أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - حقوق الضعفاء














المزيد.....

حقوق الضعفاء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 23:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن اليوم أكثر انسانية من نظرية النشوء والارتقاء وعقدة التفوق.

كان (تشارلز داروين-1809-1882م) هو مِنْ أول من انتبه إلى نظرية التطور والتحول , وهذه النظرية البيولوجية تم استخدامها في كل المجالات حتى أن رجال السياسة والحروب قاموا باستغلالها واعتبروا أنفسهم شعبا سوبر وسلالتهم من أطهر السلالات وهذا هو ما أثر بهتلر النازي , وبعد ذلك استعمل نظرية داروين الزعران والأنذال فقتلوا وأبادوا على مبدأ عقدة التفوق ...وانتبه إليها علماء الاجتماع وتأكدوا فعلا بأن الضعفاء يموتون والأقوياء يعيشون والضعفاء يذوبون في الجماعات الأقوى كما يذوب الثلج في الماء السائل ويطمرون من خلال تخليهم عن ثقافتهم ليذوبوا في ثقافة الجماعات الأكثر قوة, ولم تكن نظرية النشوء والارتقاء فقط في علم الأحياء ولكنها شملت الجمادات والثقافات وعلم الاجتماع,وهذا يعني أن التطور يشمل كل نواحي الحياة وبمقابل ذلك كان على الجانب الآخر عالم سياسي من أشهر العلماء في عصره لا يقلُ روعة عن داروين وهو (جون ستيوارت مل 1806-1873م ينادي سياسيا بما ينادي به داروين بيولوجيا حيث أكد ستيوات مِل على أن ثقافة الأقليات تذوب وتنسى حين تدخل في ثقافة الأقوياء, أي أن البقاء للأقوى في كل الأحيان, وفي أحيانٍ أخر البقاء للأنسب وليس للأقوى, وبعض العلماء أو السياسيين ذهبوا وتطرفوا جدا وقالوا بأنه من الواجب إبادة الشعوب الضعيفة وليس من الواجب أن نمد يد العون للضعفاء لأنهم سيبقون معتمدين علينا إلى الأبد واقترحوا إبادة الفقراء والضعفاء, ذلك أن الضعفاء ينجبون مثلهم سلالة ضعيفة والأقوياء ينجبون مثلهم سلالة قوية ومن الممكن أن نطبق ذلك على مبدأ الأمراض التي تأت الإنسان بالوراثة فقط لا غير ودون أن يتسبب بها عامل آخر عدى عامل الوراثة, لذلك إبادة الضعفاء وعدم السماح لهم بالإنجاب يجعل الحياة كلها نُخب ممتازة وقوية.

