أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إلى بنت الطيبه















المزيد.....

إلى بنت الطيبه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 21:38
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن قوم صناعتنا الحب, فإن أدرت وجهي للخلف لأعمل في أي شيء آخر فإنني سرعان ما أتركه وسرعان ما أعبر عن أسفي كوني لا أعرف شيئا في هذه الدنيا إلا الحب , وكل أو أغلبية أفراد عائلتنا لاقوا حتفهم في قضايا الحب ومشاكل السلالات العاطفية ومنهم من مات جوىً واشتياقا ومنهم من مات حبا وهياما, ومنهم من اختار أن يعيش متشردا في الشوارع بعد أن وجد محبوبته في حضن رجلٍ أخرْ, وأنا من حقي أن أكون أحد أبطال المسرحية التي جرت أحداثها في باحة المنزل ومن حقي أن أموت في نادين البدير حبا ولوعة وفراقا... ويقول الشاعر الفرنسي" أنت في العشرين تستطيع أن تُحب وفي الأربعين تستطيع أن تحب وفي الثمانين...هنالك دائما مناسبة لإشتعال البرق ".

ولكن يا ابنة الطيبة لا يستطيع كبار التجار في الطيبة-اربد – أن يعشقوا ولا يستطيع شهبندر الحرير أو شهبندر الفواكه أن يعشق أي امرأة لأنه لا يعشق إلا مهنة الفواكه وبضاعته التي يبيعها للناس, ولا يستطيع كبار العماليق وكبار المجرمين الذين نقدم لهم الطاعة والولاء أن يعشقوا لأنهم ملطخون بعرق العمال والشغيلة وبعرق وبدماء الشرفاء من الأمة , ولا يستطيع أبرع اللصوص المحترمين جدا والبارعين جدا في غسل الكلى وغسل الأموال أن يحبوا وأن يعشقوا لأن الحب والعشق والهوى أو جدهما أصحاب الأنفس الزكية والدماء الخفيفة وهذه نعمة أنعم بها علينا ألله وحرّمها على التجار والشهبندرات والحيتان ومصاصي الدماء , ومنحها وحللها لأصحاب الأيادي الناعمة المعطرة والشفاه الوردية, والحب لا يمكن أن يخرج من بين شفتي جراح باطني وأعصاب بسرق منك عضوا لبيعه في سوق الأعضاء..., إنه لا يمكن أن يخرج من الأيادي الملطخة بالدماء أو الأيادي الملطخة بعرق العمال والشغيله...ولا يمكن أن يحبوا ويعشقوا ويعانوا أصحاب الإستثمارات الكبيرة, ولا أصحاب الدكاكين المتوسطة الحجم يعني مثلا : صاحب كازيه مستحيل أن يعشق أو صاحب صالون حلاقه أو صاحب معمل للطوب والبلاط...,... ذلك أن الدنانير المتكونة من الألوف المؤلفة والملطخة بعرق الشرفاء هي التي تشحذ همتهم, ولا تستطيع كل تلك الألوف من أن تشحذ همتي كشاعر وكإنسان بسيط جدا محبٌ للحياة , أنا لا يشحذ همتي إلا بيت شعر جميل أو قصيدة شعر غزلية أو كلمة تقولها نادين أو بنطالا تلبسه نادين مع جاكيت وطاقية في أيام البرد الشديد أو مهما كان شكل الذي تلبسه المهم يا بنت الطيبه أن تتدفق منها الصور والأشكال والعبر, وافهميني كويس, أنت لم تسكنِ الطيبة ومن المحتمل بأن قدماكِ لم تطئ أرضها يوماً لذلك لا تعرفين الناس ولا تعرفين ما الذي يحرك مشاعرهم, فأهلك, أوبعض من أقربائي مع بعض من أهلك لا تحرك مشاعرهم قصة حب عاطفية كالتي حدثت معي ولا يمكن أن يحتملوا منظرا رومانسيا أمامهم بين رجل وبين امرأة دون أن يسبئوا للمنظر وللجلسة وللوردة إن كان بيد واحد منهم وردة يريد تقديمها للآخر , ولا يحتملوا مشهد أناس يحبون ويعشقون ويذوبون في الهوى, طبعا يا بنت الطيبة أنا أهلي من الممكن أن يكونوا مختلفين عن باقي الناس فكلهم شبابا وبناتا عشقوا وتاهوا وضاعوا وهاموا على وجوههم وأصابتهم الحُمة التي أصابت (المتنبي),وجميعهم من الألف إلى الياء يا بنت الطيبه يعرفون أصلي وفصلي ويعرفون حركاتي ومن طريقة ركضي ومشيي بأنني أحب وزأعشق وأموت من كثرة الصد والهجران ومن الممكن في هذه الأيام أن تكون كل الناس تحب وتعشق شريطة أن تكون قلوبهم صافية وعقولهم صافية لا يمكرون ولا يداهنون على بعض ولا يكيدون لبعض, فأصحاب الكيد والمكر والخبث والدهاء هؤلاء من المستحيل أن يعشقوا عشقا صادقا ولا يمكن أن يشعروا بالحب , وكذلك الذين عندهم (لف ودوران) هؤلاء من المستحيل أن يجعل منهم لفهم ودورانهم عشاقا وكذلك أصحاب المقامات العليا السياسية لا يمكن أن يعرفوا الحب ولا يمكن أن يمروا عليه مر الكرام بل يمرون عليه وهم يدوسونه بأقدامهم وبأحذيتهم كما داسوا على قلبي من صباح اليوم...

