أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - زواج الضمد















المزيد.....

زواج الضمد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 10:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العصر الجاهلي قبل الإسلام كان أكثر مرونة من العصر الإسلامي وكان الوثنيون قبل أن يسلموا تقدميون أكثر مما هم اليوم متعصبون ومتشنجون وكان بعض الرجال العرب يقبلون بأن تنكح زوجاتهم رجلا آخر فارسا أو مشهورا بصفاته المحمودة وكان الزوج الأصلي لا يقترب من زوجته حتى يتبين حملت من الذي نكحها أو لم تحمل, وهذا النوع من الزواج اسمه نكاح ( الاستفحال)...وعرفوا أيضا زواج (الرهط) دون العشرة أي أن عدد من تنكحهم المرأة من الممكن أن يصلوا إلى عشرة رجال وهذا على أبلغ تقدير وكانت ترسل في طلبهم بعد أن تضع ما في بطنها ثم تختار أي اسم من أسماء من نكحوها وتطلقه على المولود, وعرفوا أيضا زواج الضمد وقبل الخوض في الموضوع لي رأي آخر وهو أن الرجال كانوا يحضرون السبايا من القبائل الأخرى وكانوا يتقاتلون بعد ذلك على الغنائم حين تكون الغنيمة امرأة جميلة, وحقناً لدماء أبناء العمومة كانوا يتفقون على زواج الضمد أي اشتراك عشرة رجال أو أربعة أو خمسة رجال في امرأة واحدة والعدد ليس محددا وباب التنافس مفتوح للمشاركة, أما السبب الآخر لزواج الضمد فهو بعبارة بسيطة بسبب قلة البنات في القبيلة, وقلة البنات كانت بسبب وأدهن وهن صغار,ولكن لماذا؟ تعالوا أنشوف.
هنالك فرق كبير بين مطالبة النساء أو بعض النساء اليوم بتعدد الأزواج بدافع الرغبة والشهوة , وبين أصل هذه العادة وما هية الأسباب التي أدت إلى زواج المرأة من أكثر من رجل واحد, فالظروف الاقتصادية حكمت على بيئة بكاملها أو على شرائح اجتماعية تقبل هذا النوع من الزواج المتعدد للنساء وهو شيوعية المرأة , امرأة لكل الرجال , امرأة لعشرة رجالٍ من رجال القبيلة , وامرأة لكل الإخوة والأصدقاء , أما امرأة واحدة لرجل واحد فقد كان يعتبر هذا الكلام أنانية و كان يعتبر تبذيراً وإسرافا ليس له داعي في الوقت الذي لا يجد به باقي الرجال نساء لهم , بسبب الوفيات ووأد البنات وهن في طور الحضانة, لقد أجبرت الظروف بعض الشرائح الاجتماعية على قبول شيوعية النساء.

أما طرح الموضوع من باب البطر والمتعة والترفيه والترويح عن النفس فقد كان ممكناً فقط للرجل الموسر الحال الذي يستطيع أن يأت بالنساء مثنى وثلاث وما ملكت يمينه وعلى حسب قوة إمكانياته, وحقوق المرأة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات وحقها في التحكم بالجسد عن طريق الحب والرغبة فكل تلك الأمور مواضيع مختلفة عن بعضها,فلكل شيء ظروف اقتصادية تختلف عن بعضها البعض .

وقد أوردتُ في هذا المقال كلمة أو اصطلاح (شيوعية النساء)وهو لا يعني الشيوعية كاصطلاح وإنما أعني به ما عناه الاقتصاديون باصطلاح (مشاعات بدائية ) و (مشتركات قروية) وكل كلمة أقولها أقصد معناها الذي ورد أللآن وغير ذلك من المعاني لا أقصده , ولا يعني كلامي شيوعية عموم النساء , بل شيوعية فئة أو شريحة اجتماعية معينة تعيش على نظام التكافل البدائي في المأكل والملبس والمشرب والنساء, فطالما أن أبناء الأخ والأعمام جميعهم مشتركون ومتفقون مع بعضهم على لقمة الخبز المغمسة بالدم أو على لقمة الخبز الحلوة والمرة فما المانع من أن يشتركوا جميعا في امرأة واحدة للجميع إن الأخوة الحقيقية وقرابة الدم الحقيقية تحتم على الرجل بأن يقبل معاشرة زوجته مع أخيه أو ابن عمه تعبيرا عن التكافل العائلي وسياسة اليد الممدودة والمفتوحة للإخوة,وكانت المرأة الضمودة تُميز من بين النساء بأنها حق لجميع أفراد الأسرة, فالاشتراك في لقمة الخبز كان بسبب قلة الخبز والاشتراك أيضا بالمرأة كان بسبب قلة النساء.

