أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - ما وراء ظاهرة الايمو














المزيد.....

ما وراء ظاهرة الايمو


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 13:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نشرت مجلة الاسبوعية بعددها 212 الصادر للفترة من 18 الى 14- 2012 تحقيقا موسعا عن ظاهرة الايمو . وقد ادانت الناشطة المدنية هناء ادور الحملات الرسمية والدينية التي تعرض لها شباب ( الايمو ) والتي تتضمن اقصى العقوبات معهم وتقول : لايمكن التعامل مع الشباب بهذا الشكل مهما وصلت درجة تمردهم على المجتمع . وترى ادور ان الحاجة اصبحت ملحة الى حلول نفسية واجتماعية , لان هذه الشريحة من الشباب ( سلمية ) ولم تقم باي اعمال عنف وبالتالي فان على الحكومة العطف على جماعة الايمو وحمايتهم . وتشير الى ان هناك معلومات من ناشطين مدنيين عن حصول عشرات الاعتداءات على شباب الايمو . ويستغرب الكثير من الناشطين في مجال حقوق الانسان والمثقفين والصحفيين تسليم ملفات تتعلق بظواهر اجتماعية الى وزارة الداخلية من اجل ايجاد الحلول المناسبة لها , في اشارة الى الدور المعلن لجهاز ( الشرطة المجتمعية ) . وينفي الكثير من باعة ملابس واكسسوارات الايمو في بغداد ان يكونوا من عبدة الشيطان او مصاصي الدماء كما تروج بعض وسائل الاعلام .
ويضيفون انها ظاهرة لاتزيد عن اختيار ملابس معينة باللون الاسود في الغالب واكسسوارات من القلائد والمحابس , واصحابها يسعون وراء اخر الصيحات العالمية من هذه الملابس او ياتون بصور لمطربي الروك الغربيين ويطلبون ملابس تشبه ملابسهم . تكثر هذه الصيحات عادة بين اوساط المراهقات والمراهقين في محاولة منهم لتثبيت هويتهم واعتبار انفسهم اشخاص ناضجين , فيحبون ان يتميزوا عن اهاليهم وعن الاخرين بهذه الانواع من الملابس والاكسسوارات . كما تتضمن هذه الظواهر جانبا نفسيا اخر هو اعلان المراهقة والمراهق انهما مستقلين وغير خاضعين للاهل . وهي محاولة كذلك لجلب انتباه الجنس الاخر . جانب اخر لهذه الظاهرة تتعلق بمحاولة هؤلاء الاحتجاج على الاوضاع السيئة التي يعيشونها والتهميش الذي يعانون منه بابرازهم الجانب الشكلي – المظهري للفت الانتباه . كما لايبدو غريبا على هؤلاء التمسك باللون الاسود الذي يميز العراقيين الذين يعيشون في احزان دائمة وكذلك اللون الاسود له جذور تاريخية عميقة في المجتمع العراقي , وهو بالاضافة الى ذلك سمة تميز التشيع في العراق .
في فترة السبعينات انتشرت ظاهرة الهيبيز ( الخنافس ) هي في جانب منها بالاضافة لما سبق من عوامل محاولة لتثبيت هوية ثقافية تغريبية مستوردة من الغرب لاسباغ مظهرا جميلا وملفتا للنظر يخالف واقع الشخص نفسه وخصوصا الفقراء والمهمشين . وكنت تجد في تلك الفترة كثيرا من الفتيات يلبسن الميني جوب وهن من عائلات فقيرة والسبب هو في محاولتهن تقليد الغرب واضفاء ثقافة غربية عليهن ولفت الانتباه ومحاولة تسلق السلم الاجتماعي بالتظاهر بالبرجوازية . اي انه نوع من التقية الكاذبة والمظاهر الخادعة . في مجال العمل الحقلي اعاني كثيرا في التعامل مع عمال الاجور اليومية المؤقتين من هذا الطراز والقادمين من مناطق فقيرة ومهمشة . تجد العامل ياتي صباحا بملابس انيقة يقوم بنزعها داخل العمل ليلبس ملابس العمل . ثم يقوم في نهاية الدوام باعادة ارتدائها . هو نوع من الزهو بالنفس والافتخار بها والشعور بتحقيق الذات . الى جانب العوامل السابقة , يختلف هؤلاء العمال عن العامل الذي ياتي من بيئة متوازنة وليس لديه مشكلات نفسية او مشكلة هوية وانتماء .
