أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - آه منك يا زمن














المزيد.....

آه منك يا زمن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 19:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وكم أقسمتُ على نفسي أن لا أراجعك فيما تبعثه لي من جراحٍ ومن آلام ورغم ذلك أعاتبك في كل يوم 100مرة.ٍ ومره.دون أن ترد على عذاباتي ودون أن تأخذك بنا الشفقةُ والرحمةَ تغرزُ فينا مخالبك وتسافرُ في أعماقنا لتزرع فينا أشجى الأحزان وأشجى العذابات ولا ينفعُ معك لومٌ ولا عتابُ ولا ينفع معك التوسل لا ولا الرجاءُ..آهٍ منك يا زمن كم تشتهي عذابنا وكم تشتهي أن ترى دموعنا وكم تشتهي أن تترنم وأن تُطرب أُذنيك وأنت تتسلطنُ على سماعِ صراخنا...آه منك يا زمن كم تشتهي أن تستمع لصوت ندائنا ونحن نصرخ من شدة الألم طالبين منك الرحمة والسماح حتى في عيد ميلادي تؤلمني وحتى في نومي وفي أحلامي لا يأت منك طيفٌ يسر البال ,وما الذي تريده منا يا زمن؟لم يبقى في جسمي سنتمتر مربع واحد إلا وغرزتَ فيه أنيابك..وآه منك يا زمن ...في كل يوم يأتينا منك يا زمن شيئا لم نكن قد حسبنا حسابه فلم نكن قد توقعنا بعد أن تُفجعنا فيما نحبه ولم نكن نتوقع منك كل هذه النذالة بعد ,ولم نكن قد تعودنا بعد على خستك ونحن نشاهدك تُقطع في أوصالنا,وكل يوم تطعمنا من آلامك وسمومك طعاما وسموماً لم تعتد عليه بطوننا وكل يوم ترينا أحزانا ودموعاً لم تشاهد عيوننا مثلها أبدا لا على الشاشة الصغيرة ولا على الشاشة الكبيرة... فأنت تظهر لنا بأشكال جديدة ومختلفة وأنت تجدد في داخلنا مظهرك الشخصي وأنت بارعٌ في التخفي عنا فأحيانا تختبئ لنا في قلوبنا وأحيانا في عيوننا وأحيانا تخرج لنا من أزرار القميص ومن فرشاة الأسنان وأحيانا تطلع لنا من عيوننا وأحيانا تظهر لنا في الليل الطويل مثل(شتاء ريتا الطويل) وأحياناً تخرج لنا أو تطلع لنا من رؤوسنا....مرارتك ومرارة الإحساس بك لم نكن بعد قد شاهدنا مثلها أبداً ولم تكن كُريات الدم البيضاء قد اعتادت التصدي لأمثالك.. وكل يوم تظهر لنا برواية جديدة حزينة مبكية ومسليةً فأنت تلعب بنا وأنت تتسلى بنا وأنت تتخذ منا مطية وألعوبة وأضحوكةً لم نكتب مثلها ولم نقرأ مثلها...وكل الذي تخبيه لنا سراً لا نعلمه حتى هذه اللحظة وكل الأطباء الذين سألناهم عنك قالوا بأنه لا يوجد لك دواءٌ فبما نداويك يا زمان وأنت الداءُ وأنت الدواء؟؟؟وكل يوم تظهر لنا بأغنيات جديدة ولم نكن على استعداد لسماعها ...وفي كل يوم جديد لك معنا قصة جديدة وحكاية جديدة ولست أدري ما ألذي تخبيه لنا ولم تظهره علينا حتى الآن..ستعرف يا زمن بأنك لم تُصدع برجلٍ مثلي ولم تُجرب رجلا مثلي ولم تعاصر رجلا مثلي له كل هذه القوة على التحمل والصبر والجلد,أنت يا زمن تفزعنا بألوانك وبفنونك وبجنونك اللامحدود وأنت ترغمنا على أن نشتري منك أحزاننا وآلامنا ولأول مرة أنت تصادف رجلا مثلي يشتري الأحزان ويشتري الجراح ويشتري وجع الرأس ووجع القلب,فآهٍ كم اشتريتُ منك وآهٍ منك كم بعتني وكان الثمن دمي وصبري وكفاحي ودموعي,وآهٍ منك كم تاجرت في أحزاني وفي أوجاعي وآهٍ منك كم مرة بعتني وكم مرةٍ اشتريتني,كل يوم لك قصة جديدة وحكاية جديدة وأغنية جديدة,إن جرحك الجديد لم نكن بعد قد تعلمنا عليه ولا في أي كلية علمية ولا حتى في أي شارع..كل يوم يظهر لنا منك شيئاً جديدا ولا ندري يا زمن ما الذي تريده منا بعد!!وكل يوم تظهر لنا بشكلٍ جديد وبلون جديد وبملابس جديدة وبحكايات لها أول وليس لها آخر..ولم تكن عواطفنا قد تمرنت وتمرست بعد على مفاجأتك وخصوصاً العاطفية التي تفاجئنا بها وأنت تختبئ لنا بين أوراق الشجر وبين الأحلام وبين أوراق الكتب ودفاتر الذكريات الحزينة....آه منك يا زمن..ماذا تبقى لنا وما الذي تُعده لنا وليتك تطلع علينا مرة واحدة بكل ما عندك من مصائب ومن أحزان ومن مآسي لنأكل من يديك كل شيء مرة واحدة ونرتاح من جراحك اللعينة...ما الذي كنت تخبأه لنا بين طياتك ونحن عنه غافلون؟؟؟؟ولست أدري ما الذي تخبؤه لنا من أشياء جديدة ومن مناظر مرعبة حتى لصناع سينما الخوف وأفلام الرعب,أنت يا زمن أكبر فيلم مرعب وأنت يا زمن أقوى فيلم شاهدته في حياتي عن الخوف وعن الظلم...أنت في كل لحظة تطلع لنا من ناحية أو من زاوية جديدة وكأنك تلعب معنا لعبة(الأستغمايه-التخفي) فمرة تطلع لنا من حجاب المحجبات ومرة لظهر لنا من التنورة القصيرة ومرة تسخر منا ومرة تؤلمنا ومرة تفتح لنا الجمجمة ومرة تبعثرنا نحن وأحلامنا الصغيرة.آهٍ منك يا زمن...كل يوم لك حكاية جديدة وكلما غبت تعود إلينا وأنت تُطلُ برأسك بحكاية جديدة لم نسمع بمثلها ولم نقرأ مثلها لا في كتب الأولين ولا في كُتب الآخرين,وكل يوم تزداد جراحنا اتساعاً وكل يوم تظهر في بيئتنا مشكلات جديدة وأمراض وعُقد نفسية جديدة لم يقرأ مثلها الأطباء في كليات الطب,ولا أدري بعد كل الجراح التي ذقناها منك ماذا تخبي لنا يا زمن, آه منك يا زمن



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه
- المرايا
- الكاتب المطبوع
- شخصيتي ككاتب
- أمهلنا يا موت
- قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان
- هذا أقصى ما أملك
- الكهرباء والبترول والدولاب والماء
- فلسفة الدورة الشهرية
- من هم أصدقائي؟
- المرأة بين التلحين والغناء
- الله أكبر امرأة!!
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - آه منك يا زمن