أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - من هي البطلة؟















المزيد.....

من هي البطلة؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 14:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الممكن أن يكون الوهم أو الشك هما أبطالٌ في إحدى الروايات ومن الممكن أن يكون انعدام الحس والتبلُد واللامبالاة هما بطل الرواية كما هم في رواية سميحة خريس (الرقص مع الشيطان), وأنا اليوم تقريباً قد تجاوزت سن الأربعين منذ أشهر قليلة وأنا الآن على أبواب الواحد والأربعين دون أن يظهر البطل أو البطلة الحقيقية في حياتي, وحتى اليوم لم تظهر المُخلصة التي تخلصني من وهمي ومن أحاسيسي فمن هو الذي سيغير حياتي هكذا فجأة ؟وأنا محتار جدا من هو القاتل ومن هو الذي سيغدوا مقتولا؟من هو السارق ومن هو المسروق ومن هو الضحية؟.

من الذي دل هذا الكون على عنواني؟ومن هو الذي يحاول تأخير ظهور البطلة في حياتي؟ من هو الذي عنده كل أخباري وعنده كل تفاصيل حياتي؟ , هوهو البطل الأسطوري الذي سيشقلب لي كل تصرفاتي؟ من هو الذي سيكتب قصة حياتي, هوو هو شخص أم هو مللٌ أم هو مرض نفسي؟ من هو الذي سينقذني من نفسي؟من هو الذي سيرسم لي خطة حياتي, ومن الذي سيعطيني الخريطة لأمشي عليها, ومن الذي سيهندس الشوارع في داخلي وأعماقي؟ , ومن هو الذي أطفأ الشمس في سمائي ومن هو الذي أشعل ضوء القمر خافتاً في سمائي؟ ومن الذي سيجعل من النجوم قلائد والمذنبات لعبة نارية ؟.

إنه ليس شرطا أن يكون البطل في الأعمال الدرامية الأدبية رجلا أو امرأة أو ملكا أو ملكة فمن الممكن أن يكون البطل عبارة عن عامل باطون أو عمل مُزفت للشوارع, فليس الأدباء والكتاب وحدهم الذين يكتبون القصص والحكايات والروايات, هذا كان قديما,أما اليوم فإن ماسح الأحذية يكتب قصة حياته ويكون هو البطل أو الأحذية التي قام بتلميعها طوال حياته هي البطل الحقيقي, ومن الممكن أن تكون البطلة عاصفة جوية أو شمسا حارقة وتحتها أبطال يموتون عطشا...أو قيطارا مسرعا وهو منحرفٌ عن السكة وينقلب بعد أقل من 15 دقيقة على مقربةٍ من قرية صغيرة فيكون الوقت وإخلاء السكان من المنطقة في الثواني الأخيرة من الوقت أو في الدقائق الأخيرة من الوقت هما البطلان اللذان يستحقان التمجيد... أو طائرة تحاول الهبوط اضطراريا بسبب عطل فني أو سفينة مثل التايتنك تغرق في قاع المحيط,...البطل ليس شرطا أن يكون كائنا حيا وبالتحديد إنسانا , البطل يمكن أن يكون حيوانا أو جمادا مثل (مقص خياطه) كما هو فيلم (المقص) أو مقص حلاقة... أو آلة موسيقية أو (العتمة) أو(الظل) ومن الممكن أن يكون البطل في الرواية (الراوي) الذي ليس له شأن لا من قريب ولا من بعيد في شخوص الرواية,ولكن قد يكون أسلوبه في معالجة النصوص هو البطل الحقيقي أكثر من اسم الرواية أو الشخوص.

