جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 12:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أنا غير قادر على فهم الواقع وتحليله فكيف أكون قادرا على تغييره؟وأنا غير قادر على نفسي فكيف أكون قادرا على غيري, وأنا لم أنتصر على نفسي طوال حياتي ولا في أي معركة من المعارك العظام التي قدتها بنفسي ضد كل تصرفاتي وضد كل ما أومن به من معتقدات ومن أفكار حتى أنني لم أكسب ولا أي جولة من الجولات كأن أقول : كسبتُ جولة واحدة أو خسرت جولة واحدة ولم أخسر المعركة بأكملها,وبحاجة لمن يساعدني في التحكم بعواطفي وانفعالاتي ودموعي ...اضحكوا بأعلى ما عندكم من صوت على حياتي التي تشبه المسرحيات الساخرة ,اضحكوا على قصة رجل هرب من التاريخ الذي يصر على الانتقام منه أنا أكبر مهزلة تاريخية وأنا أعنف مسرحية كوميدية سوداء وأبطالها كلهم (إتراجيديون) نضحك عليهم حزناً وألماً, أنا غير مقتنع بالناس كلهم والناس أيضا غير مقتنعين بما أقوله عنهم وعني ولا أومنُ إطلاقا بما تقوله وسائل الإعلام العربية فالكذب في مجتمعاتنا سنة بشرية اعتاد عليها الناس,وإيذاء المثقفين فريضة فرضها الله بالقرآن العظيم ,وأنا أرى ما لا يراه الناسُ كلهمُ ولستُ أدري إلى أين المسير, أنا أجهلُ ذاتي وصفاتي وعنواني وباب داري فكيف أستدل على عناوين البشر!! ومن أين لي أن أعرف بيوت الناس وأسرارهم إذا كنت أنا شخصيا حتى اليوم غير قادر على تفكيك لغزي وأسراري الدفينة... أنا لستة عن أحجية بحاجة إلى تفكيك وأنا ظاهرة غريبة بحاجة إلى تفسير وأنا صندوق مقفل وعليه رمز سري سقط مني على قارعة الطريق,وكل ما أقوم به من كتابات عبارة عن مهزلة تاريخية كبيرة وعبارة عن محاولات فاشلة جدا لفهم الواقع ولتغييره , وكل ما أقوم به غير ناجح ولا حتى بالواسطات وبالمحسوبيات,أنا عبارة عن رجل مكسوف الوجه وعبارة عن قلب مخسوف الشكل, أنا قصة أعيشها بلا عنوان واضح, أحيانا أخرج من البيت لأتمشى ليلا لعل رأسي يصطدم بعامود كهرباء فأصحو من غفلتي وأسترد ذاكرتي بعد عشرين سنة من الضياع كما يحدث في الأفلام وفي المسلسلات التلفزيونية,وأحيانا أقول لعلي أصطدم بأي إنسان يقول لي على الأقل أنا ابن من وأنا من هم أولادي ومن هم جيراني ومن هم أحباب قلبي ومن هم أعدائي ومن هم أصحابي؟؟؟أنا لست قادرا على تمييز أصحابي من أعدائي, أنا من أنا؟..أغيثوني يا ناس,انجدوني يا بشر.. أريد أن أعرف على الأقل ,هويتي ...أريد من أي أحدٍ أن يجيبني عن بعض الأسئلة التي تؤرقني وتؤرق مضجعي.
وأنا لست أعرف إلى أين يقودني قدري ولست أدري متى أسكت عن الكلام ولست أدري متى أتكلم, أنا جاهلٌ في كل شيء ولا أعرف شيئا عن كل شيء, ولست أدري من أنا !!!أو من أين أتيت وإلى أين سأذهب فمن يرشدني إلى الطريق؟؟, أنا أذوب على الأرض مثل أي قطعة ثلج في فمي أو في كأسي.. وأمشي يسرعة في المنحدرات مثل السيل الجارف ومن ثم أنتهي في قاع الوادي حين أستحيل إلى بحيرة ماء صغيرة راكدة ولست قادرا على إيقاف نفسي إلا حينما أتوقف لوحدي فجأة وبدون أي سبب مقنع, وأنا شخصيا غير مقتنع بنفسي وبتصرفاتي وكلها تصرفات طائشة وولدنجية فكيف سيقتنعُ الناس بي إذا كنت فعلا أنا شخصيا غير مقتنع في نفسي !!؟,وأنا مثل الغبار أتطاير في الهواء وأنا أكاد أن أستحيل إلى رمادٍ ناري تذروه الرياح, أنا ضائعٌ لا أعرف عن نفسي أي شيء فكيف لي أن أفسر هذا العالم وكيف لي أن أعرف الناس وكيف لي أن أميز بين عدوي وصديقي إذا كنت عن نفسي أجهل كل شيء, ولست أعرف متى أبدأ ولست أعرف متى سأنتهي أنا عبارة عن بخار يتبخر مع كل كلمة أكتبها وأذوب مع كل قصيدة أقرأها أو أكتبها,وأنا كاتبٌ أتماهى مع أي قطعة نثرية أكتبها وأنا هنا منذ أربعة عقود ولا أعرف أسماء الجيران ولا أعرف وجهات نظرهم بي ما هي وما هو شكلها ففي وجهي يقولون كلاما ينعش القلب وحين أغيب عنهم يقولون عني كلاما يميت القلب وما خُفي كان أعظم بدرجة أنه يُذيب الفولاذ, أنا حتى الشوارع لا أعرف متى فتحت ولا أعرف متى أغلقت والطريق طويل جدا وأنا أسير في الظلام الدامس لا شمعة تنور طريقي ولا وردة أشتم رائحة عطرها حتى الإشارة الضوئية لا أعرف ماذا تعني ألوانها هل الأخضر لبداية الطريق أم للنهاية أم للتوقف أم للتحذير من خطب ما؟! أنا لم أعد قادرا على فهم أي شيء كل شيء بالنسبة لي أصبح لغزا وأحجية وأنا أكبر أحجية وأكبر لغز وأكبر ظاهرة..وليس معي وقود زائد لأسير أكثر في هذا الدرب المعتم جدا...تعبت جدا من المشوار الصعب وأوذيت كثيرا من الأشواك ومن الأفاعي التي لدغتني...أنا ما زلت طفلا بعمر السنة أو الستة سنين أو حتى الستة أشهر أحاول أن أتعلم اللغة من البداية وأحاول أن أكتشف الوجوه المحيطة بي..أنا متعب جدا ولست مرتاحا وأنا عبارة عن رجل يجلس على نار ملتهبة أو على فوهة بركانٍ حارة جدا..أنا لا أعرف أن أصور للناس شكلي ولا أعرف أن أعطي الناس انطباعا ثابتاً عن شخصيتي..أنا مجهول الإسم والهوية وأضعت جواز السفر وأضعت شهادة ميلادي وما زلت أبحث عن وطن أولد فيه وأموت فيه حبا ويموت بي عطفا وحنانا, أنا وكأنني قادم من العالم الآخر أجهل نفسي وأجهل حقيقة الناس المحيطين بي فلا أكاد أعرف عن الناس وعن الجيران أي شيء وأنا كما تقول عني أمي لا أعرف عدوي من صديقي..أنا حائر وأنا ضائع وأنا جائع جدا أتمنى لو أشبع أو أتمنى أن ألتهم صدراً بفمي كما ألتهم حبة رُمان أردنية من أرض بلادي, أنا لا أعرف شيئا عن قصة خلقي كيف بدأت ولا أعرف عن قصة حبي متى نشأت أنا كما يقولون موجود في هذا العالم منذ سنة 1971م علما أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف متى جئت ومتى سأذهب..ويحزنني جدا شكلي وهيئتي فلا أكاد أنظر إلى نفسي حتى أنفجر حزنا على مصيري المجهول, أنا تحولت إلى كومة من الرماد الناري وأنا عبارة عن إنسان في داخله كل المآسي الموجودة في هذا العالم.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