أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - صاحب الرغيف الثالث














المزيد.....

صاحب الرغيف الثالث


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 17:43
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا أردنا أن ننظر إلى هذه الدنيا من زاوية أخرى سنكتشف بأن الدنيا كلها عبارة عن مشروع خسران وهي كمن يبني قصرا على رأس دبوس وهي كالتراب على وجه الصخر حين تضربه الأمطار فيصبح صلداً,وكل الناس تتقاتل على هذه الدنيا وعلى أن ينالوا رضا الملوك أو رضا الغواني أو رضا نساءهم أو غرورهم, وتمتاز الدنيا بكثرة الحقارة وبكثرة الوساخة وصفات أغلب الناس تتحكم بها الأحقاد الدفينة,فهذا يمكر بهذا وذاك يغدرُ بذاك وكله عبارة عن وهم وليس حقيقة, فالذي معه كنوز الدنيا يأكل كما يأكل أي فقير وأحيانا الفقير يأكل طعاما أشهى من طعام الغني وينام على وسادة هادئة أهدى وأطرى من هبات النسيم,ومن الناس من يبيع نفسه لقاء الدنيا ومن الناس من يبيع وطنه وأبناءه, ومن الناس من يقضي زهرة شبابه وهو يعمل بالمكر وبالدهاء وبالخبث وفي النهاية يجني غيره ثمرة جهده وكفاحه, وهذه الدنيا وما فيها من نعيمٍ زائل هي مخرجات الطمع والقتل من أجل شيء تافه, وهي كما قال المسيح(ماذا لو كسبت العالم وخسرت نفسك!)وهي مثل رواية (جيم الصغير وسلفر) أو مثل رواية (جزيرة الكنز) حيث الكل يغني للقرصان أغنية(خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق).

وهل تستحق الحياة منا كل هذه المعاناة؟ومن أجل من نقتل ونسرق ونكذب ونغامر بأرواحنا إلا من أجل شيء تافه لا يساوي عند الله جناح بعوضة,كل هذه الأخبار نجدها في قصة المسيح ورغيف الخبز حين خرج المسيح برفقة رجلٍ من بني إسرائيل ولما وصل المسيح والذي معه إلى قرية أحس هو وصاحبه بالجوع فأرسل المسيح صاحبه ليأتيه بطعام من القرية التي أشرفوا عليها ونقده المسيح ثمن الطعام نقدا, وعاد صاحبه بثلاثة أرغفة من الخبز وكان المسيح واقفا يصلي وأطالَ المسيح في صلاته فأكل صاحبة من الأرغفة الثلاثة رغيفا واحدا بعد أن ملَّ الرجلُ من إطالة المسيح في صلاته ,وبقي بحوزته رغيفين من الخبز فلما أنهى المسيح صلاته جلس ليأكل مع صاحبه فسأله المسيح عن الرغيف الثالث فقال له:إن هما إلا رغيفان من الخبز فقط لا غير ولم تكفِ النقود إلا لشراء رغيفين من الخبز,ومن بعد ذلك انطلق المسيح وصاحبه حتى جاءوا على ظباء ترعى فأراد المسيح أن يرى صاحبه بعينيه معجزة من معجزاته فدعا إحدى الظباء فذبحها وأكل منها هو وصاحبه وبعد أن شبعا سأل المسيح صاحبه مرة ثانية:بحق الذي أراك هذه المعجزة,قل لي من هو صاحب الرغيف الثالث أو بمعنى آخر :من أكل الرغيف الثالث؟,فأجابه صاحبه للمرة الثانية كاذباً:إن هي إلا رغيفين من الخبز ولم أحصل على غيرهما, ومن ثم عاودا سيرهما حتى أتيا على قرية خاوية على عروشها فسأل المسيح إحدى الأحجار عن أمر هذه القرية وما حل بأهلها فنطق الحجرُ وأخبر المسيح عن كل شيء سأله,وصاحبه كان يتعجب من معجزات المسيح ونظر المسيح في وجه صاحبه وقال له:بالذي أراك هذه المعجزة قل لي يا رجل من هو صاحب الرغيف الثالث؟ فقال الرجل:لقد قلت لك بأنهما رغيفان من الخبز فقط لا غير ومن أين سيأتي الرغيف الثالث وهذه الكذبة كانت للمرة الثالثة وعاد ليقول:كل النقود التي أعطيتني إياها لم تقوى إلا على شراء رغيفين من الخبز, فانطلق المسيح وهو يعلم بأن صاحبه يكذب عليه حتى جاء على نهر سريع الجريان فأمسك المسيح بيد صاحبه ومشى معه فوق النهر وكأن الماء قطعة من الرخام الإيطالي وحين وقفا على اليابسة سأله المسيح بحق هذه المعجزة من هو صاحب الرغيف الثالث ولكن الرجل استمر في تكرار الأخطاء والأكاذيب ولم يذعن لمعجزاته وأصر بأنهما كانا رغيفان من الخبز فقط لا غير, ومضى به المسيح حتى جاء على ثلاثة أكوامٍ من التُراب فقام المسيح في معجزة أخرى وحول التراب إلى (ذهب) وقال له :هذه لي وهذه لك وهذه الثالثة لصاحب الرغيف الثالث,فانتفض الرجل من مكانه مثل الزمبرك وقال:أنا صاحب الرغيف الثالث أنا أكلتُ الرغيف الثالث وبهذا أنت تأخذ حِصة واحدةً وأنا حصتين,فقال له المسيح:بل خذهما جميعا وودعه كما ودع (الخضر) موسى عليه السلام حينَ قال له:هذا فراقٌ بيني وبينك.

وبقي الرجل مع ثلاث جرارٍ من الذهب لا يدري كيف يحملهما حتى سطى عليه ثلاثة من قُطاع الطرق فقتلوه وأخذوا من جرارَ الذهب, وبينما هم يقتسمون لكل واحدٍ جرة من الذهب شعروا بالجوع فأرسلوا بواحد منهم إلى السوق ليترقب أي طعامٍ هو أزكى لهم فيأتيهم به,وحين ذهب أحدهم اتفق الاثنان على قتله حين يعود من السوق وأسروها له حين عودته,وبنفس الوقت ساورت الرجل نفس الأفكار التي ساورت صديقاه فقال:سأضع لهما في الطعام سُماً وبدل أن يتقاسموا معي الجرتين سآخذهما جميعا,ولما تحسسوا قدومه غدروا به وقتلوه وأكلوا الطعام المسموم فماتوا جميعهم ميتة شنيعة,وحين مر بهم المسيح مع حواريه قال لهم:هكذا تفعل الدنيا بأهلها





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش فقيرا ومات فقيرا
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة
- الحمير بصحة جيدة
- من هو جهاد العلاونه؟
- قمة الإيمان
- البئر المسحور
- الله نور ومحبة
- الصحة مرض
- كرم الله الإنسان بالعقل
- التوبة واجبة على الجميع
- ابن رشد وجهاده الفكري
- صلاة الفجر حماعة
- التوبة إلى ألله
- خاتم أمي وقلم أبي
- يحبون ألله ويكرهون إخوانهم
- هل التبني حرام؟
- مهنتي الجديدة
- أخطاء إسلامية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - صاحب الرغيف الثالث