أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - صدأ العقل واضطراب الشخصيّة














المزيد.....

صدأ العقل واضطراب الشخصيّة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع العادي لتطوّر شخصيّة بنيامين نتنياهو-بيبي، رئيس حكومة إسرائيل يرى مثالا تقليديّا للشخصيّة المضطربة، لا نحتاج بأن نكون متخصّصين بأحد العلوم النفسيّة أو التربويّة أو الاجتماعيّة أو السياسيّة أو...لنكتشف اضطراب شخصيّة بيبي.
يدلّ على سلوك شخصيّة بيبي المضطربة إخفاقاته السلوكيّة وفق معايير المجتمع الدولي.
تقرّ الشخصيّة العاديّة بحاجتها إلى المساعدة والتضامن والتكافل والدعم و...أمّا بيبي فيشعر في داخله بأن كلّ القيادات الدوليّة، بدون استثناء، قد تخلّت عن الشعب اليهوديّ إبّان الحرب العالميّة الثانيّة وتركته فريسة للوحش النازيّ، وبأنّ الخسارة في العيال والمال كانت من نصيب الشعب اليهوديّ فقط! لذلك لا يشعر بيبي بالقلق إزاء سلوكه السياسيّ الفاشل في العلاقات الدوليّة؛ إنّه يفشل في الحفاظ على اتفاقيّة السلام مع الأردن، ويعمل على إلغاء اتفاقيّة السلام مع مصر، وأفشل الاتفاقات والعمليّة السلميّة مع منظمة التحرير الفلسطينيّة، كما قضى على المفاوضات وحلّ الدولتين، وأبعد المفاوضين والمستشارين الاستراتيجيّين الجديّين من طرفَي النزاع، وهو يفشل في بناء الثقة المتبادلة في العلاقات مع الحليف الرئيس لإسرائيل...؛ فهو لا يثق إلّا بنفسه ويطرب لمن يصفّق له و"يسلطن" لسماع صوته.
أرجو ألّا يُفهم من كلامي بأنّ بيبي يجهل معايير المجتمع الدولي؛ لا .. فبيبي يعرف جيّدا هذه المعايير، لكنّه لا يقبلها؛ فهو"فرفور ذنبه مغفور" يتصرّف وفق قواعد خاصّة به.. إذ تتحكّم في سلوكه معتقدات ذهانيّة (هلوسة) غير متصّلة بالواقع تشلّ قدرته على التمييز بين الحقائق والأوهام وعلى تقدير ردّ الفعل لما قد يرتكبه من حماقات .. فهو دائم الإحساس بالعظمة الإسرائيليّة، ومقتنع بأنّ هناك "بعبع" مخيف يستعدّ ويتأهّب لإبادة إسرائيل الضحيّة! لذلك على إسرائيل أن تسبقه وتبيده بدون الالتفات إلى العواقب؛ فكارثة الشعب اليهوديّ تجيز وتبرّر لقائد الدولة اليهوديّة بأن يشنّ حربا "دفاعيّة" على إيران، واحتلالا للأراضي الفلسطينيّة والسوريّة واللبنانية...وتهديدا بضرب السدّ العالي في أسوان( تهديد ليبرمان لم يكن تعبيرا ذاتيّا)....وتهديدا مبطّنا للقيادات الأوروبية بتحميّلها مسؤوليّة الضحيّة اليهوديّة!
يقول بيبي نتياهو للعالم أجمع اليوم: بما أنّك تعلم ما حلّ بشعبي، لذلك فمسموح لشعبي أن يفعل ما يشاء، ولا يحقّ لأحد منكم أن ينتقدنا أو يعلّمنا مصلحتنا وواجبنا، أو أن يقدّم لنا النصائحَ الأخلاقيّة؛ فالشعب اليهوديّ لن يسامح مَن سبّب له أن يدفع قوّاته العسكريّة الدفاعيّة وأجبرها على قتل الأبرياء!
في الماضي، قالت وآمنت غولدا مئير رئيسة حكومة إسرائيل السابقة، من سنة 1969-1974، بهذه المفاهيم، ولم تنم الليل إذا سمعت بولادة عربيّ، وأنكرت وجود شعب فلسطينيّ، لكنّ هذه الزعيمة استنتجت بعد حرب أكتوبر 1973 وانهيار ديّان العبر، وقالت "دررها" اليتيمة التي تنمّ عن الشعور بالضحيّة: ما أصغرنا أمام الكبار، وما أضعفنا أمام العظام!
هل يحتاج بيبي إلى حرب ليصل إلى استنتاج غولدا مئير؟!
ذكّرني بيبي الذي صدِئَ عقله عندما ذهب في الشهر الماضي إلى باراك أوباما، رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وطلب منه بأن يؤدّب إيران أكثر، وأن يشدّد العقوبات الاقتصاديّة أكثر، وأن يفزعها أكثر، وأن يهدّدها عسكريّا أكثر...وأن يبدي دعما لإسرائيل في مسعاها الجهنميّ أكثر... ذكّرتني هذه الفهلويّة البيبيّة بامرأة أتت بابنها إلى معلمه وشكت من عدم طاعته لها، وطلبت من المعلّم، وكان طويل اللحية، أن يفزع ابنها..فأخذ المعلّم طرف لحيته وألقاه في فمه وبدأ يهزّ رأسه ويزمجر؛ "فضرطت" المرأة من الفزع وقالت: طلبت أن تفزع الصبي وليس إياي؛ فقال لها: أيّتها الحمقاء إذا نزل العذاب هلك الصالح والطالح!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف
- -صاركراكوزي-
- يا سوريا: -ما لك علينا لوم-
- -إمسكوني-
- رسالة من الجنرال غورو إلى السفير شبيرو
- الغضب اللا مبرّر
- الحريّة قيمة أساسيّة للديمقراطيّة
- الربيع الخريفيّ
- المرابون العرب
- -الرجّال- لا يغيّر كلامه!
- حَبَل أو نَبَل
- دوّامة الفقر والمرض
- بمناسبة عيد ميلادك السبعين
- أَعنْدَ الشدائد يعرف العملاء؟
- أَعنْدَ الشدائد يعرف الملاء؟
- جودة التربة السّوريّة


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - صدأ العقل واضطراب الشخصيّة