أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الحب الضائع















المزيد.....

الحب الضائع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 15:05
المحور: سيرة ذاتية
    


ستكون في دنياك فاشلا وضائعا وتائها بلا هدف إذا اكتشفت أنك تعيش قصة حب مزورة ليس لها معنى سوى ممارسة الجنس بالمجان.

وكنتُ قبل معرفتي بك عبارة عن إنسان يعيش بلا هدف وبلا معنى وبلا نقطة بداية أبدأ منها وأنتهي إليها وكنتُ أضحي بنفسي من أجل أناس لا يستحقون التضحية بلا مقابل وبلا ثمن ولم أكترث يوما بعُمري وبحياتي أن تطول أكثر ولم أطلب في أي يومٍ من الأيام زيادة في العمر,واليوم أتمنى لو أعيش ألف عام لكي أبقى أحبك ثم أحبك ثم أرتمي على ركبتيك 500عام من السفر الطويل أرى فيهما الصحراء والبحر وخُضرة الأوراق في فصل الربيع, وصرت أتمنى لو يطول فصل الشتاء أكثر لكي أبقى في حضنك مرتميا أستمدُ الدفء من حرارة شفتيك الملتهبتين, ومن لحظة إحساسي بدخولك في قلبي وفي حياتي أصبح لحياتي هدف ومعنى ومغزى أسعى إليه ومن يوم عرفتك أصبحتُ أعرف أن هنالك إنسان أستطيع وأنا مطمئنٌ القلبَ إليه أن أضحي من أجله وأن أعيش من أجله وأن أبتسم للحياة من أجله وأن أجرح من أجله والأهم من كل ذلك أنني أصبحتُ أبكي من أجله وأخيراً أصبح أغلب الأطباء النفسيين يعرفونني ... وقبل ذلك كنت أبكي دون أن أعرف لمن أبكي ومن أجل من أشعر بالحزن وبالأسى.

