أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الانسان الطمّاع














المزيد.....

الانسان الطمّاع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


هل تعلموا هذه الحقيقة....؟
يوجد على وجه الكرة الأرضية ما يكفي من الطعام ومن الملابس ومن الشراب ومن المواد الخامة للصناعات الأولية ومن البترول ومن الأكل ومن الشُرب ما يكفي كل مخلوق من المخلوقات التي تدب على سطح الأرض سواء أكانت تلك المخلوقات بشرية أم حيوانية, ولكن تصوروا معي الحقيقة الثانية المذهلة جدا عن الإنسان الطماع والطبيعة وهي أن كل ما على الكرة الأرضية من طعام ومن ملابس ومن مواد خامة كلها مجتمعة فوق بعضها البعض لا تكفي لإشباع جشع وطمع إنسان واحد على وجه الكرة الأرضية تكون صفته الأساسية الطمع والجشع.

يقع الإنسان الطماع نتيجة هذا المرض في عدة أمراض متتالية منها محاولة الكسب غير المشروع وتحقيق أرباح سريعة جدا ونمو كريه لرأس المال جدا وللثروة الزراعية والنباتية والحيوانية ويتم بعد كل هذا استغلال أمنا الأرض وإتعابها وإهلاكها مما يترتب على ذلك تراجع قدراتها على العطاء,والأرض هنا مثل الأم التي تباعد بين الأحمال لكي تنتج جيلا سليما بدنيا وعقليا... بل ويتعدى ذلك إلى قتل الإنسان الآخر لكي يأخذ منه الإنسان الطماع غذاءه وشربه وماءه ليس من أجل أن يأكل ويشرب وإنما من أجل طمعه وغروره, ولقد قرأتُ ذات مرة عن كاتب أمريكي صديق للبيئة يقول(بأن كل ما على الكرة الأرضية وما تنتجه الأرض في عام واحد من غذاء ودواء وصناعة يكفي تقريبا جيلا كاملا دون أن يعملوا ودون أن يتعبوا ودون أن يمدوا يدهم لبعضهم البعض)ولكن سلةك الانسان يؤدي إلى الفوضه والطمع يؤدي إلى الحروب العالمية وهذا معناه كما قيل(غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع)مثل الشعر الذي كان ينبت على لحية الكاتب الانكليزي الساخر برنارد شو علما أن رأسه كان أصلع مما دفع بالكاتب الساخر أن يسخر من العالم انطلاقا من مظهره الشخصي أي أنه شبه العالم برأسه الأصلع ولحيته الكثيفة, وذات يوم قال تشرشل لبرنارد شو وكان برنارد شو نحيل الجسم وتشرشل كبير الحجم, والمهم والأهم أن تشرشل قال لبرنارد شو:إن من يرى جسمك يعتقد بأن في انكلترا مجاعة, فرد برنارد شو:ومن يرى جسمك يدرك على الفور سبب كل تلك المجاعة,وهنا أراد( شو) أن يشرح طمع وجشع السياسيين.

وهنا سينذهل القارئ حين يعرف بأن الجشع والطمع هما المحفز الأول للإنسان على ارتكاب جرائمه من أجل أن يشبع غروره ولم يعد الإنسان اليوم يعمل من أجل أن يأكل فقط لا غير بل أيضا من أجل أن يرضي شهوة الطمع والغرور التي تزداد حجما يوما بعد يوم وسنة بعد سنة... وبصراحة 90 % من سكان العالم لديهم جشع وطمع وغرور كبيرين وهما سبب كل مشاكلنا على وجه الكرة الأرضية ويقال بأن 6% من مجموع سكان العالم هم الذين يتحكمون بالعالم كله وبغذائه وبدوائه وبشربه وبنومه ولو توقفنا قليلا عن التوسع والطمع والجشع لتراجعت كل مشاكل العالم, انظروا من حولكم سيجد كل إنسان ما يكفيه وما يكفي عياله من طاقة ومن غذاء ومن صناعات أولية حتى أن في الطبيعة طاقة طبيعية مثل الشمس والريح تستطيع مد الإنسان بالكهرباء في أغلب بلدان العالم وتكون محافظة على البيئة أكثر من المحركات التي تعمل على البترول,لذلك لا يوجد أي سبب بأن يجعلنا نتقاتل ولكن لا يوجد في العالم كله ما يملئ عين الإنسان وكما يقول المثل العامي(لا يملي عين الإنسان إلا التراب),ومتى توقف الإنسان عن استغلال الطبيعة لصالح جشعه وطمعه عندها فقط سيعرف الإنسان بأنه غير مهدِد لا لجيرانه ولا حتى للطبيعة نفسها, إن هذا الإنسان الذي يحاول استغلال الطبيعة لصالحه سيعرف في يوم من الأيام بأنه يحاول فقط أن يشبع جشعه وغروره وطمعه وبأنه ما بحث ولا في أي يوم من الأيام على مجرد إشباع حاجته من الدنيا, فأنا على سبيل المثال ماذا أريد من الدنيا؟ أنا لا أريد أكثر من سقف يؤويني ولا أريد في اليوم بطوله أكثر من رغيف خبز أملئ به جوف بطني وصدقوني أن هنالك بعض الناس الذين يملئ بطنهم نصف رغيف من الخبز ولكن كل أكياس الطحين لو باعها إنسان واحد طماع وجشع فإنها لا تكفي جشعه وطمعه وغروره وسيبقى يبحث ليلا ونهارا عن أكياس طحين جديدة يبيعها ليأكل ثمنها في بطنه ,وسيبقى يبحثُ عن مخازن الأغذية لكي يبيعها لصالح جشعه وطمعه واستغلاله للجنس البشري وللأرض, إذاً نحن نعيش في مجتمع وفي بيئة كلها أمراض نفسية, وبأن الذين يحكمونا جميعهم مصابون بتضخم الأنا, وبأن الذين يخططون لمستقبلنا ما هم إلا ملاعين حُرسي يخططون لإغراقنا فقط من أجل أن يرووا عطشهم للطمع وللاستغلال, وهنا مرة أخرى نقع أمام مشكلة أخرى وهي أننا أمام مجتمع كله أمراض معدية مثل الجشع والغرور والطمع, ويجب أن يتوقف الإنسان عن ممارسة جشعه وطمعه وبأن يكتفي بالذي عنده وأن لا يمد يده ولا عينه للذي في يد جاره وبأن لا يسرق لكي تزداد ثروته, ويجب على الإنسان أن يتوقف عن هذا النمو الكريه وعن استغلاله لأمنا الأرض التي يهلكها الإنسان الطماع والجشِع والمرابي لصالح جشعه وطمعه فالأرض تعبت من الإنسان الطماع ونحن أيضا تعبنا من الإنسان الطماع ونريد أن نرتاح قليلا من هذا الوغد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجلي أنا
- التوبة والاعتزال
- سياسة محمد
- مواطن بلا دين إسلامي
- الوجه الجميل لليهود
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الانسان الطمّاع