أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الطفل الذي ابتلع عشرة قروش















المزيد.....

الطفل الذي ابتلع عشرة قروش


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 18:49
المحور: كتابات ساخرة
    


النظافة من الإيمان , والاغتسال واجب من الذنوب , وفي نهاية كل عام هنالك غسيل من الذنوب , وأول ناس مارسوا غسيل الأموال هم الشيوخ الأفاضل الذين يغتسلون أمام الناس من المرفقين حتى المنكبين أو المنكعين , وبهيك حاله بتصير أموالهم حلال 100% , وفي بعض الشيوخ كانوا يأتون بأموال خارجية ويقولون للناس : وجدنا صندوقاً من الذهب في إحدى الكهوف والله هو الرزّاق , وهذه طريقة مُثلى لغسيل الأموال .


واليوم في قصتنا يجتمعُ الأهل والضيوف والموجودون جميعهم على صوت الأطفال وهم يصرخون : بلع العشر قروش...بلع العشر قروش ,والناس والحضور كلهم يسألون :

الضيوف: شو مال الولد؟روحه طلعت .

الأطفال : كان يلعب في العشر قروش وبعدين حطهن في (ثمه) فمه ويمكن إنه بلعهن .


ويقترب في هذه اللحظة أحد الضيوف ممسكاً بالطفل واضعه بين يديه وهو يقول :

شو مالكوا ؟؟؟ليش مستغربين هذا الموضوع ؟ طول عمر الناس في هذه البلد تبلع بالمصاري بلع , وما حدى استهجن أو استغرب الموضوع.

الضيوف: طيب كل الناس ابتبلع مصاري بس بتكون مغسوله ونظيفه جداً وبكونوا حيتان كبيره ,وما حداش بصير يصرخ عليهم عشانها من كثر الغسيل بتكون غير مصابة بالجراثيم, ليش أنتو عاملين ضجه وصراخ ودوشه وزيطه وميطه؟لو كانت مصاريكوا مغسوله ما بصير هيك.


وحضرت والدة الطفل وهي تصرخ وتدقُ بيدها على ظهر الطفل وتقول : شو مالك يا ميمتي (يا أمي) شو مالك؟...الحقونا روح الولد بدها تطلع.


الأطفال : بلع عشر قروش مش مغسولات.


الأم: طيب كل الناس ابتبلع مصاري وصحتهم بتزداد وبكون الموضوع عندهم عادي جداً ,طيب كح يا ولد عشان يطلعن من بطنك, شو هذا الحقوني العشر قروش بدهن يطلعن روح الولد.

الضيوف: شو يطلعن من بطنه يمكن بعدهن في حلقه بعدين هذول مش مغسولات , بعدين لويش بدك إياهن يطلعن من بطنه خليهن في بطنه على شان يشعر فيهن .

الأب: شو حكاية الغسيل ما طول عمر الناس تبلع بالمصاري من دون غسيل , أصلاً الغسيل هذا ما عرفناهوش إلاّ من عشر سنوات فقط لا غير و يمكن حتى بعدهن ما وصلنش للحلق , أنا باعتقادي ما زالن في سقف حلق الولد, أنا بعرف في مسئول حكومي بلع 100ألف وقعدن في سقف حلقه عشر سنوات وبعدين بس طلع على التقاعد أطلعهن وفرجاهن لكل الناس .

الضيوف: كيف قدر يحتفظ فيهن عشر سنوات وهن في سقف الحلق؟وبدون غسيل!

الأب: كان موهوب جدا جداً جداً ومواهبه لا تعد ولا تحصى وكانت عنده القدرة على اخفاء أي مبلغ مالي وبدون غسيل .

الضيوف : لا غسيل ولا جلي !!!والله احنا العرب شاطرين جداً في أكل المصاري , كل شعوب العالم ابتوكل لحوم وخضروات بشكل طبيعي , أما نحن فكل المسؤلين في الدوائر الحكومية : عايشين على أكل حقوق الناس والقضايا الكيديه.

الأم: طيب احنا الولد اللي عندنا مش معتاد على أكل المصاري .

الضيوف: لا اتخافيش عليه بُكره بعتاد على هي أكلات شعبيه .

الأم: كيف ما وصلنش للحلق طل عليه مش قادر يحكي ولا كلمه , معناتهن العشر قروش موجودات في حلق الولد.
الضيوف: يا بنت الناس أتركيه يعتاد على هي أكلات فاخره ,واحتمال إنهن الآن في القصبات الهوائيه, إذا الولد بلع العشر قروش فعلاً معناتهن من المؤكد أنهن ما زلن في القصبات الهوائيه.

الأب: شو ؟ كيف عرفتوا ؟.

الضيوف: الأمر واضح مثل عين الشمس , الطفل عنده صعوبات تنفسيه, بسبب ابتلاعه للعشرة قروش.

الأب : الصعوبات هذه وراثيه , على شان أنا في حياتي ما بلعت أي قرش أحمر أو أي (هلله) أو أي (مليم) وكمان جد الولد في حياته ما بلع أي قرش أحمر و مش ضروري يكون عند الولد صعوبات بالتنفس بسبب ابتلاعه للعشرة قروش في ناس بلعت آلاف الدنانير ولم يحدث عندها أي صعوبات في مجاري التنفس ,يمكن الصعوبات في التنفس ناتجة عن انفلونزا آسيويه مثل التي أصيب فيها الاكساندر المقدوني .

الأم: يا زلمه أنت كل سوالفك ما فيش ليها أي قيمه , الأفضل أن نأخذه للمستشفى الحكومي وهناك بعالجوه.

الأب : ماشي خليني أحمله على السياره واللي بده يجي معي يجي واللي بده يلحقني يلحقني على المستشفى الحكومي.

ويصل الأب للمستشفى ويدخل بالطفل على قسم الاسعافات الأوليه :

الأطباء : شو ماله الولد؟

الأم: بلع عشر قروش , وتسببن له بضيقٍ في مجاري التنفس وغيره بلع خزينة الدوله كلها دون أن تظهر عليه أي أعراض جانبيه.

الأطباء: هذي أول مره ابنك ببلع فيها شيء من مصاري البلد؟.

الأم " طبعاً أول مره , لا أنا ولا أبوي ولا أمي في حياتنا بلعنا قرش أحمر , ولا حتى أبوه ولا أبو أبوه ولا أم أبوه عمرهم بلعوا أي فلس أحمر .

الأطباء : اللي مش كاره يا ناره .

الأم: شو بدنا نعمل الآن؟.

الأطباء : مين أعطاه العشر قروش؟

الأم: أبوه هو اللي أعطاه إياهن .

الأطباء : وين الأب؟

-الأب: نعم حاضر .

الأطباء: العشر قروش مغسولات ؟

الأب: لا والله أنا زلمه على قد حالي ولا في حياتي كلها عرفت شو معنى الغسل والغسيل .

الأطباء : يعني ما سبق وأن تعاملت في غسيل الأموال ؟.

الأب: لا .

الأطباء : ولا حدى من أهلك أو أبوك .

الوالد: أبوي ألله يرحمه كان يتعامل في الغسيل .

الأطباء: أبوك كان يغسل ؟

الأب : أبوي كان يغسل عندكوا الكِلى, وأمي كانت تغسل الكِلى ,وكانت وهي شابه فتيه تحكي لنسوان الحارة (اليوم غسلت) وكانت تحكيها في صوت واطي عشانها كلمه عيب جداً يسمعها الصغار , وأنا في إحدى الأيام غسلت عندكوا المعدة والمريء وكان غسيلكوا بجنن نظيف إكثير وناصع البياض.
الأطباء: ماشي خليك في مكانك حتى يحضر مندوب الحوادث .

مندوب الحوادث : أنا حاضر شو المشكله .

الأطباء: هذا الطفل قام بابتلاع عشرة قروش.

مندوب الحوادث : اسمحولي أسأل الطفل من أين لك بالعشرة قروش.

الأب: شو طفل صغير بدكوا تسألوه من أين لك هذا ؟!! روحوا اسألوا الكبار اللي بلعوا الأردن كله وما حدى سألهم شو من أين لك هذا , شو من أين له هذا !!, هذا ابني وأنا أعطيته إياهن .

مندوب الحوادث : وأنت من وين جبت العشر قروش؟


الأب: من راتبي ..من شغلي .


مندوب الحوادث: شو بتشتغل حضرتك .

الأب: أنا عامل في السوق.

مندوب الحوادث : مين شافك وأنت ابتعطي الولد العشر قروش؟

الأب: كل الضيوف اللي كانوا في داري شافوني بس أعطيته .

مندوب الحوادث: وشافوك من وين جبتهن ؟

الأب: لا.

مندوب الحوادث: معناته ضيوفك شهود زور.


الأب: يعني لو كل واحد بالبلد ببلع عشر قروش بتعملوا معاه هي كان احنا الآن دوله متقدمه جداً مثل اسرائيل أو أوروبا .