أنا كنتُ ضائعاً بين الكتب وتائها في الشوارع أتصعلكُ هنا وهناك حتى أنكَ وجدتَني صفحة جديدة في حياتي, وفي كل يوم أفتح معك صفحة جديدة أتجاوز فيها عن سيئاتك وسيآتي وعن مخالفاتك لطبيعة الاتفاقية التي أبرمناها سوية في غرفة النوم حين اجتمعنا سرا ونحنُ مستلقون على ظهورنا مرة وعلى بطوننا مرة أخرى بعيدا عن أعين الصحفيين والمراقبين الدوليين ولم أجد شاهداً على الاتفاقية إلا قلبي وقلبك ونظرات العيون, فلا تمزقني أشلاء أشلاءَ كما يمزق المختلفون ألبروتوكولات التي بينهم, فاكتشفني وكن هيكلا من هياكل الحب وسافر في أعماقي أنت وأدوات السفر ..واحمل معك كل أدوات التضميد لتضمد بهن جراحي بيديك كما تجرحني بيديك وبعينيك..احملهن على ظهرك كما يحملُ المسافر حقيبته على ظهره أو في أحدى يديه..توحل في أعماقي واكتشف ما في داخلي من الحب الكبير كما اكتشف المستكشفون القارات الجديدة والنباتات المفيدة واعتبرني قارة جديدة دائمة المطر على مدار السنة ونبتة حلوة المذاق تقطع رأسها كل صباح وكل مساء, أُدخُلْ في عصارة روحي النرجسية واجعل نفسك ورقة عباد الشمس,اختلط في دمي وخالطه بعنف شديد وامتص الحب الذي يجري في دمي كما تمتصُ الاسفنجةُ الماء, صارحني بحقيقتك وبحقيقة العالم لكي تزيد من جروحي جراحاً ومن آلامي آلاماً فأنا أستمتع بالكذب معك وأفرح للكذب بمعيتك ولا أستطيع أن أتألم إلا للحقيقة..لا تتركني وحدي فأنا أخافُ من الوحدة ومن العتمة..اجعل رموشك سهاماًً حديدية واغرزهن في الأرض أو بين عيوني..كن أول من يكتشفني وكن أول إنسان يسعد حياتي ويملأها بالورود وبالمحبة وبالعنفوان..جاملني بكلمات كاذبة أو مبالغٌ فيها فأنت أجملُ إنسان يكذب على وجه الأرض في مشاعره وفي أحاسيسه وأعشق كذبك كثيرا فأنت أجملُ إنسان سمعته أُذناي وهو يكذب كثيرا..نور دربي بالحب وكن أول حبٍ في حياتي وثاني حب وثالث وعاشر حب لأنني أريد أن أحبك كل يوم وكل ساعة وكل لحظة أراك بها عاريا على حقيقتك وأريد أن أعشق فيك الكذب والنفاق الاجتماعي وأخيراً أريد أن أحبك صادقا وكاذبا..لا تجعلني أبكي طوال الوقت وخصص لي كل يوم خمس دقائق للحب نكون فيها أنا وأنت من المخلصين لهيكل الحب العظمي فلقد انسلخ اللحم والجلد عن جسم الحب ولم يبقى له إلا أثرا من آثار الحب الرومانسي فأصبحتُ كما تراني هيكلا عظميا قد ساخ الجلد عن اللحم واللحمُ عن العظم حتى أصبحتُ هيكلا عظميا..أنصفني أكثر من القاضي الذي دمر حياتي ولا تجعلني مثل السيجارة تحت قدمك الأيمن..سليني ودعني أنسى الأوقات التعيسة أو اجعلني أنسى الأربعون الحزينة والباكية التي مرت على عيوني..وأريد منك أن تطمر النبعة التي ظهرت فجأة في عيوني..دعني أراك وأنت تدخلُ في أعماقي كما تدخل السكين ,أُدخُلْ بكل أدواتك المهنية كما يدخل العفريت من فوهة القنينة أو في الخاتم السحري أو المصباح السحري..أحبني مرة واحدة في حياتي فأنا أستحق العيش في قصة حب مجنونة ومن حقي أن أكون مجنونا في قصة حب مثلي مثل أي مجنون..لا ترحمني في الحب عذبني بنار الحب وبنار الهوى أريد أن أتقلب على جمر النوى وأريدُ أن أتذوق ولو مرة واحدة في حياتي طعم الحب وطعم ألم الحب لأصفه للناس وأتمنى يوما أن أُحرق في نار عشقك الملتهبة فأحرقني ولا تبقي مني أثرا يدل على وجودي في هذا الكون أريد أن تجنن عقلي وأن تقتل قلبي أريد أن أشعر في الحب كما يشعر أغلب العشاق أريد أن أتعذب بنار الهجر وبنار البعد والجفا فأبعد عني قليلا ثم كثيرا ثم عد إلى نفس المكان الذي سافرت منه..احميني من نفسي فأنا أجهل مصيري وأجهل حقوقي المدنية.. لا تبخل عليّ في الحب زدني منه ألما وأضف لي جروحاً جديدة تزوجني من الخارج ومن الداخل وتكاثر في دمي ودعني أشاهدك في كل خلية من خلايا دمي كأنك انفجارٌ سكانيٌ ثم قف على طرف لساني..تواصل معي..اكتشفني من جديد واكتشف بربريتي فأنا في الحب بربريٌ متخلف جدا أغار من شحم أُذني وأغار عليك لو مس أحدهم بيده قميصك أو أكتاف القميص أنا في الحب لا أعرف المدنية ولا أعرف الحياة العصرية أنا في الحب كأنني إنسان مازال يعيش على جمع القوت وعلى الصيد وحياتي كلها وحشية والشعر الذي يتدلى من كتفيك يغطي ظهري وصدري فأبدو مثل أي إنسان عاش في كهف(النايندرتال).اكتشف ما بداخلي من سحر ومن عجائب لغوية ومن أوراق تتساقط وأوراق تورقُ من جديد فأنت سيد الغابة المعششة في كياني وفي روحي,اكتشفني كما قلت لك في البداية من جديد وكن أنت أول المستكشفين كن أول من يكتشف مساحة خيالي الذي أعيشُ فيه واكتشف ما بداخلي من مشاعر وأحاسيس فأنا اليوم أفيض إحساسا ومشاعرَ تتدفق بلا هوادة ودموعي من على خدي تسيل فحاول أن تنهلَ منها حاول أن تملأ قلبك من بئر الحرمان الذي في أعماقي..كن لي وطناً بعد أن أضعتُ جواز السفر وكن لي دينا ورباً أعبده بعد أن كفرتُ بكل الديانات فأنا بلا وطن وأنا بلا دين وهذا سر خوفي وسرُ عذابي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة
- الاسلام سلاح تهديد للزوجة
- الانحدار الاجتماعي
- مخرجات تعليم الطبقة المنحطة


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الحب الضائع