أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أبو يوسف السوري














المزيد.....

أبو يوسف السوري


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 00:10
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كنت تعيش في الأردن فكم سنة تحتاج لتتحول مثلا من فلسطيني إلى أردني كما تتحول المعادن من نحاس إلى فضه؟أو من سوري إلى أردني؟ ولو مشينا على نظرية التطور والنشوء والارتقاء فكم سنة يحتاج لها الفأر ليتحول إلى جُرذ,أو كم سنة يحتاجها قرد الرباح أو الشامبانزي ليتحول من قرد إلى إنسان؟ دعوني أفترض أنني مواطن أردني أعمل في السعودية ومضى عليّ 50 عاماً وتزوجت من سعودية فهل مثلا سأحصل على الجنسية السعودية؟ وإن حصلت عليها فهل سينسى الناس أنني الأردني؟ بعض الفلزات أي المعادن تحتاج مثلا لكذا سنة لتتحول من شكل إلى آخر,ولكن ما هي المدة التي أحتاج أنا إليها لأتحول من أردني إلى مواطن سعودي, أو من فلسطيني نازح إلى فلسطيني لاجئ أو من فلسطيني إلى أردني أو أو من سعودي إلى يمني أو من أردني إلى مصري؟لو أنك كنت مصريا أو سوريا وتسكن في حارتنا 100 عام فسنبقى نناديك بأسم(السوري) أو(المصري) حتى لو صنعت لنا مفاعلا نوويا وحتى وأن أدخلتنا الجنة من أوسع أبوابها وحتى وإن صنعت أمامنا كثيرا من المعجزات والكرامات وليس معجزة واحدة أو كرامة واحدة, علما لو أنك في دولة الكفر في أوروبا فستحصل على الجنسية بشكل أسرع من حصولك عليها من الحكومة الأردنية أو السورية,وستأخذ الجنسية في أمريكيا وستحصل عليها كما تحصل على علبة سجائر من أي سوبر ماركت أو كُشك على الرصيف, علما أننا طوال النهار نستمع من المساجد إلى خُطب ووعظ وإرشاد كلها تحث على الأخوة وعلى الترابط بين الناس وسلوكنا نستحي منه كثيرا ونستحي من نشر غسيلنا على الملأ من الناس,والذي شجعني على كتابة هذا المقال أن أحد الناس اليوم ذكرني بلقائي به في عمان العام الماضي وأنا خارج لتوي من مقابلة في الإذاعة الأردنية مغسول المخ في العاصمة عمان برجل من قريتنا في نفس وسيلة النقل التي نقلتني من عمان إلى محافظة اربد وعاتبني(أبو يوسف السوري) يومها عتابا مرا بعد أن أثنى كثيرا على المقابلة التي استمع إليها من مذياع السيارة...إلخ:وقال:

- أنا سمعت اليوم مقابلتك في الإذاعة الأردنية ولي عندك رجاء خاص وهو أن تكتب عني, وقال وهو في حيرة وتكاد عيونه أن تدمع:

- لماذا لا تكتب عني ؟.


- شو بدك أكتب عنك؟.

- يا أبو علي أنا متزوج امرأة من أقربائك العلاونه منذ 35 سنة وأنا في الأردن منذ كنت أنت طفلا صغيرا لا تذكر من طفولتك شيئاً,وأعرفك وأعرف جدودك..

فقاطعته قائلاً:وين المشكلة!!

فقال:

-يا رجل شو ابتحكي أنت؟, يا رجل انت عمرك اسمعت شو اسم أبوي؟ الناس كلهم بحكولي (أبو يوسف السوري) ولا حدى منكوا بقول أني مثلا الأردني,يا رجل قديش لازم أقعد في الأردن حتى تنادونني باسم أبو يوسف الأردني؟يا رجل ما زال الناس ينادونني (أبو بوسف السوري) كيف ينادونني أبو يوسف السوري ولي أكثر من 35 سنة آكل وأشرب وأنام وأتناسل وأتكاثر وما زال ملتعن ملعون عرضي وملعون حرسيي وماكل 100 صرمايه على وجهي في الأردن ولم أخرج من الأردن إلى سوريا إلا لبضع الأوقات أفلا أستحق الجنسية الأردنية؟.

