أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وليد يوسف عطو - الانقسام والصراع حول الهوية العراقية















المزيد.....

الانقسام والصراع حول الهوية العراقية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 18:01
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ياتي انقسام الهوية العراقية وتشظيها وتغريبها بسبب عوامل ايديولوجية وعقائدية سياسية وعرقية وقومية وطائفية ,استمدت افكارها من خارج العراق :
الاخوان المسلمون استمدوا فكرهم من مصر ومن السعودية . القوميون العروبيون والبعثيون والناصريون استمدوها من دمشق والقاهرة .
ولاية الفقيه الشيعية استمدت من ايران .
الماركسية بنسختها المشوهة , السوفيتية ,اللينينية – الستالينية والتي لاصلة لها بماركس استمدت من موسكو .
المقال منقول باختصار وبتصرف من كتاب (ميزوبوتاميا – موسوعة اللغات العراقية – سليم مطر )
مدخل فكري تاريخي – الهوية العراقية وخصوصياتها الثقافية – اللغوية
الملف الثاني – ملف اللغات الكردية .
يكتب الاستاذ سليم مطر عن المنظومة الايديولوجية القومية بقوله :
يمكن اختصار هذه المنظومة الايديولوجية بتسمية واحدة ( القومية العرقية )مثل العروبة والقومية الكردية والتركية والاشورية ....
اعتمدت هذه المنظومة على الفكر الاوربي الحديث بمدرستيه الفرنسية والالمانية . المفهوم الفرنسي منبثق من طبيعة فرنسا حيث لعبت الدولة الوطنية دورا اساسيا في توحيد الشعب الفرنسي وخلق الوحدة السياسية واللغوية وجعل فرنسا امة متكاملة . لذا قام المفهوم القومي الفرنسي على فكرة (الدولة – الامة )والانتماء للارض وتاريخها وشعبها , ومنح الجنسية على اساس ( حق الارض ) وليس على ( حق العرق او اللغة او الدين ). لم يفكر احد من الفرنسيين بطرح فكرة ( الامة الفرانكفونية ) التي تجمع شمل الدول والمناطق الناطقة بالفرنسية في بلجيكا وسويسرا ولوكسمبورغ وكندا , لان الامة الفرنسية قائمة على الدولة الفرنسية والارض الفرنسية وعلى التنوع اللغوي .اما المفهوم القومي الالماني فانه على العكس , منبثق من طبيعة تاريخ الالمان الذين كانوا مشتتين بين امارات ودول اجنبية , لهذا فان مفهومهم القومي استند على اساس اللغة والعرق والاعتقاد بان الامة الالمانية قائمة اينما يوجد من يتكلم الالمانية وينتمي الى العرق الالماني الاري المزعوم . وتجلى هذا الفهم العرقي بالحركة النازية ونسخته الفاشية الايطالية .
هذا المفهوم العرقي اللغوي لايزال سائدا في اسرائيل بنسخته العبرية الصهيونية وهو ما يسمى ب ( حق العودة ) ومنح المواطنة الاسرائيلية لكل يهودي في العالم , بالوقت الذي يتم فيه نفي حق المواطنة للفلسطينيين ابناء الارض الاصليين لعدم انتمائهم للعرق اليهودي المزعوم .
هذا الفهم العرقي الايديولوجي المغلف باللغة والدين والتاريخ المشترك انتج مايسمى زورا وبهتانا بالامة العربية الواحدة والتي لم تكن يوما امة واحدة .
ان شروط صيرورة الامة يتطلب اقتصادا موجدا تكامليا وعملة موحدة ووحدة سياسية وارادة سياسية واستقرارا سياسيا لتوحيد اجزاء البلاد وهذا غير متوفرعند العرب . ثم ان البلدان العربية تحتوي على اقليات كثيرة وكبيرة كالاكراد والتركمان والامازيغ والارمن والمسيحيون من السريان والكلدان والاثوريون وغيرهم .
وفي نفس الاتجاه العرقي القومي ظهرت الحركات التركية والكردية والاشورية التي تدعو الى دولة اشور الكبرى وهناك من يحاول اعطاء المواطنة والجنسية العراقية والسورية لكل مسيحي سرياني وبكل الناطقين بالسريانية على طريقة اسرائيل .وهكذا قامت النخب العراقية والشامية بتكوين الحركة القومية العروبية العنصرية في استنساخ حرفي للطروحات العرقية للحركة الجرمانية والطورانية والصهيونية . وعلى اساس هذه العروبة ساد الاعتقاد بان جميع الناطقين بالعربية هم انقياء عرقيا ومنحدرين من قبائل الجزيرة العربية .
ان الفضل الاكبر في انتشار التيار القومي العروبي العنصري يعود للمستشرقين الغربيين الذين بدوا باعادة كتابة التاريخ على نمط مافعله لاحقا صدام حسين والبعث من اجل تبرير الاطروحات الصهيونية بان شعب فلسطين هو عرقيا عربي وهو غريب عن فلسطين وقادم من الجزيرة العربية وان يهود العالم هم الاحفاد العرقيين لسكان فلسطين .
