أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أنا السلطان















المزيد.....

أنا السلطان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 23:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا السلطان ..بل أنا أبو السلاطين أو أبو السلاطيس .

وأنا سلطان الشعر حين أكتبُ شعراً وأنا سلطان الهواء حين أركبُ الهواء وأنا سلطان القلم حين أمسكُ بقلمي وأنا سلطان في خيالي حين أعشق وحين أحب وحين أبدأ بالأحلام ..وأمشي في الشمس وفي الهواء الطلق ....أنا السلطان بالرغم من أنني لا أملكُ الجواري ولا الغواني ولكنني أملك مزاجي الشخصي .

أنا السلطان أنا سيد نفسي ولا أهتمُ بما يهتم به الناس ولم أدخل في حياتي مسجداً لأصلي صلاة الاستسقاء فسواء أمطرت أم لم تمطر فهذا موضوعٌ لا يهمني حتى لو لم تمطر وتوقف المطر وهطوله على صلاتي فلن أصلي من أجل المطر بل سأصل من أجل أن أبقى سيد نفسي وسلطان زماني .

أنا سلطان زماني لأنني لا أخرج من بيتي خائفاً ولا أعود إليه خائفاً أو متخفياً ,ولست بحاجة إلى حرسٍ يحرسونني حراسة عالية الجودة من بنادق من أقوم بظلمهم أو رميهم بالباطل , أنا سلطان زماني وأمشي في الشارع دون ألهروب من كمرات الإعلام والناس , ولا أنامُ خائفاً ولا أصحو خائفاً , ولا أعدُ وعوداً كاذبة ولم أعد أحداً بالرفاهية ولم أفعل , ولقد وعدت الناس أن أعيش اللحظة التي أنا فيها مبتسماً للناس وللشارع وللأشجار وللأحياء وللجمادات ولم أكذب يوماً على شجرة ولا على بحيرة ولا على نبعة ماء ولا على بركة ماءٍ راكدة ولا على الحجارة ولا أخرجُ إلى السوق متسللاً خائفاً من الناس , ولا يشرفُ على ضيوفي أحد وأستقبلُ في منزلي من أريد ولا أحد يستطيع أن يحاسبني على علاقتي بالناس ولا أحد يحدد لي من أصاحب من الناس أو من لا أصاحب وأي إنسانٍ بخلافي أو بخلاف صفاتي لا يكونُ إلا عبداً أو أسيراً .

الناس عندي سواء (يعني ما عنديش لحى ممشطه زي ما بقولوا) وكل الناس لقبها عندي واحد يعني ما بحبش أحكي لفلان (عطوفة) ولفلان (شيخ) ولآخر(معالي) فهذه الألقاب لا أحترمها على الإطلاق ولستُ مستعداً لأن أقول لأحد يا (باشا) أو يا (أفندي) أو يا (فخامة) أو يا (سماحة) كل الناس عندي مثل (تشرشل) و سائقه الخاص ذلك أن لقب تشرشل كان (مستر) ولقب سائقه كان أيضاً (مستر) .

أنا مواطن عادي بل أنا سلطان زماني أعيشُ مع أولادي في بيتي الكبير الذي أعتبره مدينة عصرية أنا فيه الحاكم الوحيد والزعيم الوحيد والسلطان الحقيقي بخلاف كل السلاطين أتحرك بكل سهولةٍ ويسر ولا أحتاج إلى إذن رسمية لكي أغادر منزلي أو لكي أعودُ إليه ولا أحتاجُ إلى حرسٍ يحميني من نفسي أو من الأعداء أو من المنافقين والدجالين والمتسلقين والمتملقين والجبناء الطامعين في عرشي ومدينتي , وأحياناً ما أشعرُ بأنني في منزلي مواطنٌ عادي جداً ولكن مع لقب السلطان فأنا سيد البيت الذي أعيشُ فيه ولا يستطيع أحد أن ينافسني عليه إطلاقا لأن منصبي لم أشتره بالمال أو الجاه أو العنجهيات ولم أصعد إلى السلطة من خلال موآمرة عسكرية أو من خلال انقلاب عسكري أدعي فيه أن انقلابي الدموي ثورة ثقافية ولم أبدأ حياتي بخيانة أحد من أصحابي أو زملائي ولا أحبُ أن أنهي حياتي بخيانة أحدٍ من الناس حتى ألدُ أعدائي لا أباغتهم من الخلف كما يباغتونني ليلاً ونهاراً وسراً وعلانيةً .

