وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 16:08
المحور:
المجتمع المدني
تزداد ظاهرة التسول بصورة مضطردة مع ازدياد الحروب والكوارث الطبيعية ومع ازدياد الجرائم والعنف في المجتمع . وكلما ازدادت ميزانية العراق من مبيعات البترول كلما ازدادت ظاهرة الفقر والتسول في مجتمعنا .
ظاهرة التسول لها علاقة بنتائج الحروب التي انتجت اعدادا ضخمة من من المعاقين ومن اسرى الحروب . واعدادا تقر بالملايين من الايتام والارامل , وبالتالي اتجه قسم منهم الى التسول .وسوف تجد ان هناك عوائل كاملة تقوم بالتسول من الكبير الى الصغير بما فيهم الاب والام .ويتقاسمون المنطقة والعمل فيما بينهم ويبدو ان هناك مافيات خاصة للمتسولين . وتجد قسما منهم يتناولون الكحول ليلا وياكلون وجبات الطعام الفاخرة في المطاعم . بل ان هناك من المتسولات من يبلغ دخل الواحدة منهن في اليوم 150 الف دينار يوميا وهو اكثر من راتب مدير عام في الدولة . وقسم منهم يقسمون مناطق بغداد التجارية على ايام الاسبوع حتى لايذهبوا لنفس المنطقة يوميا . وفي كراجات بغداد للسيارات ستجد نفس الوجوه من المتسولين يوميا وفي ساحة الطيران والباب الشرقي تجد يوميا نفس المتسولات يفترشن الارض فيهن الفقيرات فعلا وفيهن ترى الصحة والنعمة والرفاهية بادية عليهن .كما تجد قسما منهم على الاشارات الضوئية وهناك من يبيع بعض الحاجات البسيطة ليمزج التسول بالعمل البسيط حتى لايلقى القبض عليه .وهناك من ليس لهم سكن وهم يفترشون الارض ليلا للنوم وتجد ملابسهم بلون الزيت والطين . كما تجد هناك فتاة صغيرة على اعتاب المراهقة ليس لديها اهل وهي تنام على الرصيف .
ان جهدا كبيرا ينبغي على الوزارات المعنية القيام به وكذلك منظمات المجتمع المدني للقيام بدراسة ميدانية وتحليلية حول الموضوع مع وضع الحلول الناجعة لها . من هذه البيئة يخرج اللصوص وتجار المخدرات والمدمنين عليه والانحراف الجنسي والدعارة وتجارة بيع الاعضاء البشرية واطفال الشوارع وغيرها . كما تحتاج هذه الفئات الى برامج للرعاية الصحية والضمان الاجتماعي وادخالهم في ورش حرفية لتعليمهم مهنة يعتاشون عليها .
ان بلدا يطفو على بحر من البترول والغاز المنبعث من البترول يحرق ولايباع ينبغي الايكون فيه متسولا واحدا ...
( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ...
على المودة نلتقي ...
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