منذ نهاية القرن التاسع عشر بدا المؤرخون الاوربيون والعرب بكتابة تاريخ البلدان العربية على اساس القطيعة التامة , عرقيا وحضاريا ودينيا ولغويا بين تاريخ الشعوب العربية بعد الفتح العربي الاسلامي وتاريخها السابق , بما انه ناطق بالعربية ومسلم فهو بالتاكيد ينحدر عرقيا وقبائليا من عرب الجزيرة العربية وليس له علاقة بالمصريين القدماءاو السوريين او العراقيين القدماء . بل ان البعث والقوميون العرب عملوا على تعريب الكنعانيين والاشوريين والكلدانيين وجعلوهم عربا . وهكذا بسبب هذه الايديولوجيات التغريبية انقسم العراقيون ...
تشكل الهوية العراقية الرافدينية
لقد تشكلت الهوية العراقية في العراق القديم في الدولة السومرية والاكدية على وحدة الارض والتاريخ والشعب وليس على العرق او الدين او اللغة .
لقد كانت ملكية الاراضي في العراق القديم تعود للاله وحده . ولهذا كانت الارض فعليا ملكا للدولة . وتثبت البحوث والاكتشافات الاثارية ان الحياة في العراق القديم قائمة على مشاعيات زراعية , تكون ادوات الحقل والحيوانات المستخدمة في الزراعة والمحاريث والحبوب مشاعة بين مجموعة قرى . وعندما اراد الملك سرجون الاكدي التصرف بملكية الارض دون قصة ميلاده الاسطوري التي اخذها العبرانيون ونسبوها الى موسى !!!. وبذلك اصبح الملك الها واصبح بامكانه التصرف بالارض وحده وتقسيمها وتوزيعها بدون موافقة الاله او وكيله الكاهن الاعظم . هذا المسار في تطور الملكية في الشرق قديما اطلق عليه تسمية ( النمط الاسيوي للانتاج ).
وبعد الفتح العربي الاسلامي اصبحت البلاد المفتوحة ومنها العراق والشام ومصر ارضا خراجية مملوكة للدولة . وقد حرم عمر بن الخطاب توزيع الاراضي هذه على قادته . وربما هذه يفسر اغتياله بايد فارسية ولكن بتخطيط وتمويل من تجار قريش الامويون !!!
لقد وحد العراقيون قديما الارض بتنوعها الطبيعي ووجود نهري دجلة والفرات وهما العامل الاساس في التوحيد في دولة واحدة لامة تقوم على وحدة الارض وليس العرق او اللغة او الدين . حيث كان هناك تنوعا كبيرا في العراق القديم في الاعراق وفي الاديان وفي اللغات .
وفق نفس المسار الذي سارت به القومية العنصرية العربية والتي انتجت ايديولوجيا عنصرية وتاريخا مزورا ,قامت الحركة الصهيونية بتبني فكرا عنصريا قوميا انتج مايسمى بشعب اسرائيل وحق العودة والنظرية الصهيونية استنادا الى تاريخ ممعن في تزويره .وعلى هذا المنوال تقوم الحركة الكردية بانتاج نظرية على الطراز العروبي العنصري والقائمة
على استنساخ النظرية القومية الالمانية بنسختها الكردية والذي كان تراثه شفاهيا على مر العصور ويعود اقدم تراث شعري شعبي مكتوب بخط عربي وباللغة الكرمنجية الى القرن الحادي عشر للشاعر علي الحريري .
وبدات الحركات الكردية بانتحال ميرث الشعوب المجاورة من ميديين وفرثيين رغم انهم ليسوا اكرادا .
يكفي الاكراد فخرا انهم كانوا جزء اساس من الدولة الاشورية بلغتها وثقافتها السامية رغم ان الاكراد ليسوا ساميين ولكن كما كتبنا في هذا المقال ان الدولة العراقية القديمة كانت قائمة على حق الارض .ان قيام امة كردية واحدة توحد اجزاء كردستان الكبرى يتطلب الارادة السياسية ووحدة الارض سياسيا واقتصاديا وهذا غير متوفر حاليا وبالتالي لايمكن الحديث عن امة كردية واحدة مثلما لايمكن الحديث عن امة عربية واحدة لنفس الاسباب ..
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 3
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل , ج 2
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 1
- المراة من القداسة الى النجاسة
- هذا هو زمن الحمير !!!
- كيف يكون الحوار متمدنا؟ ج3
- بين التحرير والاحتلال....ضاع العراق
- اطلاق سراح قيادات بعثية
- عيد القيامة ليس هو عيد الفصح
- تهديدات للاكراد بالمغادرة الى كردستان خلال اسبوع
- من رموز انتقال الملكية قديما
- نحو قراءة متجددة للانجيل والقران
- استهداف اطباء الامراض النسائية في العراق
- الحلاج شهيداً على درب المسيح
- كيف يكون الحوار متمدنا ؟ج2
- اوجه متعددة للشيوعية
- اعلان دولة كوردستان
- خارطة طريق نحو سورية حرة
- ما وراء ظاهرة الايمو
- بين خلية النحل والخلية الشيوعية


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وليد يوسف عطو - الانقسام والصراع حول الهوية العراقية