أنا سلطان زماني وويلٌ لمن يجرؤ على مخالفتي أو إدعاء هذا اللقب لنفسه فأنا السلطان الوحيد الذي بنى عرشه بالعلم وبالثقافة وبالعرق وبالكفاح وبالبطولات الحقيقية , ولم أقاتل يوماً وأنا مختبئ خلف أسواري في أحضان العاهرات ولم أسرق من الناس بطولاتها وكل الأدوار التي أديتها على خشبة المسرح في حارتنا وفي ورش العمل كانت أدوارً حقيقية لم أكتبها بقلمي وإنما رسمتها بأفعالي وكنت ُ المخرج والمنتج والممثل ,وليس في مدينتي أقصد بيتي بيت السلطان مديراً للشرطة ولا مديراً للمخابرات أو للجواسيس لأنني لا أتجسسُ على أحد ولا أحد يستطيع التجسس عليّ , ولا يوجدُ في منزلي جنودٌ مرتزقة ولا جلادون ولا سجون , وعرشي ليس على الماء وليس على اليابسة وليس في السماء بل هو في قلوب أحبابي وفي منزلي ولم ابنه بالتملق أو بالنفاق أو من خبز الغلابة , بل بنيته من الكتب ومن الذكريات الحلوة والمريرة والأليمة ومن عرق جبيني وجبين أمي , أنا مواطن عادي بل أنا سلطان زماني أنامُ في أي ساعةٍ وأصحو في أي ساعةٍ ولا أحتاج إلى ساعة منبهٍ أنامُ براحتي واصحوا على راحتي ولا أحتاجُ إلى مخططات حب على الإطلاق فقلبي دليلي أحب متى أشاء وأخلعُ متى أشاء وبكل بساطة أنا السلطان أنا العظيم الذي لا يملكُ وقتاً محدداً للنوم أو للصحيان أو لتناول الفطور أو الغداء فأحياناً أتناول إفطاري في الساعة الخامسة صباحاً ويكون عبارة عن قطعة (حلاوة) شامية وأحياناً يكون لإفطاري في الساعة الثامنة صباحاً وأحياناً في التاسعة أو العاشرة وأحياناً يصبح إفطاري بمحل غدائي وغدائي بمحل عشائي والخبز الذي آكله ليس ضرورياً أن يكون من مخبزٍ آلي أو يدوي المهم أن أجد رغيفاً ساخناً , ولا أخطط لليوم التالي على الإطلاق ولا أفكرُ بمشاريع مستقبلية وكل شيء عندي يأت بأوانه وأنا على استعداد لإدارة أعتا الأزمات المالية دون أن تشعر بذلك زوجتي أو أمي أو أولادي .

