جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 16:46
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هذا مقال قديم من سنة2008م بعنوان (الرجال تأتيهم الدورة الشهرية كما تأتي النساء1 )أردت إعادة نشره مع تغيير العنوان.
يقال أن الدورة الشهرية لا تأت للرجل وهذا الكلام غير علمي وغير صحيح فالرجل تأتيه أعراض الدورة الشهرية كما تأت المرأة والفارق الوحيد بين الرجل والمرأة هو فقط في نزول الدم , فالرجل تأتيه الدورة الشهرية كما تأتي المرأة ولكنه لا يحيض كما تحيض النساء دما.
فالرجل ناقص عقل ودين إذا كانت المرأة ناقصة عقل ودين ,لأنه يتعرض لأعراض الدورة الشهرية كما تتعرض لها المرأة حتى أن المفسرين الدينيين للكتب المقدسة يحثون الناس على الصيام في أواخر الشهر القمري ويقولون إن ألله قد فرض الصيام لكي يتخلص الجسم من السوائل التي تتعرض للتمدد أيام يكون القمر بدرا كما يتعرض البحر للتمدد والانقباض , وتتمدد السوائل في جسم الرجل والمرأة وتخلق ضغطا عصبيا , وبالصيام يتخلص الجسم من ضغط السوائل التي به .
وعلامات الدورة الشهرية التي تأت الرجل تظهر علينا نحن الرجال كما تظهر عوارضها على النساء , فكافة أعراض الدورة الشهرية التي تطرأ على النساء نجدها تطرأ على الرجال ومنها :
ألم في أعلى الحلمتين وفي أسفل القدمين وأسفل الظهر وبعض الرجال يشكون من ألم في أسفل الظهر على فترات ولا يدرون أن هذا الألم ناتج عن أعراض الدورة الشهرية .
والشعوب البدائية هم أول من سن نظام العطلة الأسبوعية بسبب أعراض الدورة الشهرية التي كانت تطرأ على النساء فقد لاحظت الشعوب القديمة أن النساء أثناء الدورة الشهرية يكن معرضات لألم في البطن وألم في أسفل الظهر وألم في ألأطراف السفلى من القدمين واليدين وبعض النساء أثناء الدورة الشهرية يعجزن عن تقديم واجباتهن المنزلية لأولادهن وأزواجهن ويتعرضن للاكتئاب النفسي الداخلي المنشأ وعن طريق الملاحظة والتجربة والخبرة أحس مجتمع الرجال أن المرأة تكون عاجزة فعلا حتى عن تقديم المعاشرة الجنسية والنكاح فاعتزلوا نساءهم أثناء الدورة الشهرية ليس لأنه مضر بصحة الرجل ولكن لأنه مضر بصحة المرأة المتعبة والمجهضة من أعراض الدورة الشهرية .
.
وذلك أن المرأة في أثناء حالات الطمث والدورة الشهرية تعاني من مشاكل ميكانزمية مثل :
- آلام في البطن والساقين والمفاصل
-ومشاكل بيولوجية ونفسية مثل:
-الاكتئاب الداخلي المنشأ
ولهذه الأسباب الموضوعية كانت النساء قبل الميلاد يسترحن من الأعمال المنزلية مثل :
إشعال النار
وجمع القوت
والنباتات النافعة
وقد لاحظ الإنسان البدائي أن هنالك تقارب وتشابه مدهش بين الدورة الشهرية للقمر والدورة الشهرية للمرأة بحيث تكتمل دورة المرأة في 29--يوما-وكذلك الدورة الشهرية للقمر حتى يصبح القمر بدرا يكون فد قطع مسافة -29-30- يوما لذلك فان الدورة الشهرية للمرأة تتشابه مع دورة القمر الشهرية .
وكانت الشعوب القديمة الشرقية بالذات , وتحديدا في بابل والعراق تعتقد أن القمر هو الآلهة عشتار , وبما أن القمر تكتمل دورته مع دورة المرأة الشهرية لذلك قالوا : أن الآلهة تخلق الكون في كل شهر وترتاح في نهاية كل شهرفاختاروا يوما يسبتون به أي: تعطيل الفعاليات الرسمية ولم يكن هنالك فعاليات رسمية إلا بيوت العبادة والصلاة , وأطلقوا عليه إسم (إسباثو) أي الراحة.
وبما أن المرأة ترتاح أثناء الدورة الشهرية من الأعمال المنزلية فلا بد أن يرتاح القمر من أعمال الخلق.
وبما أن المرأة تحبل(نحمل) وتلد وتحافظ على النوع فلا بد أن القمر حليف المرأة وشبيهها هو الخالق العظيم الذي يخلق الكون
وهذه الخطوة الرائدة كانت هي البذرة الأساسية لانطلاقة فكرة الخالق والمخلوق, والفكر الديني البدائي, لذلك كان المعتقد السائد هو: أن الخالق أنثى وليس ذكرا , وهذا يفكك اللغز الذي كان يحيرنا عن نشوء فكرة الأديان السماوية وخصوصا الآلهة المؤنثة, لأن القمر هنا يحمل صفات وراثية أنثوية .
فكان الإنسان قديما يعتقد أن الخالق أنثى , لذلك عبد الإنسان الحجري الأعلى حوالي 7000 قبل الميلاد معبودات أنثوية وجد بها ضالته حول أسلوب خلقه وبعثه , وقد كانت الآلهة عشتار ترمز إلى القمر.
وبما أن المرأة ترتاح أثناء الدورة الشهرية من الأعمال المنزلية فلا بد أن الآلهة عشتار ترتاح هي أيضا من أعمال خلق الإنسان .
وكان البابليون يطلقون على المرأة الحائض لقب -سبات- وتعني ترجمتها للعربية استراحة لأنها ترتاح من الأعمال المنزلية أثناء الدورة الشهرية وبعد ذلك أصبح لهذه العادات عرفا اجتماعيا في نهاية كل شهر قمري بحيث يكون اليوم الأخير من نهاية الشهر القمري عطلة رسمية تعطل بها كل الفعاليات المهنية والرسمية والدينية وتستريح من أعمال - الحرث- والحصاد-والزرع-.
وفي أثناء فترة السبي البابلي الأول والثاني لسكان مدينة -يهوذا - تعلم اليهود هذه العادة من البابليين ونقلوا صفات وراثية من الآلهة المؤنثة -عشتار- والمعبودات الأنثوية والصقوها بإلههم -المصري- يهوى- أو- يهوه- وقالوا أن يهوى خلق الكون كله في -6- أيام وارتاح في اليوم السابع , وأطلقوا على هذا اليوم اسم اسباتو ومن ثم تم تصحيف هذا اليوم تصحيفا آخر وأصبح يعرف باسم السبت وقد دخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية وصارت تعني عندنا - السبات : الراحة والنوم العميق هو يوم السبت
وما زال الشعب اليهودي والإسرائيلي إلى هذا اليوم يمارس مثل هذه العادات الدينية وتعطل فعالياته الاجتماعية في يوم السبت .
أن الفكر الإنساني بمجمله مدين إلى المرأة في اغلب عاداته وأخلاقه من خلال أفكار متنصلة أصلا بالدم الحيض والنفاس والولادة.
ومن هنا حين عرف الرجال أن المرأة أثناء الدورة الشهرية تكون ناقصة اجتماعيا من هنا بدئوا يشعرون بالتمايز والتفوق البيولوجي على النساء وطردوهن من المعابد والهياكل الدينية واحتلوا مكانهن بغير رحمة وقالوا عنهن : النساء ناقصات عقل ودين .
ولكن حين نعرف أن الرجل تأتيه الدورة علينا أن نعرف أيضا أنه ليس مميزا عن المرأة بيولوجيا .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