كل الناس تستطيع أن تحب وتستطيع أن تعشق ما عدى أصحاب القلوب القوية لأن الحب يدخل في القلوب الضعيفة والمرهفة الحس والحساسة فالحب لا يملك أدوات حفرٍ ليحفر بواسطتها في القلوب القوية لأن الحب الحقيقي يدخل دون أن يشوه الجسم أو دون أن يثقب الجسم الداخل إليه ...إن الحب الحقيقي يدخل القلب مثل أشعة الشمس التي تدخل من الزجاج دون أن تكسره أو دون أن تتسبب بإذائه, وهكذا هو الحب فالحب يدخل القلب دون أن يحفر ولا يدحل إلا في القلوب الضعيفة التي تموت بأتفه الأسباب وأبسط الأسباب والتي تصدق أي حديث أو أي حكاية والتي تتعرض للخدش من أي جسم يمر من أمامها.

كل الناس يا بنت الطيبه تعشق وتحب حتى (طنتي تفيده)و(طنتي عنيات) وخالته(زنوبه) من الممكن أن يكون لها صديق يأخذها في آخر كل أسبوع على كوفي شوب في اسكان الضاحيه أو دوار القبة, وليس من المستبعد لو كانت جدتي حيه أن أجدها الآن تعشق وتحب وهي في مقتبل الثمانين, كل الناس تعشق وتحب وهذا معناه بأن كل الناس مُعرّضة للمرض فالحب مرض خطير جدا يصيب الشخصيات البسيطة والساذجة والسطحية والتي تمشي على البركة وعلى السبحانية والحب تجده في قلوب الذين يكون شعارهم(يارب الستيره) أو (الحيط الحيط ويا رب الستيرة) والحب لا يمكن أن يدخل إلا في قلوب الذين حياتهم كلها طيبة وكلها أناقة وكلها بساطة ولا تحقد ولا تضرب ولا تؤذي أي مخلوقٍ حتى لو كان نملة صغيرة ولا يصيب أصحاب الذكاء والمهارات الفكرية, فمن النادر أن يعشق ويحب رجل السياسة الماكر لأن المكر والحب لا يتوافقان نهائيا مع الحب الحقيقي والصادق, وتأكدي يا بنت الطيبة بأن الشخص الذي يخطط ويفكر ويرسم الخطط ويحفر الجوَر والأحافير تأكدي بأن هذا الشخص من المستحيل أن يعشق ويحب, الحب يا بنت الطيبه مخلوق لأصحاب القلوب الرقيقة ولأصحاب الأنفس الزكية ولم يخلقه الله للتجار ولا لرجال السياسة أو لرجال الرتب والمقامات العسكرية العالية, وسبحانه ما أعظم شانه من حب...وكل الناس بتحب وبتعشق وبتعاني وبتتلوع, وكمان بتصير الشخصيه العاشقه مولعه بالاهتمام بنفسها لتبدو أمام الآخر أنها جميلة ومتزنه, وأنا بما أن محبوبتي تبعد عني مسافات ومسافات فإنني ولهذه الأسباب لا أستطيع أن اريها ملابسي وطريقة تصفيف شعري وارتداء ملابسي, وليس عندي شيء سوى اللغة فأريها لغتي الرومانسية وأرويها كم هو أنا انسان رومنتيكي ورائع في انتقاء الألفاظ والكلمات, وبما أنني محروم من الرقص أمامها فإنني أتعمد أن أرقص على سطوري وكلماتي وكتاباتي, أنا رجل حين أكتب أستعرض أمام محبوبتي عضلاتي وأستعرض أمام محبوبتي قدراتي اللغوية فألعب في النحو وفي الصرف وأرقص رقصة (أبو علي الكسائي) على نفس المسرح أو الأوركسترا التي أرقص عليها رقصة سيبويه اللغوية, أنا رجل فنان في التعبير عن مشاعر ورغم كل ما أظهره للناس غير أني أشعر بأنني مقصر جدا وبأن ما أنتجه من ألفلام وصور متحركة عن الحب قليل جدا قياسا بالحزن الدفين الموجود في داخلي.







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يميتني ونادين البدير تحييني
- المرأة المسلمة2
- المرأة المسلمة1
- عيد ميلاد لميس السادس
- كلمة شكرا
- دنيا ودين
- ذاكرتي تؤلمني
- يقتلون الرجل للدفاع عن الشرف
- المرأة تلعن والرجل يغضب
- لم يذكر القرآن المحامين والمحاكم
- أنا أسعد رجل في الحارة
- الدرس الخامس:مشاعري وأحاسيسي في رمضان
- لغة الحمير
- الدنيا تعاسه والموت سعاده
- الدرس الرابع:ثقيل الدم
- صديقي قاسم في ذمة ألله
- لله في خلقه شؤون
- الدرس الثالث:الكوميديا الاسلامية
- الدرس الثاني:فتح مكة
- دروس رمضانية, الدرس الأول.


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إلى بنت الطيبه