أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هذا من فضل الشيطان















المزيد.....

هذا من فضل الشيطان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 21:42
المحور: كتابات ساخرة
    


كنتُ وأنا ولد أو شاب صغير أعمل مع رجلٍ صاحب نكته , إشترى سيارة وكتب عليها من الخلف (هذا من فضل جدي) وكان يقول للناس حين يسألونه عن المعنى : أن هذه السيارة ثمنها من أرض جده التي باعها , وهنا كان الرجل يعترف لصاحب الفضل الحقيقي عليه بفضله , و(هذا من فضل ربي) هي الكلمة الدارجة والجواب الجاهز على لسان كل أو غالبية من يكسب من اتباعه للشيطان وللدجاجلة وذلك حين يسأله الناس من أين لك هذا فيقول (هذا من فضل ربي) وكل من يبني بيتاً من أموال مسروقة يكتب على بابه (هذا من فضل ربي) وكل من يبني قصراً كبيراً من أموال الفساد يضع حجراً فوق مدخل باب قصره مكتوبٌ عليه( ولإن شكرتم لأزيدنكم) وأنا أقول : الله يزيدكم كمان وكمان من نعيمه, بس يا ريت تكتبوا إسم صاحب الفضل الحقيقي (هذا من فضل الشيطان) على ما تتمتعون به من نعيم الحياة .

وكنتُ وما زلتُ استمع للناس في مناسبات الفرح والأعراس وهم يغنون :

يا صلاتك يا إ مّحمد

يا خزاتك يا ابّليس.

وإبليس هذا ليس مذنباً بحق هؤلاء الناس ليتمنوا له الخزي أو كأن معاني كلمات الأغنية تقول: أن الشيطان اليوم مخزي وجوده, علماً أن الانسان يستفيد من أعمال الشيطان , فلا يوجد بيت أو منزل أو حارة إلا وفيها آثار كبيرة من عمل الشيطان , ولا يوجد رصيد في البنك إلا وفيه الشيء الكثير من الشيطان ولا توجد تحفة فنية إلا وفيها لمسة من أعمال الشيطان , وفي النهاية يقول أهل حارتنا : يا صلاتك يا محمد يا خزاتك يا إبليس.


يقول الشيطان الرجيم: أنا شماعة يُعلق عليها المسلمون أخطاءهم , وأنا أمدهم بكل أشكال الحرية والديمقراطية والتعددية في إطار الوحدة وبنفس الوقت يسبونني ويشتمونني ويعتبرونني رمزاً لتضليلهم , ويستفيد بعض الحُكام العرب من شتمي ووصفي بالعاصي وتخويف الناس من اتباع خطواتي التي ستؤدي بهم إلى التهلكة إن هم مثلاً اتبعوا نظاماً ديموقراطيا تتحرر فيه المرأة من عنف الرجل وسلطته وسطوته وفعلاً اتباع الديموقراطية والحرية والتعددية السياسية والفكرية ستؤدي فعلاً إلى نهاية عصر العرب القائم على الفساد والبطش والظلم وتضييق الحصار على أصحاب العقول النيرة والمبدعة .

وكل الأشياء الجميلة يتصوروها المسلمون من نزغ الشيطان , مثل خلع الحجاب وحرية المرأة وشرب المشروبات الروحية , والمشكلة ليست هنا بل المشكلة أن غالبية العرب المسلمين بالذات يكسبون من وسوستي لهم كثيراً وحين يسألهم الناس من أين لكم هذا ؟ يقولون : هو من عند الله إن الله يرزقُ من يشاء بغير حساب .
أنا مخلوق يستهجن تصرفات الإنسان المسلم, فهو يسرق , ويحتال, ويفسد, ويبطش ويظلم , ويمنع الحرية والديمقراطية لأنها من عملي أنا وبنفس الوقت يستمع لوسوستي له ولوشوشتي بأذنيه ويدعي بأن المعوذتين يحميانه مني فيقرأهما ولا يستفيدُ من مفعولهما حين يريد أن يسرق أو يفسد أو حين يريد أن يمتص شفتا حبيبته أو حين يتصلُ بها راجياً لقاءها أو حين تتصلُ هي به راجية لقاءه ونيل محبته .

