أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي فريدي - التعليم والغربنة














المزيد.....

التعليم والغربنة


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 14:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



منذ عهد السلطان العثماني سليم الثالث اعترف الشرق الاسلامي بأهمية الاستفادة من مزايا التفوق العلمي والحضاري للغرب، وذلك عبر استقدام الخبرات الفنية والعلمية والعسكرية أو ارسال البعثات وايفاد الطلبة للدراسة والتزود بالعلوم والخبرات الغربية لخدمة بلادهم وتحديث مجالات الحياة ومناسيبها في الاجتماع والاقتصاد والسياسة. وقد بلغت ظاهرة البعثات والايفادات العلمية ذروتها مع ظهور الدولة الوطنية في الشرق الأوسط ، حتى دخول عصر العولمة وفشل برامج التنمية الوطنية وشيوع الهجرة وحركة الأفراد بين الشرق والغرب الذي نعيش اليوم ذروته مع تفكك آخر معاقل الدولة الوطنية وافراغها من مضامينها التاريخية.
خلال ذلك لا بدّ من تلمّس أثر تلك المسيرة الطويلة من العناصر الوطنية ذات التعليم والتدريب الغربي على بلادها الأم وانعكاس خبراتها وعلومها على حركة التنمية والتحديث والتطور الاجتماعي في الشرق الأوسط. تلك الظاهرة المحدودة في برامج التحديث المحلية بين أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وما لقيته من معارضة ومعوقات داخلية وخارجية، ما يستدعي وقفة تأمل ودراسة أسباب عجز تلك العناصر التي تبوأ كثير منها مراكز قيادية وسياسية في بلادها عن احداث التغيير.
هذا السؤال يقود إلى دور القيادات الشابة في النظام السياسي العربي مع بداية القرن الحادي والعشرين؟. أن كلا من عبدالله الثاني وبشار الأسد عادوا من انجلتره لتولي زمام الحكم فيما محمد السادس خريج المدرسة الفرنسية/ الأميركية ولكن أول أثنين لم يتقدما بأي برامج اصلاحية أإو تحديثية، بينما كانت مسودة اصلاحات الملك المغربي دون المستوى المطلوب محليا. وهذا بحدّ ذاته طعنة غادرة في جوهر الحداثة الغربية ومنهاج التحديث العثماني لسليم الثالث بعد ثلاثة قرون. وتخصص ملك الأردن في مجال الجيش (المدرسة الأميركية)، وملك المغرب في مجال الاقتصاد، وبشار الأسد في الطب.
أن الحداثة الغربية اليوم تراجعت كثيراً عن المأمول منها مقارنة بالنهضة الأوربية حتى منتصف القرن الماضي، ولكن الشرق الأوسط بالمقابل ما زال في تراجع وعجز. فالفكرة لا تقتصر اليوم على التحديث أو عدمه كما كان سابقا، وانما مدى قدرة هذه البلدان والمجتمعات على تأمين احتياجاتها المتزايدة، في عصر تضطرد فيه صعوبات الحياة والاستمرار. فمشكلة الشرق العربي اليوم هي كيفية إدارة متطلبات الحياة الأساسية، والتي هي بالدرجة الأولى مشكلة (إدارة وتنظيم) موارد!، فأين هي العقليات الاكادمية الادارية والتنظيمية الحديثة، وفي مقدمتها ملوك ورؤساء!.
تعرضت القيادات العسكرية والقيادات الحزبية الملحقة بها لهجمات اعلامية وسياسية مشينة بسبب فشل برامج التحديث والتطوير، فماذا عن القيادات الشابة من القطاع المدني والعلمي الغربي؟.
ان ما يؤسف له أن يجد الحكام الشباب في القيادات التقليدية إسوة لها، وهي تقف ببلاهة أمام حركة الاحتجاجات الشعبية وكأنهم يقدمون لها مزيد من مبررات التقدم والاكتساح، دون أدنى اعتبار للمصلحة الوطنية والانسانية واحتمالات المستقبل. وإذا كانت القيادات (العسكرية) السابقة أولت قدرا من اهتمام ببرامج تحديث واصلاح داخلي، فالزعماء الشباب أكثر تعويلا على الخارج وتجاهلا للداخل. وينسب للملك عبد الثاني كتاب عن الصراع العربي الاسرائيلي بالصياغة التقليدية عنوانه (فرصتنا الأخيرة والأفضل)، بينما يتركز اهتمام الملك محمد السادس على محور التعاون المغاربي الأوربي، وكلا المحورين من المحاور التقليدية لكل من البلاطين جيلا عقب جيل.
لقد كان لاعدام لويس السادس عشر انعكاس ممض على حاشية البلاط العثماني، غير بعيد من انعكاسات اعدام تشاوتشيسكو على حكام الشرق الأوسط، ولكن الامتعاض والانعكاس لم يتطور بشكل ايجابي إلى تفكير بالاصلاح وبرامج التنمية وتقليل الفجوة بين الحاكم والمحكوم. والمصير الذي انتهى إليه كل من صدام حسين والقذافي علي عبدالله صالح وزين العابدين علي وحسني مبارك كان نتائج طبيعية للغرور والتجاهل السياسي لمعنى السلطة والعلاقة بالشعب، فماهي قراءات الحكام الشباب وسواهم من المنتظرين لعناوين المرحلة الجديدة، والتي قطعا لن تعود للخلف، وسوف يكون اكتساحها للأصنام أكثر ضراوة ويقينا.
في قراءة قريبة قارب الكانب شاكر النابلسي بين احتمالات مصير الحكم السوري بالتجربة العراقية والليبية كأنظمة شمولية شوفونية، وبين مصير الحكم الأردني والتجربة المصرية والتونسية، علما أن كلا من الزعيمين (الشابين) لم يتزعزعا خطوة عن مواقع القدم التقليدية لسلفهما السياسي، أي لعبة الأوراق السياسية للبلاط الأردني ولعبة البطش والمراوغة السورية.
ان تربّص الأخوان المسلمين بكل من النظامين (كما في مصر وتونس) ليس مبررا، وبغض النظر عن العلاقة مع (دولة اسرائيل)، عن التمادي في تجاهل الحراك الشعبي وعناد التسلط والقمع. وتغفل هاته الأنظمة عن تغير الموقف الأمريكي من الاسلام السياسي وحركة الاخوان، في توشيح مرحلة سياسية تكون افتتاحا للاحتلال الأمريكي في الاقتصاد والثقافة والمجتمع للشرق الأوسط الكبير.
لندن
سامي فريدي
ـــــــــــــــــــــــــ
• شاكر النابلسي / هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية- موقع الحوار المتمدن- ع3541- تاريخ 9/11/2011



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب والقيادة
- تراجع النوع البشري
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)
- 14 يوليو 1958ن حاجة محلية أم ضرورة دولية /3
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (1)
- في ذكرى أنطون سعادة
- المركزية السورية أيضا..
- المركزية السورية ومشروع انطوان سعادة
- العراق في كتابات انطون سعادة
- القوي يكتب التاريخ
- هوامش على -قميص قلقميش-
- انحطاط القيم.. ظاهرة خاصة أم عامة؟..
- ماركس والعولمة
- حكومة كاميرون تبعد لاجئين عراقيين قسرا
- ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي
- الانتخابات البريطانية والانسان العربي
- كنائس مصر والبلدوزر.. والانتخابات!
- لماذا لا يوجد لوبي عربي في بريطانيا؟!..


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي فريدي - التعليم والغربنة