الفتاة الشقراء الكئيبة

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 23:34
المحور: الادب والفن
    

*
الى صديقي آرنة بو ستروم
*
الفتاة الشقراء الكئيبة
النادلة في حانة القمر الأزرق
ماتزال تفكر بعطلة نهاية الأسبوع
وحيدة في غرفتها تدخن كل يوم احد
تكره الملابس الضيقة التي يعشقها الرجال
وتلاحقها تعليمات طبيبتها النفسية :
اكتفي ذاتيا
واعملي تواصلا مع جسدك
لكي لايأكلك البرود..
*
المساء الكئيب لاتمسحه كؤوس الفودكا
الوجوه الكئيبة لايضحكها المال
السكر الجنوني
والمجون الجنوني
والصراخ الجنوني
هم عقاب جسدي وهم شيخوخة القلب
جلد للذات
ولاغد هناك سوى الكآبة والنساء الكئيبات ؛
الحبيبة الشاحبة الكئيبة ذات الصداع المزمن
سائقة الباص خلف النظارات بعينيها الكئيبتين
مناولة الكتب في المكتبة الوطنية
الكئيبة حد الكراهية
قاطعة التذاكر في قطار هالستا هامّر
مسؤولة منظمة العمل ايزابيلا برونفيك
وحتى راقصة النادي الليلي فيرونيكا الجميلة
فهي كئيبة وتتناول الحبوب
الا ( آرنة ) الوحيد وهو وريث الفايكنغ
فلاّح دائم الأبتسام
يروي قصصا عن اجداده قبل مئتي عام
يوم استقروا واجترحوا معجزة بقائهم
وحقلهم وماشيتهم
وبيت دواجنهم .. وخمرهم المر العتيق
هنا حيث يعيش الشاعر اللاجيء من ميسوبتاميا
ودائما يروي آرنة قصة البحارة الفايكنغ في بغداد
اسطورة من ايام بني العباس ..
كنوع من عزاء للشاعر البغدادي المهاجر
حيث يغامر الفايكنغ الرهيبون في الحكاية
الأبحار الى المدينة
لكن البحر يقودهم الى اللامكان ..
فيصيح القبطان
لابحر في بغداد سوى النهر الشحيح
يلتفت آرنه ليشجع الشاعر
على عشق النادلة الكئيبة
ان يحب فتاة بار القمر الأزرق
برغم كآبتها .. و كراهيتها الرجال
وحين رايته في طريق الغابة المشمس
امس ِ
رفعت يدي الى الرب علامة الشكر
على شمس نادرة ومجانية لعلاج الكآبة
وقلت بلكنة جنوبية : ياآرنه .. الشمس مشرقة
رفع ذراعية الى اعلى وقال ليست هناك
انها في قلب الشاعر
شريطةان يحب فتاة بار القمر الأزرق
الشقراء الكئيبة ..
ومضى يمضغ تبغه المقدس..
*ديوان السويدي

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل