أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - هذا أقصى ما أملك














المزيد.....

هذا أقصى ما أملك


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 22:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فعلت في ليلتي تلك كل ما يفعله الرجال للنساء ولم آخذ أجراً على ما ارتكبه فمي من متاع الدنيا وعلى ما ارتكبته أصابع يدي من مجونٍ على شواطئ الجسد الأبيض اللون كزبد البحر المتفرقع على الشواطئ البحرية ولم أسمع ولا حتى كلمة شكرا على ما بذلته من جهدٍ جهيد حيث أنني أعطيت كل إمكانياتي وبذلت كل ما عندي من طاقة حتى أنني تعرّقتُ كثيرا ولهثتُ كثيرا ووصلتُ إلى أقصى مدى يصل إليه الرجل القوي في المشاعر وفي الأحاسيس,وفعلتُ كما يفعل الرجال مع كثيرٍ من البلادة وقدمتُ واجبي وبلغت أقصى ما عندي من قوة ومن سرعة وقدمتُ كل إمكانياتي كأنني داخلٌ في سباقٍٍ للتسلح أو كأنني خيل تتسابق مع الريح,ولكني ندمت على الدور التمثيلي الحقير الذي قمتُ به وكشفتُ لنفسي عن حقيقتي وهي أنني ممثلٌ خائبٌ ولستُ بارعا في الكذب والتمثيل لأنني لم أستطع أن ألعب الدور الحقيقي على السرير ولم أستطع أن أكون سعيدا وشعرتُ بأنني أيضا لم أستطع أن أُدخل السعادة إلى قلب من أحب, وفي النهاية تصرفت كما تتصرف النساء بحيث كانت دموعي هي سلاحي الوحيد للتعبير عن الأزمة الحقيقية التي أعيش فيها وحيدا ومنفردا,وهذا بعد أن تصرفت في بداية الليل كالرجال.

وفي الصباح الباكر كانت الليلة ليلة عيد الأضحى حيث قدمت لأولادي واجبي كأب يحنو عليهم بقلبه وبكل ما أوتي من مشاعر وعواطف وقوى إنسانية وأحاسيس مرهفة ودموع ثمنها غالي جدا وهذا أقصى ما أملكه ,وتحديدا في هذا الوقت بالذات حيث خسرت كل شيء ولم أعد أملك في جيبي غير بعض ما يجعلني أشعرُ بإنسانيتي كإنسان تمييزا لي عن كل الحيوانات في هذا الوقت وفي هذا الزمن العجيب وحاولتُ أن أقنع نفسي بأنني إنسان في سلوكي مختلف كليا عن الحيوانات والبهائم وحاولت ودموعي تشهد على انسانيتي العظيمة التي لا يستطيع أحد أن يستنكرها...وحاولتُ أن أخلق المُتعة في مخيلتي ولكني فشلتُ فشلا ذريعاً,.

نا الآن يا أصدقائي إنسانٌ فاشلٌ مكتوف اليدين لا أملك ما يملكه الناس ولكن عندي الحكمة التي يستعملها الضعفاء وعندي الشجاعة الكافية لأقول كل ما بنفسي وهي أن قلبي كبير وحبي كبير ومشاعري رقيقة وأقول لنفسي ما يقوله أغلب المهابيل أو أكثر المفلسين إفلاسا في الثقافة(أنا عندي قلب كبير) ودموع تدومُ وتدومُ أكثر من أي وقتٍ مضى ولدي رصيد كبير من الأخلاق في بنك الأخلاق للتجارة بالمشاعر وبالأحاسيس الدولية, ورصيدي هو بعض الحب وبعض العطف وبعض الحنان وأردتُ أن أستغل هذه الفرصة لأقدم لأحبتي ما أملكه من خزائن الحنين قبل أن يأت يومٌ عليّ ليس فيه حب أو حنين حين أشعر بأنني فقدت آخر ما لدي من مشاعر وأحاسيس تجاه من أحبُ من الناس والأصدقاء والأولاد والبيت بأكمله وأنا بصراحة لا أملك إلا المشاعر والأحاسيس الجياشة لكي أعطيها لأحبتي وأنا خائف جدا بأن يأت عليّ يوم لا يقبل فيه أولادي مني مشاعري وأحاسيسي فمن المحتمل وهذا أكيد أن يتدنى سعر الحب والسلالات العاطفية إلى عدة فلسات حيث باستطاعت البعض اليوم أن يشتروا كل شيء بالمصاري وبالدولارات ولم يعد أحد يشتري الحب بالقلب الكبير أو بالمشاعر الفياضة بالأمل وبالتحسس عن طريق نبضات القلب وهذا معناه شيء واحد وهو أنني أرخص من سعر الملح أو قشرة البصل اليابسة, وقد جاء اليوم الذي لا ينفعني فيه قلبي ولا حتى ثقافتي وغدوت أنسانا مهزوما من كل الاتجاهات وخاسرا للمعركة على كل الجبهات وليس بمقدوري أن أفتح جبهة جديدة لا مع الماضي ولا مع الحاضر ولا حتى مع المستقبل, وأخشى فعلا أن يتلوث رأس ولدي أو ابنتي بالبيئة أو من البيئة التي نعيش فيها كلنا كمحرومين من أبسط وسائل العيش والرفاهية ويعاملنا النظام الحاكم كمجرمين وليس كمحرومين حين يجعل منا الحرمان والنظامُ مجرمين بحق أنفسنا وبحق الآخرين, وعلى كل حال ما زال رصيدي كبيرا وما زلت أحتفظ بكثيرٍ من المناقب التي ورثتها عن أجدادي, لذلك أنا أريد أن أكشف للناس عن أقصى ما أملكه أو عن أكثر شيء أملكه في هذا الزمن الصعب زمن الوحوش أو زمن الطيب والبشع والشرير أو حتى قبل أن يأت يوم عليّ لا ينفع فيه الاتجار لا في الحبُ ولا في الحنين ولا في المشاعر والأحاسيس الدولية وقلتُ بيني وبين نفسي: هذا كل ما أملكه الآن في قلبي وهذا أقصى حدود إمكانياتي حيث الجيبة فارغة والقلب ممتلئ والرأس ممتلئ بالأفكار الرهيبة ومع ذلك ومع كل ما فعلت ومع كل ما توقعت ومع كل ما أصابني بعكس ما كنت أتوقع لم أشعر بالسعادة التي أنا أتوخاها من نفسي ومن البيئة التي أعيش فيها, وكنتُ قد شربتُ بعد كل ذلك القهوة ومن ثم الشاي وأشعلت ثلاث سجائر تطاير الدخان منهما فوق رأسي ومن ثم كان يخرج الدخانُ من فمي كما ولو أنه يخرج من فوهة فرنٍ أعد خصيصا لصناعة الخبز أو لصهر المعادن الثقيلة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء والبترول والدولاب والماء
- فلسفة الدورة الشهرية
- من هم أصدقائي؟
- المرأة بين التلحين والغناء
- الله أكبر امرأة!!
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي


المزيد.....




- أكثر من 700 حريق غابات تستعر في كندا بينها 200 خارج السيطرة ...
- يواجهون البحيرة ويصرخون.. -نادي الصراخ- في شيكاغو يشهد إقبال ...
- -وكمان مصاريف على الفاضي-.. نجيب ساويرس يعلق على منشور بشأن ...
- وسط أزمة الجوع.. حالة يأس تنتاب الفلسطينيين مع إنزال مساعدات ...
- مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي ...
- ما تأثير اعتراف ماكرون المزمع بدولة فلسطينية في الداخل الفرن ...
- إيطاليا: القضاء يُخلي مسؤولية ميلوني في قضية ترحيل مسؤول ليب ...
- مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 22 ...
- ماذا يعني إيقاف آخر البرامج السياسية بتونس؟
- من أنقاض زلزال.. بحرينية تستكشف سحر -الغابة الغارقة- في كازا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - هذا أقصى ما أملك