أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - رسالة إلى صديقتي جانيت الحايك















المزيد.....

رسالة إلى صديقتي جانيت الحايك


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 18:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو كان يا صديقتي (جانيت الحايك) هنالك قانونا عادلا ومنصفا يحاسب الوقت والزمن والكتب والأوراق على وجه الكرة الأرضية لأحضرت الوقت والكتب والأوراق والفلاسفة والكتاب إلى المحكمة على جناح السرعة باعتبارهم مجرمين سرقوا مني صحتي وشبابي وعنفواني الذي كنت أتلذذ به وأنا أقرأ أو وأنا أكتب أو وأنا أنظر في السماء محاولا اكتشاف أعماق السماء والتي هي في نظري مثل أعماق البحر المليئة بالكائنات الحية, وأيضا لقمت من مكاني هذا لأحاسب الزمن على سرقته لأصدقائي,وكنت أظم كل الظن بأن الزمن قد سرقك مني حين غبت عني شوطا طويلا من الزمن وكنت قد حسبتك في قائمة الذين زاروني وغادروني دون أن يتركوا لي منهم شيئا للذكرى,ولكن فجأة ظهرت في حياتي مرة أخرى حين أطللت من الغيب عليّ على موقع(وفاء سلطان-تلفزيون دوري) وكثيرون يا ست الكل هم الذين سرقوا مني جواهري وكلماتي ونظري وسمعي واحتلوا مساحة كبيرة من حياتي من غير أن أعلم إلا في الآونة الأخيرة, وكل أولئك أسامحهم ولكن لن أسامح الوقت على سرقاته الكثيرة ولن أسامح أولئك الذين سرقوا مني أصدقائي لأن صداقة أمثالك لا تقدر ولا حتى بالذهب فهي أغلى من الشموس و والنجوم والكواكب ,وأنا تذكرت نفسي في الآونة الأخيرة وعرفت بعد فوات الأوان بأنني كنت أتعرض للسرقة من غير أن أدري من هو السارق ومن هو المسروق ومن هو القاتل ومن هو المقتول حتى اكتشفت بعد فوات الأوان بأنني أنا المقتول وأنا المسروق الذي سرقه الوقت منذ أكثر من عشرين عامٍ,وأكثر شيء سرقني في حياتي هو الوقت من غير أن أشعر به وكان الوقت يسرق بي وأنا أكتب في قصيدة أو في مقالة أو قراءة كتاب من الكتب ففي كل هذه الأوضاع كان الوقت يسرقني من غير أن أدري به وكأن الوقت دودة خبيثة تملك مخدرا تخدرني به لكي لا أحس عليها وهي تسرقني, وعلى كل حال عدت يا ست الكل من سباتك الشتوي ,وعدت أيضا كما تعود الطيور المهاجرة في فصل الشتاء إلى المواقع الدافئة حيث لنا جميعا مع لعضنا قصصا وروايات وحكايات لا يعلم فيها إلا الرب, وثاني أهم شيء سرقه الناس مني هم أصدقائي وأحباب قلبي علما أن الموت سرق بعضهم ولكن السياسة سرقت مني أغلبيتهم على الإطلاق فتنكروا لي لقاء راتب شهري لا يتجاوز ال 500دينار أردني فهؤلاء لن أنساهم ما دمت على قيد الحياة لأن الذي يضحكك والذي يبكيك يا ست جانيت كلاهم صعب أن تنسيهم أو أنساهم أنا.وهنالك من الأصدقاء من قد نسوني لأن شيئا خارجاً عن إرادتي وإرادتهم قد سرقهم مني حتى بدا لي شكلي من الخارج عاريا بلا أصدقاء ولو عاد بي الزمن للوراء فلن أسمح لأي كان من أن يسرق مني لوني ووقتي وأصدقائي حتى أنني غدوت في النهاية بلا أصدقاء أصادقهم ويصادقوني ولو عاد الزمن إلى الوراء وعشتُ حياتي من جديد فسأتعرض لنفس السرقة ولنفس اللصوص الذين سرقوا مني خبزي وأسمي وعنواني وهذا يثبت لي بالبرهان القاطع بأنني لم أتعلم من اللصوص الدرس النافع,ولا أدري بالضبط لو فعلا دار الدولاب إلى الوراء فهل سأختارُ نفس هذا الخيار الحالي وهل سأختار نفس الأصدقاء القابلين للسرقة؟