أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الوجه الجميل لليهود













المزيد.....

الوجه الجميل لليهود


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 14:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الاسلام قضى على كل لمسات الوجه اليهودي الجميل ولم يبقى منه إلا اتهامات أغلبها باطلة واليوم جاء الوقت لنعتذر من هذا الشعب ولنعرض معا وسوية وجهه الجميل الذي أخفاه العرب سنين طويلة.

كان العربي قبل الإسلام الذي يذهب ليتلقى على يد راهب مسيحي أو على يد حبر يهودي العلم والثقافة بمثابة من يذهب أليوم إلى معهد(السوربون) أو إلى أرقى جامعة في العالم اليوم,كما كان محمد يتلقى العلم من لسان الراهب بحيرى,و كان العرب قبل الإسلام يقصدون اليهود والمسيحيين السريان ليزدادوا منهم علما وثقافة والدليل على ذلك هو أن السريانيين مثلا كانوا يضيفون (الواو) إلى اسم العلم ولهذا السبب قام (وائل بن العاص) بتسمية ابنه عمر تسمية مسيحية سريانية بإضافة الواو إلى عُمر ليصبح اسمه(عمرو بن العاص) طبعا كان العاص مشهورا بتجارته مع الحبشة وبتجارته مع أهل الشام, وتسمية ولده عمرو جاءت عن محبته للمسيحيين السريان ....وكان العربُ يتعلمون القراءة والكتابة عنهم وكان اليهود مشهورين بأخلاقهم الرفيعة وبأعمالهم العظيمة وكانوا وما زالوا يتمتعون بسمعة طيبة, وكانوا يحسنون الجوار لذلك كان يدخل كثيرا من العرب في دينهم وفي ملتهم, وما اليهود العرب الذين كانوا منتشرون في شبه الجزيرة العربية إلا عربا وثنيين دخلوا في الدين اليهودي عن قناعة وكان الدين اليهودي والمسيحي ينتشران انتشارا طبيعيا قبل أن يظهر السيف بيد العرب لينشروا بواسطته الإسلام, أن اليهود شعب حضارة وثقافة كاملة متكاملة أما المسلمون فإنهم طوال حياتهم لم يصنعوا أي حضارة بل كانوا جباة أموال ونساء سبايا ولم يبتكروا أي شيء جديد لا ولا حتى قديماً وكل الاختراعات وكل الابتكارات إما أن يكون أصلها صيني وإما أن يكون أصلها يهوديا أو مسيحيا و(يا عيني على اليهود ويا عيني على المسيحيين).

وهذه الحقيقة كان العرب أبان البعثة النبوية يعرفونها حق المعرفة أي أنهم كانوا يعرفون بأنهم أي العرب ليسوا أهل علم ومعرفة وخبرة وثقافة ومن كان منهم يريد معرفة القراءة والكتابة كان يذهب إلى اليهود الأحبار وإلى المسيحيين الرهبان ليتعلموا عنهم الحساب وعملياته البسيطة والقراءة والكتابة,وكان العرب عامدا متعمدا يدخلون في الديانة اليهودية لمعرفتهم ولمعرفة العالم كله عن أخلاق اليهود العظيمة كونهم أهل كتاب ومعرفة بالقراءة وبالكتابة والعرب نقلوا عنهم الحساب ونقلوا عنهم الدين والأخلاق وآداب الكلام وأدب الجلوس وما الحديث الذي رواه الرواة: ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن يحيى القطعي البصري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن ربيعة البناني ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ,‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏كل مولود يولد على الملة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يشركانه قيل يا رسول الله فمن هلك قبل ذلك قال الله أعلم بما كانوا عاملين به.

وأظن بأن الذي سأل هذا السؤال سأله عن دهاء ومكر وذكاء وكانت إجابة الرسول مكشوفة ومفضوحة بحيث أجاب إجابة كلها دبلوماسية وليست علمية بالتهرب من الإجابة حينما قال (ألله أعلم)والمقصود من هذا الحديث ليس رمزيا كما يخيل لبعض الناس بل كانت كما سنعرف بعد قليل أغلبية النساء تُرسل بأولادها إلى اليهود ليتأثروا بأخلاق اليهود وعلمهم ,وكانوا يفدون على اليهود على شكل فردي وليس جماعي,ولم يكن للعرب مدارس تُعلم على القراءة والكتابة فتحولت بيوت اليهود عن غير قصد وأحبارهم إلى أكاديميات ثقافية وتعليمية تتحدى في تلك البيئة صعوبات التعلم , وكانت أفواجاً كبيرة من العرب تتهود وتتنصر وكان العصر الإسلامي شاهداً على ذلك ولم يسبق وأن حدثت أية مشكلة بين العرب واليهود على هذه القضية بل على العكس كان العرب الوثنيون يفتخر بعضهم إذا صادق وصاحب ورافق رجلا يهوديا أو مسيحيا وكانوا بلغة اليوم يُعتبرون (بَرَكهَ)حتى جاء الإسلام وظهرت المشاكل بين العرب والعرب وبين الأخ وأخيه وبين اليهود والعرب المسلمين علما أنه قبل الإسلام لم تكن هنالك أية ضغينة ولا أية مشكلة عنصرية أو غير عنصرية إلا بعض الرتوش والمشاكل التي كانت تحدث بين الصبيان وبين الجهلة وكان يتدخل الكبار لحلها وهذه المشكلة نجدها دائمة الوقوع بين الناس وفي الحارات وداخل البيوت حتى مع الأشقاء.