وأنا من حقي أن أجد بطلا يلعبُ بي وبحياتي وسأكتشفه وسأعرف من هو كما عرفت غيره عاجلا أم آجلا وسأعرفُ من هو إن كان الراوي نفسه أو إن كان أسلوب الشخوص وطريقة حياتهم هم الأبطال الحقيقيون, من هو بطلٌ أو بطلةٌ قصة عذابي؟ من هو؟ هل هو الذي قلب لي كيان حياتي؟, من هو البطل أو من هي البطلة التي أُخرجتني من قاع البئرْ الذي رماني به إخواني الذين أخذوا على عاتقهم تربيتي وتنشئتي.أريد بطلا أو بطلة مهما كان شكلها أو لونها أو جنسها أو أصلها أو فصلها أو طولها أو عرضها أو مساحة صدرها الكُلية مع ما يحيط بصدرها من أشجارٍ وأزهارٍ بين رمانتين أردنيتين, أريدها الآن فورا وعاجلا أن تظهر في حياتي لأني سئمت من الملل وطول الانتظار..أنا أمشي بخطى وكأنها القدر ومن هنا أريد معرفة ما إذا كانت البطلة قد ظهرت ثم غارت في مكانٍ بعيد ولم تأبه بوجودي معها أريد أن أعرف فعلا الحقيقة الكاملة , من هو الضيف ومن هو المستضيف, أريد أن أعرف من هو القادم ومن هو الراحل , أريد أن أعرف من هو النائم ومن هو الصاحي, وأريد أن أعرف من هو الصياد ومن هو الطريدة؟.

