أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - جهاد علاونه - رحلتي مع الحوار المتمدن















المزيد.....

رحلتي مع الحوار المتمدن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 02:22
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


ولدتُ هنا,في هذا الموقع,موقع الحوار المتمدن,حيث وجدتُ شمساً دافئة في فصل الشتاء, وهواء باردا في فصل الصيف, وهنا عرفني كبار الكتاب العرب بأنني إنسان صادق بمشاعري وعفوي جدا في إظهار أحاسيسي وانفعالاتي وكنت كلما كبرت يكبر الحوار معي ويزدادُ تألقا وإذا نزف جرحي كان وما زال الحوار المتمدن متضامنا مع جراحي فتتسع جراحه بقدر مساحة الوطن العربي بما فيه من بحارٍ وصحارى, وهنا نسجتُ من وحي خيالي قصصا لها أول وليس لها آخر وهنا كتبت تفاصيل حياتي وحياة الناس ونشرت غسيلي وغسيل كل مواطن أردني أو عربي حتى اتهمني البعض بأنني أكذب وبأن مثل تلك الحوارات لا يمكن أن تحدث داخل المجتمع العربي الإسلامي ولكنني أثبت بأننا شاذون جنسيا وعقليا وعاطفيا وفاسدون على قدر ما نحن متدينون جدا, فاسدون جدا ومتدينون جدا جدا, وكنت كلما ازداد الحوار المتمدن شبابا أزداد معه في تناسب غير عكسي وغير طردي, وهنا في موقع الحوار المتمدن مارست عبثيتي بكل ما في عقلي من أخيلة ووساوس ومن رغبات مشروخة ونزوات وقتية ,وهنا عرضت نقص الطفولة الذي كنت أعاني منه كحمل ثقيل على قلبي وعقلي فأفرغتُ كل ما بداخلي من شحنات زائدة وعوضت النقص العام ومارست كل ما كنتُ محروما منه وأنا طفل صغير أو مراهق صغير وكبير في آن واحد,وهنا مارست جنوني على المجتمع العربي المتعفن من تناقضات واختلافات في الرؤيا والمذهب ووجهات النظر, وكنت أزداد شهرة كلما ازدادت النار أجيجا وتوهجا , وكنتُ أزداد شهرة أوسع كلما ازداد الموقع أيضا شهرا واحتراقا وسعيرا, وكنتُ وما زلتُ أزداد جمالا كلما ازداد موقع الحوار المتمدن جمالا وأناقة وشبابا,وكنتُ أشعر بالرضى العام عن الموقع كلما قيل لي بأن وجه الحوار أبيض مثل وجهك الأبيض اللون وهنا كبرت ومشيت على قدمين كما يمشي الأطفال أثناء تعلمهم للمشي فكنتُ أمشي وأقع أرضا ومن ثم أنهض وأمشي وأقعُ أرضا حتى تعلمت الوقوف على قدمين دون أن أستعين بأحد وفرحتُ كثيرا حين أحسست بأنني تعلمت المشي والنهوض لوحدي, فهنا أتيتُ وأنا أمشي على أربع أزحفُ زحفا ثقيلا, وهنا ازدادت صحتي قوة وأصبحتُ أمشي على اثنتين بعد أن فارقتُ المتخلفين الذين ما زالوا في المواقع العربية يمشون على أربع,وهنا في موقع الحوار المتمدن قمتُ بتحريك ذيلي واللعب بذيلي كثيرا وكنتُ ألفه بشكل مستدير على هيئة كعكة عيد ميلادي لأرسل من خلال تلك الإشارة رسالة عاجلة وخطيرة عن نفسي وعن مقصدي أي أنني هنا لعبت بذيلي كما يلعب الفأر بذيله وباقي الحيوانات التي على شاكلتي, وأنا هنا في موقع الحوار المتمدن نضجتُ فكريا كما تنضج الثمار وفرحتُ ذات يوم في أول مقال لي نشرته هنا وكنت لأول مرة أشعرُ بأنني تعديت سن المراهقة , وهنا اعشوشب جسمي وشعر رأسي وهنا شربت أول كأس من كؤوس الحياة التي تجعلُ الكتابَ خالدين على مر التاريخ, وهنا في موقع الحوار المتمدن مارست جنوني ومارست شذوذي الفكري والعاطفي والعقلي ولمستُ بيدي الناعمة يدا أنعم من يدي تشبه الحرير والخليج العربي(يد نانا), وهنا تعرفت على معاني الحب والغرام الحقيقي وما معنى أن تموت عشقا وهياما وعذابا فشعرت بآلام الانتظار وبآلام مجنون ليلى لأنها أصابتني بالصميم هي وآلام كُثير عزة وقيس ولبنى وأخيرا جهاد العلاونه ونانا, وهنا في موقع الحوار المتمدن ساهمت في بناء أول معسكر ثقافي عبرت فيه عن نفسي وعن أفكاري اليسارية وهنا شعرت لأول مرة بإنسانيتي وهنا شعرت بآدميتي وهنا لأول مرة شعرتُ بأنني لست حيوانا أو لست مخلوقا مختلفا عن باقي المخلوقات, وهنا بنيت أول بيت لي في الحوار المتمدن إلى جانب أكثر الكتاب أناقة في انتقاء الكلمات, وهنا أعلنت عن جوعي وهنا أعلنت هويتي وكنت قبل الحوار المتمدن أستحي من أسئلة الناس من أين أنت ومن أي بلد وكنت أخجل من كلمة أنا عربي من أصول مسلمة وأنا علماني أو ليبرالي حر ونقي وطاهر مثل كيس المغذي الذي يضعه الأطباء للذين يعانون من سوء في التغذية أو القهر والتعب والإرهاق, أنا هنا في الحوار المتمدن غنيت أول أغنية وصفقت بيدي لأول مرة وهنا عانقت بيدي الاثنتين أول حبيبة حقيقية وآخر حبيبة حقيقية من صنع خيالي ووجدتها فعلا بعد فترة أمامي تكتب كما أكتب وتعاني مما أعانيه أنا وقلمي ولكن كان القيطار قد فاتنا جميعا فجلسنا على الرصيف ننتظر القيطار القادم لعله يدركنا وندركه وحزنت كثيرا على الذين لم يذق أحدٌ منهم ولا في أي مرة لحظة أن تنتظر أحدا أو أن ينتظرك أحد وبكيت على المحرومين من لوعة الحب بكل ما به من مآسي وهنا تأكدت بأن الحب عذاب واشتياق وما عدى ذلك لا يمكن أن نعتبره حبا, هنا في موقع الحوار المتمدن كشفتُ لكل الأطباء عن جراحي ومن هنا لمست بأصابع يدي عنان السماء وهنا ركضت ولعبت كالأطفال ومارست مراهقتي الفكرية والعاطفية التي كنتُ وأنا طفل محروم من ذكرها أو لمسها, أنا ابن الحوار المتمدن ولستُ إبن أمي وأبي, وهنا داري الحقيقية وغرفة نومي الحقيقية وهنا طبخت عشرات ومئات المقالات عن فن الطبخ بالكذب وفن الأكل بالكذب وهنا كبرتُ ونشأتُ وترعرعت وأرضعنني نساء الحوار المتمدن حليبا طازجا.

