أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - على حساب الفقراء














المزيد.....

على حساب الفقراء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 20:40
المحور: كتابات ساخرة
    


الحكومة وكبار التجار من دركولات وحيتان يريدون أن يحلوا مشاكلهم في كل مرة على حساب الغلابة والمساكين أمثالي من الناس.

ذهبت اليوم في ساعات الظهيرة لأتسوق بعض الخضروات من حارتنا بجانب الجامع الكبير حيث أن حول كل مسجد كبير سوق خضرة وفواكه أكبر من حجم الجامع بمرتين أو ثلاثة مرات والمهم في الموضوع أن صاحب أكبر أرض زراعية وأكبر محل لبيع الخضروات في بلدتنا قال لي:

-يا أبو علي ما بدناش نجادل في أسعار الخضروات اليوم الحاله كلها تعبانه.

فقلت له يا رجل أي هو أنا فتحت ثمي؟أي صدقني إنه أنا مواطن أردني ما بفتح ثمي غير عند طبيب الأسنان:

فقال:

-أنا فكرت إنك بدك تفتح ثمك.

-لا طمئن حالك مش راح أحكي ولا كلمه.

-المفترض إنه كل الناس مثلك يراعوني ويراعوا وضعي.

-وبشو دخيل عينك بدي أراعيك؟

-بالأسعار.

-أنا كان ظني بأنك أنت الذي ستراعيني في الأسعار نظرا لأن الحالة كما تراها والله تعبانه على الآخر ويا دوب أقدر أشتري الخبز,ومن المفترض بالإناء الكبير أن يسع الإناء الصغير,وأنت الكبير وأنا أصغر إنسان في هذا الكون بل وأفقر مخلوق خلقه الله على هذه اليابسة.

فرد علي وقال:

-المفروض إنك تدعمني على شان خسارتي الكبيرة في العام الماضي في موسم البطاطة وفي الصيف كانت أيضا خسارتي كبيرة في موسم البصل اليابس.

فقلت له عبارة كان يرددها أبو ضحكه إجنان إسماعيل ياسين(يا سلام!) وقد ارتفع صوتي في الضحك وشهد لي كل من حضر المكان بخفة دمي وروحي ومن ثم قلت:

-يا رجل أنا فقير الحال وأنت الذي يجب عليه أن يراعيني نظرا لخسارتي في كل المواسم صيفا وشتاء,وأنا اليوم كلي آمال بأن تساعدني...

ولكنه أصر وألح على أنه من الواجب أن أساعده أنا لتعويض خسارته وما ظلش إلا أن يقول :على كل زبون أن يقف دقيقة صمت حزنا على موسم البطاطة والبصل وعليّ أنا شخصيا, وبعبارة أخرى الأغنياء يريدون من الفقراء أن يحلقوا بهم إلى عنان السماء كلما نقص نصيبهم من مص دمائنا.

وكذلك محل السوبر ماركت الذي في حارتنا طالبني ببعض الديون علما أنني كنت أعتقد بأنه قد نسيها للأبد وقلت له:

-يا رجل أنت بعدك ذاكر الموضوع؟لازم إنك نسيته من زمان, فقال لي:شو أنسى! أنت من المفترض يك بأنك أكثر واحد عارفني وعارف قديش أنا مكسور والحاله تعبانه من الصيف الماضي, فرددت عليه بنفس الجملة وقلت:

-والله أنا كان ظني بأنك أنت أكثر واحد عارفني وعارف وضعي يعني من المفترض بيك وأنت سيد العارفين إنك تنسى موضوع الدين هذا نهائيا وتشيله من راسك على شانك أكثر واحد عارفني بالحاره وعارف وضعي نظرا لأن الحالة تعبانه وانت ميزانيتك تقدر ب 100ألف دينار أردني وأنا لا أملك 100دينار أردني ولا حتى سوري أو لبناني ومع ذلك تريد مني بكل بجاحة ووقاحة عين أن أشتري منك بالسعر الذي تفرضه عليّ نظرا لأن الحاله تعبانه كما غنى(زياد الرحباني):"الحاله تعبانه يا ليلى خطبه ما فيش.... أنت غنيه يا ليلى ونحنا درويش."

وأنا كلما سمعت بحكومة جديدة يطير قلبي من الفرح اعتقادا مني بأنها جاءت لتحل لي وللناس كل مشاكلهم وسرعان ما أُصاب بخيبة أمل كبيرة جدا حينما اكتشف بأنها هي التي تريد مني أن أحل لها مشاكلهاكما حدث مع حكومة (الكباريتي سنة 1996م حين رفعت أسعار الخبز حلا للعجز الذي أصاب ميزانية الدولة,فترفع أسعار المواد التموينية بدل تخفيضها دعما للمواطن اللي مش إملاقي الخبز أي أن الأغنياء يريدون من الفقراء أن يعطوهم وأن يحلوا لهم مشاكلهم مثل مشاكل شركات التأمين قبل سنتين في أمريكيا,وهذا يشبه إلى حد قريب الأغنياء الذين يريدون أن يحلوا مشاكلهم المالية على حساب الضعفاء وكذلك النواب الأردنيون الذين نكتشف بأنهم ترشحوا لمجلس النيابة لكي يحل لهم المجلس والمواطن مشاكلهم المالية والسياسية ومن هذه الناحية أينما نذهب نصاب جميعنا بخيبة أمل كبيرة جدا,وتذكرت اليوم في ساعات الظهيرة القصة التي كانت ترويها لي جدتي عن رجل كان يرعى غنما لأخواله وفي نهاية العام ذهب إليهم لكي يتحاسب معهم على أجره وكان يعتقد بأن أخواله سيزيدونه في الأجرة فيدفعون له بغنمة فوق أجره الذي يستحقه نظرا لأن هذه السنة كانت كلها (مَحِلْ) وبنفس الوقت كان أخواله يقولون: هذا ابن اختنا أجا على شان نتحاسب معه وإنشاء الله انه يسامحنا ويعطينا من أجرته غنمه على شان الظروف التعبانه,والكل يومها أصيب بخيبة أمل.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماتوا اختصارا للشر
- آفاق
- أصل الانسان من حيوانات مختلفة
- أفكار غريبة عن المسيح
- مثلك مثل كل الناس
- الرب عام 2012
- أصعب شيء عندي
- أين ذهب حزب الوفد؟
- الموت في فصل الشتاء
- أبو يوسف السوري
- فكرة القومية
- 2011 سنة العجائب
- صناعة اللحوم
- نقد الإسلام السياسي
- أسئلة محيرة
- أردني مرفوع الراس
- وحدي في البيت
- هل كان سلوك محمد مطابقا لدعوته؟
- الاسلام لا يتحمل المسئولية
- إسلام أبي هريرة


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - على حساب الفقراء