وهل أصلا حياتي كانت بمحض إرادتي؟ وهل كنتُ مغمض العينين والأذنين حين سرق مني اللصوص أصحابي وأصدقائي ؟وهل سأسمح للذين سرقوني بأن يسرقوني مرة ثانية!! فهل أنا الذي كتب قصة حياته بيده وسمح للصوص بأن يسرقوه أم أن الوقت والكتب والأوراق هم السارق والمسروق معا والقاضي والجلاد والشرطي والحرامي؟أم أنني مجرد تابع وناقل للمقدر وللمكتوب؟وخلقت فقط من أجل أن تلتهمني الكتب حين يتحول الصياد إلى فريسة والطريدة إلى صياد,لقد كنت أنوي يا ست جانيت الحايك التهام الكتب وابتلاعها ولكن ما حدث كان عكس كل الاقتراحات وبدل أن أأكل الكتب هي التي أكلتني وقبل أن أقوم لتقطيع ثيابها هي التي قامت بتقطيع ثيابي و(مرمطتني على الآخر).وباعتقادي لن يكون لي غير هذا الخيار الوحيد والذي كله عبارة عن متاعب وقصة ضياع وعبارة عن هموم ثقافية أعيشها بمفردي في هذه المجموعة السكانية التي أتواجد معها وكأنني كائن غريب قدم على هذه الدنيا من كوكب آخر أو من دنيا ليست كهذه الدنيا, والشيء الوحيد الذي يزيد من صبري وثباتي هو وجود صديقات مثلك وبالتحديد (وفاء سلطان,ووداد باشي حمزه) والصديق الرائع (فؤاد) وأخيرا وهو الأهم بطباعه الأستاذ(نبيل العدوان) وإن كان اختصاص كل واحدٍ منكم غير اختصاص الآخر في مفهوم الصداقة,لذلك كان غيابك عن ساحة الحركة الثقافية بالنسبة لي مؤلم جدا والرسالة التي أرسلتها لي اليوم كانت مؤثرة أكثر..إن الذين سرقوني وسرقوا الكحل من عيوني ما استطاعوا أن يسرقوكِ مني,ولا أستطيع أن أرفع عليهم في المحكمة قضية ليردوا لي بعض ما سرقوه مني لأن القانون لا يكتفي بعدم حماية المغفلين بل أيضا لا يحاسب الزمن ولا يحاسب الوقت حين يسرقني أو يسرق أي مواطن غيري وكنت أظن بأن الوقت قد سرقك مني وبكنك أثبتِ بأنك أقوى من الزمن ,ولا توجد في القانون مادة تعاقب أنسانا سرق من إنسان آخر وقته وأصدقاءه وصحته وشبابه, فكيف سأرفع قضية على الذين سرقوا مني الوقت واشغلوا فكري وظني وعقلي وقلبي حتى أنني أشعر بنفسي إلى اليوم بأنني مولود من أجل أن يسرق كل هؤلاء مني الوقت والصحة والشباب وآهٍ من الشباب كيف لي مثلا أن أرفع قضية على الذين امتصوا من دمي رائحة شبابي وكيف سأرفع على الكُتاب والمبدعين في فن الكتابة قضية في المحكمة! وكيف سأرفع على الكتب قضية في المحكمة أطالب فيها الكُتب بأن ترد لي بصري الذي سرقته مني الكتب والأوراق؟ على اعتبار أن الكتب والأوراق كلهم لصوص سرق مني كل واحد منهم شيئا عزيزا على نفسي, وحين أجد قانونا يعاقب مثل هؤلاء اللصوص على سرقاتهم لي سأقوم برفع قضية عليهم وسأثار لنفسي من الذين أتعبوني وسرقوني وتركوني عالة أتكفكف الناس.وسأقف بلساني أمام المحاكم المختصة وسأكتب مظلمة أتظلم فيها للقاضي لكي يعيد لي حقي في الاحتفاظ بأصحابه وبحقوقهم وبحقوقي عليهم, ولكن ماذا سأقول للقاضي!!هل سأقول له بأنني كنت نائما على آذاني طوال الوقت؟