مندوب الحوادث : يعني الضيوف بقبلوا يشهدوا معاك أنك أعطيته العشر قروش؟ بعدين هذا الطفل الآن ابتلع عشرة قروش , احنا كحكومه خايفين عليه يتعود على سياسة البلع , فهذا الطفل من المحتمل بكره يشتغل في إحدى المؤسسات الحكومية وفجأة يبتلع فيها كل شيء , هذا الطفل مش بريء هذا متوحش جداً , بُكره ببلع مصاري الأطفال اللي من جيله وكمان اشويه مصاري أهل الحاره وبعدين مصاري البلد كلها .

الأب: لا اتخافش تحنا أغنى دوله في العالم , السرقات والابتلاعات للأموال اللي بتصير في بلدنا لو إنها في إسرائيل من الصبح إبتنهار , ولو أنها تحدث في أمريكيا كمان ابتنهار في ليلة وضحاها , هذي بلدنا مباركه من الله سبحانه وتعالى لا تحدث فيها لا زلازل ولا براكين ولا حريه ولا ديموقراطيه , لأن أقدام النبي عليه السلام قد وطأتها وهوسيد الخلق أجمعين .

ويحضر أحد الأطباء ويطلب من الأب التوجه لغرفة الاسعافات الأوليه فيأذن له مندوب الحوادث بالذهاب , وها هو في غرفة الاسعافات الأوليه:

الأب: شو في خير إنشاء الله .

الأطباء : لا بس مجرد سؤال.
الأب : تفضلوا .


الأطباء : العشر قروش من الحجم الكبير أم من الحجم الصغير .

الأب : من الحجيم الصغير .


الأطباء : معناته المشكله كبيره , يمكن الآن العشرة قروش في طريقهن للمعدة , أو يمكن خرجن من المعدة والآن في البنكرياس.

الأب: مش مهم المهم أنهن يطلعن من بطن الولد , ما بدناش إياهن في بطنه يستمرن أكثر من هيك,على شان ما يصيرش عند الطفل تظخم في المعدة .

الأطباء : من ناحية التظخم احتمال يحدث بسبب الإلتهابات الحادة التي قد تحدث بسبب الجراثيم المتواجدة على العشرة قروش.


الأب: طيب ما كل الوزراء ببلعوا مصاري وببلعوا ألوفات , ليش ما يصير عندهم التهابات زي أبني ؟


الأطباء : يمكن الفلوس اللي ببلعوها الوزراء والناس الكبار مغسوله .

الأب: كيف يعني مغسوله ؟

الأطباء : في ناس بغسلوا المصاري وبعدين ببلعوها على شان ما يتجرثموش نهائياً.


الأم: أنا لو بعرف إنه الغسيل مهم جداً ! كان غسلتهن بالغساله قبل ما أبوه يعطيه إياهن .


الأب: الأفضل يجب غسل كافة أموال البلد , ويجب استعمال مسحوق التمويه الجديد مثل المشاريع السكنيه وفتح شركات وهميه استيراد وتصدير وبهيك حاله بتصير الأموال نظيفه وأي واحد ببلعها ما بتجرثمش نهائياً.

الأب: بس في شيوخ بحكوا إنه الغسيل حرام.

الأطباء: بس في في كل نهاية عام موسم للحج , وفي أداء فريضة العُمرة وفي صيام شهر رمضان وفي صلاة يوم الجمعه , وكل هذول بكفرن عن جريمة الغسيل , وبعدين إنه الله نظيف يحبُ النظافة , والله يحب الغسيل , وكمان في حديث حلو جداً: إذا بليتم فستتروا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام يُفرّق بين الأخ وأخيه
- الاسلام ضد كل شيء
- امرأة وأربعة رجال
- الختيار والختياره
- النجاح في التعليم والفشل في التربية
- هذه كنيسة أم مركز مساواة أم صالون تجميل سيدات
- الاسلاميون يراقبون الإنترنت والشارع العام والفضائيات
- الاسلام دين العاطلين عن العمل
- الدين الإسلامي دين العاطلين عن العمل
- ليش يا ألله ما خلقتنيش مسيحي!
- سأثبت لكم شراسة المسلمين1
- أنا السلطان
- ملابس النساء في الصيف والشتاء
- اللغة العربية المتخلفة اجتماعيا
- حكاية أمل1
- شذرات الندى2
- التوسع في التحقيقات
- شذرات1
- أين سقط البطل؟
- فن البقاء


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الطفل الذي ابتلع عشرة قروش