أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الدرس الثاني:فتح مكة














المزيد.....

الدرس الثاني:فتح مكة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 01:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان لمحمد مدير مخابرات في مكة وهو عمه العباس, وكان له شاعرٌ اعلاميٌ يذكي نار وأجيج الحرب بين بكر وخزاعة, الذي استفاد محمد من خصامهم الدموي وفي النهاية أرضخهم تحت سلطته وهي الدولة الدينية ضد مشروع الوثنية الديمقراطية الحرة , وكان السُذّج من بكر وخزاعة يصدقون بأنه مرسل من الله فاستسلموا له علما أن هؤلاء السذّج لا يستطيعون ببراءتهم أن يبنوا الدولة الدينية المستبدة التي أخذت منهم الصداقات والأتاوات لينعموا بها في قصور بلاد الشام وبغداد فيما بعد, ومن الفرص الذهبية التي اغتنمها(محمد) في مشروعه لتأسيس دولة عربية اسلامية على أنقاض الديانة المسيحية هي تلك الحرب على مصادر المياه وبالذات على بئر ماء يقال له (الوتير) ماءه مثل ماء زمزم بين قبيلة خزاعة وبكر حيث قتلوا ما قتلوا من صناديدهم وفرسانهم حتى في النهاية اتفقت قبيلة(بكر) على التحالف مع أبي سفيان وخزاعة مع (محمد) وجاء في الوثيقة من أراد الدخول في حلف أبي سفيان فليدخل ومن أراد الدخول في حلف محمد فليدخل ,ولما نقضت بكر الاتفاقية هاج وماج بنو خزاعة فذهبوا إلى محمد في المدينة يطلبون منه النصرة على من تظاهر مع بكر ضد رجالهم وحلفهم فعقد محمدٌ لواء الحرب سرا وباغت أبا سفيان في عقر داره ونصره من الداخل خزاعة, ولم يكن لخزاعة دخل في فتح مكة من أجل الدين الاسلامي وإنما من أجل أن ينتقموا من بكر ومن والاهم, وكانت كذلك تعتقد بكر بأن حلف أبا سفيان سيمنع خزاعة من الثأر منهم, وكان الجانبين لهم هدف واحد وهو قتل الآخر والانتقام منه, أما بالنسبة لمحمد فقد كان كالمحامي الذي يستفيد من الجريمة ويقبض من القاتل والمقتول, وهذا نص شعري يقول عنه المؤرخون بأنه السبب في تجرأ محمد على فتح مكة حين وقف أحد أسياد خزاعة قائلا وينسب إلى (عمرو بن سالم الخزاعي):

يا ربُ إني ناشدُ محمدا

حِلف أبينا وأبيه الأتلدا


فانصر هداكَ أللهُ نصرا اعتدا

وادعُ عبادَ الله يأتوا مددا


هم بيتونا(بالوتير) هُجدا

وقتلونا ركعاً وسُجدا

, وكان حسان بن ثابت يذكي نار الحرب ويؤجج سعيرها في قلوب وصدور خزاعة وخصوصا في أشعاره الأخيرة بعد نقض صلح الحديبية حتى تم إخراج الحقد الدفين على القبيلتين قريش وبكر التي ساندتها قريش ضد خزاعة انتقاما منهم لأنهم في حلف محمد ضدهم,ولم يكن باستطاعة محمد فتح مكة لولا ما حصل بين القبيلتين من قتالٍ وتناحر حتى في النهاية اجتمعت خزاعة كلها ضد قريش فانتصر بهم محمد وتمت له الأمور واستطاع إخضاع كل القبائل المحيطة بمكة بعد ذلك وفتح مكة ليس بنصر من الله وفتح قريب وإنما بفضل من اجتمع حوله من صناديد قبيلة خزاعة.


نستنتج من هذا الدرس أن سرية العملية المعتمة بالتعتيم عليها من جهة مدير مخابراته عمه العباس أن هذا الدين لم يقم ألله بنصره من عنده لولا ذكاء محمد في اقتناص الفرص التي سمحت له بنشر مشروعه وهو إقامة الدولة الدينية على غراء دولة الروم أو الفُرس, وهذه الدولة ساعده على فهمها الحزب الذي كان معارضا له في الآونة الأخيرة وهو حزب(أبو سفيان) وأبنه(معاوية) الذي أكمل مشروع بناء الدولة الدينية, وتخيلوا معي لو أن الفقراء السذج استلموا الدولة وأداروها, لحصل فشل كبير في محاولة إنجاحها لأن الفقراء أولئك كانوا ساذجون في فهمهم لطبيعة الدولة فقد كانوا يعتقدون بحقيقة الوحي والرسالة ومصدرها, إن محمدا كان صاحب مشروع سياسي وهو بناء دولة, أما الفقراء فقد كانوا ساذجين ويعتقدون بأن الرسالة حق الهي اختص فيها الرب محمداً عن دون العرب, ويبقى أبو سفيان والخلفاء الراشدون فاهمون له وعارفون ما يقصده وهؤلاء مثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب, حيث كل هؤلاء عارفون بطبيعة المشروع المدني الذي كان محمدا يهدف إليه, وتخيلوا معي لو أن بكر وخزاعة اصطلحوا فيما بينهم, تخيلوا كم سيتأخر محمدٌ في اقتحام مكة وفتحها, أو قل بأنه لو لم يحصل ذلك لبقيت مكة دولة أو مدينة وثنية ديمقراطية حرة, فلم تكن الوثنية تتعارض مع الديانات مثل اليهودية والنصرانية ولم يذكر أحد بأن منعت قريش المسيحيين من دخول مكة والصلاة فيها هم واليهود ووجوههم متجهة إلى صوب الغرب حيث تغيب الشمس في عينٍ حمئة,لأنهم كانوا يقيمون طقوسهم الدينية دون أي تدخل من قبل قريش ودون أي منع, ولكن محمدا أراد ملكا عظيما لذلك طرده من مكة السياسيون المنافسون له, وهذا يعني أن محمدا كان صاحب مشروع دولة مدنية ولم يكن صاحب مشروع ديني إلا في بعض الجوانب التي تغذي بالقوى البشرية الجيش النظامي ألذي اكتملت عناصره في خلافة بني أمية في الشام على يد معاوية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس رمضانية, الدرس الأول.
- أنا أكثر من شخصية واحدة
- هل أنا عبد ألله أم ابن الله؟
- عربي يكره الحياة
- من حقي أن أشعر بالتغيير
- رحلتي مع الحوار المتمدن
- الشاذ عن القاعدة
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون


المزيد.....




- يستمتعان بأشعة الشمس معًا.. تعرفوا على الرجل الذي يسبح مع تم ...
- تقرير يكشف ما تفعله إسرائيل بمدارس تستخدم ملاجئا والجيش يرد ...
- كيف لعب الحظ دوراً في نجاة مدينة من القنبلة الذرية مرتين؟
- التعريفات الأميركية الجديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وترامب يحتفي ...
- خطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدني
- عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد ...
- التهميش المجتمعي
- عُمان .. تسلق الجبال هواية أم تهور؟
- إسرائيل تصادق على مخططات لإنشاء ثلاثة مستوطنات جديدة في الضف ...
- ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الدرس الثاني:فتح مكة