في غمرة هذه الحياة دخلتُ بين الكتب والأوراق وقرأتُ كثيرا وكثيرا وكتبت أقل من الذي قرأته على نفسي,وبكني كلي فخر بأنني ما زلت أحتفظ بصديقة مثلك يا جانيت,وتعرضت للنشل وللسلب وكان الذي يسرقه مني اللصوص غير مهم بالنسبة لي وأستطيع استرداد أو تعويض أي مبلغ مالي يضيع أو يُسرق مني ولكن كيف سأعيد صديقة مثلك إذا سرقها الزمن أو الوقت؟ وكيف سأسترد بصري؟ في كل مكان كنت أذهب إليه كنت أفقد إما صديقا وإما صديقة وإما شيئا من بصري الذي غدى في الآونة الأخيرة شبه معدم,ونسيتُ تاريخ ميلادي وفي أي شهر جئت وفي أي لحظة ولدتُ,وسرقني الوقت فلم أشعر بنفسي خلال كل تلك المدة إلا في هذه اللحظة من عمري وحياتي وفي النهاية اكتشفتُ بأنني لا أملكُ شيئا وبأن كل شيء طار من يدي, فيا من يذكرني باسمي وبتاريخ ميلادي ويا من يذكرني ببصري حين كنت أرى النملة وأسمع صوتها وهي تدب على الأرض. وأين كنت حين كان اللصوص يسرقونني, لقد شطحتُ بعيدا وغصتُ في الأعماق بعيدا ولم أكن أهتم لا بصحتي ولا بشبابي ولا بالوقت ولا بالزمن حتى فوجئت بالزمن مفاجأة غير لطيفة منه,أنا لم أعد أذكر أو لم أعد قادرا على تذكر شكل قشرة البيض التي خرجتُ منها لأنني غادرت لُب البيضة منذ زمن بعيد وتهت وأنا أبحث عن أصدقاء مثلك ومثل وفاء ووداد وفؤاد ونبيل ,ولم أعد أذكر شكل السطح الذي كنت عليه قبل أن أغرق جسدي وروحي في أعماق البحر وأنسى نفسي وتعلمت من قصة ضياعي وسرقتي كيف يضيع الإنسان وقته وشبابه وصحته وعافيته ونظره وبصره إلى الأبد دون أن تكون له القدرة على استعادة البصر والسمع وطول الصبر, لقد كان قبل هذا اليوم صبري طويل وهنالك لصوص متخصصون بسرقة الصبر مني ومن غيري.

أنت لست مجرد صديقة بل دائما كنت ملهمة لي ولغيري من أصدقائك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعوبات في البلع
- العيشه تصعب على الكافر وابن الحرام
- على حساب الفقراء
- ماتوا اختصارا للشر
- آفاق
- أصل الانسان من حيوانات مختلفة
- أفكار غريبة عن المسيح
- مثلك مثل كل الناس
- الرب عام 2012
- أصعب شيء عندي
- أين ذهب حزب الوفد؟
- الموت في فصل الشتاء
- أبو يوسف السوري
- فكرة القومية
- 2011 سنة العجائب
- صناعة اللحوم
- نقد الإسلام السياسي
- أسئلة محيرة
- أردني مرفوع الراس
- وحدي في البيت


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - رسالة إلى صديقتي جانيت الحايك