يقتلون الرجل للدفاع عن الشرف

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 18:07
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

شاهدت وعاصرتُ في حياتي عدة قضايا يتم فيها قتل الرجل دفاعا عن الشرف والمسألة ليست صعبة بل هي عُرف جرى بين الناس والغريب في الموضوع أن القضية يتم لملمتها بسرعة والتعتيم عليها ولا أحد يستطيع أن يسأل عن المغدور لأن الخوف والرعب يدبُ في قلوب الجميع عدى عن ذلك أن الأغلبية من الدائرة المقربة من المقتول تكون متورطة في قضيتين أولاً الدعارة وثانيا القتل العمد .

غالبية الناشطين الحقوقيين يهتمون بقضايا قتل النساء بذريعة الدفاع عن الشرف وغسل العار بالدم ليمحوه إلى الأبد,ولكن لا أحد ينتبه أو لنقل أنه من النادر أن ننتبه جميعنا إلى قضية قتل الرجل بذريعة الدفاع عن العَرض والشرف وصون الكرامة أو أحيانا يقتل من أجل لملمت الموضوع لكي لا يشاهد الغرباء والجيران الغسيل المتسخ,يعني على مبدأ(بدناش حدى يشوف غسيلنا), وهذه القضية ذات اتجاهين فليس شرطا أن يكون المقتول زانيا وإنما في أغلب الأحيان يكون مستكشفاً شبكة من الدعارة صغيرة جدا وأحيانا أو أغلب المقتولين يكونون بريئين من تلك القضية حيث يتم استدراجهم لمسرح الجريمة أولا بأول ويتم بعد ذلك رفع نسبة الضغط العصبي عنده حين يفاجئونه بزوجته أو بأمه أو بأخته بأنها إحدى عناصر الشبكة الداعرة, وإذا استجاب لهم وبحبش ونبّشَ في الموضوع كثيرا يتم فورا تصفيته وتغلق المحكمة أبوابها حين تبدأ بالتحقيق معلنة عدم اكتشاف اسم المجرم في حين تكون قد وجدت بصمات شبكة كبيرة من الدعارة ويتم التغطية والسكوت عن الموضوع لكي لا ترتكب عدة جرائم متتابعة, وكلما قام المستكشف قبل قتله بسحب أول خيط من الشبكة كلما ظهرت عناصر جديدة ووجوه جديدة ستاتية ورجالية,وبناتية وولادية وكأننا في محل لبيع الملابس للكبار وللصغار وأكثر المهتمين بهذا النوع من القتل هم كافة أجهزة المخابرات في الوطن العربي حيث من الممكن تصفية أعقد وأقوى شخصية سياسية ثقافية إذا وقع ضمن الدائرة أو إذا تم استدراجه إليها تدريجيا إلى النقطة التي تدور حولها الجريمة أو المشكلة.وغالبية أجهزة المخابرات العربية تهتم بسلوك أهل الزنا وخصوصا إذا أرادت تصفية رجل مثقف أو سياسي أو غير ذلك يعني أيَ رجلٍ يسبب لهم مثلاً كثيرا من المشاكل ويعيق عملهم فورا يتم استدراجه وهنالك ينتهي ويذوب كما يذوب الملح أو السُكر بالماء ويسيح ويضيع دمه كما تضيع قطعة ثلج في كأسٍ من الماء, ذلك أن الشرف وعاره لا يُمحى إلا بالدم ولا يكفر عنه بالتوبة بل بالدم الذي سنتحدث عنه لاحقا في كثير من القضايا التي تهم المرأة وخصوصا تلك المتعلقة بالدم...وتعرف كافة أجهزة المخابرات العربية عن حالات زنا عددها بالملايين وخصوصا عند نساء يعتقد الناس البسطاء أنهن أشرف من الشرف نفسه في حين أن غالبيتهن زانيات بأساليب مخفية مثل ما شاهدناه في المسلسل المصري عن(ريا وسكينه)وأنصح أغلبية الرجال مشاهدة مسلسل ريا وسكينة وخصوصا الحلقات من رقم 15 إلى نهاية المسلسل حيث ما زالت ريا وسكينة في كل حارة من الحارات والتجمعات السكنية العربية وهذا لا يعني قتل النساء وإنما ليعرف القارئ كيف تتم ممارسة الدعارة في البيوت العربية والتستر عليها بكل براءة إذ تكون العلاقة الاجتماعية جريمة وطيبة القلب جريمة أكبر من التي قبلها عند ذلك تصبح 30% من بيوت المسلمين مصدرا للزنا من خلال فصل الجلسات ليجلس الرجال في غرفة والنساء في غرفة,وهذا المسلسل الذي وقعت أحداثه في الإسكندرية يصور لنا بأن البيوت أسرار ولا أحد عربي مسلم في زيارةٍ لصديقه يعرف هو في أي بيت ومن أي نوعٍ ذلك البيت الذي يجلس به , ولو أفشي أي جهاز مخابرات عربي معلوماته الخطيرة عن الزانيات المسلمات لحدثت في دقائق ثورة عالمية في سفك الدماء لا تستطيع أي قوة نووية أو مخابراتية أو ثورية مضادة في العالم إيقافها ولأسقطت أي نظام حكم يدعي أنه قوي ومتين, لذلك إذا اكتشف رجلٌ شريف على زوجته أو أخته من الأصول القريبة منه قرابة الدم الزنا وثرثر في الموضوع كثيرا بهدف توسيع دائرة الزنا ففي مثل تلك الظروف تختار أجهزة المخابرات تصفيته جسديا لوحده وذلك على مبدأ (يموت رجل أفضل من أن يموت 100 رجل) ولتقع جريمة واحدة بدل أن تقع 100جريمة, وهذا الكلام ليس مبالغة بل هو حقيقة تحدث تلك الحقيقة كلَ يوم وكل ساعة وكل لحظة وغالبا ما تحدث الأمور بالصدفة على مبدأ(بدناش فضايح) دون ترتيبٍ مسبقٍ لها فتتم التصفية دون الرجوع إلى جهاز المخابرات, أما إذا كان الفرد مطلوبا فتجتهد أجهزة المخابرات في تغذية الرجل المنوي قتله بمعلومات سيئة عن عائلته لتحدث شوشرة وبعد الشوشرة تحدث جريمة القتل وهذه المرة تكون (للرجل) وليس للمرأة, وكثيرون هم الرجال في مجتمعنا العربي من سقطوا قتلا في ظروف غامضة على يد أقرب المقربين وحين يبدأ التحقيق في القضية الكل يقول كما قال يوسف شاهين(هُص أسكت حنصور) ومن ثم يغلق فورا ملف التحقيق لكي لا يلد الملف عشرات الملفات حتى لا تتسع دائرة التحقيق فتحدث الجريمة التي من أجلها قتل رجل واحد بدل 100 رجل وامرأة.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات