أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نزار جاف - نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المستمر














المزيد.....

نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المستمر


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


کثيرة کانت الاراء المتابينة حول نظرية فوکوياما بخصوص " نهاية التأريخ " والتي ورغم تراجع الاخير عنها ، فأن العديد من الکتاب و المفکرين مازالوا يبحثون في طياتها عن الابعاد الفکرية المختلفة لها . فوکوياما حين کان يتنبأ بنهاية التأريخ کان ذلک أساسا نتيجة رؤية خاصة منبثقة أساسا من إستقراء للحصيلة التأريخية التي تجمعت في السلة الحضارية للإنسان . لکن فوکوياما لم يکن متفائلا کويل ديورانت و لا متشائما کشوبنهاور و لاحانقا ککولن ولسن ، بل کان يحاول أن يمضي في بحثه بخطى غاية في التأني حتى يقدم " من وجهة نظره" أفکارا أقل مايقال عنها أنها تتسم بالاعتدال و العقلانية . إلا أن فوکوياما وجد نفسه في خضم البحث وقد جرفته تيارات الواقع العالمي المتباينة في إتجاهاتها و أهدافها و أسسها بعيدا عن المجريات المنطقية لبحثه حتى تيقن في النتيجة أنه قد بنى حصيلته و إستنتاجه للأمور على حيثيات مستندة على ما أفرزه و يفرزه الواقع السياسي و الفکري و الاقتصادي و الاجتماعي ، وهو يعني بالضرورة الانسياق ضمن تداعيات اللعبة الحضارية بين بني الانسان . وقد لا يکون السبب الحقيقي الکامن لتراجع فوکوياما عن نظريته هي في إحساسه بالخيبة و الاخفاق في إستنطاق التأريخ الانساني و الحکم بإنهائه بقدر ماهو هو کامن في إحساسه بإنتصار البعد الانساني في أعماق فکره و وجدانه على الابعاد الوهمية التي رسمتها له مخيلته المتأثرة بحيثيات الواقع الموضوعي کما ألمعنا إليه من قبل. وفي الوقت الذي يشار فيه الى إحتمال أن يقوم " هينتينکتون" بمراجعة آرائه بصدد " صراع الحضارات" فأن الامر مازال سابقا لأوانه وقد يکون خلطا بين رأيين ليس من السهولة جعلهما على سکة واحدة ، سيما وأن قراءة بعض الاحداث العالمية المهمة " نظير أحداث 11 سبتمبر و حربي أفغانستان و العراق" على إنها حاصل تحصيل عملية صراع الحضارات کما يشاء السيد هينتينکتون ، يعطي شيئا من المصداقية و وضوح الرؤية لهذه النظرية . وبين فوکوياما المتراجع عن آرائه و هينتينکتون المراهن " بفتح الهاء" على ارائه من قبل الکثير من المراقبين و المحللين ، يطل علينا المرجع الديني و المفکر العراقي الکبير الراحل " محمد باقر الصدر" ليقوم بعملية إعادة إستقراء للتأريخ من خلال البحث في" السنن التأريخية " و دراسة عوامل تأثيرها و إنعکاسها على مجمل النشاط الحضاري للإنسان ، ويشبه العلامة الصدر عملية البناء الحضاري للمجتمع الانساني من حيث نشوئه و تطوره و إنتهائه و تلاشيه بالانسان نفسه ، فکما أن للإنسان عمر محدد من السنين يبدأ بولادته و ينتهي بوفاته ، کذلک الامر بالنسبة للمجتمعات و حضاراتها . والصدر حين يسترسل في بحثه عن السنن التأريخية ، فأنه يقوم بتحديد تلک السنن من حيث منطلقاتها الايجابية و السلبية ، فکما أن السنن الايجابية تساهم في البناء و التطور و الرقي و الازدهار ، فأن السنن السلبية على العکس من ذلک تماما تعمل على هدم البنيان الحضاري و تفتيت التماسک الاجتماعي و الاسري . وتأتي أهمية هذا المفکر البارز و القدير من حيث دقة ملاحظاته و قوة حجته و عمق البعد الفکري الذي يصوغ عليه آرائه ، أنه منفتح تمام الانفتاح على کل المدارس و الاتجاهات الفلسفية و الفکرية الاخرى على الرغم من کونه رجل دين عاش و أستشهد من أجل عقائده الدينية . أن الصدر حين يناقش الفلسفة و الفکر المارکسي في کتابه " فلسفتنا" فإنه ينبه الى البعد الايجابي لمسألة الاشتراکية ويقف عندها کنقطة لابد من الثني عليها و منحها الاهتمام الکافي . والامر سيان حين يبحث في ذات الکتاب في الفکر الليبرالي و يقف عند مسألة الحرية و يرى فيها قبس إيجابي لابد من الالتفات إليه . إن الاشارات الايجابية الساردة الذکر للعلامة الصدر تبين بوضوح أهمية قضية إلتقاء الافکار و إستفادتها من بعضها البعض في بنائه الفکري ، على العکس من التيارات الفکرية الاسلامية المتشددة التي ترى في إلغاء الاخر سر و معنى بقاؤها هي في الساحة . ورغم أن فوکوياما حين کان يدق بفکره ناقوس نهاية التأريخ فإنه کان يتنبأ بنهاية الحضارة الانسانية على الکوکب الارضي ، في حين إن هينتينکتون من خلال " صراع الحضارات" يريد أن يقول أن هناک حضارة ستکون لها الغلبة و النصر فيما ستکون غيرها مجرد ظلال واهية ، أما المفکر الصدر فعلى النقيض من کليهما يؤکد إستمرار المسيرة الحضارية للإنسان من خلال الترافد و الالتقاء .

کاتب وصحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه


المزيد.....




- ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
- حرب إسرائيل وإيران في يومها التاسع.. هجمات متبادلة وتل أبيب ...
- إسرائيل تحذّر من مخاطر كاميرات المراقبة المنزلية وسط تصاعد ا ...
- نعي كاتب وشاعر كبير..
- إسرائيل تقصف موقعا لحزب الله وتحذره من القتال مع إيران
- إسرائيليون عالقون تحت الأنقاض إثر هجوم إيراني واسع بالمسيّرا ...
- هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
- قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين
- قاضية أميركية تعلق حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بهارفارد ...
- محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نزار جاف - نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المستمر