أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وليد يوسف عطو - المراة من القداسة الى النجاسة














المزيد.....

المراة من القداسة الى النجاسة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 15:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عاشت المجتمعات البشرية قديما في مجموعات كبيرة مشتركة , معيشة مشاعية بدائية تتمثل في التقاط الثمار وصيد الحيوانات بطرق بدائية , منها الحجارة المقددة .
في مرحلة لاحقة اكتشف الانسان النار وكيفية اشعالها وقام بشواء اللحوم والطبخ عليها .
وقد تميزت مرحلة المشاعية البدائية بعدم وجود التملك الخاص للافراد .
فكل موجودات الجماعة هي مشاع للكل وعلى هذا الاساس لم يكن هنالك نظام لمؤسسة الزواج , ولم يعرف الزواج الاحادي , اي رجلا واحدا من امراة واحدة , بل كانت الممارسة الجنسية مشاعة للجميع ...
وبالتالي اصبح انتساب الطفل المولود يعرف بانتسابه الى امه حيث الاب يكون مجهولا ..
وهكذا تعززت مكانة المراة في المجتمعات المشاعية البدائية , وظهرت الالهة الانثوية , الهة الخصب صاحبة الحظوة والمكانة الارفع ...
وقدس الانسان هذه الالهة وتبرك بها وتشفع بها وقدم لها القرابين والنذور
وفي مرحلة لاحقة , عندما ظهر التخصص في العمل وضرورة وجود سوق لتبادل السلع , بدا بالظهور تبعا لذلك التملك الخاص للانسان ..
وبظهور الملكية الخاصة اخذت مظاهر المشاعة البدائية بالانحسار . وعبرت الملكية الخاصة عن نفسها بالزواج الاحادي كما هو عند البابليين وبذلك اصبح الطفل معلوم الاب والام .
وبما ان الرجل كان يقوم بالاعمال الانتاجية الشاقة كالحراثة والتعدين
والحصول على الغنائم من خلال الحروب . لذا اصبح عمل المراة المنزلي عملا غير منتج اقتصاديا . ومن هنا بدا تراجع دور المراة وسطوة الرجل الذكر على الانثى . واصبح الرجل يحسبها من ممتلكاته , اي مملوكة ملك يمين . وبدا انحسار الالهة الانثوية وسطوة الالهة الذكورية . وسيطر الكهنة الذكور على المعابد وعلى الكهنوت , واصبح الكاهن هو الناطق الرسمي باسم الاله المقدس .
وتحولت المراة في هذا المجتمع من مظاهر القداسة الى مظاهر النجاسة .
ومن هنا كان يتم عزل المراة في كثير من المجتمعات القديمة بعد الولادة في مكان منفرد ومنعزل , الى ان تنقضي ايام تطهيرها , ليحق بعدها العودة الى الجماعة البشرية التي تنتسب اليها .
وانعكس الوضع الطبقي والعبودية على المراة في التشريع المدني والديني . فاخذنا نرى في الاسلام تشريعات تخص العبيد والسراري هي ضعف القيود المفروضة على المراة الحرة .
الحب يرتبط بالامومة
كتب الدكتور علي الشوك في كتابه المعنون : ( جولة في اقاليم اللغة والاسطورة ) ,اصدار دار المدى للثقافة والنشر , ط2 , 1999, سورية , دمشق: ( ونحن نرى ان الرحمة مشتقة من الرحم , لان هذا الاخير دال على المراة , ومن رقة المراة جاء مفهوم الرحمة , لان حمل الجنين في الرحم هو اعلى مظاهر الحب . والرحمة عند المراة هو ما اشار اليه اريك فروم في كتابه : haben oder sein
في سياق حديثه عن مشاعر الام تجاه ابنائها .
يكتب فروم : ( ان المبدا الامومي هو الحب غير المشروط ,فالام لاتحب اطفالها لانهم يدخلون على نفسها المسرة , بل لمجرد كونهم اطفالها , ولذا فان حب الام لايكتسب عن طريق ( السلوك الحسن ) ولا يفقد بسبب (سوء السلوك ) .
ومن هنا كانت المسيحية تعبيرا عن المرحلة الامومية التي تميزت بها العذراء مريم والسيد المسيح الذي قدم للبشرية حبا غير مشروطا ولا متناهيا : ( لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية ) .
ومن هنا ارتفعت قيمة المراة في المسيحية ومساواتها انسانيا مع الرجل بعد ان كانت في اليهودية مساوية للحيوان .
وظهرت اهمية النساء ودورهن في الانجيل , ومنهن مريم المجدلية ومريم ام يسوع وكثيرات غيرهن ..
ولكن بسبب سيطرة الملكية الخاصة , انتصر الكهنوت في المسيحية واقتصر على الرجال فقط وهم من قاموا بتفسير الانجيل ووضع لوائح الكنيسة , والذين حولوا المراة من القداسة الى النجاسة . حيث توارثوا بدون وجه حق الموروثات اليهودية بجعل المراة نجسة ولايحق لها الكهنوت والوقوف على المذبح . واعطت لها الكنيسة فترة بعد الحمل للتطهر وغيرها من التقييدات والتابوات والتي لم تكن موجودة في الانجيل .
ان عمل المراة واستقلالها الاقتصادي وتنامي دورها السياسي والاعلامي والثقافي , ودورها المؤثر في المؤسسات التعليمية والتربوية ومراكز البحوث ,سيعمل على ابراز دورها نحو التكامل مع دور الرجل .
ان حرية المراة مرتبطة بتحرر المجتمع وتحرر الرجل من الموروثات القديمة والفكر العشائري والغيبي .
ان المجتمع المقموع من حاكم استبدادي ظالم لايمكن ان يعطي الحرية للمراة بل سيكون الاضطهاد مزدوجا عليها في هذه الحالة
ان تحرر المراة اقتصاديا هو الشرط الاول لحرية المجتمع وتكامل العلاقة بين الرجل والمراة كدائرة التاو المتحركة .
وهذا سيلغي ملكية الرجل للمراة وتصبح شريكا كامل العضوية والاهلية في مؤسسة الزواج ....
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو زمن الحمير !!!
- كيف يكون الحوار متمدنا؟ ج3
- بين التحرير والاحتلال....ضاع العراق
- اطلاق سراح قيادات بعثية
- عيد القيامة ليس هو عيد الفصح
- تهديدات للاكراد بالمغادرة الى كردستان خلال اسبوع
- من رموز انتقال الملكية قديما
- نحو قراءة متجددة للانجيل والقران
- استهداف اطباء الامراض النسائية في العراق
- الحلاج شهيداً على درب المسيح
- كيف يكون الحوار متمدنا ؟ج2
- اوجه متعددة للشيوعية
- اعلان دولة كوردستان
- خارطة طريق نحو سورية حرة
- ما وراء ظاهرة الايمو
- بين خلية النحل والخلية الشيوعية
- في ملكوت الخمر
- توثين الفكر والدين والسياسة
- كيف يكون الحوار متمدنا؟
- احذروا هذا البرنامج


المزيد.....




- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وليد يوسف عطو - المراة من القداسة الى النجاسة