أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - إلى الدكتورة وفاء سلطان















المزيد.....

إلى الدكتورة وفاء سلطان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 20:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا الآن على السرير في عيادتك النفسية وأملي الوحيد أن أُشفى من حالتي وأن أنتصر على نفسي, وأتمنى أن أكون أحلم في عاشر حلم وأن لا يكون كل كلامي صحيحا وقبل أن آتي إليك بأرجلي الأربعة حيث كافحتُ وزحفت زحفا على أرجلي وعلى يديَّ كنتُ أبكي لسنواتٍ طويلة وقسما بالعذراء وبالأناجيل الصحيحة منذ 5 خمسة أشهر وأنا يوميا أبكي ساعة كاملة إما صباحا وإما مساءً وبعدها أغسل وجهي كما تقول لي أمي وزوجتي(اغسل وجهك بالماء وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فأقوم من مكاني لأغسل وجهي ولأتعوذ من البشر ومن الناس وليس من الشيطان. فالشيطان حتى اليوم لم يسئ لي ولم يكن سببا لحزني ولم يكن سبباً لآلامي وكل إنسان يقتلني أو يطعنني من الخلف غدراً يدعي بأن الشيطان هو الذي طعنني وبأن طبع البشر هو الصدق والوفاء, وهنالك صديقة لي أسمها (وداد باش) تشعر بي كما تشعر بي أي امرأة مترحمة على رجل ما زال إلى هذه الساعة يحاول أن ينسى الماضي بكل جراحه ويحاول جاهدا أن يسعد نفسه من خلال خياله الواسع هربا من الواقع المُر, فنحن يا دكتورة مجتمع مبني على مفهوم واحد وهو (قل أمام الناس شيئا وافعل شيئا آخر هيك الشطاره) أي أننا مخالفون لكل الشعوب العالمية فنحن أكثر شعب يكذب وأكثر شعب يسرق وأكثر شعب يزني ذلك بأننا ليلا ونهارا نتحدث عن الصدق كأسلوب نخفي فيه عن الناس كذبنا ونتحدث عن تحريم الزنا لنبعد شبهة الزنا ونتحدث كثيرا عن الأمانة لكي يثق بنا المغفلون فنسرقهم في وضح النهار فإذا واجهتِ في حياتك رجلا عربيا يثرثر كثيرا عن الصدق والأمانة فتأكدي بأنه حرامي محترف وإذا صادفتِ رجلا مسلما يتحدث كثيرا عن تحريم الزنا فاعلمي بأنه زاني وخائن وإذا واجهت رجلا يتحدث باللغة العربية عن الإصلاح فعليك أن تعرفي بأنه مفسد جدا ويفسد معه في كل يوم العشرات والمئات من الناس وأنا كل ما أريده هو أن أعيش في مجتمع صادق جدا مع نفسه وليس مفصوما, ويحق لأي طبيب نفسي أن يضع علينا أسوارا شائكة كوننا لا نعيش في دولة وإنما في مستشفى للأمراض العقلية أو في شركة أسمها(شركة الشرق الأوسط للفصام الشخصي والأمراض العقلية والنفسية), وصديقي(فؤاد خبيصه) مثل صديقتي وداد رجلٌ حنون ووديع جدا ومهذب متزنا يشعر بصدري حين يضيق بي ويشعر بجوعي حين أتجوع علما أنه يبعد عني كما تبعد وداد آلاف الكيلو مترات...وأنا رجلٌ أصبح مثل أي سيارة انتهى موديلها ووقفت في الكراج المخصص لشطب السيارات القديمة ,تماماً كما أنامُ أنا على سريرك في عيادتك النفسية استعدادا لأصبح فعلا رجلا مشطوبا على الآخر ورأسه يتفجر أرقاما وكلمات... وأمامك سأضع بعض الصور التي آلمتني طوال حياتي حين لم يسمح لي الوقت بأن أعيش مراهقاً مثلي مثل أي مراهق يتخذ من أخطائه سببا لسعادته, كنت مرتاح البال أعيش بكدي وبعرقي وبكفاحي وما زلتُ على هذه الحال وكلما ازددتُ ثقافة كلما ازددتُ فقرا وكلما ازددت علما كلما ازددت جوعا وكلما عرفت أكثر كلما تشردتُ أكثر وكلما أُحاول النهوض كلما أقع أرضا, فأي مجتمع من المجتمعات نحنُ نعيش ؟...والناس يقولون لي(الشكوى لغير الله مذلة) وأنا أقول لا(الشكوة لله وحده مذلة) فمسكين هذا الإله الذي يعبده قومي فكم تحمل أغلاط الناس وكم تحمل حماقاتهم وفسادهم وخبثهم ولؤمهم, وعلينا أن نريح الله في هذا اليوم مرة واحدة لنشكو لأبنائه أو لأبنه الوحيد.. السكاكين يا دكتورة وفاء تُقطع بأمعائي والمساكين والدراويش يرثون لحالي... وأنا الآن على سرير عيادتك النفسية ولساني وفمي مثل بركة ماء أصابها الجفاف ولا يوجد في حياتي أي صديقٍ أو أي صديقةٍ تروي لي ظمئي أو عطش السنين تكون قريبة مني في الغرفة المجاورة لغرفة نومي أو ملتصقة بي على نفس السرير..والوهم يقتلني والشك الكثير قد أقنعني بأنني رجلٌ مريض على فراش الموت وها أنا أطالع بروحي وأشعرُ فيها وهي تخرج من كل خلية في جسدي وأشعر بجسمي وكأنه برج كبير انقطع عنه التيار الكهربائي حيثُ أنا الآن مطفئ الأنوار لا وردة ولا شمعة في دمي ...والوهم يمزقني ولستُ أدري إن كنت اليوم قد تناولت وجبة الغداء أم لم أتناولها كل ما أذكره أنني نمتُ وأنا جائع وصحوتُ وأنا جائع وأعاني من صعوبات البلع فليس بي طاقة لابتلاع الطعام وأشعر بلقمة الخبز وهي تريد أن تخنقني فأخرجها من فمي وألقي بها من النافذة ومن ثمَ أنام صريع الجوع والتهديد والخيانة, والقهرُ يعصرني عصرا ورائحة العطر تفوح من دمي ومن خياشيمي ويكاد قلبي أن يقفز من القفص الصدري والليل يداهمني على حين غرة كما يداهمني النهار ولست أعرف إن كان اليوم هو السبت أم الأحد .....والنار أحرقتني وجعلتني رمادا يتطاير....والشمس اللعينة أحرقت لي وجهي وسيأتي اليوم الذي أنتقم فيه منها, سأنتقمُ منك يا شمس الحرية..وسأنتقمُ منك يا شمس العبودية وسأنتقم من خيوطك الذهبية..., وأرجلي ترقصُ بي حين أريد أن أنهض من مكاني وأطرافي العليا تهتز بلا أسباب..الحزن العميق يتسلى بي والموت يتخذ مني لعبة أخرى للتسلية وقريبا جدا سيركض الأطفال ورائي في الشارع ليقولوا لي:- ما قيل لنور الشريف في إحدى أفلامه حين اكتشف خيانة زوجته وحبيبته له مع بيومي-(حميده حبة بيومي)..لا شيء يسعدني ولا أي دواء يستطيع أن يخرج الألم الذي في داخلي وفقط لا غير أنا مُخدراً تخديرا موضعيا وكلما صحوت على صوت الذكريات أغط في غيبوبة قصيرة لا أدري منها من أنا ومتى أتيتُ إلى هنا وماذا أريد أن أفعل...والسماء لا تمطر لا ماء ولا ذهبا ولا زفتاً أسودَ اللون والحجارة التي وضعتها تحت سريري لتتحول إلى مكعبات من ذهب, ما زالت بحالة ٍ صحيةٍ جيدة لم تتغير ولم تتبدل..والدر كولات قد امتصوا دمي..والأيام ظلمتني والسنون عذبتني وكل العالم وكل الناس يشهدون على حزني ولا يوجد من بينهم أي رجلٍ أو أي امرأة تساهم في تغيير حالتي الصحية المتردية...والريح تلعبُ بي وتحملني من الأرض إلى السماء ثم تلقي بي إلى الأرض دون رحمةٍ أو شفقة..والكلمات تحرق بدمي وبأعصابي وبعض الكلمات تصفعني على وجهي صفعاً وبعض الكلمات التي تخرج من فمي أكثرها لا أعرفُ معناها وبعض الكلمات الأخرى لا أدري كيف سأقرؤها من اليمين إلى اليسار أم من اليسار إلى اليمين ؟وأيضا لا أدري هل أقرأها كاللغة الصينية من فوق إلى تحت أم من تحت إلى فوق؟؟؟والسهر الطويل أجبرني على تناول الحبوب النفسية لأنام بعض الوقت...وستنزل الستارة بعد قليلٍ على رجل ترك خلفه ذكريات الحب والنضال والكفاح في زمن الكوليرا والصيف أسدل ستاره على رجلٍ من عصر الفروسية يعيش بعواطفه ومشاعره وأحاسيسه في عصرٍ لا رحمة به ولا إنسانية, ستسدلُ الستارة على قصة رجل عشق التنوير حتى عاش على العتمة وعلى الظلمات فكلما عشقت التنوير كلما ازدادت البقعة السوداء والمعتمة من حولي اتساعا كما يتسع الفضاء المعتم للمركبة الفضائية... أنا رجلٌ لا يعيش بعقله ولا حتى بالمنطق, فالمنطق أستنكره جدا ولا أريد أن أعيش إلا بعواطفي ومشاعري و(محاسيسي) وكل شيء أمامي يكبر في كل يوم أكثر وأكثر وأنا وحدي في كل يوم من يصغرُ أكثر وأكثر...




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة الفاضلة
- لكي لا ننسى
- خيانة زوجية أم زواج بالسر!
- كلب متشرد وكلب بوليسي
- اقرأ واستمتع
- كلمات عربية أصلها رومانية ولاتينية
- نظام الشورى الاسلامي
- آخر الصرعات الفلسفية
- أول 500 جامعة في العالم
- ضاع الأمل
- ليس ذنبي
- تحيه كاريوكا
- ايحاء الكلمة
- مهارات لغوية
- مي زياده2
- مي زياده 1
- حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
- الاسلام والأمراض العقلية
- الكلمة الأخيرة
- دنيا الوهم والخيال


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - إلى الدكتورة وفاء سلطان