أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مهنتي الجديدة














المزيد.....

مهنتي الجديدة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 21:56
المحور: كتابات ساخرة
    


الأقارب سيئون,والأصدقاء غير أوفياء,ولا توجد امرأة مخلصة تملئ عليّ حياتي بالحب ,ولا يوجد جيران مثل العالم والناس,ولا توجد عندي دولة تحترم حقوق الإنسان,ولا يوجد عندي رئيس جمهورية على مزاجي,ودواوين الشعر المنشورة والروايات لا تغطي فضولي الكبير,وبناء على كل ما ذكر سأهجر مجتمع الإنس وسأعيش في حياة البراري مع الحيوانات الأليفة والصديقة وبمعنى آخر سأعمل في مهنة(راعي غنم) أو (راعي بقر) على الأقل الغنم إذا صرخت بوجهه لا يصرخ بوجهي ولا يكيد لي كيدا ولا يتربص بي ولا يقعد لي كل مقعد,وبالنسبة للبقر فأيضا هو حلو المزاج والطبع وبصراحة أفضل بكثير من أولئك الذين أعيش معهم ليلا ونهارا حيث لا يكفون عن التسبب لي بالأذى, ومهنة راعي بقر أو راعي غنم أفضل من مهنة راعي بني آدميين على الأقل البقر يفهم عليك وتفهم عليه بسرعة دون الحاجة إلى دورة تدريبية,وأهم شيء في مهنة الراعي أنني حر طليق أنا وروحي وأفكاري وجسدي وستبقى على الأقل معنوياتي قوية وما يزيد عن حاجتي من حليب وألبان سأقوم باستبداله بأشياء أخرى مثل الخضروات والفواكه.

صدقوني أنني جاد جدا,وما العيب في مهنة كهذه المهنة وهي على الأقل إن لم تدر المال ستدر عليّ راحة البال وسأنتهي عن القراءة والكتابة والتفكير على الفاضي بدون أي مردود يذكر,وسأعيش ملكا أو مثل الملوك وسأضع على رأسي ريشة مثل الريشة التي وضعها(الملك لير) على رأسه حين تاه لفترة في البراري الشاسعة... لم أكن طوال عمري أتصور نفسي بأنني سأصلُ يوما ما إلى هذه الدرجة الكبيرة من التعقل والعبقرية,فعلا أنا عبقري جدا من أين خطرت ببالي هذه المهنة؟!! مهنة راعي البقر أو راعي الغنم! أنا فعلا إنسان مدهش على الآخر وقلما أجد لي نظيرا على هذا الكوكب,ولم أكن أعلم بأن مستواي من التحضر والرُقي قد يصل بي إلى هذا المستوى الرفيع من الفكر الحي والنابض بالحيوية,ولم أكن طوال حياتي أحلم بأن أعيش هذه الحياة التي بدأت أفكر بها ,لم أكن أتصور نفسي عاقلا كما هو أنا اليوم ,ولم أكن طوال حياتي أفكر تفكيرا منطقيا كما هو أنا اليوم,أنا اليوم لأول مرة في حياتي أشعر فيها بأنني بكامل قواي العقلية وبأنني قبل ذلك كنت مجنونا,وأنا مسرور جدا بما بلغته من مستوى فكري راقي جدا ولم أكن قبل ذلك مسرورا في حياتي ولم أكن في أي يوم من الأيام مبسوطا أو سعيدا في حياتي, كنتُ معقدا من الحياة وكانت الحياة أيضا معقدة مني وكلانا لا يطيق الآخر وأكاد أن أفقد عقلي كلما جلستُ بيني وبين نفسي ,على العموم أنا سأتخلص من كل تلك الشكوك والأوهام بفضل مهنتي الجديدة كراعي غنم أو راعي بقر,وإن تمكنت من شراء عنزة مثل عنزة غاندي فسأشتري واحدة وأعيش من حليبها وشعورها حيث سأنسج من شعورها قميصا للنوم وقميصا آخر للسهر خارج البيت برفقة العنزة ذلك أنني سآخذها معي إلى أي مكان أذهب إليه فهي أفضل من الأخ والأخت والزوجة على رأس القائمة,وإن سمح لي الزمن بأن اتخذ صديقا وفيا مثل الكلب الذي اتخذه (محمد نجيب) صديقا له طوال العمر فسأفعل ذلك وسيرافقني كما ترافقني العنزة, وإن سمحت لي الظروف المالية أن أجد ناقة مثل ناقة صالح فسأجلب لي واحدة على الفور, وسأتخذ عصاً مثل عصا موسى أهش فيها على الغنمة وأتكئ عليها حين تميل بي الأرض أو حين تميل الأيام على كتفي وهذه العصا أفضل ألف مرة من أن أتخذ صديقا وفيا ينكسر بسرعة من أول ما أضع يدي على كتفه.

ولم أشعر طوال حياتي بأنني إنسان عاقل كما أشعر اليوم,وهذا أول قرار في حياتي صائبا وعاقلا إن لم أكن قد اتخذت من ذي قبل قرارات عاقلة بهذا الشكل؟فإن هذا القرار يعد الأول لي منذ ولادتي حتى هذا اليوم.

وأهم شيء بأن الحياة الجديدة بالنسبة لي هي أن أعيش بدون زوجة تسرق مني راحة بالي ومحفظة نقودي فمثل هذه الزوجة لن أتخذ مثلها في حياتي الأخرى التي سأحياها منذ اليوم وصاعدا,وسأعيش على ما تنتجه لي الغنمة أو الماعز وبالنسبة للنباتات فسأعتمد على الطبيعة وعلى ما فيها من أعشاب نافعة وعلى ما تنتجه الأرض من (درنات) مثل الجزر البري,ولا أريد أن أهجر الحياة الإلكترونية وسرعة الاتصال,وبدل شرب الكوكتيل والعصير سأتناول كل يوم كأسا صغيرا من عصير(البرسيم) وسيصبح الحمار أخي والكلب صديقي والحصان جاري العزيز وكل الحيوانات على جميع أشكالهم وأصنافهم سأتخذهم بدلا من الأهل والأصدقاء والجيران.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء إسلامية
- كلمات معكوسة
- العودة من الضياع
- أنواع الكلمات
- درس في الحب والكراهية
- أنا مسكين الله
- كيف يتصور الإسلام نظرة العالم المسيحي له؟
- عدوى البرودة
- كثرة الوضوء ومرض الوسواس القهري
- مشكلة المثقفين
- كنتُ وما زلتُ يتيماً
- أنواع الإسلام
- ذهبوا كفارا وعادوا كفارا
- الضلع الأعوج والحب
- رسالة إلى صديقتي جانيت الحايك
- صعوبات في البلع
- العيشه تصعب على الكافر وابن الحرام
- على حساب الفقراء
- ماتوا اختصارا للشر
- آفاق


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مهنتي الجديدة