وروى عبد الملك بن هشام في كتابه عن السيرة النبوية من أن نفرا كثيرا من العرب كانوا يدخلون في الدين اليهودي أفراداً...وأفواجاً .وجماعات. ...وعائلات كبيرة وبلغ هذا الأمر حدا عجيبا ربما ستفاجئون به وهو أن بعض النساء العربيات كُن ينذرن أولادهن لبيت الرب وبأن يدخلوهم في الدين اليهودي ليتعلموا عن اليهود أولا القراءة والكتابة والأخلاق والآداب العامة كون اليهود من المشهور عنهم أخلاقهم واحترامهم للناس وللثقافة وكونهم الأفاضل المخلوقين من معادن أخلاقية عالية وغالية الثمن يُشبهون بالذهب,وكان اليهود قبل مجيء الإسلام لهم قداسة وفضل وحكمة في نظام التعلم والتعليم وفرض اليهود أنفسهم على القبائل العربية وغير العربية كشخصية لها كثيرا من (الكاريزما) فكانت مثلا المرأة العربية تقول هكذا:(إذا عاش لي ولد سأجعله يدخل في الدين اليهودي) وكما كان هارون الرشيد يُحضر إلى قصره ألكسائي وغيره من الأدباء لتعليم ولديه الأمين والمأمون فقد كان اليهود يشبهون هذه العملية برمتها بحيث كان العرب الوثنيون يستدعون اليهود إلى منازلهم لتثقيف بناتهم وأولادهم على الأخلاق اليهودية العظيمة,ولكن القرآن جعل تلك العلاقة ساخنة بين العرب وبين اليهود لذلك محمد حاول تقليد اليهود ومنافستهم بقوله(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وهذا طبعا لمعرفة محمد بأن العرب يذهبون إلى أحبار اليهود ليُعلم اليهودُ أولادَ العرب الحكمة والأخلاق والقراءة والكتابة ولم يكن أحد يصف اليهود إلا في الطهارة وكثرة الاستحمام وهذه العادات نقلها العرب المسلمون عن اليهود. وأحيانا كانت النساء العرب ترسل بأبنائها إلى الرهبان المسيحيين ليتعلموا عنهم ولينقلوا عنهم الثقافة والعلوم والكتابة وكان أحبار اليهود ورهبان النصارى بمثابة مدرسة نموذجية لتعليم الصغار كقولك اليوم(أرسلت أولادي إلى مدرسة نموذجية) وهكذا كان اليهود عبارة عن مدرسة نموذجية, والمشكلة أن العرب أنكروا هذا الجميل بفضل دخول الإسلام وتشويه صورة اليهود في القرآن وفي السنة, وكان لبعض العرب ميلاً إلى الدين المسيحي دون أن يكون هذا الميل عيبا أو خطرا يهدد النظام الاجتماعي بل على العكس كان اليهود يتمتعون بثقة عالية جدا عن العرب الأقحاف وكانت النساء الوثنيات ينذرن ما في بطونهن للدين المسيحي واليهودي لخدمة الرب وتعالوا يا قرائي وابحثوا معي عن أصول أغلبية الشعراء العرب فكلهم أو جُلهُم من المسيحيين وعلى رأسهم (أمية بن أبي الصلت وبصراحة كان الميل إلى الديانة اليهودية أكثر من حيث الكم,وبالعودة إلى حديث محمد عن الولد الذي يهوده أبواه أو يُنصّرانه إنما هو صحيح 100% وليس رمزيا كما يفهمه بعض أو غالبية الناس اليوم بحيث يفسرون معناه تهودا أو تثقفاً بغير الثقافة الإسلامية,وإنما كان بالفعل الأب أو الأم يهودان أولادهما بسمعة اليهود الطيبة أخلاقيا وعالميا وكان اليهود يعتبرون أهل علم وكتاب ومعرفة وثقافة بخلاف العرب الأجلاف الأصلاف الحفاة العراة أعداء الثقافة والعلم والتنوير,وحتى اليوم ما زال اليهود يعتبرون أهل علم ومعرفة وثقافة ولهم الفضل في تعليم العرب على القراءة والكتابة وكل العرب الذين كانوا يتقنون القراءة والكتابة,كلهم,نعم,كلهم تعلموا القراءة والكتابة على أيد أحبار اليهود ورهبان المسيحيين والدليل الأكبر على ذلك هو محمد نفسه الذي نقل كل علومه عن الراهب المسيحي(بُحيرى)وأنا من مقعدي هذا ما زلت أسمع الناس وهم يشبهون العالم والمثقف بأنه يهودي أو مسيحي,حتى أنا كثيرا ما أسمع الناس وهم يصفون عقلي بأنه عقل يهودي نظيف,وعلى فكرة كثيرون من الأوس ومن الخزرج الذين دخلوا في اليهودية وفي النصرانية ولم يروي التاريخ عن أي مشكلة جماعية على خلفية دينية مثلا وقعت بين العرب وبين اليهود, وتشير كل الدلائل بأن اليهود كانوا يلقون احتراما كبيرا من العرب ليس لأن العرب هم الأجاويد وأصحاب اليد الممدودة وإنما لأدب اليهود واحترامهم للناس ولأخلاقهم العالية ولحبهم للعلم وللمعرفة ولحسن الجوار



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه
- المرايا


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الوجه الجميل لليهود