وينتهك الإنسان العربي حقوق الإنسان, ويستفيد طوعاً من كل هذه الأعمال وتدرُ عليه أرباحاً كثيرة ويعيشُ بسببها حياةً هانئة ومستقرة , ويبذخ على نفسه ويشرب المشروبات الروحية وينتشي منها وهو يقول : أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم , وحين يدخل الحمام يستعيذ بالله مني وحين ينهض يستعيذُ بالله مني وحين يمشي يستعيذُ بالله مني علماً أنه يستفيدُ جداً من وسوستي له ومن أعمالي , وفي نفس الوقت يسب ويلعن بي ويعتبرني محرضاً له على عمل الشر ويحتقرني ويناهض عدائي ويجهرُ به , ويعتبرني عاصياً لله ومذنباً في حق آدم وحواء , ويستفيد من كل تلك الأعمال التي يعملها وفي نهاية العام : يصوم رمضان ليكفر عن أخطاءه ويحج للبيت المعمور من أجل رجمي بالحجارة , مع أن تكلفة حج البيت ليست إلا مما كسبت يداه أثناء إرشادي له كيفية السرقة وكيفية الفساد إنني علمته على تحقيق كل ما يحلم به , بشتى الوسائل والطرق , والمصيبة الكبرى والأدهى من كل ذلك هو حين يسأله الناس عن الأموال التي معه فيقول : هذا من فضل ربي رأس الحكمة مخافة الله , ولو كان كلامه مضبوطاً لأرزقه الله من عمل الخير , إن كل ما يكسبه المواطن العربي هو من انتشار الفساد, علماً أنني أنا من علمه على ارتكاب المعاصي فلولا المعاصي التي يرتكبها لما استطاع تحقيق أي شيء يحلم به , فأنا ألهمته على الفساد الإداري والاستثمار الوظيفي وصورته له على أنه شطارة ومهنة الأقوياء , ولولاي لما حقق حياته الكريمة التي يحلم فيها , وحين يلتقي بصديقته وينال من فمها بعض القبلات وحين هي تبادله نفس المشاعر وبعض القبلات وحين يستمتعون يجلسون مع بعضهم البعض ويشعلون سيجارة ويقولون : الله يلعن الشيطان هو اللي طغانا ... نعوذُ بالله من الشيطان الرجيم, علماً أنني أنا من حرضهم على التقبيل وعلى الاستمتاع ببعضهم البعض وبعد أن يفرحوا ويسعدوا يتوجهون لي بالسباب وبالشتائم علماً أنني أستحق الشكر على كل ما علمته لهم من محبة ورومانسية وعاطفة.

أنا مثل ما بحكي المثل الإنسي( أنا مثل خبز الشعير ماكول مذموم) زمان كانت الناس تأكل خبز الشعير وليس القمح وكانوا يأكلونه ويلعنونه ويذمونه ويقولون عنه : هو مش مليح الله يقطعه ويقطع اللي بوكله ويقطع اللي طحنه ويقطع اللي عجنه ويقطع اللي زرعه, خبز القمح أفضل منه.

وأنا كذلك : يأكلون من فضل تعاليمي لهم , ويمارسون الحب بفضل وسوستي لهم , وفي النهاية بعد أن يحصل كل إنسان على ما يريد يقول : لعنة الله على الشيطان , وما اجتمع الذكرُ والأنثى إلا وكان الشيطان ثالثهما , علماً أن وجودي بين الذكر وبين الأنثى هو أفضلُ من عدمه : فلولاي لما مد إليها يده ولولاي لما مدت إليه يدها , ولولاي لما قبلها على فمها ولولاي لما شعرت برعشة القبلات الندية ولولاي لما عاش معها ساعة من الزمن ولولاي لما استمتعت هي بتلك الساعات أو الدقائق .

فأنا في هذه اللحظة مخلوق مظلوم جداً خلقني الله من النار وخلق آدم من الطين وأنا لم أقل أنني أفضل منه فهذا افتراء على شخصي الطيب , بل الإنسان هو الذي يقول أنه أفضل مني ومن الجن ومن العفاريت ومن الملائكة ومن الحيوانات علماً أنه يعمل أشياء لا أعملها أنا بل وأستحي منها , فأنا مثلاً استحي أن أتعدد في الزوجات وهذه الشيمة ليست من شيمي النبيلة وأنا لا أسرق المحلات التجارية بل هو الذي يسرقها ويأكل مما يسرق وفي النهاية يشتمني ويقول أيضاً أن الله كرمه في البر والبحر
ويدعي أنني اسكن المراحيض والحمامات والمزابل ومكبات النفايات والأماكن القذرة علماً أنني لم أسكنها ولن أسكنها , لذلك الإنسان يسبني ويعتبر نفسه أفضل مني , وبنفس الوقت يستفيد من كل تعاليمي وبنفس الوقت يسبني ويشتمني, وكل الذي قلته هو :إنه ما فيش حدى أحسن من حدى,وهذه بداية الانطلاقة لبذرة الحرية والديمقراطية , فأنا بعد كل تلك التعاليم أستحٌقُ أن أعبدَ في البلد الذي أرجمُ فيه ولا أستحق اللعنة ولا أستحق العذاب بل أنا استحق أن ينصب لي تمثال كنصب تذكاري كبير.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا وهي
- لغتنا الجنسية
- فالنتاين سعيد يا حبيبتي
- انبوب بوري
- الاسلام ضد الابداع
- أهمية بقاء إسرائيل
- سوق الخُضره
- عدد النجوم وعدد النمل
- المرأه القرويه
- ما هية الفحشاء والمنكر
- هل تنهى صلاة المسلم عن الفحشاء والمنكر ؟
- جائزة الدكتورة وفاء سلطان
- المثقفات العربيات
- موقع إسرائيلي
- الضحية رقم2
- الضحية رقم 1
- -حا تجن يا ريت يا إخوانا ما رحتش لُندن ولاّ باريز-
- عذاب القبر
- كلشي بده واسطه
- حذاء السندريلا


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - هذا من فضل الشيطان