أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟













المزيد.....

لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 17:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استغرب جدا جدا من أطول آية في القرآن وهي آية الدين في سورة البقرة كيف لا ينتبه الناس والدائنون والمدينونَ إليها بأنها تخلوا من عقوبة الحبس على المعسر الذي لا يستطيع تسديد ديونه أو على الذي يتهرب أصلا من تسديد ديونه نصباً واحتيالاً, وأستغرب كيف بالإسلام يقول كل شيء ويتنبأ بكل شيء ولم يقل شيئا عن عقوبة السجن للمجرمين الصغار والكبار, وأستغرب كيف قفز الرسول إلى الشمس والكواكب ليتحدث عنهما وبنفس الوقت لم يتحدث عن قوانين العقوبات الشخصية علما أنها كانت سارية في دولة المدينة في روما وأثينا,وأستهجن من علماء الإسلام اليوم كيف مثلا لم ينتبهوا لا قديما ولا حديثا لغياب عقوبة السجن في القرآن والسنة, وبما أن القرآن صالح لكل زمان ومكان, والسجن وقوانين الأحوال الشخصية أكثر أهمية من جعل القرآن كتاب فيزياء وأحياء دقيقة, لماذا لم تأت فيه آيات فيها الحكم بالسجن على المذنبين والمجرمين؟ وكيف طالت آية الدين ولم تذكر مع إطالتها عقوبة السجن على المدين أو ألحرامي أو النصاب, وأتمنى لو أعرف أنواع الجرائم التي كانت منتشرة في مكة والمدينة والطائف ,ومسألة السجن في الدين الإسلامي مسألة معقدة من حيث أهمية بحثها فمن الممكن أن يدخل السجن من يرتكب جرما صغيرا ويخرج من السجن وقد اكتسب من المساجين خبرة في فن الإجرام نظرا لمخالطة المجرم البسيط لأكثر المساجين غلظة وقسوة وإجراماً وبذلك لا يمكن أن نعتبر السجن مركزا للإصلاح وللتأهيل بل على العكس ذلك أن المجرم الصغير يتخرج من السجن وقد أصبح مجرما كبيرا وأكثر شهرة من أعتا المجرمين قسوة في العالم. ولم يقل أحد بأن قطع يد السارق أو رجم الزانية بأنها أدت إلى جريمة كبيرة أكثر غلظة وشدة من الذنب نفسه, أي أن السجن يتحول إلى (عُذر أقبح من ذنب) وذكر السجنُ في القرآن في قصة يوسف الحزين أو يوسف النبي مرة واحدة(..إما أن يسجن).. ولم يشرع النظام الإسلامي قوانين السجن أو الحبس ولم يفرض على المدين عقوبة الحبس ولم يفرض النظام الإسلامي عقوبة السجن المؤبد أو لعشرين سنة أو لخمسة عشر سنة على القاتل أو المذنب أو الجاسوس أو كما حددها بعض العلماء بالسجن شهر أو شهرين, ومن هنا لا يستطيع النظام الإسلامي الادعاء على نفسه بأنه صالح لكل زمان ومكان فمجرد السجون والحبس لم يعرفها الإسلام فكيف سننظر اليوم عقوبة السجن على المجرمين ونستوحي قوانين السجون من القرآن والسنة؟ لماذا لم يعرف نبي الإسلام قوانين سجن المجرمين؟, ولماذا لم تصلنا أحاديث نبوية عن (الاغتصاب) ألم تأتِ نبي الإسلام قضية اغتصاب ولو كانت واحدة, أو قضية عجز المدين عن تسديد ديونه؟ ألم يصادف نبي الإسلام قضية نصب واحتيال؟, إذاً ما هي الجرائم الأكثر شهرة أيام ظهور الدين الإسلامي إن لم تكن فقط لا غير القتلَ والسرقة وعقوقَ الوالدين.
وهذا بالنسبة لي شخصيا له معنى واحد وهو أن الدين الإسلامي دين وضعي وضعه البشر على حسب ما كانت تمليه عليهم طبيعة الحياة وظروفها ,وهو لم ينزل فجأة من السماء بل جاء من الأرض من خلال الأنظمة والقوانين المعروفة والدارجة, فالقوانين الدارجة كانت بالقصاص ولم تتغير تلك القوانين إلا في عهد الخليفة العُمري حيث اشترى عمرُ بن الخطاب في عهد خلافته للمسلمين دارَ صفوان بن أمية بمكة واتخذها سجنا بأربعة آلاف درهم (دراخما) يسجن فيه الناس,وهذه بداية أول نظام حبس للمجرمين في الإسلام وكانت عقوبة المجرم قبل ذلك بالقصاص أي بقطع اليد وبقطع الرأس والجلد ولم يكن هنالك أي نوع من أنواع العقوبات المخففة علما أن عقوبة السجن كانت منتشرة في الحضارتين الفارسية والرومانية,أما بالنسبة للإسلام الذي أسس أكثر نظرياته عمر بن الخطاب لم يكن يعرف الإسلام أو القرآن أو نبي الإسلام أو جبريل شيئا عن السجون فقد كانوا يعرفون قطع الأيدي وقطع الرؤوس وقطع الأعضاء المذنبة مثل اللسان,ولا أدري لماذا لم يُقطع عضو الرجل الزاني المتزوج بدل رجمه بالحجارة حتى الموت فهل الرجم حتى الموت أهون من قطع عضوه الذي يحس من خلاله باللذة ؟ على مبدأ العين بالعين والسن بالسن ,وكذلك والتعزير والإقامة الجبرية وهي ما كانت معروفة بالترسيم,أي بأن يلازم صاحب الحق خصمه, وكانوا يربطون المجرمين في المسجد,وبما أن الإسلام لم يكن يعرف لا السجن ولا السجون فهذا معناه أن النظام التربوي والجنائي كانا قاسيان جدا وثقيلان على المجتمع فقطع يد السارق عقوبة غليظة وهي على غلظتها وشدتها لم تكن رادعة للسرقة ذلك أن التيار الإجرامي كان أقوى من كل الظروف, وهذا ليس بحثنا هنا والمبحث الأساسي هنا هو :لماذا لم يسن القرآن عقوبات بالسجن على المذنبين أو المجرمين أو حتى الزاني والزانية غير المتزوجة وغير المتزوج؟ فهل الجلد 80 جلدة أخف من السجن شهر وشهرين, وأيهما أردع للمذنب السجن أم الجلد؟, هذا سؤالٌ دائما ما يراودني ولم أعثر له ولا على أي إجابة من أي مبحث ديني أو جنائي,وقلتُ سابقا في إحدى المقالات بأن غلظة القوانين وقسوتها تدل على حياة غليظة وقاسية وظروف اقتصادية مميتة وقاهرة فالذي يُسرق من بيته شاة أو أو غنمة فهذا معناه القضاء العاجل على عائلة بأكملها لذلك جاءت العقوبات غليظة نظرا لغلظة الحياة الاجتماعية اليومية وصعوبتها.

وأكد بعض العلماء بأن الإسلام لم يعرف السجن نظرا لأنه دين رحمة وإنسانية فالسجين ينقطع عن أعماله وأشغاله وبذلك السجن يُلحق الضرر بالدائن والمدين وبالشاكي وبالمشتكى عليه ومعنى هذا الكلام ضياع حقوق الشاكي والمشتكي عليه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة
- الاسلام سلاح تهديد للزوجة
- الانحدار الاجتماعي
- مخرجات تعليم الطبقة المنحطة
- أنا وأنت في حالة غيبوبة
- لعبة الاختفاء


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