أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - عدد النجوم وعدد النمل















المزيد.....

عدد النجوم وعدد النمل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 13:42
المحور: سيرة ذاتية
    


عشت أوقات عصيبة من حياتي بمقدار عدد النجوم إللي عديتهن في السماء وبمقدار عدد النمل الذي كان يمشي في غرفة نومي .

الفترة التاريخية من حياتي والتي أتحدثُ عنها الآن هي من عام 1997-2001م وهي أشد فترة عصيبة عشتها في حياتي من ضنك العيش وقلة الراحة والتعب النفسي والقلق العاطفي والوجداني وكنتُ وما زلتُ بأمس الحاجة إلى كتف أبكي عليه أو إلى صدر أرتمي عليه , وكنتُ أقوم بتعويض كل ذلك بتعداد النجوم في الليل وفي النهار وأحياناً بتعداد عدد القطط المتواجدة في الحارة وعدد العصافير وكنتُ أجلسُ في غرفتي مع أصدقائي ونحن نتراهن مثلاً على من سنرى الآن في الشارع لو خرجنا من باب الدار ؟ أو من هو الذي سيموت من أقربائنا ؟ أو إلى أي جهة سيتجه العصفور الذي نراه طائراً في الهواء ؟, وبصراحة كان ليلي نهاراً ونهاري ليلاً وتحول منزلي إلى ملجأ للعاطلين عن العمل وللصعاليك وفي تلك الفترة أطلق عليّ أقربائي وأهل حارتي لقب(ابو الصعاليك) أي عروة بن الورد , فكنت ُ فعلاً لهم أباً وأخاً أحل مشاكلهم بيدي وخلافاتهم بيدي وبعقلي وبلساني حتى كدتُ بسببهم أن أفقد عقلي ولساني وكنا على ما يقرب ستة أشخاص وكلهم متخرجون جدد من الجامعات إلا أنا فقد كنتُ مطروداً من عملي وواحد كان طالباً على رأس دروسه وجميعهم كانوا خبراء في علم الشوارع فلو كان أحدكم في بيتي وسألهم عن أي شارع لأجابوا بمنتهى الدقة والنزاهة لأنهم كانوا أثناء النهار والليل يطوفون في الشوارع وكان منزلي نقطة انطلاقهم جميعاً إلى شوارع أخرى , أما أنا فلم أكن أحب الملاحةَ في الشوارع إلا ما ندر جداً وكنتُ أفضل عد النجوم والقراءة في كبد السماء , وكنا نقضي أوقاتنا بالتدخين وبالكلام الفارغ ولكن ذلك الكلام الفارغ كان مهماً بالنسبة لنا فقد كنا نتسلى فيه ولو لم نكن نتكلم بكلام فارغاً لمتنا قهراً , وهذا تفسير طبيعي لكلام العرب الفارغ هذا اليوم فهم يتكلمون بكلام فارغ لكي يسلوا أنفسهم, وكنا نمضي أوقات أخرى في إحدى صالونات الحلاقة كل يوم تقريباً ما يقرب من ساعة كاملة أو ساعتين وكنا نجلس للنكات وللطرائف السافلة وتلك الفترة جعلتني أرمي الكتاب وأتخلى عن القراءة منذ 1997م -2004م أي إلى ما بعد زواجي ب 3 ثلاثة أعوام على أبلغ تقدير, وكنتُ بين الحين والآخر أخرج للعمل في الورش وهذا ليس دائماً بسبب البطالة والأوضاع السيئة في سوق العمل الأردني.

لقد كان نهاري وليلي قاسيان وكنتُ أشعرُ بروحي تريدُ أن تخرج مني حتى ينقضي اليوم بكامله وكنتُ اشعر أحياناً أو غالباً بضيق في التنفس فكنتُ أصعد إلى سطح الدار وغالباً في الصيف ما أقضي وقتي من المغرب وحتى الصباح وأنا على سطح المنزل أنام وأشرب القهوة طوال الليل وكنتُ أشعرُ برعشات قوية مثل اللمسات الكهربائية أثناء النوم فلم يكن نومي جيداً ولا لذيذاً فكنتُ أصحو من نومي مذعوراً من اللهاث والخوف والعطش وكنتُ اشربُ في كل يوم تقريباً ما يقربُ من 10 لترات من الماء وكنتُ طوال الليل أشرب الماء والقهوة والشاي وأعدُ النجوم وأراقب حركات النجوم والكواكب وكأني راصد فلكي وأنا لستُ كذلك.
وقبل ذلك قرأت في زماني كتباً كثيرةً من وأنا ولد صغير إلى عام 1997م وكانت الفترة من 1992 -1997هي فترة العصر الذهبي بالنسبة لقارئ نهم ومجنون قراءة مثلي , وكنتُ أقرأ ولم أكن لأعرف مهنة عدُ النجوم مع كل صفحة كتاب من كتب القصص والروايات بل كنتُ أعرفُ إشعال السجائر وطفيها بالمكتة (المتكة)المصنوعة من الملامين فكنتُ أجلسُ على فرشة من الإسفنج ممدود الأرجل ومتكئ على شمالي وأمامي طاولة خشبية مصنوعة من الخشب قصيرة القوائم قوائمها من حديد ترتفع عن الأرض بمقدار اقترابها من أعلى خصري فكنتُ أضعُ عليها الكتب التي أنوي قراءتها وأمامي إبريق ماء وبكرج قهوة وهكذا طوال الليل أقرأ فقط لا غير وكنتُ أجلسُ هكذا تقريباً 6 ساعات متواصلات وأحياناً 8 ساعات ونادراً ثلاثة أيام متواصلات أوصل فيهن الليل بالنهار والنهار بالليل والظهر بالعصر والعصر بالظهر , وكنت مبسوط في حياتي جداً وأشعرُ أنني ملك زماني أو خليفة زماني ,ومن بين كل تلك الروايات والقصص قصصاً أسطورية, وبالمناسبة لم أقرأ قصص الأطفال وأنا طفلٌ صغير ولكني قرأتُ كل قصص الأطفال وأنا أبلغُ من العمر 35عاماً فعدتُ طفلاً صغيراً كانت تنقصه القصص والروايات الخيالية وكم كانت لذيذة قصص الأطفال وأغاني الأطفال وخصوصاً بعد مرحلة عد النجوم .

وقرأتُ حكايات وأشعار كثيرة, وتعايشت مع الأبطال الذين فيها وبكيت لبكاء بعضهم وفرحت لفرحة بعضهم وانتشيتُ مع الذين تواصلوا مع عشيقاتهم ولملمت جراح بعضهم ورأيتُ نفسي في صورة شخصياتٍ كثيرة من التي قرأتها وخلتُ نفسي بطلاً وخلت نفساً مظلوماً وخلتُ نفسي ظالماً وكنتُ كأنني أركبُ الأمواج أو الغيمة , وأمسكتُ بالسماء وسهرت كثيراً من الليالي التي كنتُ فعلاً لا أعدُ النجوم فيها عدا وإنما كنتُ أعد صفحات الكتب التي كنتُ أقرأها .
ولكن بعد مرحلة 1997م فصلتُ وطردتُ من عملي بتهم باطلة ولجان تحقيق مزيفة وكاذبة وأذكرُ مرة أنني تنافستُ مع نفسي في قدرتي على عد النجوم فوصلتُ إلى أرقام قياسية مذهلة لم يتوصلْ إليها من قبلي لا أبي ولا جدي ولا أمي ولا جدتي وحطمتُ كل الأرقام القياسية بيدي وبعيني , ومرة توصلتُ إلى أكثر من 100,000نجمة في ليلة واحدة أو في ساعة واحدة وقال أحد أصدقائي المنافسين لي بالعد :أنت يمكن بتعد بعض النجوم أكثر من مره , واتهمته أنا بنفس الاتهامات الموجهة لي , وفي نهاية الأمر توصلنا إلى طريقة مذهلة وهي أننا وضعنا خيوطاً دائرية على كل مجموعة قمنا بعدها وكنا فعلاً مجانين لأن النجوم كانت تمشي ويحل محلها نجوم أخرى , واستبدلنا المنافسة في عد النجوم إلى المنافسة في تعداد عدد الذباب الطائر في الغرفة وكنا نتراهن على أي من الذبابات حامل وأي من الذبابات أم أو جده أو خاله , وقرأت قبل ذلك قصاصات من أوراق الروزنامات بما يعادل حمولة شاحنة كبيرة , ومن الروايات ما يعادل حمولة شاحنه صغيرة ,ومن الأشعار ما يعادل حمولة سيارة صغيرة ,وقرأت من قصاصات الورق المبعثرة في الشوارع تقريباً ما يعادل ملء برميل ماء بحجم 1 متر مكعب , ورأيت في حياة الناس قصصاً كثيرة وسمعت من مجالس الناس عن أشخاص غرباء وغير غرباء وعن أعاجيب كونية وإنسانية وسمعت وشاهدت في زماني أكثر مما قرأت ,ورأيتُ في زماني الكثير الكثير وسمعتُ عن الكثير , وقرأت قصصاً خيالية وسكنت مع أبطالها في قصور الجان , وخلت نفسي مثل أولئك الأبطال فعشقتُ ابنة ملك الجان وهربتُ فيها أو هربت معي وكان كل كذب وتزوير لفقه خيالي العاطفي والجموح إلى امرأة تتقن صنع الحرية ولمسها بأصابع يديها وكانت خيالاتي كلها كذب عن امرأة تلمس الحجارة بأصابع كفيها لتتحول إلى أرواح حية تنطق بالحكمة وبالمعرفة , وكانت كل تخيلاتي عن المرأة محض كذب وخداع فكنتُ أتخيلُ نفسي أنني خطفتها على حصانٍ أبيض, ولكن في الحقيقة وفي الواقع كنتُ رجلاً أو ولداً مجنوناً فحتى هذه اللحظة لم أسمع عن بنت سلطان عشقت شاعراً أو مثقفاً لقد دفعتني عملية عد النجوم ليلاً إلى تصور وتخيل أوهام ليست موجودة على أرض الواقع وأتمنى لو أمسك بأولئك الكتاب الذين زرعوا في ذهني هذه المفاسد أي الذين كتبوا تلك القصص الخيالية لأوقع بحقهم أقصى وأشد أنواع العقوبات والتي تصل أقصاها لعد كل يوم أكثر من 100ألف نجمة ونجمة لتظهر لهم صورة ابنة ملك الجان كما كانت تظهر لي في أحلام اليقظة, وعلى كل حال خلتُ نفسي بعد قراءة قصص الحب والغرام أنني مجنون ليلى ولكن دون وجود ليلى في حياتي وخلتُ نفسي قيس لبنى دون وجود لبنى في حياتي وخلتُ نفسي كُثيرُ عزةَ دون وجود عزة في حياتي , ولكني كنتُ ألمح صورهن جميعاً من بعيد وكنتُ على حق حين آمنتُ بأن (ليلى-نانا) ستظهرُ في حياتي بعد فوات الأوان, وكانت النتيجة المُتَوَقعةُ مطابقة لكل تصوراتي.

وعاشرت من الناس الكثير الكثير وصاحبت الفقراء والأغنياء وجلستُ مع الوزراء ومع العمال والشغيلة ,وحتى الحشاشين جالستهم وأخذتُ عنهم خفة دمهم ولكن غالبيتهم قال بأنني حشاش أكثر منهم دون أن آخذ الحشيشة وسكران أكثر منهم دون أن أشرب كما يشربون وجوعان للحب أكثر من كل (الحَبِيبهْ) لذلك أنا عندي روحهم الفكاهية وأحفظُ عن الحشاشين مئات النكات رغم أنهم يقولون بأنهم حفظوا عني مئات النكات والطرائف وخصوصاً النكات الجنسية ,وتعلمتُ عنهم التراجع عن مهنة عد النجوم فكانت سهراتهم تغنيني أو تُنسيني عملية عد النجوم ليلاً ,وعشقت كثيراً من النساء وأول حب صادفته نسيته ونسيت شكله وثاني حب لم أهتم به لأنني كنت أعتبره طيش أولاد وليس طيش شباب وثالث حب كان فعلاً طيش شباب لدرجة أن أباها طلب مني أن أصلي وأصوم وفعلت ذلك ولم يعطن ابنته فندمتُ كثيراً ولكنني ربحتُ نفسي .
وأكلت أطعمة كثيرة في زماني ومتعددة ومرتْ عليّ فترة كنت فيها مهووسٌ بالمطاعم التي تقدم وجبات لذيذه وكنت أقطع مسافات بعيده من أجل أن أدخل تلك المطاعم , ولكنني لم أشرب كثيراً من الخمرة في زماني رغم أنني شربتُ منها ما يكفيني ,وحتى اليوم جسمي غير متدرب على المشروبات الروحية فإذا شربت فإنني أشعر بالنعاس وبالدوار من أول شفة أو من أول ربع كأس, أما بالنسبة للسجائر فإنني أشعلتُ منها ما يكفي لتكون صورة مصغرة عن إشعال غابة من غابات خط الاستواء, ومن حيث الوزن أعتقد بأن عدد السجائر التي شربتها تكفي لملأ شاحنة كبيرة بحجم ال 60 طن, وهي تعادل وزن الأوراق التي قرأتها في زماني, ولكن الذي أنا متأكد منه هو أن عدد السجائر يساوي عدد النجوم التي كنتُ أعدها , ومتأكدٌ أيضاً من أن عدد السجائر التي أشعلتها كان وما زال يساوي مجموع عدد الأوراق والأسطر المكتوبة , والتي قرأتها في كتب الفكر العربي والأساطير , فكنت أقرأ صفحة وأشعلُ سيجارةً وأقرأ كتاباً وأشعلُ سيجارة , ولكنني تركتُ هذه العادة التي يصفها الناس بأنها سيئة منذ عام 2002 أو 2001 وكنتُ وقتها متزوجاً ومستقراً بعض الشيء نفسياً وكان سبب تركي للتدخين هو أنني ذهبت لشراء علبة حليب لولدي علي وكان عمره 6 أشهر على الأقل ونسيت الحليب واشتريت سجائر وعدت لمنزلي فكان صراخه مدوياً في المنزل وزوجتي تضع يدها على خدها فتذكرت الحليب فعدت للدكانة لكي أعيدالسجائر واستبدلها بعلبة حليب فوجدتُ صاحبها قد أقفلها فندمتُ على أنانيتي واهتمامي بنفسي كثيراً فقررت ترك التدخين ومنذ تلك اللحظة لم أضع في فمي أي سيجارة حتى اليوم , وعلى العموم رافقني التدخين كثيراً من سنة 1986-2002م وكان في الحقيقة خير صديق يُنفس عني وأشعله حين أغضب وحين أفرح وحين أنكمشُ من البرد وحين أتبرطع على الأرض من شدة الحرارة وغياب المكيفات الهوائية, وكان التدخين يغنيني عن الطعام ومن قال أنه ليس للتدخين فائدة فهو مخطئ إن للتدخين عدة فوائد وعدة أضرار ولكن علمياً نسلط الضوء على أضراره أكثر من فوائده .

ولستُ وحدي من يعد النجوم , كل العاطلين عن العمل يعدون النجوم أو كانوا يعدون النجوم ولكنهم اليوم لا يعدون النجوم وإنما يقيسون أطوال الشوارع وعرضها , وبما أن الإنسان قديماً لم يكن يستطيع الخروج ليلاً للتجوال لذلك كان يعد النجوم كإحدى وسائل الترويح عن النفس , ولكن اليوم بفضل الشوارع فقد تحول الإنسان من مجرد عداء في عد النجوم إلى عداء في عد الشوارع وقياس أحجامها وعرضها وطولها , وأستطيع أن أثبت ذلك من خلال سؤال أي شاب في حارتنا عن أي شارع , وعلى الفور وبدون تفكير بالإجابة سيجيبون وبمنتهى الدقة وسيحدثني أحدهم أيضاً عن شوارع تم فتحها من جديد وشوارع تنوي الحكومة فتحها بعد عام أو عامين وسيخبرني عن خطط الحكومة في المستقبل من حيث التخطيط والتنظيم لشوارع جديدة.
أما أنا بالنسبة لي فلم أكن أحب الخروج للشوارع أو للجلوس فيها وكنتُ أفضل الجلوس في المنزل لعد النجوم ليلاً , وهذا لم يكن لي مؤلماً حقاً , وإنما ما كان يؤلمني وما زال هو أنني أعدُ النجوم في ساعات الظهيرة أي أثناء النهار , فقسوة الحياة وطردي من أعمالي أينما ذهبت كانت تجبرني على الجلوس في المنزل ليتحول ليلي الساكن إلى نهار مضيء بالنجوم , ونهاري إلى ساعات نوم طويلة وكنت أصحو بين الساعة والأخرى وأنظرُ في السماء وأراقب حركات القمر والنجوم والأفلاك والكواكب وكدتُ في فترة من الفترات أن أفقد عقلي لأنني فعلاً طبقتُ المثل القائل : (نجوم الليل شفناها في عز الظهر) وهذا ما كنتُ أعنيه في قصيدتي :
بتمنى يا راعي الدار

يرجع لينا الاستعمار

نجوم الليل في عز الظهر

شفناها مثل الأقمار.
عن جد... شفناها مثل الأقمار وليس هذا وحسب وإنما كنت على فترات من التاريخ أقوم بعد وإحصاء عدد النمل المتواجد في غرفة نومي الغربية فكنتُ أراهن نفسي على عددها وعلى وجهتها أين تريدُ أن تذهب , يميناً أما شمالاً صعوداً أو نزولاً وكنتُ غالباً ما أخسر الرهان مع النمل الملعون لقد كان كثيراً ما يخدعني بعد أن يوهمني بأنه سيتجه يميناً أو شمالاً وكنتُ في بعض الأحيان لا أعترفُ له بهزيمتي , ولكنني كنت أكسب الرهان مع القطة التي كانت تقفُ خلف نافذة غرفة نومي فكانت وهي واقفة أعرفُ ما تريدْ من خلال نغمة (الميو ..ميو) التي تصدرها فكنتُ أحضر لها كل شيء , وكنتُ أقول بأن المسكينة مثلي عطشانة وكنتُ فعلاً أثبت ذلك من خلال إقبالها على الماء الذي أضعه لها في (الحاكورة) وأذكرُ أنها وهي حامل بصغارها تراهنتُ مع جاري على عدد المواليد وأنواعهم وفعلاً كسبتُ الرهان وكانت إجابتي دقيقة جداً ومن يومها أصبح جاري يتهكم عليّ ويدعونني بأب القطط أو خالهم أو عمهم .

وكنتُ بين الحين والحين أخرج للبحث عن أي صحيفة أردنية تحترم نفسها وتنشر لي أي شيء فكانوا يعتذرون ويقولون لي : انت مش مرغوب فيك , بالرغم من أنني على فترة من التاريخ كتبتُ أكثر من عشرين قصيدة في مدح جلالة الملك الراحل والحالي غير أنهم كانوا يعتذرون بأعذار غير مقبولة وأغلبهم يقولون : قصائدك على الدور تنتظر دورها , وكنتُ أكتبُ بلغة سليمة 100% ومن ناحية الوزن والعروض كنتُ وما زلتُ أتحدى كبار العروضيين إن كانت لهم معرفة بالعَروض كمعرفتي, ومرة قالوا لي : أنت ولد طموح وبنخاف منك, عندها أحسستُ لماذا كانوا يقولون عني (المتنبي الأردني ), ومن شدة قهري كنتُ أعودُ إلى منزلي متعباً مرهقاً فكنتُ آخذ حمام وأنام كثيراً وأصحو للنظر في أفلام (جاكيشان) وفي الأفلام الكوميدية لكي أرفه وأسلي نفسي فكنتُ في كل يوم أشاهد ُ أكثر من فلمين أو ثلاثة أفلام , أما بخصوص أفلام الجنس والإباحة فلم أكن أرغب برؤيتها حتى اليوم ولكنني شغوف بمشاهدة لقطات جنسية من فلم عاطفي وليس من فلم جنسي, واستمنيتُ (قذفت)على نفسي كثيراً في دورة المياه بعد مشاهدتي للقطات عاطفية من أفلام مصريه أو أمريكية وكنتُ أشكرُ أمريكيا على مثل تلك الأفلام وكنتُ مغرماً بمشاهدة القناة الثانية لإسرائيل والتي كانت تعرضُ أفلاماً عاطفية مصرية وأجنبية فكنتُ في كل مرة أستمني على نفسي أو في الحمام وأستطيع القول بأنني وأنا أعزب قذفتُ حيوانات منوية تعادل في سعتها خزان ماء بحجم 2 متر مكعب ولو فكرتُ في الموضوع لبعتها لشركات صناعة التجميل ومطريات البشرة , على العموم صحتين وعافيه على المجاري وعلى التصريف الصحي الذي حفظ ماء حياتي ونقله إلى مكبات بعيدة , وكنتُ أستمتع بالصور التي كانت تخرجُ من مخيلتي أثناء عملية التحضير للقذف والاستمناء فكنت في مخيلتي أنام وأعاشر جنسياً ملكات جمال لبنان والعالم كله وملكات جمال هوليوود ولم أكن أستحضرُ في خيالي صوراً عن نساء من حارتنا أو بنات من الحارة المجاورة لنا , كنتُ بين الناس شاباً يحترمه الجميع وكنتُ أخجلُ من نفسي لو استمنيتُ على واحدة من تلك النساء أو البنات وخصوصاً أن الجميع الكبير والصغير كانوا وما زالوا ينادونني (يا عم جهاد), وكان كل الشباب مثلي وكانوا يقولون : هيك أحسن من الزواج , بالزواج بظله الواحد مع وحده بس هيك في خياله بكون كل يوم مع وحده شكل عددهن تقريباً على عدد النجوم إللي عديناهم في السما.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأه القرويه
- ما هية الفحشاء والمنكر
- هل تنهى صلاة المسلم عن الفحشاء والمنكر ؟
- جائزة الدكتورة وفاء سلطان
- المثقفات العربيات
- موقع إسرائيلي
- الضحية رقم2
- الضحية رقم 1
- -حا تجن يا ريت يا إخوانا ما رحتش لُندن ولاّ باريز-
- عذاب القبر
- كلشي بده واسطه
- حذاء السندريلا
- نهاية سعاد حسني1
- عرب شات
- المواطن العربي 2
- عداد التكسي
- حظك هذا العام
- السندباد الأردني
- مستويات هابطة
- كانت أمي2


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - عدد النجوم وعدد النمل