أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - سرقنا الوقت















المزيد.....

سرقنا الوقت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 17:52
المحور: كتابات ساخرة
    


الوقت مريض جدا وهو مستلقي على ظهره في غرفة العمليات , الوقت يحتضر, الوقت يموت,إلى الصلاة يا شباب قبل أن يدركنا الوقت, التوضؤ والصلاة 60 دقيقة,المسألة مسألة وقت ليس إلا,هدرا لآلافٍ من ساعات العمل أثناء الصلاة,الإحساس بالوقت معدوم, الوقت هو المذنب الوحيد, المحامي لا يملك أي ذريعة يدافع فيها عن الوقت,الدفاع عن الوقت مثل الدفاع عن الشرف, الوقت لا يرحم أحدْ ,الوقت دائما في قفص الاتهام,الممرضة لا تشعر بالمتعة مع طبيب تخدير, الوقت ملعون ابن ملعون,لم آخذ وقتاً كافياً, وانتهى الوقت المستقطع, بدأ الوقت أو بدأ العد التنازلي,الوقت ليس من صالحنا, الوقت يمر بسرعة,الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك, نريد وقتا إضافيا للفريقين,انتصرنا في الوقت الإضافي,تعادلنا في الوقت الإضافي, نريد وقتا للراحة,نريد وقتا للنوم,عامل الوقت مهم جدا, ,الوقت يداهمنا, خذ مزيدا من الوقت ,لا توجد فرصة أخرى, قطّاع طرق سرقوا منا الوقت,انتهت الندوة وسرقنا الوقت, لم نقل شيئا بسبب ضيق الوقت, الوقت ليس بصالح أي أحد, سرقة الوقت, الوقت يتعرض للسرقة, حافظوا على الوقت ,موظفون حكوميون يسرقون الوقت,مليون ساعة عمل يسرقها العمال والمُستخدَمون يوميا, الوقت الإضافي لا يكفي, أمامنا دقيقة واحدة.إلى العمل يا شباب.

هل من المعقول أن الوقت ينسرق!, أو هل من المعقول أن يسرقنا الوقت؟أو نسرقه نحن؟ مين فينا السارق نحن؟أم الوقت؟.

في أي مجال في الأردن من الممكن أن تسمع كلمة(الوقت سرقنا) و(ضيق الوقت) وللكلمات موديل مثل موديلات الملابس والسيارات فمن الممكن أن تسمع وبكثرة كلمة سرقنا الوقت من غير أن نتكلم بالمفيد....سرقتنا السهرة.... فهذا العام الوقت أو كلمة الوقت هي الكلمة التي أصبحت أكثر كلمة تتردد على الألسنة ولها رواج كبير بل وتجاوزت كلمة (شفافية) وحققت رقما قياسيا في كثرة الاستشهاد بها, حتى أن الذي يرسب في رخصة قيادة مركبة صغيرة يدعي بأن الفاحص لم يعطه وقتا كافيا ليعرض أو ليشاهد قدرته على القيادة, والطالب في المدرسة يدعي بأن الأستاذ لم يعطه وقتا كافيا لملئ الورقة بالحبر الأزرق, والعاشق يفسر سبب فشله بأن محبوبته لم تعطه وقتاً كافيا من أجل التعبير عمّا يجول في خاطرة منذ خمس سنوات,وكلنا بحاجة إلى مزيدٍ من الوقت لنعبر به عن مشاعرنا وعن أحاسيسنا ولكن يا للخسارة الوقت يداهمنا على حين غرة منا دون أن نضع إجابات على الأسئلة التي طرحناها منذ بداية هذا الكون كيف تشكل وما هي الظروف التي جعلت من كوكبنا كوكبا يصلح للحياة وللبكتيريا النافعة والضارة, والكل يضع الحق واللوم على الوقت وزد على ذلك أننا ندعي بأن الوقت كان قصيرا وأحيانا طويلا وأحيانا يكون في نظرنا الوقت لصا قد سرق من يومنا ساعة أو ربع ساعة, وأغلب الظن أن يكون الوقت شيطانا لعينا يلعب بنا طوال الوقت, وكثيرا ما نعتذر عن ضيق الوقت ونطلب وقتاً إضافيا ومع ذلك لا نفعل أي شيء وندعي في النهاية بأن الوقت قتلنا وسرق ما في جيوبنا من ساعات ومن دقائق غالية الثمن علما أن الوقت لدينا ليس ثمينا ولا نُقدره بالماس ولا نوزنه بالذهب وأننا نحن الذين نسرق الوقت بل أيضا كل الوقت, ومن الممكن أن تستمع لهذه الكلمة ليس في المؤتمرات العلمية فحسب وإنما أينما ذهبنا سواء في البيت أو في السوق أو حتى المراحيض العامة, فالكل يعتذر بكلمة(الوقت سرقنا) أو الوقت داهمنا, والوقت يمضي بسرعة ,أو مافيش وقت كافي, اقتل الوقت قبل أن يقتلك أو اسرق الوقت قبل أن يسرقك فأنت أمام خيارين إما سارق وإما مسروق, وكأنك في غابة شريعتها بلغة علمية (إما قاتل وإما مقتول) وبلهجتنا العامية:إما ذابح وإما مذبوح ففي المؤتمرات العلمية التي تحدث في الأردن يتوقف عريف الحفل أو مدير الجلسة ليعتذر للناس أو للجمهور طالبا منهم الاختصار جدا مدعيا بأن الوقت قد سرقه وسرقني وسرق كل الحضور لذلك لا توجد مخرجات للمؤتمرات وكل ما يطفو على السطح عبارة عن أشياء رديئة ليست هي الأجمل وليست هي الأفضل ولا يوجد وقت لنقارن بين الأفضل والأحسن والأجمل لأننا لا نملك وقتا أو بأن الوقت هو الذي قتلنا وتجاوز علينا الحدود ...ويجب أن نختصر بالكلام لأن الوقت يسوق سيارة مسرعة ومن المحتمل أن يدهسنا تحت أقدامه في أي لحظة يمر فيها مسرعا من بين أيدينا, وحتى لو ذهبنا إلى أي مكان نجد رجلا أو امرأة تقف خلف الطاولة لتقول(إحنا يا جماعه سرقنا الوقت) فنرد عليها بالمثل(فعلا سرقنا الوقت) ونسمع صوتا من بعيد يوافقنا الرأي قائلا( من غير ما حتى انحس سرقنا الوقت) وشخص إلى جوارك يقول لك( ما شعرناش بالوقت ولا حتى مجرد إحساس) وكقصة الممرضة التي ضاجعت طبيبا عشوائيا تعارفت عليه في إحدى المؤتمرات حيث سألته بعد أن قضت منه حاجتها:شو تخصصك العلمي الدقيق؟أجاب:طبيب تخدير, فردت عليه بكل دهشة :إذاً هذا هو السبب الذي جعلني لا أشعر معك بأي لذة ولا حتى بالوقت الذي مضى, وفي برنامج آخر على التلفزيون الأردني يشاهده الأطفال والكبار والصغار تظهر من خلاله مقدمة البرنامج بوجه طفولي لتقول(قد سرقنا الوقت من دون أن نشعر) طبعا والكل متفق على أن الوقت هو ألحرامي وهو الذي سرق المحاضرة كلها أو الجلسة كلها بالكامل. وهنالك من يسرقك ويسرقني في وضح النهار بعد أن يستوقفك في الشارع نصف ساعة يقطعها من وقتك الثمين وفي النهاية يعتذر منك قائلا(والله الوقت سرقنا) علما أنه معتاد على هذا الوضع من طبيعة العمل والوظيفة التي يقوم فيها يوميا بسرقة الوقت,ودائما ما يقتطع من ساعات عمله ساعتين أو ثلاثة للعب أو للصلاة أو لمداهمة الآخرين وهم يشربون بالشاي وبالقهوة ,طبعا هو يتهم الوقت بأنه هو الذي سرقه وسرقك علما أنه هو الذي سرقك وسرق منك الوقت الثمين عليك,وفي مكالمة تلفونية يكلمك أحد الزملاء أو الأصدقاء عن كلام فارغ بدون معنى ليقول لك بالنهاية(سرقنا الوقت يلله باي) فترد عليه (آه والله عن جد سرقنا الوقت) وكلنا مشتركون بجريمة سرقة الوقت وهي أكبر قضية فساد من الممكن أن نفتح بابها فكل إنسان على وجه الكرة الأرضية قد عرض نفسه للسرقة وهو صبي أو وهو شاب صغير العمر, وكلنا لو حاسبنا أنفسنا حسابا دقيقا لوجدنا بأننا قد سرقنا طوال حياتنا سرقة فعلية 10 عشرة دولارات أو أكثر, وبنفس الوقت تعرضنا للسرقة من قبل أصحابنا وأحبابنا أو حتى أبنائنا بحفنة بسيطة من الدنانير من باب العشم إذا كانت السرقة من جيب أمي أو أبي أو أمك أنت وأبيك وكل هذا شيئا عاديا مقارنة بسرقة الوقت الذي كلنا عن بكرة أمنا وأبينا نمارسه أثناء العمل أو أثناء الحياة العادية, أو حتى أثناء الزيارة فأنا مثلا يزورني كثيرٌ من المعارف والأصدقاء في المناسبات المرضية التي تكون فيها أمي مريضة وكثيرا ما ينهض الزوار من مكانهم على عجلة بشكل عاجل ومستعجل فتسألهم عن السبب فيقول كل واحد منهم(والله إحنا سرقنا الوقت واحنا قاعدين) وما رأيك بالذي يجلس إلى جوارك وأنت تحدثه أو وهو يحدثك في إحدى السهرات وحين ينهض تقول له (لسا السهره في أولها) فيعتذر لك قائلا(الوقت سرقني وحديثكم لا يمل منه ولكن الوقت....الوقت سرقنا)..هل من المعقول أن يكون الوقت مذنب إلى هذا الحد؟ وأنا على رأس القائمة دائما ما أقول(الوقت سرقني) علما أنني أنا السارق وأنا المختلس وأنا الانتهازي للوقت,وكثيرا ما أتوقف مع صاحب أو صديق ونحن نتكلم عن الانتخابات أو الثقافة وبعد ذلك أقول له(والله الوقت سرقنا وأنا لا أعلم) وهو يهز برأسه وكتفيه بالموافقة على أن الوقت قد سرقنا علماً أننا مخطئون ونصابون ومحتالون جدا لأن الوقت لم يسرقنا وإنما نحن الذين سرقنا الوقت وليس الوقت هو الذي سرقنا , ولنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الآخرون, ولنعترف بذنوبنا قبل أن يجبرنا الآخرون على الاعتراف بها ,وأنا مثلي مثل أي مدقق حسابات يعمل في أي بنك أغلقت على قلبي ورأسي وأذني ونفسي الأبواب والشبابيك لأنعم بقليلٍ من الراحة التي يشعرُ بها بعض الناس وأنا أحاسبُ في نفسي وفي الذي فعلته طوال حياتي فلم أجد إنسانا أكثر مني سرقة للوقت ولا حتى أكبر المتهمين بقضايا الفساد المالي فأنا شخصيا قد سرقت طوال حياتي الألوف المؤلفة والملايين حين أتأكد بأن مقالي هذا سيقرؤه صباح هذا اليوم أكثر من 5000 آلاف موظفا حكوميا وهذا معناه أنني ساهمت بسرقة 2000ساعة عمل طوال اليوم, وبهذا أنا أكون أكبرَ مفسدٍ مالي حين أكتبه أو حين أقرأه أو أقرأ لغيري.. ومن أول جلسة جلستها مع نفسي اعترفت بعدد السرقات التي سرقتها في حياتي وكان مجموع ما سرقته طوال حياتي لا يتعدى الخمسة دنانير أردنية أي بما يعادل 8 دولارات أمريكية,وكل الناس أو غالبية الناس البسطاء مثلي طوال حياتهم لم يسرقوا إلا ما يقرب 10 عشرة دنانير أو أقل ولكن لا أحد يعرف بأن هنالك سرقة كلنا نشترك فيها وهي سرقة (سرقة الوقت) فنحن يوميا نسرق الوقت ويوميا نقطع ساعات العمل في الكلام الممل وتتراكم فوق المكاتب والطاولات الملفات التي تحتاج إلى العمل وكذلك العمال والشغيلة الذين يتسلون ويقطعون ساعات العمل ليتوقفوا قليلا أو كثيرا لتدخين سيجارة أو للذهاب إلى التواليت أو للحديث في موضوع سياسي أو للحديث في موضوع عن المرأة وملابس المرأة, ولو فكرنا في سرقة الوقت لوحدة لاكتشفنا بأننا فاسدون من الدرجة الأولى أكثر من الذي يسرق أو سرق مليون دينار أردني أو غير أردني, وأنا شخصيا أعترف بأنني طوال حياتي كنتُ شريكا في جريمة (سرقة الوقت) لقد كنت وأنا في أثناء العمل أختلق بعض المواضيع السياسية أو الفكرية فينشغل فيها العمال معي في الحديث عنها وتخيلوا وتصوروا معي حين نكون أربعين عاملا كل واحد منهم تكلم أو أنصت للمتكلم خمسة دقائق فكم تكون حجم السرقة؟ وتخيلوا معي كم تكون حجم السرقة إذا عرفنا بأن 3مليون عامل وموظف حكومة يوميا يتحدثون طوال أوقات الدوام ساعة أو ساعتين !! تخيلوا معي 3 مليون عامل وموظف في الأردن يوميا يسرق كل موظف فيهم ساعة من الحديث أو ساعتين, إن هذا يعني أننا في كل يوم نسرق ما يقرب من 10ملايين ساعة من الوقت وإذا كان ثمن الساعة أو متوسط الثمن 1 دينارا أردنيا لكل ساعة فهذا معناه أن الحكومة الأردنية أو الموظفون يوميا يقومون بسرقة 10ملايين دينارا أردنيا عدا ونقدا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنبياء وهم أم حقيقة؟
- قطرات الندى
- التاريخ مثل العروس المتعجرفة
- الجنس مع الكتابة
- إلى التي قالت لي كن جميلا
- المصاري مش كلشي
- دفتر مذكراتي
- اللعب مع الذئاب
- على الساكت
- لماذا أبكي؟
- الدنيا معكوسة
- الطرق الملتوية
- طباعة القرآن والمحافظة على البيئة
- سائق فرشة
- إلى الدكتورة وفاء سلطان
- المدينة الفاضلة
- لكي لا ننسى
- خيانة زوجية أم زواج بالسر!
- كلب متشرد وكلب بوليسي
- اقرأ واستمتع


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - سرقنا الوقت