أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأيام الأخيرة من حياة سقراط














المزيد.....

الأيام الأخيرة من حياة سقراط


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 19:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما أقرأ عن سقراط أشعرُ بأنني أقرأ عن نفسي, وهو فيلسوفٌ نعرف عنه وعن محاوراته ومجادلاته الكثير من خلال كتاب(المدينة الفاضلة) لأفلاطون,ولا نعرف الكثير عن طفولته وشبابه وكل ما نعرفه عن طفولته فقط السنة التي ولد فيها مغمض العينين عن الحقيقة ومات وهو أيضا مغمض العينين عن الحقيقة,ولكننا على الأقلْ نعرف الكثير عن نهايته في أيامه الأخيرة,ولد سقراط سنة 370ق.م ومات إعداماً بالسم سنة300ق.م بتوجيه ثلاث تهم خطية منسوبة إليه من بينها إفساد الشباب الضائع والتهكم على الآلهة وخسارة أكبر تلميذ عنده في الحرب البحرية مع إسبارطة لأن قائد المعركة البحرية كان من تلامذته النجباء وبهذا اعتبروه مسئولا رسميا عن خسارة الحرب,واتهم أيضاً بالتهكم على الديمقراطية الأثينية عندما اعترض على أسلوب القُرعة التي انتهجتها أثينا للمجلس النيابي البرلماني بعد أن تخلوا عن طريقة حكم الطاغية الفردي لأنهم أيضا اعتبروا الطغاة مصدرا للهزيمة فاختاروا الحكم الديمقراطي بالقرعة...إلخ ,وتعتبر القرعة بدل الانتخابات الحرة والنزيهة وجادل أحد الفلاسفة في هذا الموضوع وكانت حجته واهية ومنطقية وكانت طريقته في استنباط الحقيقة عن طريق توجيه نفس السؤال للسائل فسأل على عادته الفيلسوفَ قائلا: إذا أردت أن تختار قائدا للسفينة التي ستسافر بها فهل تجري ذلك بالقرعة؟ فقال الفيلسوف لسقراط: طبعا مستحيل أن أختار قائد السفينة بالقرعة بل أختار الخبير والماهر والحاذق, فقال له سقراط:لماذا؟ فقال:لأنني أخاف على حياتي,فقال سقراط:إذاً كيف يقود هؤلاء الشعب والحكومة عن طريق القرعة ويخاطرون بمصير أمة وشعبا كاملا بكل مقدراته في الوقت الذي لم تقبل فيه أنت أن يقود سفينتك بحارا عن طريق القرعة خوفا على مصيرك وبنفس الوقت تجازف بالقرعة بمصير أثينا بأكملها؟؟؟!!,وأعدمَ سقراط أمام أعين تلامذته وزوجته وأولاده بعد أن احتضنهم قي مشهد عظيم ومؤثر تبكي له الحجارة من شدة ما يبعثه في النفس من حزن ومن تأثير,في مشهد آخر حزين جدا ومؤثر جدا حين اشترط خروج زوجته وأولاده من غرفة الإعدام بالسم لكي لا يتأثر أولاده وزوجته من منظره وهو يشرب بالسم الزعاف ويروي المشهد ويحكي عن نفسه عن نهاية قصة عظيمة لفيلسوف عظيم قامت الفلسفة له احتراما ولم تقعد حتى اليوم وخضعت له الكلمات خضوعا ,ويعتبر سقراط من مؤسسي علم(الجدل-الديالكتيك) ويعتبر أبرع المدربين على مهنة المحاماة عن طريق تعليم السفسطة, وكان على خلاف كبير مع زوجته حول أسلوب حياته, ومرة من ذات المرات أرسلته زوجته ليشتري لها وللأولاد الخبز فغاب عن البيت يومين كاملين وبعد اليومين تذكر بأن زوجته أرسلته لشراء الخبز فاشترى لهم من السوق(إخطبوطا) صغيرا ليأكلوه وعندما عاد إلى المنزل بصحبة أحد تلاميذه صرخت في وجهه زوجته وعنفته ولامته على كثرة كلامه وتهكمه وسخريته من الديمقراطية التي تمشي على طريقة القرعة,وبعد جدال طويل معه حزنت عليه عندما سألته لماذا لا تأخذ نقودا من تلامذتك ثمنا لتعليمهم الفلسفة وتنفقُ منها علينا؟: فقال: أنا لا أعلمهم؟كيف تطلبون مني تعليم الناس الفلسفة وأنا كل ما أعرفه هو أنني لا أعرفُ شيئا!,أنا لا أعرف الحقيقة ولا أدعي المعرفة وكان يقنع الطالب المتعلم بأنه لا يعرف شيئا عن الحقيقة وكان يقول(اعرف نفسك بنفسك) وكان يدعو إلى التمسك بالفضيلة,وبعد أن استفز زوجته أثار عاطفتها نحوه فأجهشت في البكاء واحتضنته حزنا وغما عليه بعد أن ضربته بيديها وقبلته واحتضنته أمام الأولاد وهي تصرخ من البكاء قائلة: أخشى على مصيرك يا حبيبي فكل العلامات حولك تشير إلى نهايتك المحتومة والتي أنا أجهلها كلها وأنت نفسك تجهلها الحرب يا زوجي على الأبواب التي خسرناها وعلى الأسوار المنهارة والوضع متوتر جدا وأنت لا تملك في جيبك ثمن الخبز,وكانت زوجته صادقة فبعد أقل من يومين على هذا المشهد المحزن وجه له القاضي الثلاث تهم عشية محاصرة (إسبارطة) وجيش إسبارطة لأسوار أثينا بعد خسارة أثينا الحرب مع إسبارطة وكانت جيوش إسبارطة تدك أسوار المدينة بالمدفعية التقليدية وكان سقراط بنفس الوقت يتهكم هو وطلاب الفلسفة عنده على نمط الحكم الديكتاتوري والديمقراطي في آن واحد فلا حكم الطاغية راق له ولا حكم الديمقراطية على مبدأ القرعة راق له وكان ضد الجميع,وقال لتلامذته:لو كان رجال أثينا يشعرون بفضيلة المدينة عليهم لماتوا الآن دفاعا عنها ولكن المواطن الأثيني لا يشعر بفضيلة المدينة لذلك لا أحد يقدم روحه دفاعا عن حاكم طاغية وآخر اختارته الناس بالقرعة دون أن يكون له خبرة في تعليم الناس على الفضيلة, وقد استدعته السلطة وحذرته من التحدث بهذا الشأن وخصوصا مع التلاميذ الذين تقلُ أعمارهم عن ثلاثين سنة فقال متهكما: إذا لا يحق لأي مواطن أن يشتري الزيت والزيتون من شاب عمره أقل من ثلاثين سنة لأنه قاصر ومراهق, ومن الممكن أن يكون البيع باطلا بسبب عدم إتمام البائع لسن الثلاثين سنة,ويعتبر بيع المدينة كله باطل لأن غالبية الباعة تقل أعمارهم عن الثلاثين سنة.

وانتصرت إسبارطة والعالم كله على أثينا عسكريا ولكن ثقافيا انتصرت ثقافة أثينا على إسبارطة وعلى العالم كله حتى اليوم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه
- المرايا
- الكاتب المطبوع
- شخصيتي ككاتب
- أمهلنا يا موت
- قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان
- هذا أقصى ما أملك
- الكهرباء والبترول والدولاب والماء
- فلسفة الدورة الشهرية
- من هم أصدقائي؟
- المرأة بين التلحين والغناء
- الله أكبر امرأة!!
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأيام الأخيرة من حياة سقراط