أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء














المزيد.....

ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1101 - 2005 / 2 / 6 - 12:22
المحور: القضية الكردية
    


کثيرة و غريبة هي الاحداث السياسية التي عصفت بالربع الاخير من القرن العشرين و التي شهدت تقلبات و تغييرات جذرية لا على المستويات الاقليمية فحسب وإنما على أرفع المستويات الدولية أيضا . ولعل الحدث الابرز و الاهم و الاکثر تأثيرا لحد الان هو غروب الشمس الحمراء عن روسيا و أوربا الشرقية و إنتهاء عصر الحرب الباردة بإسلوب ميلودرامي أحدث نوعا من الذهول و الصدمة لدى کل القوى اليسارية و المارکسية على وجه الخصوص . کما وأحدث أفول القطب الاشتراکي عن ساحة الصراعات الدولية مايشبه عملية إعادة الحسابات من جراء تخلخل القوى وقد کانت ترکيا من الدول التي شملتها تلک العملية ، رغم إنها کانت قد بلغت شأنا أرفع ووزنا أکبر بعد سقوط الشاه الايراني حيث کان لابد للغرب أن يولي أهمية أکبر لترکيا التي باتت النافذة الاهم في الشرق الادنى للإطلال منه على الدول الاشتراکية و في نفس الوقت صمام الامان بوجه تغلغل النفوذ الشيوعي في البلدان الشرق أوسطية الاخرى . إلا أن إنتهاء الکابوس الشيوعي من أحلام الغرب جاء هو الاخر ليرجع ترکيا خطوات الى الوراء و ليس مجرد خطوة واحدة . وقد کان إنعکاس هذا الامر واضحا في الکثير من القضايا السياسية الملحة بالنسبة لترکيا و على وجه الخصوص قضيتي قبرص و الإنتماء للإتحاد الاوربي ، إذ واجهت أنقرة نوعا من شد الحبل معها بعد أن کان مرخيا لفترات طويلة . ولعل التجاوب الاوربي الاقرب لأثينا منه لأنقرة في مايخص ملف قبرص کان القطر الاول من الغيث الذي يتوقع هطوله معظم المراقبين و المحللين السياسيين کي تزيح مياهه غبار الوهم بالثقة المفرطة لأنقرة في نفسها في مواجهة دولة أوربية هي کانت و ستبقى الاقرب للبيت الاوربي من ترکيا الغارقة في دوامات من المشاکل و الازمات . أما قضية الانضمام للإتحاد الاوربي فذلک هو بحق " قصة بلا بداية و لا نهاية " أو هو في أفضل الاحوال و أکثرها واقعية " المهدئ المؤقت " بإنتظار عملية جراحية کبرى ليس في الافاق ماينبئ بنجاحها لو أجريت ! أما أزمة الخليج التي نجمت عن إحتلال الحکومة البعثية للکويت فقد حاولت الساسة الترک توضيفها على أحسن وجه في أکثر من سياق تجلى فيما يلي :
1 ـ الاستفادة القصوى منها بإتجاه إنهاء ملف عبدالله أوجلان و PKK .
2 ـ إستغلال الحاجة اللوجستيکية الغربية لترکيا بتقديم المزيد من المطالب الاقتصادية و وصول الامر الى حد کان يقترب من التضييق على الخناق .
3 ـ مقايضة الاتراک لفتح أجوائهم و أراضيهم أمام الغرب لضرب نظام العراق السياسي مقابل تقديم دعم غربي لأنقرة في ملفات قبرص و عضوية الاتحاد الاوربي مضافا إليها ملف جديد يتعلق بترکمان العراق و مدينة کرکوک .
ولم يکن أمام الغرب البراغماتي المستعجل لتحقيق أهدافه التکتيکية و الاستراتيجية سوى التظاهر بتفهم هذه المطالب و " الوعد " بتحقيقها . لکن الذي طرأ في ساحة المنطقة هو بروز النجم الکوردي الذي کان حليفا قويا و سندا مهما للإتکاء عليه في وجه خصم قد لاينتهي بسقوط صدام في بغداد . وقد کان الدور الحيوي الذي لعبه الکورد في معاونة القوات الامريکية في المناطق الشمالية من العراق من الاثر بحيث تنبهت أمريکا الى أهميته داخليا و ضرورة الاستفادة اللازمة منه . وقد کان لعامل العون الکوردي" المحدد" في کل من مدينتي موصل و کرکوک إنعکاسه القوي على الاستتباب النسبي للامن فيهما و هي حقيقة يعلمها الامريکان قبل غيرهم و يدرکون أهميتها بالنسبة لهم . وکان من الطبيعي جدا بالنسبة لواشنطن أن لاتفرط في حليفها الجديد إکراما لعيون حليفتها الترکية " الباهضة التکاليف " وهو ماتجلى بقوة ووضوح في القبول الامريکي بعودة الکورد المرحلين الى کرکوک و ممارسة حقهم في التصويت من هناک وهو أمر إستاءت منه ترکيا کثيرا و عملت المستحيل کي تحول دون ذلک لکن دون جدوى . ورغم أن الضغط الترکي بإتجاه عزل کرکوک عن الکورد قد وصل حدا شرعت فيها أنقرة بسياسة عرض العضلات و الإعلان بالمکشوف عن نيتها في دخول کرکوک في حالة ضمها للإقليم الکوردي ، لکن ذلک لم يجد أذنا أمريکية صاغية بل وعلى العکس نفذ الامريکان ماأرادوه أولا ومن ثم سيناقشونه مع الاتراک من خلال کونداليزارايس ! والواقع أن أنقرة أدرکت جيدا أهداف الاستراتيجية الامريکية البعيدة المدى و التي تتخطى حدود سياسة ضيق الافق و الانفعال الغالبة على السياسة الترکية و من هنا بدأت الاصوات تتعالى في أنقرة داعية الى منح الکورد منصبا سياديا في بغداد لضمان بقائهم ضمن الکيان العراقي وهو في الاساس رؤية أمريکية للمشهد العراقي عکسته الکثير من الدوائر السياسية و الاعلامية المقربة من البيت الابيض . ومن المؤمل أن تسعى أنقرة الى تغيير مسار مطالبها السياسية في العراق وذلک من عدم ضم کوکوک الى الاقليم الکوردي الى وقف التداعيات السياسية التي قد تؤدي يوما الى إستقلال الکورد عن بغداد . وقد تکون اللعبة الکوردية السياسية الذکية في منتجع صلاح الدين بترشيح السيد جلال الطالباني لأحد المنصبين السياديين في العراق هو بالاساس نوعا من التناغم مع السياسة الامريکية و فهم سياقاتها المتعلقة بالمنطقة و العراق ، وهو يعني أن الساسة الکورد قد رموا الکرة صوب السلة الامريکية دون الالتفات الى اللاعب الترکي المهمش في آخر ساحة اللعب مما دفع بهذا اللاعب أخيرا الى الاقرار بأن الهدف الکوردي المحرز الذي سجله الحکم هو هدف قانوني نظيف ولابد من التصفيق له !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل


المزيد.....




- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم إعدام بحق مواطن وتكشف عن - ...
- خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين..اعتقال مئة شخص في جامعة في بو ...
- فض اعتصام وموجة اعتقالات للطلبة المتضامنين مع غزة بالجامعات ...
- استشهاد مقاوميْن وارتفاع عدد المعتقلين في الضفة
- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...
- القسام:القصف الهمجي الاسرائيلي تسبب بمقتل الأسرى الذين بأيدي ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال 100 شخص في إحدى جامعات بوسطن خلال ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء