أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه















المزيد.....

المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 21:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يتميز المشروع التغريبي ,القومي العروبي العنصري على ثقافة مستمدة من القومية العرقية الالمانية , النازية وعلى اعتبار ان التاريخ يبدا من العروبة والاسلام .وبذلك قطعوا كل صلة لهم بتاريخ شعوب المنطقة الاصليين .
يكتب الباحث والمفكر العراقي سليم مطر في كتابه الثمين ( الذات الجريحة )- ( اشكالية الهوية في العراق والعالم العربي (الشرق متوسطي ) الصادر عن مركز دراسات الامة العراقية – ميزوبوتاميا – جنيف – بغداد – دار الكلمة الحرة – بيروت – ط 4 – منقحة – 2008
مستعرضا كتاب اية الله مرتضى المطهري باجزائه الثلاثة وهو يعكس وجهة النظر الايرانية الرسمية بخصوص دور الايرانيين في الحضارة الاسلامية وخصوصا دور العناصر الفارسية في صنع الحضارة العربية الاسلامية في العراق . يؤكد مطهري فرضية : (ان جميع سكان العراق الاصليين من غير العرب الاقحاح هم تلقائيا من الفرس , مادام العراق كان خاضعا لايران خلال عدة قرون قبل الفتح الاسلامي . كان المسلمين عندما فتحوا العراق وجدوه ارضا بلا بشر .
يكشف لنا سليم مطر ان التعصب القومي الفارسي الايراني بشكله العلماني والاسلامي , يلتقي ويستفيد كثيرا من التعصب القومي العروبي رغم الاختلاف والخلاف والصراع الظاهر بينهما . وهو يمثل وجهين لعملة واحدة , وهما بتعصبهما اتفقا على خلع الهوية الوطنية عن التاريخ العراقي و ( تفريس ) و( ارينة ) حضارته وابداعاته باحتساب الجزء الاعظم من الشعب العراقي على ايران .
الموالي والعجم :
يقول الباحث والكاتب سليم مطر : ان النخب الثقافية العروبية درست وتاثرت بالفكر العثماني – التركي . وقد قررت اعتبار مفردتي الموالي والاعاجم بمعنى واحد وهو الفرس الايرانيون .
الموالي هم سكان البلاد المفتوحة الاصليين الذين اعتنقوا الاسلام وقاموا بموالاة قبيلة عربية واتخذوا شجرة انسابها واسمائها والقابها العربية .
في العراق بدات اغلبية العراقيين بالدخول في الاسلام وهم من المسيحيين الاراميين و استمرت اسلمة المسيحيين عدة قرون وموالاة احدى القبائل العربية او احد قادة الجيش . وقد اطلق العرب على فلاحي العراق تسمية نبط ( راجع – ابن منظور – لسان العرب ). وشملت تسمية نبط ايضا اراميي الشام .وقد اطلقت تسميات عديدة على سكان العراق الاصليين الناطقين بالسريانية وهذه التسميات هي ( سريان , كلدان , نبط , اهل بابل ,اراميون , نصارى ,نساطرة ) . وهي تسميات ناتجة عن التنوع المذهبي والمناطقي واختلاف اللهجات بين الريف والمدينة .
يذكر ان عثمان بن حنيف ختم على رقاب 550 الفا من الموالي من فلاحي العراق من الموالي والذين يسميهم الاعراب – البدو تهكما ب ( العلوج )وهي فصيلة من الحيوانات حيث كان البدو يعتبرون الفلاحة وزراعة الارض والحرف اليدوية اعمالا وضيعة ! والعلوج مصطلح استخدمه الصحاف وزير اعلام صدام حسين في الحرب الاميركية على العراق .
وهذا يعني ان في العراق وحده كان هناك اكثر من نصف مليون فلاح عراقي . واذا احتسبنا عوائلهم بالاضافة الى سكان المدن والاهوار والبوادي فانهم يضاهون عدة ملايين .
وتتفق التقديرات التاريخية على ان سكان العراق عند الفتح العربي الاسلامي بحدود سبعة ملايين من المسيحيين .
تردت حالة الموالي في زمن عثمان بعد ان وزع الاراضي على قادة الجيش مخالفا تعاليم عمر بن الخطاب وبذلك حصل القادة القريشيون على افضل الاراضي الزراعية وقاموا باضطهاد الفلاحين للحصول على اعلى ناتج زراعي مما جعلهمي الفلاحون ينحازون الى علي بن ابي طالب والذي ساوى بينهم وبين العرب في العطاء وكتب الى عماله يامرهم بحسن معاملتهم .
وساءت حالة العراقيين والموالي بعد تنصيب الحجاج واليا على العراق وخراسان والذي فرض الجزية على الموالي رغم دخولهم في الاسلام . ولهذا قامت عدة ثورات في العراق, ثورة المولى ابوعلي الكوفي وثورة عبد الرحمن الاشعث التي اشترك فيها من موالي الكوفة والبصرة اكثر من مئة الف . وعلى اثر فشل الثورة امر الحجاج بارجاع الموالي الى قراهم وختم بالنار على يد كل مولى اسم قرينه لكي لايغادرها الى المدينة . ثم شارك الموالي بثورات الحارث بن سريج وابي مريم ونافع بن الازرق وقطري بن الفجاءة . ثم ثورة المختار الثقفي ,الذي احتوى جيشه على عشرين الف مولى عراقي .
ان الثورات الشيعية والعباسية كانت تضم اغلبية ساحقة من الموالي وهذا يبين تمردهم الدائم ضد السلطات .
ان تسمية موالي تشمل ايضا الاقلية من الاسرى والعبيد التابعين لاحدى القبائل العربية . وهذا الامر شجع على وضع الاغلبية في سلة الاقلية . وبالتالي اعتبار جميع الموالي من الاسرى والمماليك والعبيد الاجانب . وبالتالي اصبح ( الاجنبي ) هو ( الاعجمي ).وبالنسبة للمؤرخين العرب اصحاب المدرسة العثمانية – التركية , لابد ان يكون هذا الاعجمي (فارسيا ) حسب فهمهم القومي العثماني .
الاعاجم
وتعني كل من جهل اللغة العربية . والاعجمي رديف كلمة اجنبي ( اغيار – اغراب ). بل ان العرب اطلقوها على قسم من العرب , بقول شاعر من قبائل الازد اليمانية ( واستعربوا ضلة وهم عجم ).
ويقول ابن منظور في لسان العرب ان الكلمة استخدمت للتفريق بين العرب العاربة والعرب المستعربة . وبالتالي المستعربة هم عجم دخلوا في العرب .ولسوء الحظ ساد منذ قرون اعتقاد لدى العراقيين ولدى اصحاب المدرسة العروبية القومية العنصرية العثمانية , ان تسمية ( اعجمي )تعني فارسي . على هذا الاساس فان الامر انعكس على قراءة المصادر العربية القديمة من قبل المؤرخين المعاصرين , وتم اعتبار اي حديث او ذكر للاعاجم فانه يعني فارسي . وهكذا تم تفريس كل سكان العراق الاصليين
وتم نزع الهوية الوطنية العراقية حتى من المواطنين الاصليين الذين لم يدخلوا في الاسلام , مسيحيين , يهود , صايئة , مانوية , والذين اطلق عليهم تسمية (اهل الذمة ) . وبما ان هؤلاء ليسوا عربا اقحاحا بالاضافة الى انهم ليسوا مسلمين , لذا فقد تم احتسابهم تلقائيا على الفرس ودعوا بالاعاجم .
الامر الملفت للنظر ان تضخيم دور الفرس ليس له اثرا في مصادر التراث العربي – الاسلامي المعروفة مثل ( تاريخ الطبري ) و ( فهرست ابن النديم )و (معجم البلدان ) لياقوت الحموي و ( كتب ورسائل الجاحظ ) والعشرات من المصادر الاخرى .
ان عملية التفريس المعاصرة ليس لها اي سند علمي في المصادر التاريخية الاصلية . وهذا التضخيم لدور الفرس ابتدا في نهاية القرن التاسع عشر حينما بدات بوادر النهضة الثقافية واعادة كتابة التاريخ العربي – الاسلامي وفق المنهج العثماني – التركي.
الخلاصة والاستنتاجات
اولا : ان المدرسة العروبية القومية العنصرية وصراعها مع المدرسة الفارسية الايرانية قد اتفقتا على اعتبار حضارة العراق القديم حضارة فارسية . وسنجد كثير من الكتاب العرب والعراقيين يؤيدون تفريس العراق ويعتبرون ان الفرس هم من قاموا ببناء الحضارة الاسلامية .
ثانيا : اتفاق الفكر الصهيوني مع الفكر القومي العروبي العنصري باعتبار الساميين عربا ونزع صفة المواطنة عن الفلسطينيين باعتبارهم عربا جاؤو من جزيرة العرب وليسوا كنعانيين من سكان البلاد الاصليين , وبالتالي اعطاء الشرعية للحركة الصهيونية باقامة دولة اسرائيل .
ان اتفاق اصحاب المدارس العنصرية الثلاث قد انتج تشوها للمفاهيم وقراءة خاطئة للتاريخ تم نزع صفة المواطنة عن سكان البلاد المفتوحة الاصليين والهدف هو مسح كل التاريخ والتراث الذي يكون هوية جامعة وطنية لكل الاجيال وقاسما مشتركا للشعب لصالح رؤية ضبابية تقوم بتقسيم الطائفة الواحدة الى مجموعة طوائف والمجموعة السكانية الى عدة مجاميع مثلما تم تقسيم المسيحيين في العراق الى كلدو – اشور – سريان في حين ان الكلدان والاثوريون والسريان يتحدثون وينطقون بالسريانية وهي لهجة مدينة الرها ( اورفة حاليا ) من اللغة الارامية اما مذهبيا قتشير التسميات الثلاث الى ثلاث طوائف مذهبية كنسية هم الكلدان والسريان والاثوريون وستجد ان السريان فيهم العربي والمسيحي الكردي والتركماني ويتبع السريان الارثوذكس في العراق لكنيسة انطاكية وسائر المشرق والتي يبلغ عدد افرادها مليونان نصفهم من الهنود ويسكنون الهند !!! .لقد بدا تاثير الابحاث الاشراقية التي تجعل من شعوبنا وافدة من خارج العراق اقول بدات تفعل قعلها تزامنا مع المدرسة الفارسية والعثمانية والقومية العروبية والحركة الصهيونية والذين قاموا بتزوير تاريخنا وحتى تزوير دياناتنا وذلك بخلط الاوراق وبدون الاعتماد على الاكتشافات الاثارية او الدراسات التاريخية الموثقة . هاهو الباحث كمال الصليبي يمارس الكذب والتدليس رافضا كل الاكتشافات الاثارية والوثائق عندما يجعل التوراة تخرج من شبه الجزيرة العربية وليس من فلسطين ويجعل يسوع من سكان عسير في شبه الجزيرة العربية .ان الطعن بالتاريخ والتعتيم والتشويش عليه والتشكيك بالاديان كافة يهيء الاذهان لتقبل الغزو الثقافي الاجنبي والاسرائيلس والصهيوني والماسوني القائم على عدم وجود هوية وطنية وعدم الانتماء للوطن ويصبح الانتماء تغريبيا يرتبط بافكار وفلسفات ومدارس غربية يتم استنساخها ليعيش المواطن عندنا حالىة تغريبية . فلا هو يستطيع العمل على تغيير الانظمة الفاسدة في بلده ولا هو بقادر على منع تاثره بالافكار والنظريات والمدارس القادمة من الغرب والتي تحاول انتاج مواطنا هجينا لايعرف ذاته ولا تراثه ولا وطنه وجذوره حتى يبقى الراس المال العالمي يديم استغلاله لشعوبنا عن طريق شركاته العابرة للقارات واعلامه المنتشر عبر الفضائيات وادامة التخلف والجهل والانظمة الاستبدادية الملكية والعشائرية والدينية الاسلاموية وتغييب وعي المواطن .
ان البحث عن الهوية المفقودة والضائعة هو البحث عن الذات .وقد عمل المحتل الامريكي على محو الذاكرة العراقية بسرقة ارشيف الاذاعة والتلفزيون وسرقة الاثار وتدمير مدينة بابل القديمة وسرقة ارشيف المكتبة والوطنية وحرق كل الوثائق لغرض فرض هوية تغريبية جديدة على العراقيين .
ان تعي هويتك وذاتك تعني ان تعمل على بناء مستقبلك
لاوجود للمستقبل بدون هوية جامعة وهذه الهوية الجامعة جزء منها تاريحنا القديم .
اما الولايات المتحدة الاميركية فهي مجتمع من شتات المهاجرين وليس لديها تاريخ وتاريخها يبدا من استقلالها ...
اعرف نفسك اولا ثم اعرف تاريخك وثقافتك لتصنع مستقبلك ..
على المودة نلتقيكم ..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام والصراع حول الهوية العراقية
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 3
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل , ج 2
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 1
- المراة من القداسة الى النجاسة
- هذا هو زمن الحمير !!!
- كيف يكون الحوار متمدنا؟ ج3
- بين التحرير والاحتلال....ضاع العراق
- اطلاق سراح قيادات بعثية
- عيد القيامة ليس هو عيد الفصح
- تهديدات للاكراد بالمغادرة الى كردستان خلال اسبوع
- من رموز انتقال الملكية قديما
- نحو قراءة متجددة للانجيل والقران
- استهداف اطباء الامراض النسائية في العراق
- الحلاج شهيداً على درب المسيح
- كيف يكون الحوار متمدنا ؟ج2
- اوجه متعددة للشيوعية
- اعلان دولة كوردستان
- خارطة طريق نحو سورية حرة
- ما وراء ظاهرة الايمو


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه