أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - جائزة الدكتورة وفاء سلطان















المزيد.....

جائزة الدكتورة وفاء سلطان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 06:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


تم الإعلان اليوم عن جائزة الدكتورة وفاء سلطان وتم منحها لي بموجب اجماع من الدكتورة وطاقمها الصحفي الذي يعمل معها , وستمنح الجائزة كل عام لأهم الشخصيات العربية التي تكتب بجرأة وحرية ومن هنا ومن على هذا المنبر الحر أوجه شكري للدكتورة وفاء سلطان وأقول لها :

هاي: أو هايات , جمع لكلمة هاي , بالرغم من أنني كنت أحب أن أبدء كلمتي بحروف عربية , ولكن ما المانع من تطوير اللغة لتصبح لغتنا المحكية ذات قيمة ومدلولات معنوية واجتماعية . منذ نعومة إظفاري وأنا أتلقى دعماً معنوياً والكل كان يقول لي رائع يا جهاد , انت مثقف يا جهاد , وكنت أشعر بنشوتي عند سماع مثل تلك الكلمات وغالباً بغروري لذلك نشأت وفي نفسي شيء من الغرور جعلني هذا الغرور غير مُصدق على الإطلاق أنني أعيش في بلد عربي لا يحترمني ولا يحترم ثقافتي ويكيد لي كيداً. ولم أتلقى من مؤيدي في أي يوم من الأيام فلساً أحمر إلا من الأستاذ (محمد عايد طبيشات) الذي دعمني بمبلغ وقدره 500دينار أردني حين اصدرت كتابي الأول (أثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل) وكنت طوال عمري أشعرُ أنني متورط في العمل الثقافي بورطة كبيرة لا أستطيع الخروج منها , ولكنها ورطة حلوة ومتميزة وجريئة , وكنت ُ وما زلتُ أدفع ثمناً باهظاً لإقبالي على الثقافة العلمانية .

فقد خسرت وظيفتي عدة مرات وتم حصاري عدة مرات واليوم أتلقى من الأستاذة العظيمة وفريقها الجماعي في موقعها جائزة معنوية باللغة الأمريكية وليس باللغة العربية , ولو كانت الجائزة من دولة عربية للهطوا نصفها بل ثلاثة أثلاثها دون شفقة أو رحمة , وأنا لا أعني أنهم يطمعون بال 500دولار بل يطمعون بما هو أقل من ذلك ولو كانت الجائزة 100دولار , وأنا مبسوط جدا لهذا السلوك السوي من مؤسسة مجتمع مدني عربية تحترم الكتاب العرب والقراء العرب , ومنذ سنين بل ومنذ فقد السريان آخر معاقلهم في بلاد الشام وأنا أفتقر للكلمة الحرة وللقيمة الثقافية , منذ قرون وأنا على قارعة الطريق أنتظر .

حين أخبرت نفسي بالجائزة سقطت من عيني ثلاث دمعات جريئات يشبهن لون البياض في عيون حبيبتي , الأوله كانت آه والثانيه آه والثالثه آه , وكلهن آه وآهين وثلاث آهات . أشكر جدا الموقع وأشكر جلالة الصحافة الحرة التي منحتني هذه الجائزة القيمة والتي أعتبرها أول جائزة تقدير لي أحصل عليها , ولا أخفيكم أنني كنت وما زلت أتمنى أن أحصل على مثل هذا التقييم من بلدي الأردن , فما معنى أن أعيش في بلدي على القمامة وعلى عدم التقدير والاحترام , ومشكلتي في الأردن أنني فعلاً مشهور جداً أكثر من نار على علم ,وأينما ذهبت تقول الناس هذا علماني كافر الله لا يرده , الله يلعنه ويلعن اللي خلفوه , طلوا عليه وشوفوا كيف الله قاطع رزقه على شانه علماني ولا يتقي الله , علماً أن الله لم يقطع رزقي بل هم من قطع رزقي وحاولوا وما زالوا يحاولون تشويه صورتي بين الناس , وأتعرض لكثير من حركات التحرش بالمثقفين .

وأقول لكل الناس أن الشيوعية انتصرت على الرأسمالية في فترة من الفترات التاريخية العصيبة في الاتحاد السوفييتي , والرأسمالية انتصرت في الولايات المتحدة الأمريكية على كل شيء وعلى الشيوعية نفسها وبعد ذلك انتصرت الديمقراطية على الرأسمالية والشيوعية , ولكن بلداننا العربية انتصر فيها الرأسماليون على الديمقراطية والحرية , وانتصر الشيوخ على حقوق الإنسان , وانتصر الحكام على الشعوب , وانتصر الجهل على الجامعات والمدارس , والمكاره الصحية انتصرت على البيئة وحمايتها . مرة أخرى أشكر الدكتورة وفاء سلطان وجلالة الموقع الحر , واشكر القائمين معها على الموقع والمتبرعين وأريد أن أقول لهم بأنني هذا اليوم ذهبت لصرف المبلغ أو لاستلام الجائزة ووقف أولادي بجانبي وأنا خلف الكاونتر وزوجتي عن يميني ووضعوا رؤوسهم في رأسي وكان منظرنا مثل منظر لاعبي كرة سلة الذين يجتمعون ويخططون ويمسكون الطابة للهجوم أو لتسجيل نقطة , وكانت النتيجة أن وقع خطأ بسيط في رقم الحوالة (الوسترون), مما دفع بي للقول : احنا أكلنا مقلب كبير يا شباب ما فيش جائزة ولا ما يحزنون , عندها أحسست بيد زوجتي تريد أن تمتد إلى عنقي لتخنقني وأولادي كعادتهم تمتموا بكلمات على الصامت وانتحو ناحيةً من المَصرف يعبرون عن احتجاجهم استنكارهم و فهمت منها أنهم يسبونني ويشتمون الثقافة وامريكيا , وبعد جهد جهيد توصلنا إلى صيغة حل جديدة ظهر فيها الرقم الصحيح , فقبضنا المبلغ عفواً أقصد قبضنا الجائزة واشترت زوجتي بعض الحاجيات المنزلية وفرح أولادي وطلبوا مني أن أدخلهم إلى أعظم مطعم في محافظة أربد فأدخلتهم إلى مطعم كبير وطلبت لهم كل ما يشتهون وفرحوا وركضوا هنا وهناك وما زلت أحتفظ بمبلغ 10 دنانير من قيمة الجائزة التي أنفقتها على أولادي وعلى سداد المديونية الخارجية والداخلية .

شعرت اليوم يا دكتورة وفاء سلطان بأن العلم ثروة كبيرة فقط في الدول التي تحترم حقوق الإنسان والأقليات . أشكركم من أعماق أعماقي حتى البسمة و الضحكة التي ارتسمت على شفاه أطفالي تشكركم , وحتى القطط التي أكلت بواقي الطعام الذي تركه أولادي على المائدة تشكركم , والذباب الذي حط على بواقي الطعام يشكركم جميعاً... وشكرا.

شكراً للمجهود العلمي الكبير الذي تنفقه الدكتورة وفاء سلطان وأعتذر من الذين يشتمونني لأنهم سيجدون نفسهم في أي لحظة من اللحظات يريدون مثلي أن يتعلموا على التفكير فحرية التفكير موهبة ليست كموهبة التفكير نفسه , فكثيرون هم الذين يفكرون ولكن الغالبية لا تعلم أن للتفكير طريقة أهمها الحرية , والحرية تجعلنا نكتشف أنفسنا من جديد , إنها تجعلنا قادرين على تحقيق أحلامنا .
وأنا لا أقول من أن الدول العربية لا تحترمني لأنني مجرد علماني ! بل هذا سبب من الأسباب , ولكن السبب الأكثر أهمية هو : أن الأنظمة العربية أو البيروقراط الفاسد لا يحترم لا العلماني ولا الإسلامي ولا الشيوعي ولا البعثي ولا الليبرالي ولا البراجماتي .
ففي الدول العربية تجد أن الحكومة تكره الشيوخ الإسلاميين لأنهم إرهابيون , وهذا أكبر مبرر لتتمسك به الدول العربية , وفي نفس الوقت يكرهون الشيوعي لأنه ملحد ولا يعرف الله ولأنه يريد أن يقاسم الفقراء الأثرياء في ثرواتهم , ويكرهون في الدول العربية العلماني ويحاولون اتهامه بأي شيء , ترى لماذا ؟.

وبصراحة بعض الأنظمة العربية لا تتفق إلا مع نفسها فقط لا غير , فهم غير متفقين لا مع الإسلاميين ولا مع الشيوعيين ولا مع البعثيين ولا مع الإشتراكيين , هم يريدون أن يحافظوا هم وأبناءهم على مراكزهم ومقاعدهم فقط لا غير بغظ النظر عن الاتجاهات الفكرية لهم .

وهنا أريدُ توضيحاً هاماً وهو أنني كعلماني حقيقة ً لا أكره الإسلام , ولا أكره المسلمين , ولكن هم الذين يكرهونني , وأنا لستُ ضد الحكومات العربية ولست ضد ال؛كام ولكن الحكومات هي التي تعمل ضدي , وأنا لستُ ضد أي دين , أنا فقط ضد كل شخص يستخدم الدين كوسيلة ليقمع حبي للمعرفة وللحرية الفكرية .
أقول في النهاية أنني أحب الجميع وأحترم الجميع وأريدُ أن أعيش في مجتمع يحترمني وأحترمه وأريد أن أحصل على عقود عمل داخل المجتمع كالتي يحصل عليها أي أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة , فبصراحة أنا في الأردن شخص غير مرغوب فيه , فهم لا يريدونني في الوظيفة الحكومية , ولا يريدونني كصاحب مهنة آكل وأشرب من عرق جبيني , وهم لا يريدونني كموظف حكومي , هم لا يريدونني إلا عالة على المجتمع مجرد من التفكير والحرية والنزاهة .

الغالبية في وطني زملائي في مهنتي يعملون ويحصلون على آلاف مؤلفة من الدنانير سنوياً وهم لا يفكون الخط ولا يقرؤون ولا يكتبون حتى أسماءهم , وأنا لا أحد يرغب بي كمقاول أو كمهني يعمل ويأكل من عرق جبينه , إن هذا هو تفسير كبير من أن الدول والأنظمة العربية لا تتفق مع أحد , وأنا لا أكذب ولا أجامل (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) فهذا غير صحيح فأنا لا أكذب لكي أتجمل على حسب رأي الروائي العربي , أنا أحكي ملاحظاتي كأردني ما زال يشكو من الظلم والإحباط والاضطهاد وأناشد جميع مؤسسات المجتمع المدني بأن تساهم برفع الظلم والحصار عني اقتصادياً وثقافياً .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفات العربيات
- موقع إسرائيلي
- الضحية رقم2
- الضحية رقم 1
- -حا تجن يا ريت يا إخوانا ما رحتش لُندن ولاّ باريز-
- عذاب القبر
- كلشي بده واسطه
- حذاء السندريلا
- نهاية سعاد حسني1
- عرب شات
- المواطن العربي 2
- عداد التكسي
- حظك هذا العام
- السندباد الأردني
- مستويات هابطة
- كانت أمي2
- وزارة الثقافة الأردنية دون بيان الأسباب
- كانت أمي1
- لو تعتنق أوروبا الإسلام
- كان أبي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - جائزة الدكتورة وفاء سلطان