أنا مواطن عادي سلطان أو عظيم زماني أو سلطان نفسي , ليس مهماً عندي ما يحدث خارج مدينتي أو حتى خارج باب داري و(صباح الخير يا جاري أنت بحالك وأنا بحالي) ونادراً ما استمع لأخبار المدن الأخرى ولا أهتم بالذين يسافرون أو يغادرون المهم والأهم أنني سلطان زماني والمهم أنني سلطان حقيقي وليس سلطاناً مزيفاً كالذي في الكتب أو نشرات الأخبار وكتب التاريخ, آنا سلطان زماني أشربُ قهوتي وأنا متكأ على وسادتي ولا أهتم بأخبار العالم وكله عندي (فخار يكسر بعضه) فسواء غزت أمريكيا أم لم تغزو لا أهتم بتلك الأخبار , ولا أهتم بما يفعله الوزراء ولا أهتم بهم سواء غضبوا أم فرحوا , أنا سلطان زماني , أقرأ ما يعجبني والذي لا يعجبني لا أقرأه ولم يفرض عليّ أحدٌ طوال عمري أي كتابٍ أو أي منهجٍ دراسي لذلك أنا معتاد من صغري على حرية التفكير علّمتُ نفسي بنفسي وأدبتُ نفسي بنفسي لم أدخل مدارس أو كليات أو جامعات وعشتُ طوال حياتي معلماً لنفسي وكان شعاري (المدارس مجالس والعلم بالراس مش بالكراس) لذلك أكتبُ ما أراه مناسباً لي ولطبيعة تفكيري وأعظم الأوقات أن أعيش لحظات تأملية فكرية في الفكر والتاريخ ونشأة الإنسان التطورية إذاً أنا سلطان زماني لا أهتم بما يهتمُ به الإنسان العادي وأينما يحلو لي الغناء أفتح حنجرتي واصرخ بأعلى صوتي وأحياناً بل غالباً ما أقوم لوحدي في منزلي حفلاً غنائياً كبيراً يحضره جماهير عزيزون على قلبي وهم (علي وبرديس ولميس) يصفقون لي وأصفق لهم وأمسك بيد لميس وبرديس وندبك (دبك دبك دبيكه ) ونرقص لساعة أو لساعتين , ولستُ مستعداً لأكون كثير المسؤوليات أنا إنسان محدود جداً في مسؤولياتي وهي بيتي وأولادي وهم الشعب وأنا السلطان الذي يحكم الشعب والمدينة.

أنا سلطان زماني لم أسفك دماً ولم أقبض على حرامي بريء أو لص جائع , لم أعمل لدى الباشوات والسلاطين لذلك لم يعتل ظهري أحد ولم أكن مطية لأحد , ولم أطمع بمنصبٍ أو جاه لذلك لم يتحكم أحدٌ بي على الإطلاق, أنا سلطان زماني إذا أردتُ أن أسافر لا أحد يسألني عن وجهتي ومتى سأعود ولا توجد في حياتي أسرار ٌأو الغازٌ قلبي مفتوح على العالم كله ولا أتملق ولا أكذب وصريح لدرجة عدم صلاحيتي للعمل السياسي الدبلوماسي.

أنا سلطان زماني أشربُ الماءَ دون أن أحذر السموم ودون أن أعتقد بأن في الماء سموماً وآكل الطعام دون أن أهتم بأن به سموماً فأنا لا أخافُ من أن يدس لي أحدهم السم في طعامي وشرابي لأن مدينتي تخلوا من الجنود المرتزقة ومن الطامعين في سلطاني , وسلطاني لايُورثُ وراثة بيولوجية ولا يسلبُ مني بالقوة , إن سلطاني لا يستطيع غيري أن يمتلكه حتى وإن ملك خزائن الأرض جميعها , أنا سلطان زماني ولستُ عبداً لأحد.

ولا أمدُ جسدي على فراشي وأنا خائفٌ من وجود أحدهم خلف نافذتي أو خلف الدار وإذا خرجتُ من منزلي لا أخافُ من وجود أحدٍ يتبعني أو من وجود لصوص ٍ يسرقون منزلي في غيابي فكل محتويات منزلي لا أحد يطمع فيها فما الذي سيفعله الشعب العربي بأطنان كبيرة من الكتب والورق؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملابس النساء في الصيف والشتاء
- اللغة العربية المتخلفة اجتماعيا
- حكاية أمل1
- شذرات الندى2
- التوسع في التحقيقات
- شذرات1
- أين سقط البطل؟
- فن البقاء
- في العيادة النفسية2
- في العيادة النفسية1
- نساء مثقفات
- المتطفلون
- الزواج والطلاق على الطريقة الجندرية
- فضيحه وعليها شهود
- اترتح في ملعونك بيجيك الألعن منه
- هذا من فضل الشيطان
- انا وهي
- لغتنا الجنسية
- فالنتاين سعيد يا حبيبتي
- انبوب بوري


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أنا السلطان