أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع الحقائق














المزيد.....

رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع الحقائق


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في عقدي السبعينيات و الثمانينيات من القرن العشرين کان المثقفون العراقيون يجنح بهم الخيال الى آفاق بعيدة حين يقرأون قصائد مظفر النواب الممنوعة وقتها ويدرکون إنعدام کل الإحتمالات في أي تغيير إيجابي مرجو في العراق . ولانغالي أن حالة من التشاؤم المفرط الذي کان ينتهي الى يأس غير عادي هو الذي کان يسود في أوساط المثقفين العراقيين . ولم يکن هذا التشاؤم و اليأس إعتباطيا أو عرضيا وإنما کان مبنيا على أسس قوية أهمها هو البناء البوليسي القمعي للنظام السياسي في مرحلة حکم البعث البائد ، وسياسة الترهيب و الترغيب ضد کل حملة الاقلام التي لم تقتصر على العراقيين وحدهم فحسب وإنما شملت آفاقا أرحب لتضم بين جوانحها المثقفين العرب أيضا ، ولعل التفريط بمقدرات العراق المادية من أجل شراء ذمم العاملين في وسائل الاعلام العربية کانت تدخل في هذا السياق في سبيل ضمان محاصرة أوسع و أکبر للمثقفين و المفکرين العراقيين وخنق کل آمالهم و تطلعاتهم في أي عملية تغيير في العراق . وهکذا أصبح البعث لامجرد کابوس و إنما قدرا لايملکون العراقيون أي خيار لابتغييره ولاحتى برفضه . وبرغم الذي قاله و يقوله الاعلام العربي حول التغيير الذي حصل في العراق و ربطه بتداعيات ماضية و مستقبلية ، لکنه مع هذا کان الحلم و المستحيل الذي تحقق بسقوط أقوى و أقسى و أجرم حکم دکتاتوري ـ شمولي مر بتأريخ المنطقة . وبعد سقوط القلاع و الحصون الخاوية و الجوفاء أمام القوات الامريکية ، شرع الاعلام العربي في طرح تنظيرات و آراء التيارات الفکرية و السياسية العربية و الاقليمية و حتى الدولية الرافضة لشکل و أسلوب و التداعيات المستقبلية لعملية التغيير التي جرت بواسطة الجيوش الغربية ، ورغم تباين آراء و أهداف تلک التيارات مع بعضها إلا أن جمعها و توليفها وفق سياق مبرمج هدفه الاساسي هو الذي سيجري بعد التغيير لا الذي جرى ! أو بتعبير آخر مواجهة فکرة النظام السياسي الذي سيرى النور بعد إنقشاع السحب و الضباب . وقد کان التأکيد المستمر و المتوالي لوسائل الاعلام العربية على " مسألة الاصلاح " الذي يأتي من الداخل لا المفروض من الخارج و الذي هو بالاساس ترجمة حرفية للموقف العربي الرسمي من تلک المسألة ، هو المجاهرة الصريحة بالرفض الضمني للتجربة العراقية والسعي لوءدها في المهد،ولم يکن الترکيز على العمليات الارهابية المتوالية أو الترکيز على بيانات و آراء قادة المجموعات الارهابية المتطرفة و المشبوهة في العراق بشأن مسألة الانتخابات و المستقبل السياسي لهذا البلد مجرد کلام إعلامي عابر رددته القناة أو الصحيفة الفلانية إعتباطا بل إنه کان تخطيط و برنامج معد له سلفا لحرف الرأي العام العراقي بوجه خاص و العربي بشکل عام . وقد جاء العرس الانتخابي الزاهي و البديع في العراق ، ليضع النقاط على الحروف و يحدد وزن القوى السياسية العراقية و العربية الرافضة لعملية التغيير في العراق ، فقد کانت المشارکة الجماهيرية التي فاقت کل التوقعات لطمة توجه لا للتيارات السياسية المتطرفة في العراق و المنطقة فحسب وأنما کانت صفعة موجعة أخرى موجهة بالاساس للإعلام العربي و توقظه من سبات الوهم و اللهاث خلف المراهنات الفاشلة من الأساس .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع الحقائق