أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نحن هنا، والحمار لنا!














المزيد.....

نحن هنا، والحمار لنا!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في غمرة الأحداث المتسارعة والأفكار المتباطئة الآيلة إلى التسطّح، أخذت أردد على مسمع بعض أعزّائي، حكاية خلاف الحقّ والبطل على ركب الحمار، بلا مؤاخذة الحمير مركوب الأجاويد، جمعتني ليلة فرح عائليّة بابن عمّي، وهو يشغل منصب رئيس بلدية على أفضل وجه، لن أقدّم رمزا آخر، تعب من وقوفي، وطالبني أن أحضر كرسيّي وأن أجلس بجانبه، فتذمّرت أمامه بأنّهم جلسوا على كرسيّي "ولاد"...ورويت له حكاية الحقّ والباطل والحمار!
وجمعتني ليلة فرح أخرى بصديقي الدكتور الكاتب، الذي يخلّد أسماءنا بكتاباته المنعشة للذاكرة كنسمات الفلسفة، استاء لتوقّفي عن الكتابة، فترة ليست بوجيزة، وطالبني أن أكتب إلى جانبه، فتذمّرت أمامه بأنّهم عقروا أفكاري"ولاد"....ورويت له الحكاية.
وجمعتني ليالي أفراح، وما أكثرها في هذه الأيام، بأعزّاء آخرين، وما أكثرهم بعد التجربة الطويلة، كان آخرها ليلة إفطار رمضانيّة، سألتني صديقتي الدكتورة، المصونة بهالتها البدريّة صاحبة الإصدارات البهية، عن سرّ كثرة تنازع الآراء في الحزب الواحد؟ وكأنّ أخوة الأمس يعيشون اليوم صدام حضارات هانتغتونية! ثمّ علا صوتها، كصوت الحقّ، مستغربة فقدان دلوي، فتذمّرت أمامها بأنّهم أسقطوا دلوي في بئر تونس ومصر وسوريا و... وامتلأ بالتسرّع والغموض، وسأروي لكم الحكاية!
كان الحقّ يتنقّل بين الناس، راكبا على حماره، لينشر دعوته بين جميع البشر، وراجت دعوته وفعمت القلوب والعقول بالحقّ، وكان الباطل يركض لاهثا ليلحق بالحق وليسبقه إلى الناس، تعب الباطل وبان عليه الأسى، فأخذ يستجدي الحق بان يسمح له، بركوب الحمار خاصته، ليرتاح قليلا، فتكرّم الحقّ وتنازل عن حماره لصالح الباطل لقليل من الوقت، فما أن اعتلى الباطل على الحمار وبدأت تتحسّن دعوته وتلقى آذانا صاغية، التصق بالحمار ورفض طلبات الحقّ وصدّ مطالبه الملحّة باسترجاع حماره، من كثرة الاستحلافات والترجّي و... وافق الباطل أن يحتكما إلى أيّ قاضٍ يختاره الحقّ، فوصلا إلى بيت القضاء، بادر الباطل القاضي بالسؤال: يا سيادة القاضي، مَن الذي يمشي الحقّ أم الباطل؟ فأجاب القاضي واثقا: طبعا الحقّ. فالتفت الباطل نحو الحقّ وقال له: هيّا امشِ امشِِ!
كم باطلا ركب حمار الحقّ؟!
1- على رأي الباطلة شلي يحيموفتش، المرشّحة لرئاسة حزب العمل، التي ركبت حمار دولة الرفاه، رغم أنف دعاة العدل الاجتماعي؛ إنّ المشروع الاستيطاني ليس بخطيئة ولا بجريمة، وهي تنفي بأن يكون للصرف الزائد على المستوطنات والأمن أيّ تأثير على دولة الرفاه! مَن سيقول لشلي: نحن هنا!
2- حسم الباطل نتنياهو الأمر وأجاب السيدة هيلري والإدارة الأمريكية وركائزها الضاغطة من شمعون بيرس حتى إيهود باراك، بأنّ إسرائيل لن تعتذر لتركيا عن مقتل تسعة نشطاء سفينة مرمرة، رغم تقرير اللجنة الدولية الذي يتهم إسرائيل باستخدام القوّة المفرطة! ونتنياهو لديه قاضٍ، يدعى "بالمر"، عيّنه السكرتير العام للأمم المتحدة، "بان كي مون"، رئيسا للجنة الفحص، وتقريره يدعم الموقف الإسرائيلي ويطالب الحكومة الإسرائيلية بإبداء الأسف فقط، وينتقد الموقف التركي! لذلك سيحصد "نتنياهو" ربحا سياسيا وإعلاميا مقابل تركيا، التي ستعود للتفاوض والمقايضة على حمارها! ومن شبه المستحيل على الباطل أن يعتذر بعد أن طالبه التقرير الدولي بإبداء الأسف، وبعد أن فرض عليه الوزيران، ليبرمان ويعلون احترام الهيبة الإسرائيلية.
الشكّ.
عندي شكّ!بأنّ "بنيامين نتنياهو" سيغامر بالعلاقات مع تركيا ليدفع "رجب طيّب أردوغان" رئيس وزراء تركيا، ورئيس حزب العدالة والتنمية المعروف بميوله الإسلامية، ليدفعه إلى زيارة غزّة مأسورا بنشوة العظمة لتركيا القوّة السياسيّة الإقليمية، التي باتت تتدخل بالشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط كمنافسة ورادعة لإيران، وأخذت تهدّد صديقتها سوريا لتثبت للإدارة الأمريكية بأنّها هي التي على رأس قمّة الدول التي تحافظ وتحفظ المصالح الأمريكية بالشرق، بالطبع ستكون زيارة أردوغان إلى غزّة بعد الطلب من خالد مشعل بأن يحسم أمره مع الجناح العسكري لحماس، الممثل بأحمد الجعبري ومحمد ضيف،كي يتسنّى:
1- لحماس أن تجني الأرباح السياسية من بعث الأمل على تحرير آلاف الأسرى الفلسطينية، كي تزرع الوهم في ربوع الوطن السليب، أو بالأحرى لتركب حمار الحقّ، وكأنّها هي التي تحقّق المكاسب الشعب الفلسطيني، وبالتالي هي حريّة بقيادته، وهكذا يتسنّى لها أن تجهض لمنظمة التحرير الفلسطينية مكاسب واستحقاقات سبتمبر.
2- لتركيا، فحكومة أردوغان كأنّها هي التي نجحت في استئناف المفاوضات على شليط ، وهي التي رفعت عدد الدول المؤيّدة لقبول فلسطين كدولة في صفوف الأمم المتحدة، وهي التي ستقاضي إسرائيل في المحكمة الدولية، وهكذا سيتسنّى لحزب العدالة والتنمية أن يغطّي على مشاكل تركيا الاقتصادية والقومية، وسيبقي منافسه حزب الشعب الجمهوري في المعارضة أو في أحسن الحالات في الإئتلاف.
3- لإسرائيل، فحكومة بنيامين نتنياهو، ستتخلص من الهبّة الإجتماعية الإقتصادية، قبل أن تخطو خطواتها السياسية، ويتسنّى لبيبي أن يمتصّ الشعب الإسرائيلي تسونامي سبتمبر.
أمّا بالنسبة للسلطة الفلسطينية؛ فالسلطة في وضع لا تحسد عليه، لكن.. بمقدور القيادة الفلسطينية أن تتدخّل في ما يجري في سوريا بأفضل من استنكار المذبحة لهذا المسؤول أو ذاك، من حقّ منظمة التحرير أن تطرح سيرورات حل للمخيمات الفلسطينية الموجودة في سوريا بعيدا عن مغازلة الإدارة الأمريكية، وهناك العديد من الطرائق والوسائل الكفيلة بحماية اللاجئين الفلسطينيين، دون التطرّق لآلة البطش العسكرية السورية!
ومن حقّ السلطة الفلسطينية أن تقول لحماس نحن هنا...! ولن نسمح بالتلاعب بقضية شاليط والكسب الفئوي على حساب المصلحة الوطنية. وعلى كلّ المنادين الصادقين بإبرام صفقة شاليط ، والداعين لنجاحها، أن يطالبوا بعدم إثارة زوبعتها في فنجان قبل 20-9-2011.

راضي كريني
كفرياسيف



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-
- صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!
- صباح الخير يا مسعد!
- هل - أجاك يا بلّوط مين يعرفك-
- صباح الاشتراكية
- قعقور التفاوض وفنار لل OECD
- أحمد سعد يا -خيّا-
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص
- لو كنتم بشرا،لاعتذرتم
- هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟ ...
- أو..... با.........ما فانوس أمريكي
- تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال ...
- لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
- قم يا بني وانجح!
- لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية الع ...


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نحن هنا، والحمار لنا!