أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جهاد علاونه - تحيه كاريوكا














المزيد.....

تحيه كاريوكا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 13:42
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


هل سمعتم عن راقصة شرقية لها اتجاه سياسي وفكري,عدى وفاء التي تركت الاعلام واتجهت إلى الرقص؟..الاعلام العربي مقصر في هذه الناحية ولا يظهر بعض الجوانب السياسية للفنانين العرب مثل الست(فيروز) وميلها لأنطون سعاده ...إلخ..ومثل تحيه كاريوكا التي بدأت مشوارها الفني مع أو في كازينو(بديعه مصابني) في نفس السنة التي ودع فيها العالم العربي (مي زياده) ليستقبل امرأة شرقية أخرى من نوع آخر فيها مزج بين الروح الفنية وبين العمل السياسي حين تصبح السياسة لها أصول ومنابت ومبادئ ثابتة وحين يصبح فن الرقص متعة لها ضمير إنساني, وهنا حلاوة الموقف حين نكتشف في هذا الكون بأن هنالك إنسان يستمتع بضمير أو إنسانة مثل تحيه كاريوكا تمارس المتعة بضمير حي ووجدان طيب.

كانت الراقصة ساميه جمال تمزج بين اللون الشرقي في الرقص واللون الغربي أي أنها كانت مثل الكُتاب الذين يمزجون بين (العقل والنقل..أو بين المذاهب التوفيقية) لمحاولة التوفيق بين(الشرق والغرب) أما تحيه كاريوكا فقد كانت السيدة الوحيدة التي بدأت حياتها على إيقاعات الرقص الشرقي الكُحْ وهي بالإضافة إلى ذلك كانت تعملُ في مجال السياسة وكانت تتفاعل مع الهيئات والمنظمات الفكرية والسياسية منها,أي أنها كانت راقصة وسياسية في نفس الوقت وهذا بحد ذاته يعتبر ظاهرة عالمية تثير الشجن والاستغراب على سيدة تنفق من (فلوس الرقص) على المنشورات السياسية وعلى المتضررين من الأسر التي يعمل أفرادها في السياسة وفي الأدب ومن هنا تجبرنا تحيه كاريوكا على تغيير وجهات نظرنا فيما يتعلق ببنات الهوى والليل وبنات الرقص على الوحده ونص حين تتحول ثمار الرقص على الوحده ونص إلى دعم للمثقفين وللمتضررين اجتماعيا وسياسيا من أجهزة القمع العربية..كانت تنفق كما كانت أم كلثوم تنفق على الجيش المصري والمجهود الحربي من حفلاتها الغنائية في مختلف الأقطار العربية ....وتحيه كاريوكا هو الاسم الحركي لها وكاريوكا لقب لُقبت به من خلال أدائها لرقصة الكاريوكاواسمها الحقيقي (بدويه محمد كريم) هي الراقصة والفنانة الوحيدة في العالم التي تجبرني سحنتها الشرقية على احترام الرقص وعلى احترام أي عمل تعمل به طالما أن لها مواقف إنسانية نبيلة مع المضطهدين سياسيا ودينيا واجتماعياً, ولم أحترم بحياتي كلها أي امرأة من الوسط الفني كما أحترم شخصية وعقل ومزاج تحيه كاريوكا التي لبست ثوب الرقص وفي داخلها ثوب من العفة والجمال والطهارة ما يكفي لتغطية الوطن العربي به كله, عاشت راقصة ترقص وبنفس الوقت تفكر ولو سألني أي سائل كما سئل عادل إمام في مسرحية شاهد ما شفش حاجه: هل تحب أن تضيف شيئا؟ لقلت نعم كانت راقصة وكانت مفكرة احترمها غصب عني وتجبرني على التواضع حين أكون في حضرتها وأنا أردد أسمها على شفاهي وصدقوني أنني كلما نطقتُ باسمها كلما أصابتني رعشة قوية في كافة أنحاء جسدي, وحين أحدث أصحابي عنها أشعر بأنني أريد أن أرقص مثلها لأعبر عن حزني وألمي, وهي الوحيدة التي أحني لها رأسي احتراما وحين أشاهدها على شاشة التلفزيون لا أستطيع أن أخفي دمعتي أو ابتسامتي حين تجعلني صورتها أحزن أو حين تريد أن تقتلني من شدة إحساسي بالفرح , وهي الفنانة أو الأنثى الشرقية الوحيدة التي ابتزت الفنانات والكاتبات فهي من غير أن تكتب كلمة واحدة أعتبرها أنا قد كتبت كثيرا وأثارت كثيرا من التساؤلات وهي الوحيدة التي أقف لها احتراما وأضرب لها (سلام مربع للجدعان) ليس لأنها راقصة عظيمة ولا لأنها فنانة عظيمة أو عاشقة مُتيمة بل لأنها الوحيدة في الوطن العربي التي كانت لها اتجاهات فكرية يسارية وأهمها انخراطها في الأحزاب الشيوعية والحركات السرية وأهمها حركة(حدتو) وكانت تصمد أمام الريح وأمام الملاحقات الأمنية بكل أشكالها السرية والظلامية وتم إلقاء القبض عليها عدة مرات ومرات ومما يثير استغرابي ودهشتي عنها شيئين مهمين أولا أنها الفنانة الوحيدة التي دفعت بمفكر عربي كبير مثل(إدوارد سعيد) لأن يكتب عنها كتابا أو أطروحة علمية, والشيء الثاني الذي يثير استغرابي هو أنها كانت تدعم الكتاب اليساريين ماليا وكانت تدعم الشيوعيين ماليا والماركسيين وكل إنسان مضطهد من غير أن تقول عن نفسها أو من غير أن تخبر أحدا, وصدقوني أنني طوال حياتي وأنا كلما شاهدتها على شاشة التلفزيون أذرف عليها دمعة صادقة وما وصف لي أحد ممثلا أو ممثلة أو كاتبا أو كاتبة عظيمة وندمت على أنني لم أعاصرها إلا تحيه كاريوكا فأنا دائما أندم على أنني لم أعش في عصرها ولم أصافحها بيدي, وليس أمامي اليوم إلا أن أنحني لها احتراما كلما رأيت صورتها أو كلما سمعت باسمها, وصحيح أن هنالك بعض الفنانين اليساريين ولكن مثل الست كاريوكا لم يثر أحد إعجابي, ومما يدهشني في سيرتها الذاتية أنها تزوجت 13 ثلاثة عشرة زوجا كلهم من الطبقة الفنية والسياسية والعسكرية وحين ظهر رشدي أباظة في حياتها أحبته وتزوجته وحين أمسكت به متلبسا مع نجمة من باريس في إحدى شوارع بيروت ضربتها ضربا مبرحا حتى تكاد الناس لا تصدق بأن هذا التصرف صدر من فنانة حساسة وذات سمعة نجومية, وأغلب أزواجها عاش معها لسنة أو لسنتين أو لأقل من ذلك وكانت تنفصل عن أزواجها على الغالب بسبب الغيرة الذكورية بالمثال على ذلك زواجها من(محرم فؤاد).

إن في داخلي حزن عميق هذا اليوم ورغبة عارمة بتفريغ هذا الحزن في الكتابة عن الجوانب المشرقة من حياة تحية كاريوكا, وإنني أتخيل الحزن العميق الذي كان في داخل تحيه كاريوكا -وقد لف جسدي بطيفه- تخرجه من جسمها من خلال الرقص على المقامات الموسيقية من (رست وصبا وبيات وهزام) وأتمنى أن أجد في كل قطر عربي راقصات لهن توجهات فكرية وأدبية لينتعش الشارع العربي الثقافي حين نمزج بين الرقص وبين الكتابة, إن الكاتبات العربيات هذا اليوم وهن لا يعملن في الرقص نجدهن يرتهبن من ذكر اسم رجل سياسة أو فكر أمامهن وقبل رفع سماعة التلفون والتحدث مع أي انسان له توجهات فكرية نجد تلك الاعلاميات ينتظرن الإذن من دوائر أمنية تتخذ من السياسة ملاذا للدعارة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايحاء الكلمة
- مهارات لغوية
- مي زياده2
- مي زياده 1
- حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
- الاسلام والأمراض العقلية
- الكلمة الأخيرة
- دنيا الوهم والخيال
- المرأة الضاحكة
- أين كان الحب مختفياً عن القرآن
- كاتب وعاشق بإحساس
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...


المزيد.....

- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جهاد علاونه - تحيه كاريوكا