وزواج الضمد هو موضوعنا وهو كما فهمنا اشتراك مجموعة رجال في امرأة واحدة , وليس اشتراك امرأة واحدة في عدة رجال,لاحظوا معي هنا الفرق بين أن تشترك عشر نساء في رجل واحد وبين أن يشترك عشرة رجال في امرأة واحدة, فالأولى هي لتي أقرها العُرف الاجتماعي والإسلام وهي ما تعرف باسم أربعة نساء لرجل واحد, طبعا لم يكن بمقدور أي رجل أن يحصل على ذلك نظرا لقلة أعداد الإناث مقارنة بأعداد الذكور, لأن طرح الموضوع هو من مجتمع الرجال وليس من مجتمع النساء , فالذي كان يطالب بزواج(الضمد) هم الرجال الفقراء والضعفاء بدنيا الذين لا يستطيعون أن يمشوا ضربا في الأرض ليسبوا النساء, وحتى أنهم لا يجدون الإناث لا في قبيلتهم ولا في القبائل المجاورة لهم, لذلك انتشر زواج الضمد في القبائل الفقيرة في مواردها البشرية بسبب الفاقة والحاجة وقلّة الموارد البشرية من النساء وازدياد في أعداد الموارد البشرية من الرجال وتراجع في أعداد النساء.

كانت النساء العربيات يتزوجن في الجاهلية نوع من الزواج أسمه (الضمد) وهو أن تنكح المرأة أكثر من رجل واحد , وبعبارة أكثر دقة نقول (اشتراك مجموعة رجال في امرأة واحدة) وهذا النوع من الزواج ليس مطلباً نسوياً بل كان مطلباً ذكوريا والمرأة كان يزعجها هذا النوع من الزواج سواء أكانت حرة أو سبية , فكان رجال القبيلة من شدة الفقر يشتركون مع بعضهم في الماشية وفي النار وفي الكلأ وفي المرأة, فشيوعية النساء تخلقها أو خلقتها ظروف اقتصادية وليست شرائع سماوية , وهذا النظام نتج عن سياسة أو عادة وأد البنات, وهذا النظام من الزواج أوجده نظام اقتصادي قاسي جدا وغليظ الطبع, لقد كانت العرب توأد البنات وتقتلهن ليس بدافع الدفاع عن الشرف في كل المرات لقد كان الوأد متعدد الأسباب, فالبنت الصغيرة والتي لم يكن العرب يجدوا لها غذاء كانوا يقتلونها لتوفير ما تأكله للذكور وكانت العائلة الفقيرة تقتل خمس بنات أو حتى عشرة بنات في سبيل أن يبقى ذكرا واحداً على قيد الحياة,والبنت التي لا يجدون لها حماية تحميها من السبي كانوا أيضا يقتلونها بأيديهم قبل أن تلحق بهم العار,والبنت التي كانوا يكتشفون أنها تحب وتعشق كانوا يقتلونها قبل أن تلحق العار بشرف العائلة, ويبقون على الذكور لينالوا حظا أفضل من الطعام على حساب وأد البنات, وحين يكبر الذكور لا يجدون نساء تكفيهم , فتوصلوا إلى فكرة قبول اشتراك أكثر من رجل واحد في امرأة واحدة , فأصل هذا الزواج كان بدافع رغبة الرجال به وليس من منطلق رغبة النساء به , حتى أنه علمياً ليس للمرأة رغبة بتعدد الأزواج بقدر رغبة الرجال بالتعدد , فهذا النوع من الزواج زواج الضمد أوجدته ظروف اقتصادية , وليس شريعة سماوية.

وقبل ذلك كانت شيوعية النساء بسبب ظروف بيولوجية , وهي أن الإنسان في العصر الحجري وما قبل الحجري القديم لم يكن يعلم أن جماعه ونكاحه وتسافده مع المرأة ينجب الأولاد , لقد كان يؤدي دوره الجنسي كما تؤديه إي بهيمة , لذلك كانت شيوعية النساء أمر طبيعي وليس مخجلاً أو عيباً , حتى أن زواج المحارم أو الزواج من المحارم كان بسبب قلة النساء اللواتي يأدوهن الآباء وهن صغار فكان الشباب حين يكبرون ويتقدم بهم العمر ويصبحوا بسن الزواج , كانوا من الصعب أن يجدوا أنثى ينكحونها فكانوا يلجئون إلى نكاح المحارم على مبدأ (جحا أولى بلحم ثوره).

والإسلام لم يمنع عملية زواج (الضمد) بل الفتوحات الإسلامية هي التي ألغت زواج الضمد بسبب حصول البدو على نساء قبطيات وغربيات ومقدونيات وفارسيات وصقلبيات وروميات ويونانيات وشاميات, كذلك تحسين الوضع الاقتصادي للبدوي العربي بسبب جبايته الأموال والذهب من ما وراء الأنهر فبسبب تحسين وضعه الاقتصادي أصبح لا يقتل الإناث, لذلك كثرت الإناث , وانتهى نظام الأسرة (الضموده) أو زواج الضمد أو شيوعية النساء.

راجعوا هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207200



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي
- كنتُ أظنْ
- حقيقية وغير حقيقية
- نظام الخوف يحكمنا
- رد وفاء سلطان على رسالتي لها
- شخصية كاسيوس
- الحجم الطبيعي
- من هي البطلة؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - زواج الضمد