أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - مواطن بلا دين إسلامي














المزيد.....

مواطن بلا دين إسلامي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 23:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في أغلب الأحيان يقبل الدين بأن يموت وبأن يعذب الملايين بإسمه ولكن الانسانية وحدها هي التي لا تقبل بأن تسيل نقطة دمٍ واحدة على الأرض,لذلك أنا مواطن انسان أحترم نفسي ولست مواطنا متدينا.

دائما ما يسألني أصدقاني ما هي طبيعة المشكلة بينك وبين النظام الأردني؟ وحين أشرح لهم المشكلة يقفون في صف الدولة أي مع الدولة ضدي أنا, ومشكلتي أود شرحها بكلمتين(مواطن بلا دين) أنا مواطن أعيش بلا دين داخل المجتمع الأردني, ولهذا السبب تعتبرني الدولة الأردنية مجنونا أو معتوها كوني أعيش بلا دين,وحسب قوانين المخابرات العامة الأردني فإن الدولة تحرمني من المشاركة في صناعة الحياة السياسية واليومية كوني بلا دين وكونها هي لديها دين كثير جدا وحجمه كبير جدا بحيث باستطاعتها تعليبه وتغليفه وتصديره إلى الدول الفقيرة لكي تصبح دولا غنية من فضل الله عليها, وأنا بالنسبة لي أعتبر الدولة الأردنية دولة إسلامية منتهية صلاحيتها منذ سنين وضالة من أقسى اليمين إلى أقسى اليسار ذلك أنها تحاول أن تزاوج بيم الدين وبين المواطنة وهذا شيء مستحيل فإما مواطن بلا دين وإما دين بلا مواطن,أما جمع الاثنتين معا فهذا مستحيل جدا, وأستغرب أنا في هذا الموضوع كيف مثلا لا تنصر الدولة دينا على دين آخر وبنفس الوقت لا تريدنا أن نعيش بلا دين؟
المسلم في البيت أو في الدكانه أو في الوكالة أو في الشارع أو في العمل, أو المسلم في الجامع لا يمكن أن يتصور نفسه مواطنا عاديا خاضعا لقوانين مدنية تضبط سلوكه بمعزل عن إبقاء إحساسه مستيقظا كمسلم يضبط سلوكه بالدين وحده, علما أن الدين الإسلامي لا يضبط سلوك المواطن العادي وبالمثال على ذلك: لا يمكن أن يتألم المسلم لأي إنسان يهودي مصاب بألم ,ولا يمكن أن يؤنبه ضميره وهو يشاهد مسيحيا يتألم طالما أن الإنسان المسلم لديه إحساس بأنه مسلم على حق وغيره على باطل ,وعلى العكس تماما إذا كان المواطن مواطنا فإنه حتما سوف يتألم لمنظر أي كائن حي يتألم, وهنا أنا نفسي مواطن أردني تعتبرني الدولة الأردنية مجنونا ومعتوها رسميا طالما أنني أعتبر نفسي مواطنا مدنيا بلا دين وهنا علينا أن لا نزاوج بين أن نكون جميعنا مواطنون حقيقيون وبنفس الوقت مسلمون, فمسألة المواطنة لا يمكن أن تتفق مع الدين ولا تحت أي شكل من الأشكال...و في أي حالة من الحالات لا يمكن أن نزاوج الشخصية المدنية مع الإسلام أو مع الدين إنه دائما صاحب الشخصية المتدينة يحاول أن يتعامل مع نفسه كمسلم ومع الناس كمسلم ولا يحبذ أن يتعامل مع نفسه كمواطن ولا مع الآخرين كمواطنين وحين يحاول أحيانا أن يكون مواطنا صالحا يتذكر على الفور بأنه مسلم,وهذه هي أكبر مشكلة,إن المسلم يحاول أن يكون مواطنا صالحا في الدولة بمعزل عن الدين ولكن في النهاية دينه يغلبه وينتصر عليه اثنان مقابل لا شيء للفريق الآخر, حين يبقى شعوره ووعيه يأخذانه إلى الإحساس بأنه على الطريق الصحيح وبأن غيره على الطريق الخطأ وهذا معناه أنه يشعر بالأفضلية على الآخرين وهنا تقع المشكلة الأولى وهي طالما أنا متدين وأشعرُ بالأفضلية طالما أنا بعيد كل البعد عن الأديان والإنسانية الأخرى فكيف سأقبل اليهودي بأن يبقى جارا لي هو والمسيحي دون أن أنظر إلى خلفيتهم الدينية ودون أن أنزع القناع عن وجهي, فأنا حين لا أكون متدينا وأنا حين يكون إيماني بالدين الإسلامي ضعيفا فتأكدوا بأنني سأبقى أحترم الآخرين وخصوصا أصحاب الديانات الأخرى, نحن نريد تحديد وجهات النظر وتحديد الأهمية العظمى للدين على اعتبار أن الدين كله يحول بيننا وبين حقوقنا المدنية حين نريد العيش في دولة مدنية ليس لها علاقة في الدين وبنفس الوقت أريد من الدولة أن لا تعتبرني معتوها عقليا ومعاقا فكريا حين أحاولُ أن أكون بلا دين يحكمني وحين أحاول أن أكون مواطنا حرا بلا دين وليس كما يقول العامة من الناس(بلا دين وبلا ذمه وبلا ضمير) فالدين لا يجعل ضميري يتأنب أو يتألم بل على العكس ديني يجعلني أكثر قسوة من أي وقت مضى فطالما أنا مسلم متدين طالما أنا أستلذ بموت الآخرين أو بقتلهم وبتعذيبهم كونهم لا ينتمون إلى ديني, وبالاستغناء عن الدين أستطيع أن أتعذب وأنا أشاهد أمامي يهوديا مظلوما أو مسيحيا مقهورا لأن الإنسانية وليس الدين هي التي لا تقبل بأن يتعذب الإنسان وبأن يُظلم ويجلد الآخرين .

وهنا تقع المشكلة بشكل أكبر بحيث يحتار المواطن بين أن يكون مواطنا مسلما أو مواطنا مدنيا بغض النظر عن دينه سواء أكان مسيحيا أو يهوديا أو مسلما,هذه المسألة تغيب عن أذهان أغلبية المسلمين الذين يتراجعون عن المواطنة الصالحة كلما تذكروا أنهم مسلمون بمعنى الكلمة, يجب هنا أن يختار العالم كله بين المواطنة كمواطنة وبين الدين كدين وبالمثال على ذلك لا يمكن للدولة العلمانية الحديثة التي تحكم وترسم فيها مؤسسات المجتمع المدنية,نعم,لا يمكن أن تتصور نفسها بأنها ترجح كفة دين على كفة دين آخر أو معتقد على معتقد سواء أكان دينيا أو فلسفيا, ولكن يا للغرابة إنها لا تستطيع أن تتخيلني كما هي الدولة الأردنية مواطنا سويا بدون أن يكون لي دين سواء أكان ديني مسلما أو يهوديا أو مسيحيا,هنا تقع الغرابة وهنا نقع كلنا في تناقضات المجتمع المدني العلماني الليبرالي الحديث,وبتقريب وجهات النظر أكثر:تعتبرني الدولة مختلا عقليا إذا كنت مواطنا بدون دين, وهنا نسأل الدولة هل تريدين مني أن أعيش مواطنا بلا دين أم دين بلا هوية وطنية؟؟, نحن اليوم يجب علينا أن نقترب من بعضنا أكثر كيهود ومسلمين ومسيحيين دون حتى أن يكون لنا دين وهذا هو مربط الفرس كما يقولون,فهل باستطاعتي أن أكون مواطنا في الدولة دون أن يكون لي دين؟ لا أريد من أحد أن يسألني عن ديني كما غنى(زياد الرحباني) وكما كتب كارل ماركس (حول المسألة اليهودية) حين ناقش موضوع تحرر اليهود.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الجميل لليهود
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - مواطن بلا دين إسلامي