أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ستکون؟














المزيد.....

بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ستکون؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تکن مجرد عملية إنتخابات عادية وإنما کان کرنفالا حقيقيا للعملية الديمقراطية في العراق ، تلک الانتخابات التي کانت معظم أجهزة الاعلام العربية بشکل خاص تسوق التوقعات تلو الاخرى لفشلها و إخفاقها، لکنها خيبت رأي کل الذين کانوا يراهنون على فشلها أو عدم قيامها في موعدها المقرر . ولعل الاقبال الجماهيري الذي غالبه الحماس الوطني کان أقوى و أنصع رد عملي من عمق الساحة العراقية للإعلام العربي اللاهث دوما خلف الحصن الخاسرة ! بل وقد کان هذا الرد من القوة بحيث أربکت حسابات مختلف القوى السياسية الترکية" الحاکمة منها خصوصا" التي کانت تراهن هي الاخرى على تعثر تلک الانتخابات حتى يتسنى لها أن تلعب حظها في ورقة کرکوک و تدق وتدها المستحکم لأول مرة في العمق العراقي ، إلا أن القضاء سبق السيف العذل وبات على الدوائر الرسمية الترکية أن تراجع حساباتها في العراق . أما إيران التي ترى في تقدم الشيعة العراقيين المضطرد في الانتخابات بادرة إيجابية تدعوها للإطمئنان نوعا ما ، فإنها في نفس الوقت تنتظر أن يلعب حلفائها الشيعة دورا مؤثرا لصالح مخططاتها في المنطقة . لکن وبعيدا عن کل ذلک فأن کل من الجارتين الترکية و الفارسية تنظران بعين الريبة لفصل مابعد الانتخابات أو بکلام آخر يترقبان الخطوة الامريکية التالية خارج الحدود العراقية ، هذا الانتظار المر الذي يکاد أن يکون القاسم المشترک الاعظم بين جميع دول الشرق الاوسط ، يبين بوضوح لاغبار عليه أن الامريکان الذين يتواجدون في العراق يعملون بحسابات دقيقة و موجعة بالمنظار السياسي الرسمي الشرق ـ أوسطي . الامريکان بإصرارهم المنقطع النظير على إنجاح الانتخابات العراقية فأنهم قد وجهوا ضربة تحت الحزام للنظام السياسي الرسمي السائد في المنطقة ، إذ أنهم أوضحوا بجلاء أن زمن الوجوه الاستبدادية المتربعة على نظام شمولي بات غير مرغوب فيه في عصر العولمة و صراع النفوذ الجديد في العالم . ولعل سقوط العديد من الوجوه الدکتاتورية في العالم خلال العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين هو الذي قاد الامريکان الى إعادة رؤيتهم للعالم و رسم إستاتيجية جديدة في ضوئها ، وهي تدخل من ذات الشباک الذي کانت يدخل منه الاتحاد السوفياتي في الخمسينيات و الستينيات تحت يافطة تحرر الشعوب . لقد أدرک الامريکان أخيرا أن شعوب بلدان العالم الثالث باتت على دراية تامة بالاحداث السياسية في بلدانها و العالم وأن إغفال دورها سوف يؤدي الى المزيد من الانتکاسات في السياسة الخارجية لواشنطن و هو أمر هي في غنى عنه تماما و بالاخص في هذه المرحلة التي سوف تکون حاسمة جدا في التقسيم الدولي الجديد للنفوذ في العالم . من هنا وبعد الانتخابات العراقية التي فاق نجاحها کل التوقعات ، فأن لعبة 99،99 % لم تعد مجدية لإختيار أنظمة الحکم في بلدان العالم الثالث عموما و الشرق الاوسط على وجه الخصوص . وقد تکون البسمة الواقعية و ذات المغزى المرتسمة على وجوه العراقيين أثناء الانتخابات و تلک التصريحات العفوية التي کانت تقترن معها ، أقوى رسالة توعية سياسية يوجهها العراقيون لکافة شعوب المنطقة . ولاسيما وأن الانتخابات العراقية جاءت متزامنة مع الانتخابات الفلسطينية التي کانت هي الاخرى نموذجا في النزاهة و الشفافية ، وليس هناک مواطن في الشرق الاوسط لم يسمع أو يرى العرس الاحتفالي في فسلطين و العراق ويدرک من خلالهما عقم و زيف مايجري من إنتخابات صورية في بلاده . ورغم أننا لانستهين بالدور السلبي جدا للاعلام العربي الرسمي في خلق مناخ عقلي عام يخدم أساسا النظام الرسمي القائم من خلال التشکيک بکل الذي جرى و يجري خارج حدودهم . بيد أن الفترة القادمة ستکون عسيرة و مصيرية لا بالنسبة للاعلام العربي لوحده فحسب و أنما للنظام العربي القائم بحد ذاته .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ستکون؟