أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بقرة اليهود وكثرة الجدل















المزيد.....

بقرة اليهود وكثرة الجدل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 23:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من ملاحظاتي لحظةً بلحظة على هذه الفترة التي أعيشها مع الإسلام والمسلمين بكل كياني وبكل ما أوتيت من جوارح يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان أن كافة الصفات التي كان يصف فيها القرآن الكريم المنافقين والمشركين واليهود إبان البعثة النبوية قد انتقلت بالحس وبالوعي من عقول اليهود إلى عقول وقلوب المسلمين بعد أن نسيها اليهود أو لنقل أنها كانت مرحلة من حياتهم قد انتهت مع انتهاء مرحلة تاريخية لتبدأ هذه المرحلة في قلوب بعض المسلمين الذين يكثرون الجدل ويتلاعبون بالوقت ويماطلون به ويتحينون الفرص للانقضاض على فريستهم,وأبلغ تشبيه للجدل العقيم وللمماطلة هي قصة البقرة التي أمر الله اليهود بذبحها,فلكل بقرة قصة وحكاية,فعند الشعوب التي تعبد البقر قصة لها رموز أخرى غير القصة التي في القرآن الكريم عن البقرة,فبقرة اليهود تعني الجدل والمماطلة والتسويف والهروب من الحقيقة وهي ليست لصنع أفضل أنواع الجبنة والزبدة وليست لشرب أجود أنواع الحليب,واليهود اليوم ليسوا هم يهود الأمس,فاليهود اليوم ومن نصفهم بالكفار وبالمشركين وبالمنافقين يتبعون نظاما إسلاميا في الصدق والأمانة وحب العلم والمعرفة والاطلاع في الوقت الذي يتهرب به بعض المسلمين من حب المعرفة والاطلاع,فكل شيء كان يحلم به محمد صلى الله عليه وسلم قد تحقق اليوم في قلوب وعيون وعقول من نعرف من الناس ومن لا نعرف,فكل شعوب العالم اليوم يحاربون الفساد والمفسدين ويقيمون العدل بين الناس إلا غالبية المسلمين الذين أراهم أنا كما رأى القرآن الكريم أصحاب البقرة,الذين جادلوا كثيرا حتى أنهم عاندوا الله ورسوله وشاقوا الله ورسوله... والمسلمون اليوم يخيبون ظني فهم ليسوا بالمسلمين الذين قرأت عنهم والذين عرفتهم من خلال كتب السيرة,المسلمون اليوم يشاقوني ويعادوني ويعذبوني... والمسلمون اليوم يتبعون اليهود القدامى وبني إسرائيل في الطريقة التي كانوا يعاملون فيها الأنبياء والرسل والصالحين ,أي أن مسلمي اليوم كثيرو الجدل وكثيرو النقاش ويمارون ويخادعون ويضللون أنفسهم ويضلون الناس معهم ويدخلونهم في متاهة فكرية,فإن قلت لهم :إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, يقولون: ما هي؟ وما لونها ؟وما شكلها؟وهل هي بكرٌ عوانٌ؟ وهل هي مدللة لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث؟مسلمةٌ لا شية بها؟,وهل لونها فاقع يسر الناظرين؟ هذه الطريقة في النقاش والتعامل كان يستعملها اليهود وبنو إسرائيل في طريقة تعاملهم الظنية مع الأنبياء والرسل,وأنا أعيش اليوم مع إخواني المسلمين قصة البقرة التي ذبحها اليهود وما كادوا أن يذبحوها بكل ما في القصة من رموز ودلائل ومجازات,وأنا قد صدقوني وما كادوا أن يصدقوني,فأحيانا يلحنون لساني وأحيانا يقولون عني مجنون,وأحيانا يقولون عني مسحورا وأحيانا يقولون عني هنالك من يعلمني... ويدخلون معي في جدال طويل من أجل إثبات أن ما أكتبه وما تخطه يدي إنما يعلمني إياه بشرٌ غيري,والذي يأت على هواهم من كتاباتي يقولون عنه:هذا نعم,من عنده ومن إبداعه,والذي لا يوافق هواهم يقولون هذا ليس منه في شيء بل ابتدعه له آخرون,فتارة يتهمون الدكتورة وفاء سلطان وتارة يتهمون أناس أخر وحين يلتف الحبل على رقابهم يصدقونني وهم في نفسهم أن يقتلوني أو يخرسوني إلى الأبد,والقرآن الكريم يتحدث صراحة عن يهود المدينة وعن يهود غير المدينة ويصفهم في صفات كثيرة أجد أن معظم كل تلك الصفات تنطبق على كثيرٍ من المسلمين اليوم الذين يكيدون للمثقفين ويتعبونهم ويطلبون منهم معجزات ما أنزل الله بها من سلطان,وهم كمشركين قريش حين كانوا يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفعل أمامهم بعض المعجزات حيث رد عليهم القرآن الكريم بقوله( "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)"ولستُ أدري لِما يستكثرون على ألله وجود انسان مثلي نظيف وبريء براءة الأطفال,هل هذا على الله بكثير؟الله الذي خلق السموات والأرض ورفعها بغير أعمدة(عمد) هل كثير عليه أن يخلق كاتبا مثلي يكتب في اليوم مقالتين أو ثلاثة؟لو قارنوا إبداعي بإبداع الله الذي خلقني فسيكون هذا على الله ليس بكثير,وممكنٌ جدا,ولا داعي للاستغراب.