- فضحكت كثيرا وقلت له: شو رأيك توخذ جنسيتي؟ طبعا وكنت مازحا, ومن يومها والموضوع يعشش في رأسي وتذكرت المسكين الشاعر الغنائي الكبير بيرم التونسي الذي كانت أمنيته أن يصبح مواطنا مصريا حتى نال الجنسية في النهاية على قطعة ورق فضحك وقال:كل أشعاري وكل حياتي أنا وأبي في مصر لم تجعل مني رجلا مصريا إلا هذه الورقة التافهة,وإلى اليوم ما زالت كل مصر تناديه باسم(بيرم التونسي) ولم يقل أحد عنه المصري,وكذلك (البغدادي) الذي اشترك مع الضباط الأحرار في ثورة أو انقلاب 1952م على الملك فاروق ظل الناس ينادونه بالبغدادي رغم أنه قدم لمصر أكثر مما قد قدمه لمصر 10 ملايبن مصري .
ولو أنا ذهبت لأعيش مثلا في السعودية ومضت عليّ مدة لا تقل عن خمسين سنة فسيبقى يُنظر لي على أنني المواطن الأردني وستبقى تقول الناس عني:راح الأردني وأجا الأردني,زعل الأردني ورضي الأردني,وعاش الأردني ونام الأردني, وسيبقى الناس ينادونني بالأردني حتى وإن عشت معهم 100 عام وسيحمل أولادي وأحفادي لقب الأردني إلى آخر الدهر وسيحافظون عليه بكل جدارة, وكذلك السوري الذي يعيش في الأردن منذ ربع قرن ما زال ينظر إليه حتى اليوم على أنه(سوري) أو لبناني) أو (حوراني).

فأي إنسان من أي جنسية مختلفة من الممكن له أن يحصل على الجنسية الأمريكية بمجرد ما يتزوج من أي مواطنة أمريكية,أي أن الزوج أو الزوجة باستطاعتهم جميعا أن يمنحوا الجنسية الأمريكية للطرف الآخر ,وإن أنجبت امرأة طفلة في الطائرة وهي فوق الأجواء الأمريكية فستمنح الحكومة الأمريكية المولودة الجنسية الأمريكية علما أن الحكومة الأمريكية لا تملك 20 محطة فضائية تنادي بالأخوة وتنادي بالوحدة وبالقومية كما يفعل العرب, ولا يوجد عند الأمريكان صلاة وقرآن كالذي في الدول العربية الإسلامية ... وتصوروا بأن أحد الجيران الذين يسكنون حولي منذ 25 سنة ونحن نقول لهم(سوريين) أو مثلا(أبو أحمد السوري) و(أبو فاضل الحوراني) أو أبو احمد المصري, أو(الطبري)علما أن معظم هؤلاء متزوجون من أردنيات منذ أكثر من ربع قرن,وهنالك عائلات حصلت على الجنسية الأردنية قبل أن تؤسس إمارة شرق الأردن وقبل أكثر من 90 عامٍ ومع ذلك ما زلنا نقول عنهم(الشامي) أو(اليمني)..إلخ...وما زال بيننا أناس أقدم من أقدم أردني وما زلنا نقول عنهم(السعوديين) أو(السعودي)و نقول عنهم مثلا عائلة: (المصري) أو عائلة)الشامي) أو(ألحجي الفلسطيني) وهذا بالضبط سكن في حينا ما يقرب من 70 سنة ونحن ما زلنا إلى اليوم نقول عنه(ألحجي الفلسطيني) والذي يشهد على ذلك مثلا أسماء العائلات كالنابلسي والشامي...وهي لا تعد ولا تحصى ....إلخ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة القومية
- 2011 سنة العجائب
- صناعة اللحوم
- نقد الإسلام السياسي
- أسئلة محيرة
- أردني مرفوع الراس
- وحدي في البيت
- هل كان سلوك محمد مطابقا لدعوته؟
- الاسلام لا يتحمل المسئولية
- إسلام أبي هريرة
- الانسان الطمّاع
- من أجلي أنا
- التوبة والاعتزال
- سياسة محمد
- مواطن بلا دين إسلامي
- الوجه الجميل لليهود
- من أين لكم مثلي!!
- الموسيقا والواجب الاجتماعي
- رؤيا
- سرقة المساجد


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أبو يوسف السوري