من هو البطل أو البطلة التي تتحكم بي عن بُعد وكأنني رسومات كرتونية متحركة على شاشة التلفزيون... وها أنا أجوب أنحاء المنزل وأنا أُفتش عن البطل الذي سيكشف لي حقيقتي, لذلك أنا الآن أتجول في أنحاء المنزل داخله وخارجه وأول ما صادفت وجه أمي فملت عنه وكأني لم أشاهده يوما ,وليس من الممكن أن تكون أمي هي البطل الذي يغير حياتي أو يُثريها بالأحداث, ومن ثم انحرفت قليلا نحو اليمين وشاهدت زوجتي وكانت النتيجة نفس الشيء من المستحيل أن تكون زوجتي بطلة قصة حياتي مع أنه من المحتمل أن تكون بطلة قصة إنجاب أولادي ...ودخلت غرفة النوم وفتحتُ الدولاب ولامست بيدي الصور وأخرجت الألبومات الكثيرة وشاهدت صورا لي وأنا ولد صغير بعمر التسع سنوات وال12 سنه وحاولت مثل الأفلام الهندية العاطفية والانتقامية أن أكتشف حقيقة مرة وهي أنني لست من هذه العائلة!.... وها أنا أصرخ بصوتي: خدعوني أنا لست من هذه العائلة الثرية أنا ابن عائلة فقيرة ,قتل رئيس العصابة أبي وأمي ,وكان العجوز الذي رباني قد شاهد الجريمة صدفة فتسلل قليلا نحو باحة المنزل وكأنه على خشبة المسرح فأخذني ورباني ...أو أن تكون هنالك حكاية أخرى وبسيطة ومن الممكن أن أكون من عائلة كل أفرادها (رد احبوس ومساجين) وصرت أقلب بالصور وبالأوراق فوجدت ورقة كانت محفوظة في ملابسي وأنا ابن سنة من عمري فصحت: ولد لقيط وجدني رجلٌ آخر أمام بيته وكانت معي هذه الصورة المقصوصة في يوم عاصف وشديد البرد فاتخذني هو والعجوز ابنا لهم نظرا لأنهم لم ينجبوا أطفالا طوال العمر, وكانت الصورة ممزوعة من النصف وأنا الآن أريد البحث عن النصف الآخر لي وأخرج من المنزل وأتصل بحبيبتي ويا للهول, حبيتي معها النصف الآخر من الصورة وهي أختي , فصحت كما في الأفلام : تباً لك من قدرٍ لعين, وضحكت كثيرا على وساوسي وقلت بيني وبين نفسي فعلا أنا واحد خياله أوسع من الكون كله ,شو هذا التخبيص , وعدت مجددا قائلا :أريد بطلا جديدا يخلصني مما أنا فيه ,وعدت أتخيل مجدداً في شكل البطل أو البطلة وفي هذه اللحظة صرت أتخيل البطل مصريا أو تونسيا أو مغاربيا ,وصرتُ أتخيل البطل الحقيقي في حياتي وعدتُ إلى هواجسي وأحاول تقليد الأفلام الرومانسية والبوليسية حين أتصور ظهور امرأة جديدة في حياتي تغير شكلي ومستقبلي وتكون عبارة عن صدفة في حياتي جميلة جدا, صدفة ليس كمثلها صدفة, أريد تقليد الأفلام العاطفية حين تظهر في حياتي البطلة التي تعبر معي جدار الصوت محدثة صوتا مجلجلا يهز الأرض والجو,أو بطلة جديدة ليس شرطا جنسها أو لونها المهم في الأمر أن تكون بطلة تغير حياتي أو تُحدث في حياتي حكاية جديدة يكتبها الكتاب للتلفزيون وللسينما ...أريدُ أن أعرف من هو البطل الرئيسي في قصة أو رحلة عذابي أو قصة حياتي؟ أريد أن أعرف من هو الذي كتب الرواية ومن هو الذي كتب الحكاية ومن الذي حبك هذه القصة حبكا وجعلها معقدة تريد حلا لمعضلة وجودها... من هو المتسبب في مصيري أو في قدري أريد أن أعرف من هو الذي كتب عليّ أن أعيش هنا في هذه القرية وفي هذه الحارة, من حقي أن أعرف من الذي أطلق عليّ اسمي(جهاد) ولماذا وكيف, ولأي هدف, أريد معرفة من هو البطل الحقيقي في رواية قصة حياتي أو رحلة العذاب بين الواقع والخيال وبين الأنا والأنا الآخر هل من الممكن أن أكون أنا البطل وأنا بنفس الوقت لوحدي محور الاهتمام؟,إن لم أكن أنا البطل والزعيم الحقيقي فمن هو الذي من الممكن أن يكون البطل في حياتي؟, فلماذا لا أصنع من نفسي بطلا كما يصنع المزيفون من أنفسهم قصة ملاحقات أمنية وأعداء من هنا وهناك ليصبحوا أبطالا بالوهم وبالغش وبالمكر وبالخديعة, أبحث في هذه اللحظات عن بطل جديد يغير حياتي أو يملئ الفراغ الذي أعيشُ به, أو يكون بديلا عن البطالة,وأسأل هنا هل من الممكن لي الآن أن أكتب مقالا للحوار المتمدن يكون البطل به (الوحدة) كيف سأجعل من الوحدة بطلا يسيطر على بعض أو على كل الجوانب في حياتنا, وكيف سأجعل الوحدة مملة أو أصحابها مملين جدا جدا ,هؤلاء يستحقون الكثير من التمجيد إذا سيطروا على الوحدة وقطعوها وقتلوها وحبسوها قبل أن يقتلهم الفراغ أو يحبسهم أو يشل حركاتهم ,والذين يراقبون الوحدة وينتظرون مغادرتها البيت هم عبارة عن (طاقة فرج) نافذة فرج تُطل على الشخوص من كل زاوية, وفكرتُ كثيرا وقلت من الممكن أيضا أن أجعل من الوهم بطلا أو موضوعا رئيسيا لمقالي عن سيرة حياتي وحياة أبي وجدي ومن الممكن أن أكتب عن المرأة فأجعلها محور الحديث وأجعلها بطلة الرواية أو الحكاية أو الأقصوصة مع أنها ليست هنا, أريد أن أجد البطلة الحقيقية في حياتي من هي البطلة؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشيشه الأصليه
- امرأة من سفر الأمثال
- مشكلتي مع الكتابة
- رواية العقل الباطن1
- السلطة فالمال فالمرأة
- ابن الرومي الحظ السيئ
- إلى الدكتورة وفاء سلطان2
- سرقنا الوقت
- الأنبياء وهم أم حقيقة؟
- قطرات الندى
- التاريخ مثل العروس المتعجرفة
- الجنس مع الكتابة
- إلى التي قالت لي كن جميلا
- المصاري مش كلشي
- دفتر مذكراتي
- اللعب مع الذئاب
- على الساكت
- لماذا أبكي؟
- الدنيا معكوسة
- الطرق الملتوية


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - من هي البطلة؟