أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟!















المزيد.....

هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نسمع في المدة الأخيرة على لسان المفاوض الفلسطيني "تهديدا" للمفاوض الإسرائيلي، بأنه إن لم تقبل إسرائيل بحلّ دولة فلسطينية مستقلة بعد كل التنازلات الفلسطينية، فسوف ينسحب الوفد الفلسطيني من المفاوضات وسيعمل على حلّ السلطة وسيطرح من جديد مبدأ، دولة واحدة من النهر إلى البحر!
لا شكّ أنّ هذه التصريحات دلالة عجز وناتجة عن يأس وغضب من المفاوض الإسرائيلي الهادر لفرص السلام، وناتجة عن تقييد المفاوض الفلسطيني لنفسه بمسار الاتجاه الواحد في المفاوضات- الحلّ (بدون بدائل) الذي يقود إلى السياسة الميتافيزيقية، سياسة إمّا أو، البارع بها المفاوض الإسرائيلي الذي حاصر نفسه بادعائه انّه لا يوجد شريك للتفاوض في الطرف الفلسطيني وليقنع الشارع الإسرائيلي باستعمال القوة العسكرية، وان لم تنفع فبأكثر قوّة وعنصريّة ويمينية وشارونية وبيبيّة!
أمّا لسان حال المفاوض الفلسطيني المسكين والمسلوب الإرادة فيقول عند تعثّر المفاوضات: سأستقيل! وسأقعد بالبيت! (بناء على مهارة صفقات الاتصال هذه لغة "ولد إلى ولد") ولتشرب إسرائيل البحر لوحدها وليبتلع الفلسطيني الضفدعة لوحده!
ولتحضر رايس للمرة السابعة إلى المنطقة في مسعى منها لتحريك عملية السلام! وكأنّ دور الإدارة الأمريكية يقتصر على التحريك فقط وفقط إذا كان الحلّ جزئيا! وبماذا تردّ السلطة الفلسطينيّة؟! بأنّها ترفض السلام الجزئي وتطالب بحل كل القضايا الرئيسيّة (القدس واللاجئون والحدود والمستوطنات والأسرى) دفعة واحدة وإن لا فلن نقبل حلا ولن نوقّّع اتفاق سلام (كما صرّح محمود عبّاس في استقبال الأسرى الفلسطينيين).
وماذا بعد؟ وما هو البديل المهدّد للمصالح الإسرائيلية والأمريكيّة؟ وكيف ستتمكّن القيادة الفلسطينيّة من التأثير على الشارع الإسرائيلي؟ وكيف تؤثر مثل هذه التصريحات على أوروبا وعلى الرباعيّة؟
على القيادة الفلسطينيّة أن تسهم بشكل دائم وبدون كلل أو ملل وبقوّة في صياغة الرأي العام الإسرائيلي والتأثير عليه وفيه، خصوصا وأنّه في الآونة الأخيرة، بدأنا نستشعر أنّ هناك تذمرا من المستوطنات، ومن تصرفات أوباش المستوطنين المتوحشة والمسعورة، ومن التكاليف الباهظة والأموال المهدورة على الاستيطان، هناك بوادر تفهّم من أوساط واسعة في المجتمع الإسرائيلي بأنّ المستوطنات خرق للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة ولقرارات مجلس الأمن 446 وَ465 وَ471 القاضية بتفكيك المستوطنات. وتشير استطلاعات الرأي في إسرائيل أنّ أكثرية الشعب الإسرائيلي تؤيد قرارات مجلس الأمن 242 وَ338 وَ1379، التي تطالب إسرائيل بالانسحاب من المناطق المحتلة إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وإعادة كلّ الأراضي الفلسطينية التي اغتصبتها.
لقد واكبنا تأثيرات بث الأشرطة المصوّرة في نشرات الأخبار التي تظهر بشاعة الاحتلال وهمجية المستوطنين، وأعتقد أنّ لمثل هذه الأشرطة تأثيرا على الرأي العام الإسرائيلي أكثر من تصريحات الانسحاب من المفاوضات! أو الإسهام في نشر تقرير "سلام الآن" النصف سنوي ليصل إلى كل بيت إسرائيلي وإلى كل مؤسسة ومنظمة وهيئة دولية تعنى بالقضية الفلسطينية ليس بمعجزة أو بمهمة مستحيلة!
