أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - أين أهرب؟














المزيد.....

أين أهرب؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


إن كنت لا تصدقين يا حبيبتي أوهامي فلتقل لي أوهامكِ أنت إلي أين تأخذك ؟
أين أهرب منك..وإلى أي مدى أبتعد عنك.؟

لمن أشكو وليس عندي صدرٌ أنامُ عليه؟ ولمن أذرف الدموع وليس عندي من يحنُ عليّ إذا رأى دموعي؟ ولمن أبتسم وليس عندي وجه مثل البدر يجعل من ليلي نهارا..وعلى من ألقي بجثتي وليس عندي روح أسكن فيها جثتي ؟أين أهربُ بقصائدي الشعرية التي أحرقت فيها أحاسيسي ؟وأين أختفي عن أشعة الشمس التي تدخل قلبي رغما عني؟ وأين أتواري يا حبيبتي عن قصائدي النثرية وخواطري الأدبية؟ أين أهرب بكلماتي وحروفي المعطرة من نزف دمي , وأين أسند ظهري؟ وأين أسند ظهري حيث لا سند يسندني ولا كَتِفَ أتكئ عليه!!أين أهرب من خطاباتي السياسية وأين أهرب بجروحي ؟...قولي لي يا رفيقتي وصديقتي وحبيبتي ومشكلتي أين أذهب؟ قولي لي يا صديقتي إلى من أشكو؟فكل الحركات السياسية والمذهبية مشكوكٌ فيها وكل الديانات لا أثق فيها وكل الأنبياء والرسل ينكدون عليّ صفوى حياتي وكل الاتجاهات تخيفني وكل الحقائق ترعبني وكل مآسي العالم موجودة في داخلي منذ زمن الولادات الطبيعية ,أين أهربُ مني ومن شكوكي ومن أوهامي فلقد تعبتُ من أفكاري ومن معتقداتي؟؟أين أهرب بلساني المتسلط على قلبي وعقلي فلقد تعبتُ منه لكثرة ما جلب لي من مشاكل لا تُعدُ ولا تحصى, أين أهربُ من التيار الجارف الذي جرفني رغما عني؟ أين أهربُ مني ومن يدي التي قادتني إلى هلاكي, أين أهرب من خطواتي التي قادتني إلى الجحيم, أين أسأل عنك لأهرب مني إليك؟.


أين أختبئ عن عيوني ومرآتي التي تحملقُ في وجهي طوال الوقت وأين أهربُ من مرآتي التي تذكرني بحقيقة منظري الخارجي والداخلي؟.. أين أهربُ من دموعي التي لا تنفك تسأل عنك, أين أهرب من قلمي ومن كتابي وأين أهربُ من الوساوس التي توسوسُ لي, وأين أهرب بروحي لتنام روحي يوما واحدا نوما هانئا وهادئا وعميقاً..وأين أهرب من أنفاسي التي تخيفني في كافة الأوقات ؟وأين أهرب من خيالي الذي صور لي الأوهام على أنها حقيقة وأين أهرب من شكل الحقيقة, وأين أهرب من ربي ومن ديني ومن عقلي ومن أهلي ومن وطني أين أهرب من رقم تلفوني ومن عنواني؟,أين أهرب من ذكرياتي المميتة التي لا أذكر فيها يوما واحدا جميلا, أين أهرب من لعنة الفراعنة وأين أهرب من السماء التي تلعنني ومن الأرض التي تريد ابتلاعي وأين أهرب من الزوابع والأعاصير التي تريد أن تقتلعني من مكاني, أين أهرب من الصمت الذي فتت لي مرارتي وأين أهرب من كل الأبالسة, أين أهرب بعيوني من النوم ألقسري الذي يلاحقني, أين أهرب ُ من الإنس ومن الجان ومن العفاريت التي تتنططُ في وجهي ليلا ونهارا,أين أهرب من التاريخ الذي أقرأه بلغة مختلفة عن كافة لغات العالم؟.

إلى أين أذهب بعد أن خسرت الحضن الذي يحتضنني, أين أهربُ من فنجان القهوة الذي أرى فيه مصيري ومصير أبنائي,أين أهرب من الخزعبلات التي تخنق روحي وترفع لي ضغط الدم وتارة تجعله في أسفل أطرافي,أين أذهب وأين أتجه وأين أنشر قصتي ومتى سيأتي اليوم الذي أعتبره عيد ميلادي؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه
- الله يميتني ونادين البدير تحييني
- المرأة المسلمة2
- المرأة المسلمة1
- عيد ميلاد لميس السادس
- كلمة شكرا
- دنيا ودين
- ذاكرتي تؤلمني
- يقتلون الرجل للدفاع عن الشرف


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - أين أهرب؟