أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - صعوبات في البلع














المزيد.....

صعوبات في البلع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 22:20
المحور: كتابات ساخرة
    


حين فكرت في الموضوع كنت جادا فعلا ولكن عمليات الفشل المتكررة كانت قد حولت الموضوع من موضوع هادف وجاد إلى موضوع ساخر ومضحك جدا,إذ كيف برجل مثلي لا يستطيع أن يبتلع قطعة معدنية أو ورقية وغيره من الناس ابتلعوا الملايين وابتلعوا حقوق الإنسان,وصار يحتملُ كثيرا من التوقعات والتأويلات الكثيرة على (النَصْ) والمرادفات المضحكة والتي جعلت من الواقع المحزن والأليم واقعا كوميديا ومهزلة تاريخية, وأصبحتُ أنا شخصياً قصة يرويها الأطفال في الحارة كما يروون الطُرف النادرة عن (جحا وحميره العشرة) ويتضاحكون عليها, وها أنا أسمعهم يقولون(مثل عموه جهاد) وفعلا أصبحتُ مثلا يضرب به بين الناس وحكاية يلوكها الأطفال كما يلوكون العلكة أو قطعة من الحلوة اللذيذة,ولم أستطع أن أثبت رجولتي في البلع والابتلاع وكنت أعتقد بأن الموضوع مثله مثل ابتلاع حبة منوم أو حبة أسبرين وما أن وضعتهن بفمي إلا وتحول لون وجهي إلى الأحمر القاني من شدة ما ضغطتُ وشددت على أعصابي فركضت بكل ما أوتيت من سرعة باتجاه(كولار الماء) وملأت كأسا من الماء البارد وشربته على عجل لكي يساعدني في(زرط) قطعة نقدية من فئة العشرة قروش الأردنية,وهذا كله أصل القصة والرواية.

ولم أتمكن من إتمام عملية(زرط) العشرة قروش ويمكن أن يكون السبب الصعوبات التي تواجهني منذ الطفولة فمنذ الطفولة وأنا أعاني من صعوبات في البلع وكل الأطباء قالوا لي بأن هذه الصعوبات أسبابها نفسية وأنا أيضا منذ الطفولة وأنا محتار في الناس الذين لا تواجههم أي صعوبة في البلع كما تواجهني أنا شخصيا,وتساءلت وقتها:كيف غيري من الناس بلعوا الملايين والألوف المؤلفة وأنا لم أستطع ابتلاع عشرة قروش أردنيات رغم أن المبلغ بسيط جدا جدا,واتصلت بالدكتور فاضل صديقي منذ الطفولة وقمت بتذكيره بأيام الصبا حين كانت أمي تسقينا وتطعمنا أنا وهو الشاي الساخن مع الخبز والسكر وقلت له لقد آن الأوان يا صديقي أن ترد لي الجميل وأن تساعدني في ابتلاع عشرة قروش أردنيات أو ابتلاع أي شيء أنا أريد منك أن تساعدني على البلع وأن تنهي لي مشكلة البلع التي كانت ترافقني منذ الطفولة وقد كبرت كما ترى وما زلت أعاني من صعوبات جمة في البلع, فنصحني بأن أضع العملة النقدية في (بالون) وأن أدهن البالون بمادة الزيت وحاولت أن أفعل كل ما قاله لي ولم انجح وقلت له وقتها هل اشترى فلان أو علنتان(.....) عشرين طنا من الزيت لكي يبتلع مليون دينار أردني؟ ولو صح كلامك لنفذ الزيت من البلد أو أنك فعلا صادق وسبب ارتفاع الزيت هو بسبب المبتلعين الذين يدهنون البالونات أو المصاري بالزيت لتسهيل عملية البلع وكل العمليات التي قمت بها كانت تتكلل بالإحباط.

لقد واجهتني عدة عقبات وعقبات وكان هنالك دافع يدفعني إلى أن أتقيأ العشرة قروش قبل ابتلاعهن,لم يكن الموضوع بالنسبة لي سهلا كما كنت أتوقع,لقد كنت أتوقع بأن رزط العشرة قروش سوف تنتهي مع انتهاء شربة الماء البارد وكنت أظن بأن الموضوع لا يحتاج إلا إلى ربع لتر من الماء ولكن الموضوع تعدى إلى شرب 20 لتر من الماء طوال النهار وأنا أحاول ابتلاع العشرة قروش وبدون فائدة, وجربت عدة وسائل وعدة طرق وأخيرا وليس آخراً فكرت بابتلاع عملة نقدية ورقية مع قطعة من الخبز المشوي وحين حشوتها في فمي انتابتني نوبة من الصرع فقد تكون العملة الورقية ملوثة وملطخة بدماء الغلابة الذين لا يحصلون عليها إلا بشق الأنفس,وتذكرت نفسي حين أقوم بكسب النقود كم أتعب وكم أنزف من دماء ومن عرق وكم سيكون صعبا عليّ أن ابتلع العملة الورقية وحين لففت الدينار الأردني بقطعة من الخبز ووضعتها بفمي تذكرت كل آلامي وكل جراحي وكم غيري من الناس يحتاجون إليها فانبطحت على الأرض وأنا أحاول مرة ابتلاعها ومرة إخراجها وما أن أخرجتها من فمي حتى شعرتُ بأن روحي في ذلك الوقت قد عادت إليّ بعد أن ظننتُ كل الظن بأنها قد تفارقني بعد إنهاء عملية البلع,إنها صعبة جدا على رجل مثلي لم يعتد في حياته على ابتلاع النقود الورقية أو المعدنية,فكيف بغيري يبتلعون المشاريع الكبيرة وموازنة الدولة, وأنا لا أستطيع ابتلاع ولا حتى أي لفافة ورق ملفوفة بالخبز,وكيف بأولئك المبتلعين يحصلون على احترام الناس لهم وهم يعلمون بأنهم أكلوا حقوقهم المدنية وخصوصا حقهم في الحصول على وظيفة حكومية وأنا لا أحصل على مثل تلك الاحترامات من الناس علما بأنني لم أبتلع حقوق أي أحدٍ من الناس,يا لسخرية القدر!.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207369



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيشه تصعب على الكافر وابن الحرام
- على حساب الفقراء
- ماتوا اختصارا للشر
- آفاق
- أصل الانسان من حيوانات مختلفة
- أفكار غريبة عن المسيح
- مثلك مثل كل الناس
- الرب عام 2012
- أصعب شيء عندي
- أين ذهب حزب الوفد؟
- الموت في فصل الشتاء
- أبو يوسف السوري
- فكرة القومية
- 2011 سنة العجائب
- صناعة اللحوم
- نقد الإسلام السياسي
- أسئلة محيرة
- أردني مرفوع الراس
- وحدي في البيت
- هل كان سلوك محمد مطابقا لدعوته؟


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - صعوبات في البلع