ان العامل المراهق القادم من المناطق المهمشة والفقيرة لايحب ان توجه اليه الاوامر . وتراه دائما مشاكسا وعنيدا ومشاغبا وقد يدخل في صدام وعراك وسباب وشتائم مع رفاقه الاخرين او مع مسؤوليه ومدرائه وحتى مع النساء من عاملات او مهندسات . عندي في العمل عامل كردي لايوقع على سجل الحضور بل يجعل الاخرين يوقعون بدلا عنه . وهو يدعو العمال الى التمرد ويظهر نفسه كزعيم وقائد لهم رغم انه يستغل الظروف للتواري والتملص من العمل . وعندما يشتكي من قلة الاجور ويقول ان عمال المسطر اي القطاع الخاص ياخذون اجورا عالية اقول له طيب اذهب الى القطاع الخاص واعمل واكسب فنحن لانجبرك على العمل عندنا ولكنه يعود دائما في اليوم التالي للعمل في دائرتنا . ورغم انه يقبض اجوره من الدولة الا انه يردد دائما ( اني مو عراقي ) . هذه احدى مشكلات الهوية والانتماء لدى مراهقينا وشبيبتنا . اذا ارتكب احد عمال الاجور اليومية تعديا على الموظف المعين على الملاك الدائم ستجد انه سوف لايعاقب ولا ينهى عمله . ان سلطة العشيرة والميليشيات والاحزاب هي دائما اقوى من سلطة الموظف . قانون الفصل العشائري حاليا هو اقوى من القانون الجنائي المدني . وهذا العامل قد يكون مسنودا من احد المدراء والموظفين الكبار فيصبح نفوذه في العمل اقوى من الموظف او حتى المدير . وبالتالي علينا ان نتعامل معهم وفق الواقع وحسب ظرفهم النفسي والاجتماعي واتباع سياسة الجزرة والعصا اي الترغيب مع بعض التشديد . في محاولة منهم لابراز هويتهم نجد هؤلاء العمال يحاولون ابراز الجانب المذهبي لديهم واحدى الطرق المؤدية لذلك هي الموبايل بالصوت والصورة . وكثيرا مايشغلون انفسهم كظاهرة صوتية بالنقاش في القضايا الطائفية والسياسية في حين انهم هم انفسهم لايعرفون حقوقهم قانونيا ولم يتعرفوا على النقابات التي تدافع عنهم رغم ان عمل نقابات العمال ممنوع في وزارات الدولة استنادا الى قرار سابق صدر في زمن النظام البعثي السابق .
في ظل تشرذم المجتمع وتفكك نسيجه يلهث المراهقين والشبيبة وراء كل ماهو مثيىر وغريب لتثبيت هويتهم الضائعة .
على المودة نلتقيكم ..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين خلية النحل والخلية الشيوعية
- في ملكوت الخمر
- توثين الفكر والدين والسياسة
- كيف يكون الحوار متمدنا؟
- احذروا هذا البرنامج
- الورطة في نكاح المتعة
- معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل
- اللوغوس والفلسفة الرواقية وبولس
- ظاهرة التسول في بغداد
- سيدة هندية تضع فريقا لكرة القدم
- الموسيقى والغناء حلالٌ حلال,ج2
- حرية الله مرتبطة بحرية الانسان
- الصهيونية تزيف التاريخ
- الموسيقى والغناء,حلالٌ حلال
- ديك صيني يبيض!!!
- الناسخ و المنسوخ في الانجيل
- في ملكوت نانسي عجرم
- الوجه الاخر عند الرسول بولس
- الالوهة والانسان
- اهلا بحزب الحمير الكردستاني


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - ما وراء ظاهرة الايمو