مثلا).
5- بين عبد الكريم والتيارات السياسية الفاعلة (القومية أولا، والشيوعية لاحقا).
6- بين عبد الكريم وعبد الناصر على الصعيد العربي.
7- عزل العراق عن المحيط العربي والاقليمي.
8- استبداده السياسي وتدمير العملية السياسية الداخلية.
9- فيما عزل البلاد عن محيطه الاقليمي ومشروع ناصر الوحدوي، لم يدعم وجود أحزاب سياسية محلية عراقية كالحزب الوطني وحزب الاستقلال، لا شيوعية ولا قومية ولا اسلامية.
فالقارئ يتوق لمعرفة ما الذي كان يدور في فكر الزعيم قاسم وما هي رؤيته السياسية لواقع ومستقبل البلاد. هل استند قاسم إلى نزعته الوطنية المحلية في رفض مشروع ناصر؟.. وإذا كان رافضا لمشروع وحدة ناصر، فما مبرر انعزاله عن المحيط العربي، وفيه من القوى من يناهض عبد الناصر ومشروعه؟..
هل استند العميد قاسم (1914- 1963) إلى عقدة الرتبة العسكرية -أيضاً- في النظر إلى المقدم عبد الناصر (1918-1970)؟.. وهل كان لضعفه السياسي والشعبي أثر في تجاهل الرؤية السياسية لعبد الناصر الذي كان يحظى بشعبية واسعة في المحيط المصري والعربي؟ .. ماذا وراء جمعه المراكز القيادية الرئيسة في الدولة والحكومة في شخصه، مع تعليقه منصب رئيس الجمهورية طيلة مدة حكمه؟.. لماذا جرى تحجيم أدوار الساسة الوطنيين أمثال محمد حديد والجادرجي، في حين كان يمكن بالتنسيق معهما احداث نقلة سياسية اقتصادية في البلاد، وتنقذه من طوق العزلة الذي انتهى إليه؟..
كان قاسم شخصية وطنية، غير ذي طمع، فلماذا لم يستقل ويعتزل الحياة السياسية بعد فشله في إدارة البلاد، بدل استمراره في الحكم الفردي من غرفة عزلته في وزارة الدفاع؟..
لندن
سامي فريدي
*



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)
- 14 يوليو 1958ن حاجة محلية أم ضرورة دولية /3
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (1)
- في ذكرى أنطون سعادة
- المركزية السورية أيضا..
- المركزية السورية ومشروع انطوان سعادة
- العراق في كتابات انطون سعادة
- القوي يكتب التاريخ
- هوامش على -قميص قلقميش-
- انحطاط القيم.. ظاهرة خاصة أم عامة؟..
- ماركس والعولمة
- حكومة كاميرون تبعد لاجئين عراقيين قسرا
- ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي
- الانتخابات البريطانية والانسان العربي
- كنائس مصر والبلدوزر.. والانتخابات!
- لماذا لا يوجد لوبي عربي في بريطانيا؟!..
- في اركيولوجيا الثقافة
- يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا
- من يثرب إلى العراق..


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)