أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضي كريني - بمناسبة عيد ميلادك السبعين














المزيد.....

بمناسبة عيد ميلادك السبعين


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 09:14
المحور: الادب والفن
    


( إلى الكاتبة آمال كريني، علّها تخرج بحكاية من القبو الذي انطوت على نفسها فيه، بعد مصابها الأليم قبل سنة)
اليوم، في عيد ميلادي السبعين، سأمحو من فكري يومَي أمس وغد.
لقد كان يوم أمس لي عبرة وذكرى وانتهى. تعلّمت منه وحملت من أشيائه أكثر ما بوسعي وفوق ما استطعت، لألقيها في حاوية يوم الغد، وهو ليس لي، ومجهول الأمر والعمر وغريب الدرب والهويّة والماهيّة والسّعة، فضاعت الأشياء فيه!
هذا اليوم لي، هو يومي ، ولم يبقَ لي سواه، وليس أمامي غيره، أحبّه ولو كان غريبا عجيبا، ها أنا أقف على عتبته، لأطأها بقدم جديدة، ما كانت هكذا من قبل ولن تكون أبدا، هي هنا والآن هكذا، وكذا كانت في كلّ يوم جديد مضى، وما غريب الآن إلّا يوم غد الذي لم أره بعد، أما هذا اليوم فلا، رغم أني لم أعش واقعه من قبل، ولن يأتي مثله من بعد، فهو لي الآن وهنا، وليس من قوّة تستطيع أن تزحزحه إلى ما وراء المستقبل، أو إلى ما قبل الحاضر، هو يومي، هو ملكي، هو حياتي كلّها، أنا موجودة في حقله وأحمل فأسه وأداعب نسماته، وأطلّ من شرفة داره وأحلم على سريره.. وكرسيّه وعرزاله، وليس لي هنا والآن يوم آخر سواه.
هذا اليوم، هو فرصتي الوحيدة، وخشبة نجاتي من المصيبة الحقودة، سأتمسّك به بكلّ قوّة وببطولة، وسأعيشه بكلّ لحظاته، بطوله وبعرضه، بسهوله وجباله، بحرّه القائظ وببرده القارس...سأكون شجاعة..
أنا شجاعة وقويّة، وكاتبة قصص للأطفال الذكيّة، وأستطيع أن أشرق لهم الآن شمس الطفولة، وأن أطلع لنا الآن شمس الحريّة.
الآن وهنا، وفي هذا اليوم سأستثمر أغلى مورد عندي- وقتي، وسأنمّي فيه فلسفة حياتي، وسأرعى فيه حروفي وكلاماتي وحكاياتي، سأحيا هذا اليوم بشكل خاصّ ومميّز لأعيش كلّ لحظة من عمري إلى أبد الدهر.
اليوم سأغزو أطفال فلسطين بابتسامة، وأطفال العالم بحكاية جدّة، وسأرمي التشاؤم بلا ردّة، اليوم سأصبّح وسأمسّي عليكم بالخير، وأدعو لكم بالسعادة، وأدعوكم إلى فرحي، وسأملأ قلبي بحبّ الأطفال، وسأكفكف دمعي ببراءتهم، سأتفاءل بالخير على هديهم وبعفويتهم وسأجده بعزيمة الأبطال.
اليوم، سأفتح مفكّرتي على صفحة جديدة، وسأخرج من قبوي إلى فضاء القصيدة، وسأعدّ لكم نشيدا للفرح، للحلم، للوفاء، وللكرامة...وسأعطيكم زادا للأيام البعيدة، وأمالا للمحن الشديدة، وسلالم لخطى العلا السديدة.
قومي، انهضي وأنت كنت الأقوى فيهم ومنهم! فخذي بأياديهم وضمّدي جراحهم!
قومي واستعدّي واجمعي قواك وشدّي حَيلك وشعرك واستحمّي بماء الحياة وجففي أطرافك بنور الشمس وكحّلي عينيك بزرقة السماء.
قومي اغزلي وانسجي لنا قصّة/حلّة مزركشة للأطفال.
قومي وأطيلي النظر في الحياة، وأصغي لدبيب النمل المعتزّ بثقب الأرض علّها تصحو بنت الكلبة!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَعنْدَ الشدائد يعرف العملاء؟
- أَعنْدَ الشدائد يعرف الملاء؟
- جودة التربة السّوريّة
- سوريا يا حبيبتنا
- أفق ديمقراطيتنا، وأفك ديمقراطيتهم
- الفقر المشتسري
- - إلّي بخجلوا ماتوا-
- بيبي ستريبتيز
- أو... ماي ... أوباما
- أيّهم أشدّ حمقا؟
- هذا هو الشعب السوري
- نحن هنا، والحمار لنا!
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-
- صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!
- صباح الخير يا مسعد!
- هل - أجاك يا بلّوط مين يعرفك-
- صباح الاشتراكية
- قعقور التفاوض وفنار لل OECD


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضي كريني - بمناسبة عيد ميلادك السبعين