و نحن اليوم أكثر رحمة من الطبيعة نفسها التي تحاول أن تأكل الإنسان عن طريق الأمراض واكتشفنا الأدوية والعقاقير التي تجعل من الضعيف قويا لذلك نستطيع القول بأن الإنسان كان فعلا حيوانا قبل نظرية التطور وبفضل التطور أصبح الإنسان إنسانا لا يعيش على الأكل والشرب فقط لا غير وإنما إنسانا يعيش بمشاعره وبأحاسيسه تجاه نفسه وتجاه الآخرين , ونحن أكثر احتراما للإنسان من داروين نفسه الذي يصر على أن البقاء للأقوى وللأنسب,وفي ثقافتنا اليوم جانب إنساني مهم وكبير وهو أننا لا نملك الخسة والنذالة التي كان يملكها المتكبرون والنازيون فلا نسمح للضعيف بأن يموت ففي مثل حالتنا اليوم لا يمكن أن نسمح للقوي بأن يأكل الضعيف ولا يمكن أن نسمح للأغلبية الساحقة بسحق الأقليات نهائيا عن أرض الوجود فللأقليات الحق في التعبير عن نفسها ولها الحق أيضا في طرح مزاجها الشخصي لذلك ومن هذا المنطلق نشأة ثقافة الأقليات والتعايش السلمي مع الأقليات في منظومة التعددية الفكرية والسياسية والثقافية والعرقية, ونؤمن بنظرية التطور ولكن لا نؤمن باستمرارها ليستغلها المستغلون, ولو استمعنا لتشارلز داروين وسمحنا له أن يحكمنا لأصر على إبادة الضعفاء على مبدأ الانتخاب الطبيعي , ونحن اليوم لا نسمح بأن يأكل القوي الضعيف حتى الذين لديهم عجز في مسألة إنجاب الأطفال فهؤلاء اليوم أوجد لهم العلم طريقة علمية مبتكرة للإنجاب عن طريق أطفال الأنابيب وغيرها, وكذلك العاجزون غير القادرين على العمل كانوا في نظرية اتشارلز داروين يموتون جوعا لأنهم الأضعف ويبقى الأقوياء لأنهم الأقوى ولكن بفضل العلم الحديث وابتكار الدفاع الاجتماعي تمكن الضعفاء من أن يعيشوا على حساب جيوب الأقوياء غصبا عنهم بحيث تحدد الدولة مقدار ما يحتاجونه ليأكلوا وليشربوا وبالتالي عاش الضعفاء على حساب الأقوياء بعد أن كانوا يموتون قهرا وألما وجوعا, وهذا لا يعني بأن نظرية التطور والنشوء والارتقاء غير صحيحة,على العكس, هي نظرية مقنعة ولكن العلم قلب الحياة رأسا على عقب وسمح للصغار بأن يعيشوا وللفقراء بأن يعيشوا وللضعفاء في كافة المجالات بأن يعيشوا ومن هنا نشأة الفكرة المضادة لقوانين الطبيعة التي عن طريقها توصلنا إلى حق الأقليات في الحياة الكريمة,وبحق المعاقين حركيا في ممارسة حياة طبيعية فبدل أن نطمس الأقليات والضعفاء وقفنا معهم.. وبدل أن نقتل الجياع أطعمناهم وبدل أن ندوس على ثقافة الضعفاء أخذنا بيدهم وسمحنا لهم بالحكم الذاتي وبحق تقرير المصير, إننا مدهشون جدا حين نعترف بنظرية النشوء والارتقاء وإننا لممتعون جدا وطيبون جدا حين نسمح للضعفاء بأن يمارسوا الجنس وبأن ينجبوا وكل ذلك بفضل قانون أو نشر ثقافة حقوق الإنسان..إن النازية استفادت من نظرية النشوء والارتقاء ومشت معها جنبا إلى جنب غير أن الليبرالية صدقتها وبنفس الوقت تمارس جاهدة لتوفير الحياة المُثلى والفضلى للضعفاء من الناس... ونحن اليوم أكثر إنسانية من تشارلز داروين الذي أثبت بأن الطبيعة أو الحياة للأقوى, ونحن اليوم نقف في وجه القانون الطبيعي للحياة العامة, ففي نظرية داروين القوي يأكل الضعيف وفي السياسة الحديثة كلنا سواسية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه
- الله يميتني ونادين البدير تحييني
- المرأة المسلمة2
- المرأة المسلمة1
- عيد ميلاد لميس السادس
- كلمة شكرا


المزيد.....




- -حتى لو قتلوني-.. شاهد ما قاله الناشط الفلسطيني محمود خليل ب ...
- بعد انتقادات الصدر.. رئيس وزراء العراق يعلق على اختراق إسرائ ...
- فريق CNN يسمع دوي انفجارات قوية شرق طهران في إيران.. شاهد ما ...
- -سنعتبرها أهدافا مشروعة-.. جيش إيران يهدد باستهداف شحنات الأ ...
- الأزمة الدبلوماسية تتصاعد.. الهند تعلن تعليق معاهدة مياه الس ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يضع الأسواق العالمية في حالة تر ...
- حقائق عن قاذفات -الشبح- الأمريكية بي-2 الخارقة للتحصينات
- -بي-52-.. قاذفة القنابل الإستراتيجية الأميركية
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: تراجع الزخم الدبلوماسي ينذر بمستوى ...
- صناعة الموت الممنهج.. -المتحري- يكشف لمشارق أبشع جرائم نظام ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - حقوق الضعفاء