أو كما قال الإمام محمد عبده بعد عودته من باريس(رأيتُ في أوروبا إسلاما بلا مسلمين ورأيتُ في وطني مسلمين بلا إسلام),واليوم اليهود لا يقتلون الأنبياء والرسل أو لا يقتلون العلماء والمثقفين بل يفعل ذلك بعض المتملقين من المسلمين الذين يسيئون الظن عن عمدٍ منهم وعن قصدٍ منهم بحق المثقفين المسلمين, ومما يجدر به أن نذكر بأن القرآن الكريم كان قد تحدث عن اليهود في سورة البقرة أو في قصة البقرة بأن اليهود أهل جدل أي كثيرو الجدل وكانوا يجادلون أنبياءهم ورسلهم كثيرا لكي لا يصدق الناس ما يأت به الأنبياء والرسل أو لكي يصلون معهم إلى تغليط الأنبياء والرسل بالمكر وبالحيلة وبالدهاء,وأظن اليوم بأن المسلمين أو إن صح التعبير الأكثرية من المسلمين يدخلون في جدال عقيم مع المثقفين لكي يثبتوا للناس بأنهم غير مثقفين,فنجدهم يتهمون المثقف بالجنون أو بانتحال صفة غيره من المثقفين كما يحدث معي اليوم حيث أن الأغلبية يحاولون أن يوصلوا إلى الناس كافة بأنني لست أنا الذي يكتب كل مقالاته وبأن هنالك من يكتب المقالات باسمي ويحاولون جاهدين تغليطي أي إيصالي إلى مغالطات دينية وفكرية رغم أن نيتي صافية ولا أكن لغيري العداوة والبغضاء,ويضحكني بعض الناس حين أقول لهم بأنني قرأت لذلك الكاتب أو لذلك المفكر فيقولون عنه:هذا عدونا,وصدقوني أضحك وأنا أستذكر ما قاله يهود المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألوه من يأتيك من الملائكة؟فقال لهم:جبريل,فقالوا له:هذا عدونا ينزل بالحرب وبالأمراض وبالكوارث ولو قلت(ميكائيل) فإننا حتما سنصدقك وسنؤمن بك,فأنزل الله قوله: قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين" وأنا أقول لهؤلاء ما قاله القرآن للمشركين وبأن يتوقفوا عن ملاحقتي ومحاولة إثبات أن كل ما أكتبه ليس لي,فهذه مهزلة,بل هو لي بخيره وشره وكنتُ أنا إنسانا ضالا فهداني الله وكنت محتارا في ديني فوفقني الله وكنت أعيش في شكوك وظنون فهدّأ الله سري وصدري وقلبي.

,ومما أحفظه من تاريخ السيرة النبوية العطرة أن محمدا صلى الله عليه وسلم ذات يوم قد نادى على اليهود قائلا لهم:يا إخوان القردة والخنازير..يا طواغيت يا قتلة الأنبياء والرسل,فلام أحبار اليهود على عامة الناس من اليهود وقالوا لهم:لولا أنكم كنتم تحدثونه بمثل هذا الكلام لَما عرفه محمد فمن أين له أن يعرف كلمة الطاغوت وإخوان القردة؟واليوم أجد بعضا من هذه الصفات يتصف فيها بعض المسلمين وليس كل المسلمين, الذين يستكثرون على رجلٍ مثلي الكتابة في علم الأديان والأنثربولوجي,والعائلة الممتدة والنواتية... وما كان يقوله محمد صلى الله عليه وسلم عن المنافقين من الطبيعي جدا أن نجد هذه الصفات في بعض المسلمين الذين يصلون مراآة وخجلا من جيرانهم وأقربائهم وأصدقائهم وهم لا يدخلون المسجد لمرضاة الله بل لمرضاة نزواتهم وتغطية شاملة على أعمالهم ولكي يتستروا خلف الإسلام بكل ما أوتوا من مكرٍ وخبثٍ ودهاء.

جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا رضا الله ورضا الوالدين
- مقال (لمن لديه جواب)
- هذا الزمن ليس زمني
- الرزق على الله2
- المشاريع المشبوهة1
- الله أفضل من الجميع
- على هامش الزواج والطلاق
- التوبة إلى الله2
- بين الدين والقانون
- الدرس الذي لن يتعلمه أحد
- الهلال الخصيب
- الهدايه من الله
- الموعودون به
- صاحب الرغيف الثالث
- عاش فقيرا ومات فقيرا
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بقرة اليهود وكثرة الجدل