ومن موقع الحوار المتمدن حاورتُ الملوك ورؤساء الجمهوريات ومدراء المخابرات في كافة الدول العربية وهنا أعلنت جراءتي في الطرح وهنا تعلمتُ كيف أطرح السؤال وكيف أجيب على الأسئلة, هنا في موقع الحوار المتمدن تعلمت التعليم الأكاديمي فأنا أعتبر نفسي أنني درست وتعلمت في أكاديمية الحوار المتمدن لأن الحوار المتمدن أصبح بالنسبة لي أكاديمية تعليمية قبل أن يكون موقعا عالميا ينطق بالعربية, هنا في موقع الحوار المتمدن مرضت عدة أمراض في قلبي وفي عقلي وفي لساني ومن بين القراء من عالجني في قلبي ومنهم من عالجني في لساني ومنهم ما زال ينتظر أن يظهر في جسمي وعقلي وقلبي مرضا جديدا يستفحل في جسمي وجسم الوطن العربي الكبير من المحيط إلى المحيط ومن الجرح في الخاصرة إلى الجرح المجروح بالسكين, وهنا تعبت كثيرا من الكتابة وهنا وجدت مكانا أستريح به من تعب الكتابة والقراءة ووجدت مكانا أستظل به بظل الكتاب والكاتبات والقراء والقارئات, أنا هنا مرضت وهنا شفيت وهنا طبيبي وهنا يوجد أطباء بلون الورد تشعر أنهم يحملون الزهور أو الآلات الموسيقية, هنا بكيت وهنا في موقع الحوار المتمدن تألمت وسمع بآلامي القاسي والداني وهنا انفجرت في هذا المكان وتلوث كل من كان في هذا المكان بقدر ما في جرحي من أوساخ ومن آلام حزينة, هنا صعقت وهنا صرخت صرختي الأولى وهنا قيل عني الكثير الكثير فمنهم من وصفني بأنني امرأة تتعرى للقراء فيقرؤون ما في جسمي من مفاتن وشبهني الأغلبية بالراقصات المغريات الفاتنات اللواتي يضع صورهن أصحاب الشركات دعايةً على البضائع لبيعهن واعتبروني مثلهن قد وضعني الحوار أنا وكتاباتي على صفحات الحوار المتمدن ليزداد الإقبالُ عليه وكل ذلك بنظرهم حرام وليس من الحلال في شيء.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاذ عن القاعدة
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة
- الاسلام سلاح تهديد للزوجة


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - جهاد علاونه - رحلتي مع الحوار المتمدن