يكشف تقرير سلام الآن الجديد الموثّق بالصور التي يمكن بثها في المواقع والوسائل الإلكترونية، بأنّ هناك 2600 وحدة سكنيّة في طور البناء بالمستوطنات، وأن 55% من هذه الوحدات تبنى شرق الجدار الفاصل! وبعضها يحاذي المدن الفلسطينية مثل رام الله وبيت لحم.
وحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية تضاعف البناء في المستوطنات 1,8 مرّة عن السنة الفائتة؛ من شهر كانون ثان حتى أيار سنة 2007 بني 240 وحدة سكنيّة في المستوطنات، أمّا خلال الفترة نفسها سنة 2008 فقد بني 433 وحدة سكنيّة.
من الذي بناها؟ 64% من الوحدات بنتها وزارة الإسكان.
لماذا لا يحرّك هذا الأمر قيادة الجماهير العربيّة في إسرائيل، اعتقد أنّ بإمكان لجنة المتابعة أن تقاضي وزارة الإسكان وبهذا تسهم في إنجاح المفاوضات!
إنني أوافق الشيخ رائد صلاح واقدّر قيادته لحملة "الأقصى في خطر". ولكن مع مضاعفة عدد المناقصات للوحدات السكنية في القدس العربية الشرقيّة بـِ 38 مرّة؛ فمنذ بداية السنة الحالية تمّ بناء 1761 وحدة سكنية، بينما في سنة 2007 تمّ بناء 46 وحدة سكنية (لاحظوا الزيادة)، أليست القدس كلّها في خطر؟! ألا يستحقّ هذا الخطر حملة رائدة؟!
وبالتالي المصاريف الاستيطانيّة الهائلة تقتضي أن نقيم الدنيا ولا نقعدها! وان نكفّ عن الساهمة بها! لماذا لا نذهب والمفاوض الفلسطيني إلى المحاكم الدولية بدل تصريحات الانسحاب من المفاوضات؟! ولماذا لا يعمل المفاوض الفلسطيني على تحريك السفن المحملة بمئات نشطاء السلام على نسق "غزّة حرّة" و"ليبرتي"؟ ألا يخفف مثل هذا الأمر من حدة التوتر بين حماس وفتح؟! ولماذا لماذا لا يلجأ المفاوض الفلسطيني بحنكته السياسيّة إلى أبناء شعبه ويطرح أمامهم البديل المهدد لوحدة الشعب الفلسطيني؟!
هل نضبت آليات وسيرورات النضال من اجل كنس الاحتلال عندكم؟!
إنّني لا أوجّه أسئلتي لقادة حماس لأنهم رسبوا في امتحان المرحلة الأولى للقيادة منذ انقلابهم على ذاتهم في حزيران 2006، ولأنهم أسهموا في حصار وتجويع وتلويث أجواء وشواطئ غزّة، ولأنهم لم يتعلموا درسا واحدا من المقاومة اللبنانية، ولم يستثمروا الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005، ولأنهم ساعدوا على بث الدعاية الإسرائيلية التي تدّعي إنهاء الاحتلال للقطاع، ولأنهم موّهوا سيطرة إسرائيل على المياه الإقليمية الفلسطينية وعلى الحدود البرية وعلى مصادر الغذاء والموارد الطبيعية، ولأنهم رضوا بأن يشرب شعب قطاع غزّة المياه غير الصالحة للشرب والمسببة للعديد من الأمراض، ولأنّهم لم يأخذوا بالحسبان عند انقلابهم ولم يحدّدوا السياسة الاقتصادية والاجتماعيّة والصحية البديلة الأفضل! ولأنهم أسهموا بإضفاء سياسة الحرمان والبطالة والتجويع والانفلات الأمني والقلق من جعل المستقبل غامضا، ولأنهم لا يتقنون مواجهة القصف الصاروخي والجوي الإسرائيلي الذي أسقط مئات المدنيين بين جريح وقتيل،
ولأنهم نقلوا 400 ألف إنسان من سجن المدينة غزّة و200 ألف من سجن المدينة خان يونس و150 ألف من سجن المدينة رفح وأكثر من 600 ألف من مخيمات جباليا ورفح والشاطئ والنصيرات وخان يونس والبريج والمغازي ودير البلح، نقلوهم جميعا وبدون إرادتهم إلى سجن أسوأ يدعى سجن قطاع غزّة، ولأنهم لا يمتلكون خطّة لتخفيف الكثافة السكانية، (لا يكون التخفيف بتقليل النسل فقط) ولأنهم فاقموا من أزمة تصريف مياه المجاري (المياه العادمة) المتدفقة في قنوات مفتوحة بجانب الطرقات لتصب....(رحم الله بيرم التونسي الذي قال عن حارته بأنّها زينة الحواري فيها المجاري نهر جاري)، ولأنهم، حتى هذه الساعة، لا يدرون ماذا سيفعلون إذا ما تعرّض القطاع إلى كارثة طبيعية (تسونامي أو هزة أرضيّة أو...)، ولأنهم جعلوا الإنسان الغزي يفضّل الهجرة على الإقامة، ولأن قادة حماس لا يسهمون في وقف التدهور البيئي من تصحّر وقحط و....، ولأنهم ضاعفوا من قيود الحياة وقللوا من نسبة الماء والغذاء وأساءوا للاقتصاد وللبنى الاجتماعية والمؤسساتيّة الفلسطينية ولم يخففوا من وطأة الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي، ولأنهم سمحوا لتنظيم القاعدة بالتغلغل إلى قطاع غزّة، ولأنّ حماس مستهترة بالموقف الأوروبي وبمقررات مؤتمر مدريد سنة 1991 وأضعفت مبدأ "الأرض مقابل السلام" واستهترت ببيان فلورنسا في حزيران 1996 الذي شدّد على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعبّر عن مخاطر التراجع عن العملية السلمية وعن المساندة لمفاوضات جادّة تكون محصّلتها دولة فلسطينية حسب قرارات الأمم المتحدة 242 وَ 338 وَ 1379، هل الاستهتار الحماسي هو المواجهة مقابل التعنت الإسرائيلي؟! وأخيرا لأن حماس غدرت بي وقسمتني نصفين ولا تمتلك رؤية واضحة لإعادة اللحمة ولا تمتلك أفقا استراتيجيا لحل القضية الفلسطينية!
ربما يقول قائل هذا كثير على حماس، ربما لأنّني أجهل سياسة حماس البنّاءة! لكن ليحدّد لي أحدكم درجة الغباء السياسي في تعامل حماس مع التصريح الأوروبي سنة 2005 الذي حدّد بأنّ سلاما في الشرق الأوسط وحلا للقضية الفلسطينية ومسعًى لإقامة الدولة لا يمكن أن يتمّ دون التفاوض مع حماس.
لا أنكر أنّ لأوروبا مصلحة في إصلاح السلطة الفلسطينية ومؤسساتها القضائيّة والمالية والأمنية... وفي رفع المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني للدولة الفلسطينية، فأوروبا معنية أن تجني استقرارا أمنيا واستراتيجيا لها. هل يتعارض هذا مع مصلحة الشعب الفلسطيني؟ ما رأي المفاوض الفلسطيني وقادة حماس؟
هناك خيارات سياسية عديدة ومنها المهدّدة للاحتلال الإسرائيلي، فليأخذ القوس باريها!

إطبع

--------------------------------------------------------------------------------
© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972 هاتف: 5740771-54-972 بريد أليكتروني: [email protected]
--------------------------------------------------------------------------------



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أو..... با.........ما فانوس أمريكي
- تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال ...
- لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
- قم يا بني وانجح!
- لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية الع ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟!