أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - 2011 سنة العجائب















المزيد.....

2011 سنة العجائب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 18:25
المحور: حقوق الانسان
    


أيامُ قليلة تحول بيننا وبين نهاية عام 2011م ,وستنزل الستارة على سنة 2011 باعتبارها عجيبة من العجائب السبعة وركيزة من أهم ركائز انقلاب السحر على الساحر حيث ظن الملوك العرب أنهم بتجويعهم للشعوب العربية سيتمكنون من حكمهم إلى الأبد وسيضمنون عدم قيامهم بأي ثورة, وقد عرفوا حقيقة ذلك عندما بلغت الوقاحة بالملوك العرب في تخريب مظاهر الحياة العامة في كل العواصم التي يحكمونها,فوظفوا في الصحف أناس ليست أهم علاقة بالصحافة ووظفوا في السياسة أناس ليس لهم علاقة بالسياسة حتى غدت العواصم العربية عبارة عن مهزلة في كل شيء ومسخرة... فزجوا بالوطنيين بالسجون واتهموهم بالزنا وبالتحرش ودمروا مواهب الموهوبين وأغرقوهن في الفساد إلى أعناقهم ووجهوا حولهم كلابهم تعضهم من المقدمة ومن المؤخرة وضربوا المثقفين على الأماكن الحساسة من تحت الحزام واستباحوا اغتصاب نساءهم وبناتهم وبلغت الوقاحة بالزعماء العرب في أن يكافئوا كل مجند وعسكري وضابط مخابرات تسبب لأي مثقف بالأذى ليشلوا من الحركة الثقافية والسياسية,حين خافت الناس من السياسة ومن الثقافة كتب معظم ضباط المخابرات تقارير كلها كيدية عن أشخاص ليسوا بمستوى الوعي المطلوب لتقديمهم ضحية لذلك زوروا التقارير واتهموا الأغبياء وصوروهم للملوك على أنهم عباقرة ومسجلين خطر على نظام الحكم وفي النهاية انقلب السحر على الساحر.

عام 2011م الذي فاجأنا كثيرا بأبطاله وعلى رأسهم(محمد البوعزيزي), الذي لن ينسى أحد ذكره والذي يعتبر بحق أروع أهل زمانه خلال قرنين كاملين ,عام 2011م بدءً من تونس وانتهاء بدمشق وبالزلزال المدمر الذي ضرب اليابان,كان عام 2011 ثقيل الظل وثقيل الدم ونذير شؤم على كل الملوك العرب لدرجة أنهم تشاءموا جميعهم من رقم 11, و-9-11-يوم سقوط برجي التجارة العالميين, ولا ننسى بأن عام 2011م كان عام نهاية أكبر زعيم وأكبر مؤسس لشبكة تنظيم القاعدة أسامه بن لادن حيث واروا جثمانه في مياه المحيط الأطلسي ,كان عام 2011م نذير شؤم على كل الطُغم الحاكمة ولكنه كان فاتحة خير على كل المواطنين ولم تسقط أي دمعة في شوارع القاهرة على محمد حسني مبارك وهو على سرير الموت يعاني من سكرات الموت الأخيرة ولم تشق عليه الثوب(المِلايه) أي مصرية حزنا وحسرة ولم تبكِ أي امرأة ليبية على مصير ألقذافي,مع أنه كان بإمكانهم أن يفعلوا ما فعله الملك فاروق عام 1952م حيث غادر مصر بكل احترام والمدفعية تطلق له طلقات الوداع الأخير,ولم تنثر التراب على رأسها أي يمنية على علي عبد الله صالح حين أصيب بجروح بليغة في الكتفين أو في أنحاء متفرقة من جسده الذي باتت نهيته وشيكة, ولكن قريبا سيبكي المسيحيون في كل أصقاع الأرض على (طارق عزيز) وزير الخارجية العراقي السابق أيام النظام ألبعثي, وهو يعدم في شُعبة الاستخبارات العسكرية الخامسة في بغداد يوم الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية أو في 27-12-2011م, وهذا احتمال والرب أعلم.


هي سنة العجائب, ونحن في انتظار أن تغير الثورات العربية من أخلاق وطباع الناس,كانت سنة2011م في الشهور الأولى من الحَمِلْ قد أنجبت في قارة أفريقيا حدثا عالميا هز معظم أرجاء العالم وأثبت الشعب العربي المسلم والمسيحي بأن للاثنين رغبة بالتخلص من الطغم الحاكمة ,كانت بحق سنة2011م سنة العجائب هي السنة التي ضرب فيها أعنف زلزال شعبي قارة أفريقيا البيضاء تونس,مصر وليبيا,واتهم الشعب الليبي الأخ الرئيس معمر ألقذافي بأنه أسرف كل أموال البترول على دول الجوار وكل هذا من أجل أن ينادونه باسم ملك ملوك أفريقيا,ولم يكن في مستطاع هذا الرئيس أن يعطي الشعب الكثير من وقته لأنه كان يقضي معظم وقته مع حرسه الشخصي من الصبايا العذارى!!ولم يكن متفرغا للناس ولمشاكلهم وكان يرفض أن يلفظ في كل ليبيا اسم أي مبدعٍ أو مثقفٍ إلا ما ندر على عدد أصابع اليد وبإمكان القارئ أن يتابع أي تعليق رياضي على مباراة ليبية ليستمع إلى المعلق الليبي وهو يشير إلى اللاعبين بأرقامهم وليس بأسمائهم, كانت سنة 2011فعلا كلها عجائب سقط فيها ألقذافي في بالوعة للمياه العادمة أو مياه الأمطار حيث تم القبض عليه وهو بداخلها وأخرجوه منها حيا كما يخرج أي فأر من مخبأه أو من كيس طحين قمح وأقعدوه على الخازوق الذي أقعد هو عليه المئات بل الألوف المؤلفة من الليبيين وغير الليبيين حين كان يأمر برمي قنابل يدوية على مجموعة معتقلين وهم في داخل المعتقل ليموتوا بطريقة بشعة تدل تلك الطريقة على أن الأخ الرئيس كان مريضا جنسيا,وكان ماكرا يغدر بضيوفه بعد أن يستدرجهم إلى ليبيا لزيارته وهنالك يقتلهم غدرا وطعنا من الخلف,واختفى في زمنه الكثير من الليبيين والكثير من العرب والأجانب الذين لا يعرف حتى اليوم ماذا كان مصيرهم وفي أي مكانٍ دفنوا أو تُركوا ليموتوا جوعا وعطشاً!!؟؟ لقد سقط عن جواده أوعن ظهر برميل البترول ملك ملوك أفريقيا ألقذافي المجنون الذي يذكرنا بالملك الاسباني(شارل المجنون-1380-1422م).

ومن ناحية أخرى أثبتت الثورة في مصر أن لعنة الفراعنة ما زالت موجودة وما زالت تتصدر أهم الأحداث وتحل على كل من يحاول أن يحكم مصر والمصريين والنيل, وأثبتت بالفعل العلني المشهود بأن كل من يريد أن يحكم مصر عليه أن لا يثق في نفسه جيدا لأنه مهما بلغ من القوة في النهاية سيموت قتلا إما بالسم وإما بالكنادر على رأسه أو رميا بالرصاص لأن كل من حكموا مصر ماتوا هكذا سُما أو قتلا بحد السيف أو رميا بالرصاص وكان آخرهم محمد حسني مبارك الذي طور ملك الموت عزرائيل طريقة جديدة للموت تختلف عن الضرب بالقباقب,كلهم من الألف إلى الياء ماتوا سُما وقهرا,ومحمد حسني مبارك أول زعيم عربي ينتهي على يد الفيس بوك بحد(الفيس بوك) وكأن الفيس بوك سيفا أو عيارا ثقيلا من بندقية انكليزية حيث أسقطه شباب وصبايا الفيس بوك دون أن يترجلوا عن ظهور خيولهم.
والثورة أو الموجة التي ضربت تونس وليبيا ومصر هي غير الموجة التي ضربت اليابان, فالموجة التي ضربت دول أفريقيا غيرت بعض الملامح السياسية بالسياسة الخارجية والداخلية وما زالت تحاول أن تُغير ولو بالشيء القليل من أخلاق العرب, أما الموجة الأشد عنفا التي غيرت وجه اليابان فكانت عبارة عن آلاف من المنازل التي تهدّمت تحت فعل ردة الزلزال وخصوصا البحر الذي امتد بيديه من على الشاطئ ليخنق الناس والكائنات الحية غرقا في مياهه.
والزلزال الذي حصل في اليابان وهو بلى شك ظاهرة ليست غريبة كل الغرابة أن تضرب اليابان الزلازل لأن الكل يعرف بأن اليابان تقوم على صفيحة نشطة زلزالياً ولكن الغريب كان حجم الخسائر وطريقة تعامل الشعب الياباني مع الأزمة تماما كما حدث في الثورة المصرية في الربع الأول من هذا العام التي أسقطت من ميدان التحرير أنظمة الطغمة المالية والطغمة السياسية وأسقطت رأس الفساد وبعد أن أجبروا الرئيس مبارك على التنحي قام المتظاهرون بتنظيف الشارع وميدان التحرير من الأوساخ التي تركوها وراءهم مما أثار وأدهش الرئيس الأمريكي(أوباما), كان عام 2011 عاما تحققت فيه أمنيات وصلوات أوروبا المقهورة من سياسة الحكام العرب الذين يحكمون بيد من حديد تخلّف وراءها هذه الطريقة في الحكم عصابات متشنجة دينيا وعاطفيا,بعد أن ظن كل حاكم عربي دكتاتور أنه سيحمي نفسه طالما أنه لا يعادي إسرائيل وأمريكيا وإذ بإسرائيل وأمريكيا قد ضاقوا ذرعا بأنظمة الفساد العربية التي تتسبب بالأذى لنا ولهم أينما توجهنا , وكانت الزلازل تتابع واحدا تلوى الآخر وبنفس الوقت ,كانت الأرض تهتز على الصفيحة التي تقف عليها أكبر مدن العالم صناعة في اليابان وكانت القلوب تهتز أيضا في تونس مهد الثورات العربية وصاحبة أكبر شركة إنتاج ثورية في الوطن العربي وفي القاهرة وفي اليمن وفي سوريا ,وطوال عمر التونسيين وهم يشاهدون فيلما مصريا أو أفلاما مصرية في المدن التونسية من الإنتاج المصري ولأول مرة شاهد التونسيون والعالم كله فيلما تونسيا يعرض ويتكرر وتتكرر مشاهده في كل العواصم العربية في مصر وفي اليمن وفي سوريا وفي البحرين .

كانت الزلازل والطوفان(اتسونامي) ليس في اليابان لوحدها بل كان العالم كله يشاهد الطوفانات الجماهيرية تضرب الشرق الأوسط الزلازل الثورية السياسية المطالبة بتغير الأنظمة والقوانين,المطالبة بتغيير الطغمة الحاكمة وتغيير رؤوس الفساد في الدول العربية وكانت الشرارة الأولى التي انطلقت من عود ثقاب(محمد البوعزيزي) هذا الطالب الجامعي الذي يبيع على البسطات في شوارع تونس أهانته امرأة في البوليس المدني وحين شكاها لم يسمع أحد أو لم يستمع أحد إلى شكواه فأحرق نفسه في لحظة وعي ولا وعي عندما غابت الرقابة العقلية عن تصرفاته وترك عقله الباطن يعمل بكل ما به من قوة وكانت انتفاضة البسطات قد أقامت الدنيا ولم تقعد حتى اليوم, ومثل دودة قز على ورقة توت أكلت الثورة التونسية نظام الحكم الفاسد وأسقط عامل يعمل على بسطة في سوق شعبي نظام الطغمة الحاكمة المستبدة, كانت سنة 2011 فعلا سنة العجائب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة اللحوم
- نقد الإسلام السياسي
- أسئلة محيرة
- أردني مرفوع الراس
- وحدي في البيت
- هل كان سلوك محمد مطابقا لدعوته؟
- الاسلام لا يتحمل المسئولية
- إسلام أبي هريرة
- الانسان الطمّاع
- من أجلي أنا
- التوبة والاعتزال
- سياسة محمد
- مواطن بلا دين إسلامي
- الوجه الجميل لليهود
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - 2011 سنة العجائب